الخميس، 30 يونيو 2016

أول الغيث قطرة.....،،المبدعة عفاف يوسف درويش

أول الغيث قطرة.....
قطرات المطر تنساح على زجاج النوافذ
فرحة بلقاء اﻷرض العطشى بعد مرور الجفاف
فتبتلعها وتندلق داخلها فلا تعد تراها
أنظر وأحلق إلى عباب السماء
أرى الغيوم القطنية ذات اللون الرمادي
تنساب ساحرة في كبد السماء
سرعان ما تتلاحم فتعانق بعضها لتجهش بعدها بالبكاء
فينزل أول الغيث...
وقفث ماثلة مسبحة أمام هذه العبقرية السرمدية
التي أبدعت هذا العالم الﻻمتناهي
شردت بفكري اليك ..
وأعدت بذاكرتي كيف تعانقنا كالسحب ﻷول مرة
عندما كانت الدموع المتحجرة في محاجر الغربة والضياع
يذيبها دفء اﻹحتضان بحرارة اللقاء البكر
فتنساح ساخنة على خدودنا فتغرقنا حتى أخمص قدمينا
لتتركنا نسبح في بركة من الدموع الملتهبة
جلست اجمع شتات نفسي وتركيزي المتناثر
كأوراق الخريف المتساقطة في نهر
أشعلت سيجارة وجلست أغرف من كوب عيوني
وأصب في خزان ذاكرتي كل ما مر بها من أحداث
وذكريات وصور...
اﻷيام تجري والعمر ينطوي كالبساط من تحت قدمينا
هربت الى قلمي ومؤنس وحشتي
شكوت له الوقت الهارب مني....
فتركني قالب من جليد يحتاج لدرجة كبيرة
من اﻹنصهار ليعود من ذلك القهر
عفاف يوسف درويش

هناك تعليقان (2):