السبت، 7 أغسطس 2021

مرثيّة لامرأة لم تمت ..// بقلم الشاعر المبدع // محمد الفضيل جقاوة

 مرثيّة  لامرأة  لم  تمت ..

.

ـ ها قد مرّ عام على رحيلك أيتها العفيفة 

النقيّة التقية البارة الطاهرة ..

إليك في عالمك البرزخي أرفع هذا القصيد ..

.

كلّ الجـــــــــــــــــــــــراح مع الأيام تندملُ 

ونزْف جــــــــــرحك قاني الدّفق  متصلُ

.

عــــــام  تصرَّم   صفوَ  القلب   كـــــدّره

لا الصّبر يُجــــــــدي ولا الأوصابُ ترتحلُ 

.

أغالبُ الحــــــــــــزن مكلوما ويفضحني 

دمــــــــــــعُُ على شعب الخدين منهملُ

.

يطول فيك ذهــــــــــول الصبّ مرتجفًا 

فما يصيخُ  لقــــــــــــــــول  الخلّ  يتّصلُ

.

و ما يرتّب قــــــــــــــــــــــولا حين  يسأله 

الحــــــــال تُنبي  بما فـــي الرّوح يعتمل

.

لكـــــــــــم  تسائلني الصّغرى و أكذبها 

عن  اصفـراري و يبدي  لهفتي الخطل

.

للــرّوغ أختلق الأعـــــــــــــــــــذار منفلتا 

وليسَ  إلاّ  لـــــــــــــديك  الصبّ  يبتهلُ

.

ما زال صــــــــوت النّعيّ الآن يذبحني

مـــــــوتورُ وجـــــدِِ لداعي الذّبح يمتثل 

.

و لم تزل غصتي عطْــــــل بها  كلمي

قد  ناب دمعي فصيحَ القول  ينهملُ 

.

كـــــــــــأن  صبحك قد  شلّتْ  دقائقه 

باقِِ  يُبَدّدُ  فـــــــــــي  أحداقه  الطّفلُ

.

عزّوا وعـــــادوا وظنوا الميْتَ صاحبةً 

ومـــــــــــا دروا أنَّ روحي فيك  ترتحلُ

.

هـــــــــــــــذا أنا طللُُ أسلمتُ ألويتي 

للحزن أرجـــو الرّدى كي يُعْتَقَ الطللُ

.

بِمَ التأسي وكلّ النّاس قــــــــد رحلوا 

فـــــــــي شخص طاهرةِِ للكلِّ تختزل

.

عجلى  تركتِ رفيـــــــق العمر يلحفه 

ليل تـــأبّد  بالأحــــــــــــــزان  مشتملُ

.

يا كوثرا  للعـــــــــــــطا جفّتْ منابعه 

ظمــــــآن شوقِِ أنا والحلق مشتعلُ

.

من أين أرشف بعض الشّهد يسعفني 

ومن ســـــــــواك لديها يصلح الكفل ؟

.

قد كان حضنك لــــــي أمنًا ألوذ به 

من كلّ  طـــارقةِِ ضاقتْ بها السّبلُ

.

تدعين ربّك يُجْـلي الغبن ضــــــارعةً 

والدّمــعُ  تجري  به الأحداق والمقل

.

ما زال همسك في الأفجار يوقظني 

غضّا طريّا كـــأنّ الأمسَ لـــــم  يزلُ

.

جذلى تقــــومين قبل الكلّ  موقنة 

أن الصّـــــلاة لوقتِِ أجـــــــرها جَزٍلُ

.

هل تشعرين إذا عـرّجت في غلس 

أقبّـــــل القبر ملهـــــــــــوفا و أبتهلُ ؟

.

أبثك الشّـــوقَ  دمـعا حين يخذلني 

حرف تموت به من شهقتي الجملُ

.

يا نفخة الرّوح طـــيّ اللوح تبعثني

و الحـــــاء تلثم ثغــــــــر الباء تكتمل 

.

أنا الخراب بقلب الصمت يسكـرني

هذا الفراق الذي تَدْمِى لــــه القللُ

.

أسعى أجــــــــرّ رداء الخزي منكسرًا 

ومن لجبري  رعـاكِ اللـــــــــه يمتثلُ ؟

.

مـا كنتُ قبل رحيل الخــود محتفلا 

بالزائرين .. ولا بالمـــــــــوت أحتفلُ

.

ومــــا أحسّ بجـــــــــرح الغير برّحه 

و لا بما يُكْلِـــــم العشّــاق  أنشغلُ

.

ها القلب عندكِ كم يهفو لمعبده 

كـلي لــــديك برغم الأَوْبِ  منشتلُ

.

أَجَـلْ أُعَـدُّ  من  الأحياء  في  أَهَلِي  

مَيْتُُ  وربّي .. ولكــن  أخطأ  الأهلُ

.

أناشد اللــه أن أَرْدَى .. ويرجعـــني 

أنّـــــــــي  عهدتك  أُمًّا  برّها  وشل 

.

لقد رحلتِ و مـــــا ودّعتِ موصية 

فـــــلا  تراعي .. لبرّ  العقْبِ  أمتثلُ   

.

قالوا تسل فكم في الأرض فاتنة 

تنسيك مَنْ رحلتْ  للقلب تنتشلُ 

.

واترك ربوعك للأمصـــــار مرتحلا 

إنّ  الرحيل به الأحــــــــزان  ترتحل 

.

عاهدْتُ  قبـركِ  لا يعدوه  زائـــره 

أو ودّع الأهل  للأرمـــاس  مرتحل

.....

محمد الفضيل جقاوة

في: 07/08/2021



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق