الجمعة، 11 يونيو 2021

لغتنا الجميلة في علم القوافي // الاستاذ خالد خبازة

 لغتنا الجميلة 

في علم القوافي 

البحث الثاني عشر

العيـــــــــــــــــــوب .. التي تقع في القافية

بالرغم  مما نشرناه في موضوع العيوب التي تقع في القافية .. و التحذير من ارتكابها .. الا أنه مازال هناك من يقع فيها من الشعراء  

لذا ارتأيت اعادة نشرها  مجددا عله يستفد منها البعض .

كثيرا ما يقع العديد من الشعراء في عيوب القافية ..  وهو ما حصل مع كبار الشعراء  في العصر الجاهلي و ما بعد ه 

و سنتحدث  عن هذه العيوب ان شاء الله تفصيلا .. بالنظر لما للقافية من  اهمية .. خاصة اذا علمنا أنها وجه القصيد ..  وهي المدخل الى نظم القريض .

 و هذه العيوب هي :

الاقواء .. السناد .. الاكفاء .. الايطاء .. والتضمين 

و سنبحث في كل منها على حدة

فالعيوب التي ترد على القافية ، و هو ما يهمنا في هذا البحث هي أربعة ، اضاف اليها الشعراء العرب عيبا خامسا .. وهذه العيوب هي :

الاقواء ، و السناد و الايطاء ، و الاكفاء .

و أضيف اليها التضمين . وهو أن البيت لا يتم معناه ، الا بالبيت الذي يليه ‘ وهو من عيوب الشعر المكروهة .وقد أورد أحد الشعراء هذه العيوب في أبيات ..  يقول :

القوافي .. مخمســــــات ثــــلاث  ...   حركات ، و أحـــرف ، و فســــــاد

فابتداها .. رس وحذو و اشبـــاع  ...  و مجرى .. و في النفـــــــاذ العتــاد

و الحروف .. الروي و الردف و التأ سيس و الوصل و الخــروج العمـــاد

و العيوب .. الايطــاء و الاقواء والاكــــفا .. و فيها التضمين .. ثم السنــاد


و نبحث  أولا ..في عيب ..

 الاقواء

الاقواء :

 وهو عيب يقع في حرف الروي من القافية ، و قد عرفنا ما هو حرف الروي . 

و الاقواء هو تغيير في حركة حرف الروي في بيت أو أكثر من أبيات القصيدة ، و هو عيب ، تكلمت فيه العرب كثيرا فيجب تجنبه ..  بالرغم من أن العديد من الشعراء ، حتى فحولهم ،فد  وقعوا فيه.. ثم عادوا الى تصحيح ما وقع .. ومنهم النابغة الذبياني و غيره من الشعراء ، الا أنه و بعدأن عرف النالس هذا العيب .. فلم يعد جائزا لا للفحول و لاو لغيرهم .. كما في قصيدة النابغة :

من آل مية رائح أم مغتدي     عجلان ذا زاد و غير مزودِ

زعم البوارح أن رحلتنا غد و  بذاك خبرنا الغداف الأسودُ

و الغداف : هو الغراب .

ونلاحظ قي البيت الأول ، أن حركة حرف الروي فيه جاءت على الكسر .. بينما في البيت الثاني جاءت حركته على الضم .

و قدتم  تنُبيه النابغة الى ذلك مرارا ، فلم ينتبه ، حتى دخل يثرب ، فطلبوا من قينة أن تغني له هذه القصيدة ، على أن تبطئ لدى وصولها الى هذا العيب .. عندها انتبه الى الخطأ ، و قام بتغيير البيت الى قوله :

زعم البوارح أن رحلتنا غد و    بذاك تنعابُ الغدافِ الأسودِ

فجنح فيه الى الكسر بعد كانت حركة الروي الضم . 

ونضرب مثلا آخر ، وهو عن القرزدق هذه المرة .. حيث يقول مادحا عبدالملك بن مروان :

مستقبلين شمال الشام تضربنا      بحاصب كنديف القطن منثــورِ

على عمائمنا تلقى و أرجلنــا      على زواحف ترجى مخّها ريرُ

و كلمة رير : تعني رقة في المخ .

نلاحظ لفظة منثور جاءت ( على الخفض ) و لفظة رير جاءت ( على الرفع ) و هذا عيب لا يجوز .

قال ابن أبي اسحق للفرزدق مشيرا الى لفظة رير : 

أسأت ! .. فان موضعها رفع .. وان رفعت أقويت ( يشير الى عيب الاقواء) 

عندها قام الفرزدق بتغيير الشطر المذكور فقال  :

على زواحف تزجيها محاسيرِ 

فعاد بروي البيت بعدها الى الضم كباقي الأبيات 

اذن فان الاقواء ، هو اختلاف حركة الروي بين بيت و آخر ، وهو من العيوب التي تحدثت عنها العرب كثيرا . كذلك يقول حسان بن ثابت :

لا بأس بالقوم في طول و فيقصر... جسم البغال و أحلام العصافيرِ

ثم يقول :

كأنهم قصــب جــــــوف أسافلـة ... مثقب نفخت فيــــها الأعاصيرُ

نلاحظ كيف جر قافية ..و رفع أخرى .  و هو عيب .. لم يعد جائزا  .

نكتفي بهذا القدر 

و سيكون لقاؤنا القادم في عيب السناد .. ان شاء الله 

..........

خالد ع . خبازة 

اللاذقية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق