الاثنين، 12 أغسطس 2019

ديوان // منافي الحلم // بقلم الشاعر // عبدالرحيم ابو راغب


ديوان
منافي الحلم
بقلم
الشاعر عبدالرحيم ابو راغب
 
 
 
 
 
 
مناسك التوحيد..
رزقنا الله وإياكم زيارة بيته...
طابَ الهُدى بضراعة الصلوات
بشريعةٍ وضَّاءة الشِرْعات...

لبًَيك يا ربَّ الخلائقٍ والورى
يعلو النداء بعبرةٍ وعِظات
كلُّ المناسكِ ترتجي غفرانه
بفضائلٍ تسمو مع الغايات
يا خير بيت للهدايةِ أصله
للسائلين مثوبة الدَعَوات
بمقام {إبراهيم} نور مثابةٍ
أرسى منارا في دجى الظلمات
تلك الربوع العامرات جلالةً
مزدانةٌ بِطَهارةِ الجَنَبات
يا كعبةَ التوحيد وحي قداسةٍ
حرمُ الوراعة قِبْلةُ القِبْلات
مذْ شُيِّدَتْ أركانهُ بيتُ الهدى
سادَ اليقينُ علا بلا شُبُهات
من كلِّ فجٍّ قدْ أتوا حُجَّاجه
سعيًا إلى الرضوانِ أهلُ تُقَاة
لا دين إلا دينه ربُّ العُلى
يُنْجي من الأهوال والشِّدَّات
أرضُ النُبوَّةِ تزدهي بحجيجها
معمورةً بمكارم الرحْمَات
الطُّهر فيها منهلٌ ومناقب
والسوءُ يَلقى رَمْيةَ الجمَرات
للعالمينَ رسالةٌ مقْضِيَّةٌ
قرآنها من مُحْكَمِ الآيات
بمُحَمًّدٍ كَمُل الهدى فرقانه
وتباركَ الإيمانُ بالنَعَمات
أوحى له الربُّ العزيز خِطابه
في حِجِّةٍ مبرورة الخَتَمَات
يا خير هادٍ مرسلٍ في أمَّة
عَظُمتْ بنيلِ الهدْيِ والعبَرات
وقف الحجيج وفي القلوبِ لواعجٌ
كان الوداعُ بملتقى عرفات
فلكَ الصلاةُ بكلِّ حينٍ طهرة
تسقي القلوب أطايب اللذَّات
_____________________
مزاج البوح...
مشوشٌ أنت حين الشعر يكتسح
تخشى المُباح وباب الشوق ينفتح
تراوغ الحرف محكوما بقافية...
تكابر الوجد فيك الصمت ينفضح
قد يصمد البوح مأخوذا بعزته
لكنَّه قلمٌ ... يهفو ويجترح
هو الهيام يماري الوجد منطويا
من ثُمَّ يسري به الإلهام يقتدح
وكم يساومه المعنى ويرهقه
وفي النهاية ينسى الذمَّ يمتدح
______________________
وحي الصورة__
___موسى وفرعون___
أضربْ عصاكَ بأمر الله يَنْفَلِق
_______نحو النجاةِ سبيلا ثمَّ يَنْغَلِق
بحْرٌ بمدِّ المدى منْ ذا يُقارعِه...
____موسى النبيُّ وهذا الوعْد والنَسَقُ
فرعون في باطلٍ والكُفْرُ يَتْبعُه
___الموت في موْجهِ حانَ الردى غرق
هلْ فادكَ الظُلْم والطغيان ساد هوىً
_____أم غَرَّك الشِرْكُ دون الهدْيِ مُعْتَنق
هل فادك العرْش والسلطانُ هيبته
___والقوم والجند حين الكرِّ قد لحقوا
لا والذي خلق الإنسان من علقٍ
____يهْوي الضلال ويسمو النور والفلق
الربُّ يمْهِلُ في الأحوالِ يَحْسِمها
____ في "كُن"ْ يكونُ بما قدْ شاء ينْبثق
يا أيْها المُبْتلىٰ شِرْكاً هَوَىِ زَبَداً
__________الآنَ تُنْكِرهُ والموتُ يَسْتَبِقُ
الحقُّ في موْثقٍ يجْلو بعبرتهِ
_____ضيَّعتَ موْئِله..ذا السوءُ والرَهَق
نجَّاك في بَدَنٍ للناسِ موعظةً
______فأينَ مِنْكَ الرؤى والزَهْو والألق
__________________________
أبجديات الحكمة...
وكم من قؤولٍ في الكلامِ طبيبُ
________وفعل يماريهِ الخِلافَ مُعِيْبُ
يبيعُ الهوى للناسِ يلفظُ حكمة...
_______وبرهانهُ في العالمينَ غريبُ
كأنَّ به يُنْبي المظاهِرَ مُحْسناً
_____وفي نفسه شرْع الضميرِ مريبُ
تراقبُ حال الناسِ تبحثُ عورةً
________وعيبكَ بادٍ ليت فيكَ رقيبُ
ولستَ بعيدًا عن عيونٍ ونظرةٍ
________أيخْفى دُخَانٌ والمثير لهيب
وإن رُمْتَ إصلاح النفوس فضيلةً
_______فكنْ قدوةً عند المثالِ يُنيبُ
فإن صلاح الناس في الناس مطلب
____ومن شيمة الإحسان منك تطيب
كِرام الورى يبدون نُصْحا وعِبْرةً
_ومن لا يداري النفسَ خابَ حسيبُ
وقارِنْْ كما قارنْتَ غيرك سائلًا
_________لكل سؤالٍ غايةٌ ومجيبُ
إذا ما ألِفْتَ المرءَ يقفو مَعَايِبًا
________فلاشكَّ فيهِ للعيوبِ نصيبُ
وما في السجايا إمرءٌ مُتكامِلٌ
____وحِلْمُكَ في كَبْحِ الظنون يُثِيبُ
وذو العقلِ يهدي العقل رُشْد حصافةٍ
_______فأنتَ به مُسْتَنْصر ونَجيبُ
________________________
......رمضان الهدى......
وللِهَدْي دينًا شِرْعةٌ ومناسِكُ
ومنها مواقيتٌ يطيبُ تَبَاركُ
ومن يبتغِ الإيمان يَسْلكُ نهْجهُ...

وأصلُ الهُدىٰ في المؤمنين تَدَارُك
سلامًا لِعَبدٍ يبتغيهِ مفازةً
خِلافُ التقى درب الضلالةِ هالِكُ
فهذي الدنا نحو الفناء مثابة
ومن تاه فيها ضَيَّعَتْهُ المسالك
فحُزْ أجْرَ طاعاتٍ لتحْظىٰ نوالها
حِسابُكَ في الأخرى عميقٌ وشائِكُ
مصيرٌ بجوفِ الرمْسِ سُؤلٌ مقرَّرٌ
عسيرٌ بدون الهدْيِ مهْواكَ حالِكُ
وذا شَهْركَ الميمونِ حانَ وصاله
عظيم المُنى شهرٌ كريمٌ مباركُ
ففي رمضان الصوم طُهرٌ وجُنَّةٌ
ثوابٌ ورضوان لأخراك عاتِك
هنيئا لِمَنْ يَبْغي الفلاحَ أمانيا
فتخْشعُ نفس إذ تلين عَرائِكُ
عبادةُ زُهْدٍ بالجوارح والهوى
تقيكَ اللَّظى حيث الجحيم مَهَالِكُ
وفي بَدَنٍ زُهْدُ التَصَبُّرِ للطَوى
بملء الرضى ترجو الخلاص مدارِكُ
بجنَّاتِ عَدْنٍ والخلود مقامها
نعيمٌ مقيمٌ تحْتَفيهِ الأرائِكُ
فسبحان ربِّ العرشِ جلَّ جلالهُ
لهُ الحُكْم لا كُفْوٌ ولا مُتشارِكُ
إليك رسول اللََّه قُدْس صلاتنا
لمثلك صلَّى ربُّنا والمَلائِكُ
______________________
رثاء ضحايا الغرق في نهر دجلة من
أطفال وشباب ونساء مدينة الموصل
مآسينا تعانقنا حتوفا
يكابدنا الأسى نبكي صروفا
...
لنا الأقدار تأتينا تباعا
بأهوال تُباغتنا صنوفا
خرائبُ أمسنا تشكو فناءً
دموع العين لاتحظى جُفوفا
وكم فينا المصائب والرزايا
ودار الحزن تأوينا ضيوفا
فحينًا ب/اللحى/ يأتي بلاءٌ
بإسم الله يذْبَحُنا أُلوفا
وطورا نبتلي جورا وقهرا
بسلطانٍ يفرِّقنا صفوفا
وفي غرق الضحايا كم فُجِعْنا
يكاد الحزن يُسْلينا عطوفا
فذا شعب يعاني مايعاني
تئنُّ حياته تبْدي عزوفا
مراثينا غدتْ يأْسًا وذلّا
فنذرفُ من مآقينا حروفا
إلهي نشتكي الإيلام ضيما
رفعنا من تظلُّمنا الكفوفا
وأنت المرتجى دينا ودنيا
فيسِّرْ حالنا يزري ضَعُوفا
___________________
من وحي الصورة...
إصنع ليأسك بسمة أو فرصة
عبِّر عن الأحلام محض خُلاصه
وارفع /مداسك/ كي يعاكس بؤسه...
وليفقد الإحساس فيك خَواصه
وادفن بمقبرة التشاؤم غصة
للحزن يبعد عنك جفو خَصَاصه
نبض التفاؤل يحتفي بعض الرجا
ويعيد ترتيب الشعور خَلاصَه
ليس المهم بأن تكون رواية
كن حكمة في هامش القَصَّاصه
___________________
=هوامش مسيجة=
زهو الحروف هنا..هناك تبدَّدا
يبدو التباري بالمِزاج مؤَيدا
...
حال القصيد كما السياسة مؤلم
مازانه الإنصاف لمَّا غرَّدا
ماهمَّه حين القياس مقاسه
أو همَّه /الإعجاب/خاب وعربدا
قد يُبْتلى بعض التباهي نزوة
لكنَّه يأبى الخنوع تودُّدا
طي القوافي مهجة لا تنجلي
إحساسها فوق الرجاء تمرَّدا
كن بلسما للجرح يكفيك المنى
خير الكلام ملبِّيا سِرَّ الندا
مازال /ميزان العدالة/ مائلا
رغم الشعار وقد تجلَّى مشهدا
عُرْف القبيلة ديْدنٌ في إرْثنا
يأبى التحضُّر في النفوس مخلَّدا
لايكمل السلطان دون /نسائنا/
هنَّ /الحكومة/ والقرار تعدَّدا
تكويننا /الشرقي/حتْمِي الهوى
بين الخلايا والدماء تمدَّدا
لاتخلط الأهواء وحي رجولة
فرهانها سبق النوى وتعقَّدا
 
_____________________
قوافي مجنّحة*
من ذا يباريهِ المعالي سطوة ً
وِسْع الجناحِ مع المهابةِ شامِخا
يعلو ويهبط والسموق مكانة...
فوق الطريح مُهَيْمِنًا أو/سالخا/
ويلُ الفريسة حين يَهْوي صائدا
بين المخالبِ كيفَ يعنو راضخا
كالسهم حينَ الإنْقضاض مُروِّع
يغدو الضحّية دون لوْذٍ صارِخا
من أينَ يحظى مهْربا أو موئلا
والرعْب يَسْكُنهُ فيُصرعُ دائخا
لايقتفي أثر الفرائس غفلة
أو حيلة بلْ مقبلا متشامخا
في حدَّة الإبصار يدرك غاية
ويركِّز الطيرانَ فنَّا باذِخا
يغري النواظرَ رفعةً وتطلُّعا
بالعنفوان وبالعزيمة راسخا
__________________
حال ومآل..
وحال الورى مستوحش مفجع الخطْب
لأن الهوى طبع يخوض مع الرْيب
وفينا الرزايا منذ بدء خليقة...
حرمنا جِنانا إذ بلينا هوى الذنب
ننام وفي الوجدان هجْس ورهبة
ونخشى صباحا قد يحين بذي رعب
ويبقى الأسى كنْه الحياة رزيئة
ومولودنا يأتي الدنا في رؤى النحْب
كأنّ به يدري الحياة متاهة
فيبكي مصيرا والنهى دونما لب
/فذاك/ الذي أردى الأخوّة عنوة
كما إخوة ألقوا ب/يوسف/ في الجبّ
وما فادنا درس الغراب بعبرة
بأعماقنا أصل الغواية والنُّصْب
وظلت بنا الأسواءتحكم نزوة
ومازالت الأهواء تصبو الى الحرب
فما ساد فينا الود شرع تراحم
ولا تنتهي الأحقاد إلا مع الترْب
ورثنا البلايا والأماني عقيمة
فرحماك من شرالشرور أيا ربي
_____________________
حين يجرح البوح...
..........
إنْ قُدَّ من قُبُلٍ..
لاضيْرَ يا ولدي
أو قُدَّ من دُبُر
فاصبْر على كَمَدِ
أو قُدَّ أجْمَعهُ
فاخلعْ بلا خجلٍ
والبسْ رداء العنا
وارقبْ خواءَ غدِ
أوباتَ مهْترئاً
لاخَيْط يرْبُطه
فاربطْ خُيوطَ المُنى
بالروح لا الجَسَدِ
دعِ الهوى حُلُما
واصْمتْ بلا عتبٍ
ففيكَ وجهُ أسى
من سالفِ الأَمَدِ
يحتارُ ثغْر الهوى
أيَّانَ بسْمتُهُ
لِذِلَّةِ القَهْر...
أوجاعٌ من الشَّدَدِ
والطَّامةُ..الطَّامةُ
الكُبْرى فبوحُ رُؤى
كالوعْظِ في منْبرٍ
قولٌ بلا صَدَدِ
وَيْحُ القصيدِ غدا
إيلام أمنيةٍ....؟
تلعثم الشِعْرُ ..
موجوعاً من العُقَدِ
يَشكو أسَاهُ.. يُداوي
جُرْحه عبثا
يشْقى المِدادُ ..تئنُ
الآهُ في وَقَدِ
رُحْماكَ ربّ السما
أنتَ المُعِينُ لنا...
ومن سِواكَ الرجا
ياواهبَ المدَدِ
________________
ذا العرش في أصله مهما الهوى كَبُرا
-------------------مازانَ سُنْدُسه أو دام معْتبرا
إعلم بأنك ماض دونما نفسٍ
-----------وانظرْ مآل الهوى كم خاب واندثرا
أجلسْ..ترَبَّع كما تحلو مجالسه...

-----------------واللَّه يوما تدير الوجه والدُبُرا
تُفْنى وحيدا بلا تاجٍ وحاشيةٍ
---------------وتترك القصر والديباج والسُرُرا
إنْ كنتَ سلطانه فادركْ له أجل ٌ
---------حين المنونِ سينْعٰى المُلْك و الخبرا
تَبْلى العِظام ويبقى العرش منتصبا
-------------/فرعون/ هام به ذاق الردى عِبَرا
من يزرع الورد يجني الورد أجمله
--------------يستنشق الضوع مزهوا بما بذرا
____________________
 
نواصي الدهر--
على انغام الطويل..
كفانا عتابا والرزايا وقائع
وفينا عظيم الابتلاء مواجع
...
كفانا جدالا ليس يجدي لعاثر
ترانا بشؤم فرَّقتنا وضائع
فيا بؤس إيلام التصبُّر عنوة
وحتام تشقى من شجون أضالع
فتعسا لحال العرب أمسى مهانة
ووقْع الأسى كم تبتليه الفواجع
وفي غمرة الشدَّات زادت خطوبنا
فهل نحن أسياد ومنَّا توابع
أمورّ تولَّاها الخسيس نذالة
وحكم أناب الجوْر حلت قوارع
ومن لايراعي نخوة لعشيره
سيندم حتما حين ينْأى مُفازِع
وما للتواصي دون فعل مكانة
تمادت صروف واستبدَّت صوادِع
نزين النهى بالقول ننطق حكمة
وكنْه المعاني في الحقيقة لاذع
كأن بداء العرب خاب شفاؤه
وما من دواء سوف يشفيه ناجع
وأن مآل العرب أمسى رزيئة
وقد شاهت الأفكار والعهد ضائع
فذا زمن الخذلان ساد حقيره
وشُحَ وِفاق واستبيحت ذرائع
وللناس عزم في النفوس وهمَّة
ولكن سلطان العروبة خانع
وإن ولاة الأمر خانوا مصائرا
فهان مقامٌ في نواصيه راكع
وماذا يفيد المرتجى من مُصنَّم
بلا هيبة حدَّ المذلّة خاضع
لهول الرؤى حزن يذيب حشاشة
وكم روَّعتنا في البلايا فظائع
وهيهات يبدون الحقوق مكارما
هوت من علاهم نخوة وروادع
أزاحوا كرام الناس عاثوا مفاسدا
على سرر الأهواء شذَّت طبائع
فإن ذُلَّ رأس فالفعال عقيمة
وليست لأقوال الذليل مسامع
وما الحول دون السعي يرفع هامة
وفيه التفاني رِفعة وودائع
وللفوز ميثاق وعزم سواعد
ومحض الأماني شِقوةٌ وتنازُع
ينال الوغى من لايهاب عدوه
ويشقى جبان حيث تدنو مَصَارِع
وإنّي وإن أُرثِ العروبة حالها
وأنشد شعرا فيه ناحت فواقع
فعهدي بربي سوف يحيي كرامها
ولابد للفرسان يوما زوابع
ولست أسوق العذر للقوم معْذِرا
فإن هوان القوم للقوم ذائع
ولكنني في مقتضى الحال جاهرٌ
أهز بحلم قد طوته مهاجع
وللحال في الأحوال دوما تقلُّب
فيقسو بحين ثم يحنو يطاوع
وإن اكفهرتْ في الليالي كواكب
فللفجر دوما مَشْرقٌ ومَطَالِع
ولن يعدم القوم الجسور عزيمة
ومن أظهر الشجعان تترى الطلائع
ألسنا أباة الضيم أهل مكارم
لأمجادنا كل السجايا منابع
تباهت معالينا بجاه مخلد
وكم شرفتنا في سموق روائع
متى نقتفي مجد الخوالي بعبرة
ونسلك دربا أرشدته المنافع
ومن يبتغي خيرا من الله مفلح
ومن شِرعة الخلّاق تسمو الدوافع
___________________
مضى الشباب فما أغرى بمقْتبلِ
حان المشيب فما زهوي بمكْتهلِ
عمْرٌ وذات الهوى يشكو سرائره
...
تعذب الوصْل موجوعا من العللِ
قد أجدب الدهر والأحلام تنعشه
خِصْب اليباب محال دونما هَطَلِ
أودعته مهجتي تحنو بذي شغف
فلم أنلْ بغْيةً أو زانني أملي
تأقلم الحال في الحالين مبتئسا
هذا بذاك بلا أُنْسٍ ولا بَدلِ
فذا معاش وهل للعيش فلسفة
دون الحياة رؤى تزدان في ذُلَلِ
أهديت من وجعي للشعر خاتمة
البوح فيه كمثل الدمع في المُقَلِ
_____________________
--إرادة--
لاتدعْ وهْنكَ يمسي موئلا
وابتدرْ بين المعالي للعلا
كن طليقَ المُنى في يقظةٍ
إن طغى القهر يمسي مَعْقِلا...

أنت سعيٌ والأماني ملعبٌ
جُدْ بوَعْيٍ ملءَ رأيٍ موغلا
فالنهى عينُ التباهي حِكْمةً
دونه كل الخطى لن تكْملا
أنت عقْل وأكتمالٌ راسخٌ
فيكَ رغْباتٌ تريدُ المنْهلا
فأجعل الأحلامَ درباً سالِكا
لاخيالاً طيَ جِفْنٍ مُسبلا
إنَّما الأفعالُ خوضٌ ناجزٌ
فاجْتهدْ في مبتغاها مُقْبلا
ليسَ كلُّ المُرتجى يُهْدي المنى
دونَ إقْدامٍ فيُمْسي مُهْملا
كنْ حريصاً لاتغالي مفْرطاً
في غلُوٍّ حينَ تقسو تُبتلى
والرؤى دوماً تُرينا منظراً
لن تنالَ الفخْر من دون العُلا
هكذا الإصرارُ حتْماً شِرْعة
والتفاني في النوايا بُجِّلا
في يباب مقفر ماذا ترى
في رياضِ الأرضِ ترْجو مَنْزلا
سوف تجني من غِراسٍ غِلَّة
في يديك السعْيُ يصفو مِنْجلا
إنَّما في الحِرصِ فعلٌ يُقتفى
لا كلاماً فارغاً اوْ مِقْولا
_________________
ستنزف حتى تَكِلَّ الجِراح
وتشرقُ يوما بأبهى صباح
فأنت عراقٌ ونعم العراق
وفيك المناهل فيك القَراح
...
لأنك أنت الهوى والتغنِّي
فما طاب لحن وفيك النواح
ولا طاب شِعر يناغي قصيدا
وسِفْركَ يشكو نشيج الفِصاح
ولا راقَ عُمْرٌ وفيك التآسي
تئِنُّ بعزٍّ وتُبْدي السَمَاح
وحزْنك كم تَفْتَديه الحنايا
وصبْرك فوق المنايا اسْتراح
يدومُ النداء ُ جليل المعاني
دعاء المَنابِر صوت الصلاح
رؤاك التجلِّى برغم الأسى
وزهو التباهي عظيم الوِشاح
ستنهض رغم الرزايا عصِيَّا
وترقى المعالي وتحظى الفلَاح
إليك المسير وفيك التلاقي
وتمضي القوافل رغم النباح
__________________
 
يا أطْهَرَ اللمَسَاتِ في حَرَمِ الهَوى
****عَظُمَ الحنينُ رؤىً فعانَقَهُ الجوى
شوقٌ تَعَدَّى حدَّه فَتوَحَدَّتْ
******فيهِ اللواعِجُ بالحنايا والنوى
...
للعِشْقِ نبع لا نضوب لفيضه
****يَسْتلهِم ُ التحنان يسري كالدَوَا
في طبْعهِ شِيمُ الوفاءِ مَناهلٌ
*****زانَ التلاقي لوعةً حتَّى اسْتوى
صُهِرَ التداني بالوصالِ تَذَلُلاً
******فسما التودُّد في بهاءٍ وارْتوى
في هدأةِ الصمتِ البهيِّ تجاذبٌ
***من سِحْره راق التراخي وانْطوى
خِدر ٌ يواكبُ نشوةً وتجلِّيا
**كالحُلْم إذ فَرَشَ الأماني واحْتوى
_________________
أوجاع ≤≥ مزمنة
تَشَبَّعنا بفلسفةِ الهزيمه
وخُدِّرنا بآمالٍ عقيمه
تتلْمَذنا على زيفٍ ووهم...

بأنَْ الذُّل تَعْقبهُ عزيمه
وأنَّ النصر يأتي من دعاء
مع الرايات تَتْبعُه الغنيمه
ونزهو في مواضينا فخارا
وحاضرنا فأحلام سقيمه
وأن العشق "ليلى" لا سواها
حرام بعدها تُعْشقْ "كريمه"
تسابقت الأجانب للمعالي
وفي الأعقاب نمشي كالبهيمه
ومازلنا نساوم في الأماني
نفكر في الملاهي والوليمه
لنا نفط وسلطان وحزب
شعارات غدت مثل التميمه
و"ميمنة وميسرة وقلب"
و"سيدنا" فيفتقد الشكيمه
ولاء الشعب للحكام فرض
معارضهم فيرتكب الجريمه
_____________________
إنِّي عَشِقْتُكِ يا مُنَىٰ الرَغَبَاتِ
____مذْ أبْصَرتْ عَيْنُ الهَوَىٰ كَلِماتي
بَيْنِي وبَيْنكِ لوْحة ٌلا تَنْتِهي
____حُلْمٌ يُؤَجِّجُ مُشْتَهَىٰ الفُرْشَٰاةِ...
وَقَصِيْدَةٌ مانَامَ يَوْماً جِفْنُهٰا
_____فالهَمُّ يُحْرِقُ لَوْعَةَ الحَدَقاتِ
في أبْجَدِيَّاتِي مَزَارٌ مِنْ سَنَا
____وَطُيُوفُ سَلْوىٰ تَكْتَسِي لَيلاٰتِي
كَمْ زَانَنِي الوَجْدُ المُعَنَّى أَضْلُعي
___وَاسْتَعْذَبَ القَلْبُ الأَسَىٰ عَبَرَاتِي
وَلِأَحْرُفِي شَوْقُ يَعُجُّ مَدَارهُ
______يَخْتَالُ فَوْقَ مَوَاقِدِ النَبْضَاتِ
فَاقَتْ حُدُودَ الزَّهْوِ حَدَّ ثَمَٰالَتِي
____ كأْسِي تَوَضَّأَ مِنْ شَذا النَفَحَاتِ
أبْصَمْتُ حِبْري إِنْتِمَاءً مُوقِنا
__حَتَّىٰ طَغَى كالوَشْمِ في القَسَماتِ
____________________
أَوَّاهُ من طقْسِكَ القاسي ومن وَجَفِ
أعانِقُ البَرْدَ ملءَ الدفْءِ والشَّغَفِ
نازعتُ في رَمَق حتى هَوَى قدري
وفوق روحي تلاقى اللِيْنُ بالشَّظَفِ
...
أنْقَذْتُ من كَنَفِ المجهول أُمْنيتي
فطابَ لي موعد ٌ ما حانَ بالصُدَفِ
غدا الندى جامداً يبدو كما بَرَدٍ
بَلُّورُ وجْد يحيطُ الزهر في تَرَفِ
فذا ربيعي صقيعٌ يكْتَسِي بَدَنِي
يَسْري بَيَ النُسْغُ رغم القَرِّ والرَجَفِ
__________________
ديوان
منافي الحلم
للشاعر
عبدالرحيم ابو راغب

منتدى هاملت الادبي
 
 
 

هناك تعليق واحد: