سلافة روحيه /// للمبدع /// مصطفى محمد الكردي

سلافة روحية
دارت كؤوسُ الحبِّ في الأعماقِ
وتقاطرت شهدًا بوسمِ الساقي
...

وتضوّعت من زهرِ بَسم شؤونهِ
أنفاسُ صدرٍ ذابَ من إشفاقِ
وهجُ الهوى يجتاحُني ويردُّني
مابين نارٍ مرةً وسواقِ
وأعيشُ أنهلُ من منابعِ رشفةٍ
لمّا تزل تعتاشُ في الأحداقِ
قلبي لها بيتٌ وأسكنُ عندها
فاعجب لنجمٍ ساكنٍ أعماقي
ترمي إليَّ شهابَها في حُلَّةٍ
فيزيدُ مني في الهوى إشراقي
وأعودُ أطلبُ حرقَها في همسةٍ
فيطيبُ معنى القتلِ في الإحراقِ
الموتُ في بحرِ الغرامِ محتّمٌ
كم من شهيدٍ عاشَ في الإغراقِ
وسبيلهُ في جنةٍ روحيةٍ
تَهبُ الأمانَ بسيفِها المهراقِ
عبدٌ لها أهوى عذابَ حديدِها
وحدودُ حبي في الهوى إطلاقي
هي كالهواءِ لمهجتي ياليتها
تبقى بلُبِّ حشاشةِ المشتاقِ
ولقد فرشتُ بذِلتي أرضَ المنى
فأبت بعزٍّ رِقّةَ الإملاقِ
وسعت إليّ بضمةٍ رعديّةٍ
فدُهشتُ فيها لحظةَ الإطباقِ
وكأنها بدرٌ تبدّى في السما
ولقاءُ بدري رعشةٌ بعناقِ
مصطفى محمد كردي