نارُ الجوى
عندي من الحبِّ ما يزهو به القفرُ
ومن شجونِ حروفي ينطقُ الصخرُ
...
هي الحياةُ وكم طافتْ بنا سفراً
وضاعَ فيمن رمى أحلامَنا العمرُ
غيماتها في سماء الحبِّ حالكةٌ
برقٌ ورعدٌ . .. وأين الريُّ والقطرُ
عادتْ أكفُّ المنى للشوقِ خاليةً
ولَّتْ وعودٌ حداها الزيفْ والغدرُ
هلْ كل من عشقتْ أحلامهم صبروا
أمْ في فؤادي بنى أركانه الصبرُ
تبكي حروفي على ما نابها زمناً
ففرَّ مني إلى عليائهِ الشعرُ
لا العشقُ أرضى حروفي في صبابتها
ولا القلوبُ نما في ساحها البِشْرُ
والعمرُ مرَّ كئيباً في مراودةٍ
حيرانَ خيَّمَ في أرجائهِ الهجرُ
من عينِ من يكتوي بالحبِّ تعرفهُ
فللعذاري على صولاتهِ الظفرُ
مثلُ السفينةِ نار الشوقِ تحرقهُ
يموتُ حرقاً ويجري تحتهُ البحرُ
تراهُ يمشي يرجُّ الوهمُ خطوتهُ
كأنما يرتوي من عقلهِ السُكْرُ
أضحى وكان لهُ في الكر صولتهُ
كهلاً نحيلاً كوى أشلاءَهُ الفكرُ
ولهانَ تسبحُ في الآفاقِ نظرتهُ
ردَّ النداءَ على عوَّادِهِ وقرُ
يموتُ شوقاً ولم تربحْ تجارتُهُ
طواهُ ليلٌ طويلٌ ما لهُ فجرُ
أدلى دلاهُ ببئرٍ الحبِّ مغتبطاً
راحَ الدلاءُ وما رقت له البئرُ
كم للحسان بحرفِ الصبِّ موقعةٍ
وكان للحسنِ في أشعارهِ النصرُ
من رام بحر الهوى ترديه موجتهُ
وفي قلاعِ الجوى قد حازهُ الأسرُ
مرَّ الزمانُ ولمْ أظفرْ بنشوتهِ
لا وصلَ نلتُ ولا يغفو لهُ ذكرُ
هذا وكل حروفي عشت أنثرها
في الأُفْقِ حيرى لها مِنْ صدِّها العذرُ
لمْ تغنِ عنهمْ وعودٌ بتُّ أكرهها
جاءتْ إليَّ وفي طيَّاتها نكرُ
إنَّ الجمالَ لهُ في القتلِ ديدنهُ
من عينِ حالمةٍ أودى بنا السحرُ
لكنْ هو الحبُّ حلوٌ في قساوتهِ
هو القصيد يناجي دمعَهُ الحبرُ
فالحبُّ في القلب إن أزكيتَ جمرتهُ
نارٌ ونورٌ ولا يخفى لهُ سر
كم من قلوبٍ بلا عشقٍ قد ارتحلتْ
دار الزمانُ ولم يُذكرْ لها خُبْرُ
فالشعر دربٌ وهذا الحبُ شعلتهُ
من للرياضِ إذا ما غادرَ الزهرُ
عوض الزمزمي
مصر
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق