مرثيّة لامرأة لم تمت ..
.
ـ ها قد مرّ عام على رحيلك أيتها العفيفة
النقيّة التقية البارة الطاهرة ..
إليك في عالمك البرزخي أرفع هذا القصيد ..
.
كلّ الجـــــــــــــــــــــــراح مع الأيام تندملُ
ونزْف جــــــــــرحك قاني الدّفق متصلُ
.
عــــــام تصرَّم صفوَ القلب كـــــدّره
لا الصّبر يُجــــــــدي ولا الأوصابُ ترتحلُ
.
أغالبُ الحــــــــــــزن مكلوما ويفضحني
دمــــــــــــعُُ على شعب الخدين منهملُ
.
يطول فيك ذهــــــــــول الصبّ مرتجفًا
فما يصيخُ لقــــــــــــــــول الخلّ يتّصلُ
.
و ما يرتّب قــــــــــــــــــــــولا حين يسأله
الحــــــــال تُنبي بما فـــي الرّوح يعتمل
.
لكـــــــــــم تسائلني الصّغرى و أكذبها
عن اصفـراري و يبدي لهفتي الخطل
.
للــرّوغ أختلق الأعـــــــــــــــــــذار منفلتا
وليسَ إلاّ لـــــــــــــديك الصبّ يبتهلُ
.
ما زال صــــــــوت النّعيّ الآن يذبحني
مـــــــوتورُ وجـــــدِِ لداعي الذّبح يمتثل
.
و لم تزل غصتي عطْــــــل بها كلمي
قد ناب دمعي فصيحَ القول ينهملُ
.
كـــــــــــأن صبحك قد شلّتْ دقائقه
باقِِ يُبَدّدُ فـــــــــــي أحداقه الطّفلُ
.
عزّوا وعـــــادوا وظنوا الميْتَ صاحبةً
ومـــــــــــا دروا أنَّ روحي فيك ترتحلُ
.
هـــــــــــــــذا أنا طللُُ أسلمتُ ألويتي
للحزن أرجـــو الرّدى كي يُعْتَقَ الطللُ
.
بِمَ التأسي وكلّ النّاس قــــــــد رحلوا
فـــــــــي شخص طاهرةِِ للكلِّ تختزل
.
عجلى تركتِ رفيـــــــق العمر يلحفه
ليل تـــأبّد بالأحــــــــــــــزان مشتملُ
.
يا كوثرا للعـــــــــــــطا جفّتْ منابعه
ظمــــــآن شوقِِ أنا والحلق مشتعلُ
.
من أين أرشف بعض الشّهد يسعفني
ومن ســـــــــواك لديها يصلح الكفل ؟
.
قد كان حضنك لــــــي أمنًا ألوذ به
من كلّ طـــارقةِِ ضاقتْ بها السّبلُ
.
تدعين ربّك يُجْـلي الغبن ضــــــارعةً
والدّمــعُ تجري به الأحداق والمقل
.
ما زال همسك في الأفجار يوقظني
غضّا طريّا كـــأنّ الأمسَ لـــــم يزلُ
.
جذلى تقــــومين قبل الكلّ موقنة
أن الصّـــــلاة لوقتِِ أجـــــــرها جَزٍلُ
.
هل تشعرين إذا عـرّجت في غلس
أقبّـــــل القبر ملهـــــــــــوفا و أبتهلُ ؟
.
أبثك الشّـــوقَ دمـعا حين يخذلني
حرف تموت به من شهقتي الجملُ
.
يا نفخة الرّوح طـــيّ اللوح تبعثني
و الحـــــاء تلثم ثغــــــــر الباء تكتمل
.
أنا الخراب بقلب الصمت يسكـرني
هذا الفراق الذي تَدْمِى لــــه القللُ
.
أسعى أجــــــــرّ رداء الخزي منكسرًا
ومن لجبري رعـاكِ اللـــــــــه يمتثلُ ؟
.
مـا كنتُ قبل رحيل الخــود محتفلا
بالزائرين .. ولا بالمـــــــــوت أحتفلُ
.
ومــــا أحسّ بجـــــــــرح الغير برّحه
و لا بما يُكْلِـــــم العشّــاق أنشغلُ
.
ها القلب عندكِ كم يهفو لمعبده
كـلي لــــديك برغم الأَوْبِ منشتلُ
.
أَجَـلْ أُعَـدُّ من الأحياء في أَهَلِي
مَيْتُُ وربّي .. ولكــن أخطأ الأهلُ
.
أناشد اللــه أن أَرْدَى .. ويرجعـــني
أنّـــــــــي عهدتك أُمًّا برّها وشل
.
لقد رحلتِ و مـــــا ودّعتِ موصية
فـــــلا تراعي .. لبرّ العقْبِ أمتثلُ
.
قالوا تسل فكم في الأرض فاتنة
تنسيك مَنْ رحلتْ للقلب تنتشلُ
.
واترك ربوعك للأمصـــــار مرتحلا
إنّ الرحيل به الأحــــــــزان ترتحل
.
عاهدْتُ قبـركِ لا يعدوه زائـــره
أو ودّع الأهل للأرمـــاس مرتحل
.....
محمد الفضيل جقاوة
في: 07/08/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق