لم تمتْ بغداد والكون مداها
............................................................
حطّموا بنيانها واخفوا سناها
وضعوا الأشواكَ في دربِ مناها
وادفنوها في الثرى من دونِ غسلٍ
إنّما تغسيلها عطرُ ثراها............
هذهِ الزوراءُ كي لا تسألوني
لمْ تمتْ حتّى وإن باعوا دماها
فبها من عِطرِ أهلِ البيتِ نشرٌ
كاظمُ الغيظِ الّذي أهدى شذاها
لا تلوموني إذا أجريتُ دمعي
ليتَ دمعَ العينِ يُطفيها لظاها
واعذروني أنَّني صبٌّ شغوفٌ
مولعٌ عيناهُ لا تَهوى سِواها
فهيَ في قاموسِ روحي كلُّ روحي
وأمانيها وأشواقُ هواها
ما كتبتُ الشعرَ كي أزدادَ جاهاً
إنّما شعري لأحظى في رضاها
ذاك شِعري كلُّهُ ينسابُ نهراً
كي يروّيها ويجري في رُباها
قدّها كالبانِ لا يرقاهُ شعرٌ.....
حار فيها النجمُ والبدرُ عَلاها
إنّها بغدادُ ما بينَ جفوني
تسكنُ الأحداقَ والرمشُ غطاها
.
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق