لا يؤتمَن
للشاعر : أحمد السيد
لا يُؤتَمنْ
لا يؤتمنْ
العاشقُ الولهانَ .. كلُّ جميلةٍ
تُنسيهِ مَن سَبَقتْ
و ينساها بثالثةٍ تَراهُ و مِلﺀُ عينيها الوَسَن
لا يؤتمنْ
فكأنّهُ
طيرٌ لَعوبٌ لا يَملُّ تنقُّلاً
قفزاً إلى فَنَنٍ جديدٍ مِن فَنَنْ
لا يؤتمنْ
لا يؤتمنْ
الناكرُ المعروفَ إنْ يستغْنِ عنْ
كلِّ الذينَ تعهّدوهُ و سوَّروهُ محبةً
و مَعزّةً
حتى على رجليهِ قامَ و داسَ أشلاﺀَ المِحَنْ
لا يُؤتَمَنْ
لا يُؤتَمَنْ
مَن كانَ يبدو كالمَلاك لَطافةً
و وداعةً
و سلوكُهُ الخُلُقُ الحَسَنْ
لكنّهُ
بضراوةِ الوَحشِ الفظيعِ حقيقةً
و متى أُزِيلَ قِناعُهُ
بانَ العَفَنْ :
وجهُ المنافقِ في السريرةِ أسودٌ
و يشعُّ نوراً كاذباً
لخِداعِ أنظارِ العَلَنْ
لا يُؤْتَمَنْ
لا تُؤْتَمَنْ
هذا الجَمالِ الآسرُ
هذا القوامُ الساحرُ
الشَّعرُ و الألوانُ أمثلةُ استعارةْ
لا بأسَ .. فالتجميلُ للأنثى حضارةْ
لكنْ متى ما ناقضَ الأخلاقَ صارَ هوَ الحقارةْ
إنَّ الصبيّةَ دونما خُلُقٍ حَسَنْ
أنموذجٌ حَيٌّ لخضراﺀِ الدِّمَنْ
لا يؤتمن
لا يؤتمن
مَن إنْ بذمّتِه وضعتَ أمانةً
راعى الأمانةَ بالخيانةْ
و إذا لهُ أسررتَ قولاً شاعَ في
دنيا المَهانةْ
فلديهِ كلٌّ لم يُصَنْ
و السِّرُ يُذبَحُ للعَلَنْ
لا يؤتمن
لا يؤتمن
مَن ليسَ يملِكُ مهجةً
و مشاعراً بالآخرينْ
مَن ليس يجبُرُ خاطراً
من لم يذقْ طعمَ الحنينْ
من لا يقدِّرُ ضَعفَ مَنْ
نزفُوا و غنَّوا نازفينْ
فكأنَّ بعضَ غنائِهم
مِن ( نوتةٍ ) تُدعى الأنينْ
حتى كأنَّ قلوبَهم
بِيعتْ و لمْ يُدفَعْ ثمنْ
لا يؤتمن
لا يؤتمن
من أنتَ وقتَ فراغِهِ
كمحطّةٍ للاستراحةْ
يلهو و يضحكُ عابثاً
بفؤادِ مَن يبكي جراحَهْ
" يُعطيك من طرفِ اللسانِ " مَقالَ مَنْ
يُخفي الوقاحةْ
حتى إذا رضيَ الذي
هوَ بانتظارِ جوابِهِ
ألقى بصدرِكَ شوكَهُ
و الشوكُ بعضُ حِرابهِ
أوَليسَ هاتفُهُ بِمَن
يحتاجُهُ - لا أنتَ - رَنّْ
فإذا بهِ
يمضي بلا إذنٍ و قلبُكَ مُرتهَنْ
لا يؤتمن
لا يؤتمن
من كنتَ مُنسيّاً و لم
تُذكَرْ بنبضِ فؤادِهِ
ما دمتَ عن عينيهِ في
مَنأى فغيرُ مُرادِهِ
الحبُّ قيسٌ لا يرى
في الكونِ إلا وجهَ ليلى
يا ويلَ من جهِلوا الهوى
و بغدرِهم وصموهُ ويلا
و قلوبُنا شكلاً سواﺀْ
فالكلُّ مِن
لحمٍ نَفوذٍ بالدماﺀْ
لكنّها شتّى فقلبٌ كالحديدْ
و سِواهُ واهٍ كالهواﺀْ
يا أيّها القلبُ الذي
في طِيبةٍ يتقلَّبُ
فكأنّهُ متعلِّمٌ
دوماً و لكنْ يرسُبُ
أنتَ الغريرُ فمعجَبٌ
و مصدِّقٌ و مرحِّبُ
و الابتسامةُ لم تَعُدْ
وطناً لمنْ
فقدَ الوطنْ
بعضُ التبسّمِ مهنةٌ
يبدو بوجهِ مضيفةٍ
و لربّما يَدمى الفؤادُ بما اختزَنْ
بعضُ التبسّمِ حيلةٌ
شَرَكٌ لصَيدٍ ذي ثَمَنْ
بعضُ التبسّمِ لا يكونُ تبسّماْ
إلا بظنّْ
بعضُ التبسّمِ أصفرٌ
هُزُواً بمَنْ أزرى الزمنْ
فعليكَ أنتَ و منكَ قطعاً جازماً
لا تؤتمنْ
لا تؤتمنْ
لا تؤتمنْ
ه°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
- ترعرع النص و نما فناً بعد أن كان بضعة أسطر نثرية قرأتها في صفحة آنسة عزيزة .
حلب : 2021/8/2م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق