ديوان
صفاء الروح
للشاعر عبد الرزاق ابو محمد
( الموتُ حقٌّّ )
الموتُ حقٌّ وأمرُ الله من حكما
الكلُّ يفنى فلا جدوى لمن وهِما
يا غافلين كفى ما كان مُفتعلا
يأتي الهلاكُ وينأى كلُّ ما غُنِما
لا تحسبنَّ نعيمَ العمرِ مُنتظرا
لا بدَّ يوما يزولُ من به نعُما
حتى ولو طال في الأيامِ مُعتقدٌ
ما دام فيها نديٌّ شاء مُعتصما
لولا اللُّحودُ لطاف الأرضَ فاسدُها
أرخى الظَّلامَ وألقى الخوفَ والألما
نظفْ يديك وكنْ للنُّورِ مُرتكزا
ذاك الذي قد يُريحُ النَّفسَ إن رُسِما
أمَّا الذينَ من الإغواء قد شربوا
سيندمون فصدرُ الغيِّ قد كُتِما
باعوا الفضيلةَ في بخسٍ له عزفوا
حتى رأينا عرينَ المجدِ مُنهدِما
إيَّاك قُربا فهم للويلِ قارِعةٌ
من غُرَّ منَّا فلا يعتبْ إذا لُجِما
رتِّلْ كتابك وارحلْ عن منازلهم
كي لا تكون من الأخلاقِ مُتهما
------ عبدالرزاق الرواشدة
--------
( ألا تدري )
سألتُ القلبَ عن ماضي الغرامِ
أما زالت على الذِّكرى رِهامي
فلن أنسى من الأيامِ صافٍ
ومهما كان لن يفنى هيامي
فذا شعري يُغنِّي في هواه
يُنادي الشَّوقَ فالهاني وسامي
أبيتُ الليلَ والدَّمعاتُ تهمي
لماذا غاب عن عيني مرامي
ألا تدري بأنِّي في ضياعٍ
يُحيرُني ويشكو من مُلامي
غدا حُبِّي حياتي في عذابٍ
فزادَ الهمَّ واحتدمت سِقامي
عِتابُ النَّفسِ أرَّقني طويلا
هجرتُ النَّومَ وارتعشت عِظامي
أنينُ الوجدِ في صدري تمدَّى
صدى الآهاتِ يدعو كلَّ دامِ
=== عبدالرزاق أبو محمد
--------
{ يفوحُ عبيرا }
نظرتُ الطَّريقَ لِعلِّي أراكا
فرمشُ عيوني يُنادي هواكا
وقلبي تولَّعَ شوقا تغنَّى
هلمَّ إليَّ وحُثَّ خُطاكا
حنيني إليك يفوقُ التَّمنَّي
فخذني بقربك هاتِ وفاكا
فما غبتَ عنِّي فسلْ عنك حُلمي
وسلها نجومي فما لي سواكا
حملتُ إليك صفاءَ غُرودي
فهذي حروفي أرادت لُقاكا
رسمتك طيفا وبين جُفوني
فكيفَ أُجافي مُنيرا دعاكا
ألا لا تلمني على لهف حُبي
سألتُ عيوني تضمُّ سناكا
ستبقى قريبا فأنت حبيبي
على كلِّ ثغرٍ وجدتُ نداكا
يفوحُ عبيرا ويروي ضُلوعي
سأشربُ منه فذا من رُباكا
===== عبدالرزاق أبو محمد \\ مُحاكاة صورة
--------
0 نداءُ الرُّوحِ 0
نداءُ الرُّوحِ بالأخلاقِ يسمو
له نغمٌ يُغازِلُه الضِّياءُ
دعا صدقا على الأفواه شادٍ
يرى نورا يُغنيه العلاءُ
أفاقَ العين لا يقوى رمادا
فذي الأهدابُ أرواها السَّناءُ
أتى فيها هناءٌ قد تسامى
فلا شكوى ولو ساد الجفاءُ
أمينٌ توَّجَ الهاماتِ حُبَّا
فما كانت من الألحان لاءُ
له أملٌ بأن يبقى إلينا
حنينٌ ما له في الصَّدرِ داءُ
رمى عنَّا ثقيلا إن تهادى
يُرافِقُنا كما قمرٍ يُضاءُ
ودودٌ لن يُغيبَه ظلامٌ
يُعاتبُنا إذا عاش الخناءُ
حريصٌ أن يرانا في وصالٍ
وحتى لا يُفرِقُنا الدَّهاءُ
------ عبدالرزاق الرواشدة
---------
{ سلوا أحمدا }
سلامٌ علينا إذا غرَّدا
نعيبُ الغُراب ولحنُ العِدا
نظرتُ العيونَ لعلِّي أرى
كراما تردُّ رنينَ الرَّدى
فما تاق قلبي إلى نشوةٍ
تشدُّ ضُلوعي ويزهو النَّدى
فقلتُ لنفسي سيأتي الهنا
ولو بعد حينٍ سيعلو الهُدى
وتُشرِقُ شمسي على عزَّةٍ
تُنادي إلينا لنرمي الكدا
ألا لن تدومَ رياحُ الفتن
وكلُّ غُبارٍ إذا أرمدا
سنقتلُ كلَّ قريعٍ دعا
إلى من تغنَّى لذاك الصَّدى
فمجدُ الإباءِ لنا شاهدٌ
إليكم يعودُ ضياءُ المدى
فهاتوا إليه ليروي النُّهى
فما غاب عنكم ولا أُبعِدا
فخالدُ منكم وسعدٌ لها
دُعاةُ الفضيلة من تُقتدى
لماذا أثرتم قُرودَ العنا
عُروقُ الخيانةِ لن تُرغِدا
فلا تقربوهم ولو عاهدوا
فهم كالأفاعي سلوا أحمدا
========= عبدالرزاق الرواشدة \\ المتقارب
---------
( أسقيتُ قلبي )
أجريتُ دمعي إن بدت أتراحي
زادت عنائي واختفت أفراحي
ضاق الطريقُ تبعثرت آماله
وتوجَّعت من صائحٍ نوَّاحِ
ألقى بها مُتربِّصٌ باع الحيا
حتى تعيشَ غرائزُ الرَّداحِ
يا ليته في غائبٍ ومُقيَّدٍ
كي لا تغيبُ لهفةُ الإصباحِ
ما لي سناءٌ إن تربَّع حقدُه
أو بات غيضا هزَّ لي صدَّاحي
يا عاشقي لا تمدحنَّ غُرورَه
قد خاب ظنِّي ما لبستُ وشاحي
تلك الوعودُ تكسَّرت أقلامُها
كيف الوفاءُ لِكاذِبِ قدَّاحِ
في دوحتي مُتغرِّدٌ أشدو به
منه رأيتُ مُفرِّحي ونجاحي
لستُ الذي في عينه مُتوهِّمٌ
ما كنتُ يوما صاحبا لِمُجاحِ
أسقيتُ قلبي صافيا ومُهذَّبا
لا لن أخونَ منابتَ الفواحِ
--- ---- -- عبدالرزاق الرواشدة
----------
{ أضاعونا ]
أقولُ لمن تغنَّى واستمالا
ألا فاعلمْ بأنَّ الدَّمعَ سالا
فذي الأوهامُ إغواءٌ صداها
فلن ترعى نبيلا أو دلالا
لها حُلمٌ يُنادي في هواها
على زهوٍ تلوَّى واستحالا
ضياءُ العين إن هلَّت يُعاني
ويُصبحُ في رمادٍ لن يُزالا
وقلبُ الحبِّ نواحٌ تروَّى
أنينا لا يرى إلاَّ ارتحالا
بلادُ العُربِ أسواقٌ تملَّت
خُمورا ما سقت إلاَّ ضلالا
تُراودُنا على بيع الأماني
وتلهونا لكي نبقى هُزالا
فكم ركبٍ من الأعراب مالوا
أضاعونا وزادونا انحلالا
فإن ما عاد للأنوارِ شمسٌ
فلن نُشفى ولو عدُّوا الزُّلالا
لنا مجدٌ يُعاتِبُنا سناه
لماذا لا تروا فيه الوِصالا
أما كُنَّا إلى العلياء دربٌ
تباكينا وغيبنا الجلالا
======= عبدالرزاق الرواشدة
-----------
{ دقَّاتُ صدري }
أين المحبةُ والقُلوبُ تصلَّدت
تشكو المريضَ وصرخةً لم تُمهِلِ
يا ذا الذي أبديتَ عُذرا واهيا
إني رأيتك كاذبا في المُجملِ
دقَّاتُ صدري ما تغيَّرَ نبضُها
كيفَ الوفاءُ لِخادِعٍ ومُعذَّلِ
حملَ الرِّياءَ لكي يسودَ مقامُه
جرَّ البلاءَ وصدَّني عن مُقبلي
إن ما وجدتُ سعادتي لن ألتقي
عهدٌ عليَّ كتبته في منهلي
أن لا أكون مُرحِّبا ولِخائنٍ
زرعَ الجفاءَ وأسقني من حنظلِ
من قالَ عنِّي في غيابٍ لا يرى
إلاَّ غُرورا كدَّه لم يُعقلِ
أوحى إليَّ بأنَّني في طوعه
ما باله يرمي سهامَ المقتلِ
لا للهجاء فلن أُلوِعَ مُهجتي
ما كنت اسما للضغينةِ مشعلي
شرَّبتُ نفسي من صفاءٍ أشفني
اُنظرْ بديعي ما دعا للمُخذِلِ
--- عبدالرزاق الرواشدة
------------
{ صفاءُ الرُّوحِ}
لِسانُ الحقِّ للباغين ناهٍ
فلا تغضبْ أيا ليلَ السَّواهي
فليس الأمرُ شرعا كي تراه
على فخرٍ يُغنيه التَّلاهي
كفى تيها تعنَّى من دعاه
مشى فيه وغرَّدَ بالتباهي
فحازَ الهمَّ وارتعشت يداه
ولامَ النُّورَ في همس الشِّفاه
فما نادت له الأحلامُ يوما
نوى الهاني بعيدا في المُتاه
صفاءُ الرُّوحِ أن ترعى مُلانا
لِئلاَّ لا ترى عزفَ الدَّواهي
فكم رُؤيا توارت عن علاءٍ
لها طعنٌ إلى من كان ساه
فلا تقربْ لمن عدُّوا شقاءً
ولا تشربْ خُمورا في الملاهي
دعِ البلهاءَ واخترْ من تهنَّى
حكيمُ النَّفسِ للواقي يُباهي
وكن لحنا من العلياءِ آتٍ
فعمرُ المرء في كفِّ الإله
حياةُ الذُّلِّ إغواءٌ علاها
ستعلمُ أنَّها وكرُ اللواهي
------ عبدالرزاق الرواشدة
----------
{ أهواكَ أنت }
أهواكّ أنت فما في القلبِ إلاَّكا
أنت الذي نادت الأهدابُ لُقياكا
هلَّت عليَّ عبيرُ الحبِّ يأخذُني
هيَّا إليه أرى في العين نشواكا
وصلي تمنَّى حنيني من يُغازلُه
لا تبعُدنَّ فلا والله أنساكا
الشَّوقُ سادِ وذي الأنفاسُ تحمله
حُبَّا نقيَّا سما في الرِّمشِ حيَّاكا
البعدُ يأسٌ إذا حانت مراكبه
أهمي الدُّموعَ ويغدو ما تمنَّاكا
كاد الجفاءُ يردُّ لحنَ شاديتي
حتى ظننتُ بأنَّ الليل ألهاكا
إني رأيتُ من الاحلام قارئتي
أن لا تغيبُ عن الهيفاء عيناكا
ذاك التَّمنِّي أنا للقربِ عاشقةٌ
لِمْ لا تراني فهلْ أبدلتَ مهواكا
------- عبدالرزاق الرواشدة
----------
{ ما له تبديلُ }
يا أُمَّتي هذا العناءُ ثقيلُ
الجُرحُ ينزِفُ والدُّموعُ تسيلُ
آمالُنا في حسرةٍ لا تنتهي
مات الكرامُ فما لها تبجيلُ
صاحت بنا اهوالُها وتجولت
بين االدِّيار وسادَها التَّأويلُ
ما ظنُكم إن نثَّرت أشواكَها
وتوحلت وتقرَّرَ التَّذليلُ
إنَّا عرفنا من أرادَ طُبولَها
حتى يُصفِقَ إن بدا التَّرحيلُ
لا يبتغي إلاَّ قريعا مُفزعا
يهوى الأنينَ وللمُهينِ خليلُ
يا أيُّها الغدرُ الذي أوصى لنا
يكفي بنا ما شرَّعَ التَّجفيلُ
لا لن يدومَ ظلامُها وسوادُها
عهدٌ علينا للوفاء نميلُ
إيَّاك يوما من هديرِ سُيولِنا
الخُبثُ يُجرَفُ والرِّياءُ قتيلُ
لن نستقي إلاَّ رحيقا صافيا
قولُ التَّسامي ما له تبديلُ
---- عبدالرزاق الرواشدة
------------
{ نبضُ الهوى }
نبضُ الهوى مُتربِّعٌ في مُهجتي
ما كان يوما غائبا عن لهفتي
بين الضُّلوعِ عبيرُه لا يختفي
حملَ الصَّبابةَ وارتوى من نشوتي
ضيفٌ عزيزٌ طيفُه يرعى النَّدى
يهوى عيوني طامِعأ في غُنوتي
ألقى إليَّ مُكلَّلا من وردِه
منه رأيتُ مُزهرا في دوحتي
ليت الذي قد سادني لا يعتني
أو يشتكي من حائرِ في رحلتي
هذا دُعائي ما سألتُ لِغيرِه
اُنظرْ قصيدي صادِحا في فرحتي
وعدا كتبتُ حُروفَه لن تُنتسى
طولُ الزَّمان مُغرِّدا لي بسمتي
أوصيتُ قلبي أن يصونَ وفاءها
تلك التي أسقيتُها من قهوتي
---- عبدالرزاق الرواشدة
--------------
( لبستُ حيائي )
حملتُ بقلبي حنانا مُجيبا
أراح عُيوني وألقى المُطيبا
فحرفي نقيٌّ تسامى علاءً
تشرَّبَ صفوا ولامَ المُريبا
أنا ما نسجتُ وإلاَّ ضياءً
سألتُ أمينا وأهوى اللبيبا
فما كنتُ صوتا لِغاوٍ تمنَّى
خبيثا يُنادي مُهينا كئيبا
سيعلمُ إنَّي لبستُ حيائي
عفيفا تجلَّى وأنحى المُعيبا
سيبقى وفائي إلى من أراه
يُغرِّدُ حُبَّا وينسى اللُّوغبا
ألا لعنةُ الله صُبِّي عليه
على من تجنَّى وصاغ الكُروبا
أراد حريقا لكي يتغنَّى
هواه وينثرُ زيتا مُذيبا
لماذا تباهى بزيفٍ عماه
وتاهت عليه فغاضَ القُلوبا
سيبكي وحيدا ولو قرَّبوه
فكيف يعيها ويُشفي النُّدوبا
==== عبدالرزاق الرواشدة
------------
( فُكِّي قُيودي )
يا ابن الوفاء حفظتَ العهدَ وامتثلت
عينُ المروءةِ ما نامت على الأرقِ
الرُّمحُ يشهدُ أنَّ الكفَّ بارِعةٌ
والسيفُ يهوى نشيدَ الحقِّ والألقِ
نادى لها إنَّني من خيرة الثَّقفي
ما زلتُ رأسا سلي الأخيار عن أُفُقي
لستُ الذي من عيونِ الغدرِ يحملُها
ما كنتُ صدرا لمن باتوا على الفرقِ
فُكِّي قُيودي أرى الهيجاءَ تطلُبُني
تدعو إليَّ كفى نوما ألم تفِقِ
هذا مقامي وذي نفسي تُغازِله
لن أرحلنَّ ولن أنساه مُعتنقي
قالت له هل أرى عهدا أُصدِّقُه
إنَّي أخافُ غُرورا طاف بالحدقِ
إن حان وعدي فأمرُ الله أقبلُه
ذاك المنالُ وروحي تشدو مُتثقي
أسرجْ حصانك قولُ الحرِّ أعرفُه
صدقا رأيتُ له لحنٌ من العبقِ
---- عبدالرزاق الرواشدة في مجاراة أبيات ( أبا محجن الثقفي )
-------------------
{ أنَّاتُ حُلمي }
( سلامٌ يا حبيبُ ومنك عُذرا )
عيوني لن ترى فيها مُغِرَّا
رياحُ الظَّنِ ما زارت وفائي
فلا تسمعْ لمن ألقى المُضرَّا
على عهدٍ من الماضي تربَّى
طريقي ما دعا للقربِ عُسرا
فلا ليلي ولا صبحي تخلَّى
ولا أصغيتُ للواشين سرَّا
تُعاتِبُني على سهوٍ تولَّى
لِتُغضِبُني كأنِّي شلتُ وِزرا
ألا فارحمْ هيامي يا نديمي
إذا ما عادَ بالأشواقِ جهرا
سيبقى الحبُّ توَّاقا يُغني
ولا يُخفيه موالٌ تعرَّى
فذا شعري مع الأطيارِ غنَّى
له عطرٌ من الرَّيحان ذُرَّا
فإن عاشت على الأوهامِ نفسي
سأرحلُ عن عناءٍ ساق مُرَّا
لأنِّي ما سُقيتُ ندى حنيني
تجافى من له قلبي أقرَّا
فكيف اليومُ أرجو من تعالى
أضاعَ الوصلَ وانتزعَ المُسرَّا
سأشكو للهوى أناتِ حُلمي
لماذا أهدتِ الظَّلماءُ غدرا
======= عبدالرزاق ابو محمد
-----------
عبد الرزاق ابو محمد
{ من صفاء يدي }
روِّضْ عُيونَكَ واحذرْ رعشةَ العُقدِ
إياك تيها يردُّ فرحة الرَّغدِ
تبكي طويلا وتُسقى كأسَ حنظلِها
حتى تراه على فيضٍ من النَّكدِ
الصَّدرُ يُحنقُ والآهاتُ سابحةٌ
تروي الأنينَ بنفح الصَّمتِ والكمدِ
دعِ البغيضَ ولا تقربْ لِحامِله
إنَّ البلاءَ إذا أصغيتَ للرُّصدِ
تشدو به عُصبةُ الأحقادِ تنثُرُه
بين العيونِ له عزفٌ من الصَّلدِ
لا تأخُذنَّك نزوى من له هتفوا
قلْ للوفاءِ أنا ما بعتُ مُرتشدي
حتى ولو غابت الأفراحُ عن ولهي
مهما تغنَّى فلن يهواه مُعتقدي
إنِّي نصحتك فاقبلْ قولَ ناصحتي
ما قلتُ إلاَّ ضياءً عدَّه خلدي
لستُ الذي من حنايا الفخرِ يكتبُها
ما شلتُ كِبرا ولا في الظَّنِّ مُنتشدي
أبرأتُ حرفي فلا وهمٌ على قلمي
اسألْ عليَّ فما في العين من رمَدِ
والله إنِّي على حُبٍّ تودَّعني
سطَّرتُ فيها كريما من صفاءِ يدي
---- عبدالرزاق الرواشدة
------------------
{ دُعائي مُستمدُّ }
أنا ما زارني يوما مُكدُّ
ولا نادى له قلبي يعدُّ
نظرتُ النًّورَ في عيني أمينا
فكان الحبُّ للسَّامين يشدو
قطفتُ الشَّهدَ من قاني ورودي
عبيري للتَّداني كم يودُّ
فليس الحقدُ في صدري تهيَّا
ولا أوصى إلى دربي مُصدُّ
حفظتُ النَّفسَ عن لهوٍ تمنَّى
يُصاحِبُني على نزوٍ يهدُّ
مُنيري كي أُعادي نهج عُمري
ويحمِلُني إلى تيهٍ يكدُّ
أنا ما كنتُ للإفسادِ عينا
ولا طاعت عيوني لو أعدُّوا
مُهينا ساق مُرَّا أستقيه
فلن أرعى غُرورا يستحِدُ
لأنِّي لا أرى إلاَّ علاءً
له أدعو وقولي فيه عهدُ
فما غنيتُ في عودي خبيثا
و مهما كان لا يُثنيه صدُّ
رميتُ المكرَ عن قلبي بعيدا
فسلْ عنِّي دُعائي مُستمدُ
من الإيمان هذَّبَ لي حياتي
وردَّ العينَ عن زهوٍ يُمدُّ
ستبقى في الهُدى أهدابُ عيني
فذي الأوهامُ عن ليلي تُردُّ
------- عبدالرزاق ابو محمد
---------------
( لا تسمعوا )
مات الوفاءُ وخُلِّعت أوتادُه
حتى رأينا سطوةَ الأعداءِ
أين الذين تورَّدت أمجادُهم
هل ساد فينا حامِلُ الإغواءِ
صاحَ الحكيمُ ونُثِّرت دمعاتُه
ماذا دهاكم إخوةَ العلياءِ
خوفي عليكم إن توالى ليلُكم
وتشرَّبت أفواهكُم بالدَّاء
شابَ الرَّضيعُ ولوِّعت أهدابُه
لمَّا رأى مُتقلِّبَ الأهواءِ
كم في العروبةِ فاقِدٌ ومُيتمٌ
أرخى الدُّموعَ بغربةٍ بلهاءِ
يكفي سُباتا فالضِّياءُ يلومُكم
لِم لا ترون مرابِعَ النَّجلاءِ
كيف السُّكوتُ وقد تفرَّقَ شملُكم
أين الحياءُ ونخوةُ الإرواء
إن ما سألتم عن أمينٍ يُقتدى
يبقَ العناءُ مُسطِّرُ العتماءِ
بئس الذي قد قالها مُتشمِّتا
أنَّ الخُنوعَ سجيةُ الولهاء
لا تسمعوا لو برَّروا أقوالَهم
هم من أباحوا رجفةَ الصَّيحاء
==== عبدالرزاق ابو محمد
-------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق