لغتنا الجميلة
في علم القوافي
البحث الثاني عشر
العيـــــــــــــــــــوب .. التي تقع في القافية
بالرغم مما نشرناه في موضوع العيوب التي تقع في القافية .. و التحذير من ارتكابها .. الا أنه مازال هناك من يقع فيها من الشعراء
لذا ارتأيت اعادة نشرها مجددا عله يستفد منها البعض .
كثيرا ما يقع العديد من الشعراء في عيوب القافية .. وهو ما حصل مع كبار الشعراء في العصر الجاهلي و ما بعد ه
و سنتحدث عن هذه العيوب ان شاء الله تفصيلا .. بالنظر لما للقافية من اهمية .. خاصة اذا علمنا أنها وجه القصيد .. وهي المدخل الى نظم القريض .
و هذه العيوب هي :
الاقواء .. السناد .. الاكفاء .. الايطاء .. والتضمين
و سنبحث في كل منها على حدة
فالعيوب التي ترد على القافية ، و هو ما يهمنا في هذا البحث هي أربعة ، اضاف اليها الشعراء العرب عيبا خامسا .. وهذه العيوب هي :
الاقواء ، و السناد و الايطاء ، و الاكفاء .
و أضيف اليها التضمين . وهو أن البيت لا يتم معناه ، الا بالبيت الذي يليه ‘ وهو من عيوب الشعر المكروهة .وقد أورد أحد الشعراء هذه العيوب في أبيات .. يقول :
القوافي .. مخمســــــات ثــــلاث ... حركات ، و أحـــرف ، و فســــــاد
فابتداها .. رس وحذو و اشبـــاع ... و مجرى .. و في النفـــــــاذ العتــاد
و الحروف .. الروي و الردف و التأ سيس و الوصل و الخــروج العمـــاد
و العيوب .. الايطــاء و الاقواء والاكــــفا .. و فيها التضمين .. ثم السنــاد
و نبحث أولا ..في عيب ..
الاقواء
الاقواء :
وهو عيب يقع في حرف الروي من القافية ، و قد عرفنا ما هو حرف الروي .
و الاقواء هو تغيير في حركة حرف الروي في بيت أو أكثر من أبيات القصيدة ، و هو عيب ، تكلمت فيه العرب كثيرا فيجب تجنبه .. بالرغم من أن العديد من الشعراء ، حتى فحولهم ،فد وقعوا فيه.. ثم عادوا الى تصحيح ما وقع .. ومنهم النابغة الذبياني و غيره من الشعراء ، الا أنه و بعدأن عرف النالس هذا العيب .. فلم يعد جائزا لا للفحول و لاو لغيرهم .. كما في قصيدة النابغة :
من آل مية رائح أم مغتدي عجلان ذا زاد و غير مزودِ
زعم البوارح أن رحلتنا غد و بذاك خبرنا الغداف الأسودُ
و الغداف : هو الغراب .
ونلاحظ قي البيت الأول ، أن حركة حرف الروي فيه جاءت على الكسر .. بينما في البيت الثاني جاءت حركته على الضم .
و قدتم تنُبيه النابغة الى ذلك مرارا ، فلم ينتبه ، حتى دخل يثرب ، فطلبوا من قينة أن تغني له هذه القصيدة ، على أن تبطئ لدى وصولها الى هذا العيب .. عندها انتبه الى الخطأ ، و قام بتغيير البيت الى قوله :
زعم البوارح أن رحلتنا غد و بذاك تنعابُ الغدافِ الأسودِ
فجنح فيه الى الكسر بعد كانت حركة الروي الضم .
ونضرب مثلا آخر ، وهو عن القرزدق هذه المرة .. حيث يقول مادحا عبدالملك بن مروان :
مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثــورِ
على عمائمنا تلقى و أرجلنــا على زواحف ترجى مخّها ريرُ
و كلمة رير : تعني رقة في المخ .
نلاحظ لفظة منثور جاءت ( على الخفض ) و لفظة رير جاءت ( على الرفع ) و هذا عيب لا يجوز .
قال ابن أبي اسحق للفرزدق مشيرا الى لفظة رير :
أسأت ! .. فان موضعها رفع .. وان رفعت أقويت ( يشير الى عيب الاقواء)
عندها قام الفرزدق بتغيير الشطر المذكور فقال :
على زواحف تزجيها محاسيرِ
فعاد بروي البيت بعدها الى الضم كباقي الأبيات
اذن فان الاقواء ، هو اختلاف حركة الروي بين بيت و آخر ، وهو من العيوب التي تحدثت عنها العرب كثيرا . كذلك يقول حسان بن ثابت :
لا بأس بالقوم في طول و فيقصر... جسم البغال و أحلام العصافيرِ
ثم يقول :
كأنهم قصــب جــــــوف أسافلـة ... مثقب نفخت فيــــها الأعاصيرُ
نلاحظ كيف جر قافية ..و رفع أخرى . و هو عيب .. لم يعد جائزا .
نكتفي بهذا القدر
و سيكون لقاؤنا القادم في عيب السناد .. ان شاء الله
..........
خالد ع . خبازة
اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق