الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

قصيدة تحت الضوء // اعداد وتقديم ا. خالد خبازة

 كثيرا ما استعملت العر ب المجاز  ،  وكانت تعده من مفاخرها ، فانه دليل الفصاحة ، و رأس البلاعة ، و به بانت لغتها عن سائر اللغات .

و لما كان  اللفظ هو الجسم .. و  المعنى روحه  ,  و ارتباطهما  ، كارتباط الروح بالجسد .

وحيث أن العرب اعتبروا أن  البلاغة  تكون في المعنى .. و الفصاحة  في الألفاظ 

و حيث آن العرب يعتبرون أن 

"  الشعر ما قلّ لفظه ، و سهل و دقّ معناه  و لطف .. و ما عدا ذلك، فهو كلام منظوم " .

و عرفه بعض البلغاء بالقول :

 " الشعر عبارة عن مثل سائر، و تشبيه نادر ، و استعارة بلفظ فاخر " .

و لما كانت  المحسنات البديعية جانب من جوانب اللغة الشعرية  التي كثيرا ما يأتي عليها الشاعر أحيانا ، كي يمنح  المعنى جمالا ، و القريض قوة ..

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

ان من البيان لسحرا

و بتوجيه من الدكتور ثائر السامرائي . رئيس منتدى هاملت 

فاننا  سنقوم بتقديم برنامجنا هذا    و بمشاركتكم  و بتعليقاتكم الطيبة  .. ونعمل على  التدقيق  في نص  نقوم باختياره  لكم  .. و علينا جميعا تبيان  مكامن الجمال  فيه..  و أي الأبيات يمكن اعتبارها أبياتا   تحتوي الصورة المجازية و البلاغة الجيدة و الصورة الحسنة ..  و البحث  عن ما في الأبيات من  استعارة موفقة أو كناية  جميلة .. أو محسن من المحسنات البديعية التي اعجبتكم في النص .. 

و ليس من مهام هذا البرنامج البحث  في سلبيات النص  .. انما برنامجنا يبحث فقط  بما يتعلق بايجابياته دون السلبيات .

 علنا نفيد جميعا افادة نضمها الى مضامين ما في جعبتنا من خبرة و تمكن  في نظم الشعر الجيد .

أنتظر تعليقاتكم الايجابية .. و سيكون لي تعليقي الخاص في النهاية مبديا   رأيي في النص  .. و ما في مضمونه  من جمال . 

و قد اخترنا لكم لهذه الأمسية  لؤلؤة أودعها الشاعر و أسكنها في محارة من أصداف البحر .. و ايقونة من ايقونات الجمال و الروعة  ... هذه القصيدة للشاعرة الرائعة و المحلقة في سماء الابداع  

الشاعرة التونسية  ..  سعيدة باشطبجي   Saida Bachtobji

كنت أحاول أن أختار منها عددا من أبياتها .. فلم استطع فهي تنضح بالجمال و الروعة .. فتتركها كما هي خاصة و أنها  

صادرة من القلب .

و ما يصدر من القلب .. لا بد ان يجد طريقه اليه 

و صدق زهير بن ابي سلمى عندما قال :

وان أحسن بيت أنت قائله ... ييت يقال اذا أنشدته صدقا 

فهيئؤا أنفسكم لهذا البرنامج الوليد .. و ارتدوا ملابس الغوص .. لتغوصوا في بحر القصيدة و بين محارها .. لتستخرجوا لؤلؤها المكنون ..  و دررها الفريد  ..  راجيا أن يكون هذا البرنامج الجديد  .. و الفريد بين كافة المنتديات  الأدبية فاتحة خير  ..  يتضمن  المتعة و الفائدة  لنا جميعا . 

تقول الشاعرة :

قصيدة كتبتُها  في أيام العيد◇ و شحنتُها بكل الوان الالم و التّناهيد◇ و ختمتُها بامل فيّاض في يوم موعود مشهود ◇ تعود فيه تونس حرّة غضّة غرّاء كالزّهر الأماليد◇ فهل ترى الأمل يتحقق فعلا فينتصرُ الشُّمُّ الصّناديد◇ على غدر الرّعاديد؟ ◇:

                         ☆《ماذا سأكْتُبُ؟》☆

ماذا سأكتُبُ في عيدٍ بلا عيدِ

والقيْدُ في مِعصَمي والحَبْلُ في جِيدي؟

ماذا سَأكْتُبُ  في عِیدٍ بلا شِیَمٍ

ضَاقتْ بِهِ نَخْوَةُ الشُّمِّ الصَّنادِيدِ؟

عَاثَ الوَبَاءُ بِهِ و اسْتُنزِفَتْ هِمَمٌ

و اسْتَأْسَدتْ فيهِ أذْيالُ الرَّعَادِيدِ

ماذا سَأکتبُ و الآفاقُ قدْ نَفَقَتْ

و تُونسُ الأنْسِ تَصلي نارَ تصهِيدِ.؟

و الكونُ  يَدمَی و أعناقُ المُنَى ذُبحتْ

و الجَوْر  قد مَارَ  مُرَا  في الأخاديدِ

ماذا سَأكتُبُ و الأفْراحُ قدْ رَحَلتْ

و استَوْطنَ الصَدرَ بَحرٌ مِنْ تنَاهِيدِ

و ضَاقتْ الأرضُ بالأوْصَابِ ما رَحُبَتْ 

و أجْدَبَ العِطرْ في الوَردِ الأمَاليدِ

والطَیرُ في أيْكِهِ المَحمُومِ في غَبَنٍ

و الشَهْدُ أضْحَى مَرَارًا في العَناقيدِ

هَذِي المَشَافِي و قَد صَارتْ مَنائحَ لَا

مَنْ سَوفَ یُنْجِدُها مِن  لیْلِ تسْهِیدِ

و یُسْبِلُ النُّورَ  و الرَّیَّا عَلَی  جَسدٍ

یَهفُو  إلی لَمْسَة منْ کَفِّ تَضْمِیدِ

و الذَّارِفُونَ أذًى و المُحتَسُونَ قذًی

و الطَّاعِمُونَ مُدًى مِنْ كَفِّ كُوفِيدِ

يُوِاعِدُون الرَّدَى ...و الرُّعبُ يَمْضُغُهُم

و دَولةُ الموْتِ کالصُّمِّ الجَلامِیدِ

تَربَّعوا فَوْقَ عَرشِ الجَوْرِ و امْتَشَقُوا

خَناجِرَ  الغدرِ  فِي ثوْبِ الأجَاویدِ

تَسْري سُمُومُ الرَّدَی مِن شهْدِ مِقْولِهِم

و یَرتدُون قِناعَ الدِّینِ والجُودِ

يُعاقرُونَ دِماءَ الشّعبِ في نَهَمٍ

و یَعقِرُونَ  الأمَانِي عَقْر عرْبیدِ 

و یسْرقُونَ الحَیَا منْ  غیْمةٍ نزَفَتْ

و يهْرِقونَ سُلافاتِ الأغاريدِ

ضاعَتْ مَرابعُنا.. مَنْ سوْف يُرْجِعُها

قَدْ غالَها  غُولُ حُكّامٍ  نَمارِيدِ

مَاذَا أقولُ  لأفْياءِ  بلَا وَطنٍ

بِيعَتْ بلا ثَمنٍ فِي سُوقِ تبْدِيدِ؟

مَاذا أقولُ لأیتَامٍ بِلا سَندٍ 

غِيلَتْ بَراءَتُهُم فِي فَکِّ نَمْرُودِ؟

بَكَى مِدادِي و شَبَّت نَارُ قافِيتِي

و أخرَسَ القَهرُ فِي عِیدِ الأسَی عُودِي

أصبَحتُ أخْجلُ منْ حُزْني ومنْ وَجَعِي

و مِن أسًی بِدَمِي یَحيا بتنْهيدي

ومنْ قذًی بعُیُوني یسْتَبِي أمَلي

ومن وسَادِ سُهادي یَسْتَبِي  جِيدِي

 ياليْتَنِي كُنتُ  إعصَارًا  یُدَمِّرُهُم

 فینْسِجُ الکَونَ طُهرًا كفُّ تَجْدیدِ

أو كُنتُ تَعوِيذَةً  أحمِي بها وطنِي 

مِن سُقمِ كوُفِيدَ فِي حُكْمِ الرّعاديدِ

أو سِحرَ هارُوتَ أو مارُوتَ یَحبِسُهم

في قُمْقمِ من لهیبِ الجمْرِ مرصُودِ

لکنّني الیَوْمَ لَا نُورٌ یُعَمّدُني

و لا انْتِصارٌ بیوْمٍ فیهِ مشْهُودِ

و لا سُلافةُ آمالٍ  تُواعِدُني

بنشْوة النّصرِ في شوْق المَواعیدِ

و لا قَوَافٍ ترُمُّ الشّرخَ فِي قلَمِي

و تنْفحُ الثغْرَ طيبًا  منْ زغاریدِ

ما عادَ یرتٍقُ  فَتْقا فِي جَوارِحِنا

و لا یَرُدُّ  دُرُوبَ التّیهِ في البِیدِ 

إلَّا رِعایَةُ رَبٍّ  قَادِر صَمَدٍ  

و نَخْوةٌ في ضُلُوعِ الشُّمِّ و الصِّیدِ

و جَذْوَةٌ في شَبابٍ طافحٍ أملًا

سَيزْرعُ  النّورَ  فِي أفْيائنا السُّودِ.☆☆☆

                    《سعيدة باش طبجي☆تونس》



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق