(لا تَقتلِ الطيرَ)
لا تَقتـــلِ الطيـــرَ إن القتـــــلَ عُدوانُ
وارحمهُ في الأرضِ يا من أنتَ إنسانُ
...
هو الضّعيــــفُ فلا تغــــــدر بــــهِ أبداً
وراعِـــهِ وارْعَـــــهُ في ذاكَ إحســـــانُ
أما تـَــــراهُ بديعــــاً في مَناظِــــــــــرهِ
تُغريـــــكَ بالحســـنِ أشكــــالٌ وألوانُ
حلـــــو وديـــــــعٌ لا نفــــــــــــــورَ لــه
إلا إذا انتابــــــــهُ ظلـــــــمٌ وطغيــــانُ
قُمصانـَــه في عيـــــونِ الناسِ رائعــةٌ
فليسَ يـَعدُلُهـــا في الأرضِ قمصـــــانُ
في كلِ بُقعــــةِ حُسنٍ فيهِ زركشــــــةٌ
منَ الربيــــعِ عليــــــهِ الحُســنَ فتــانُ
اذا شــدا تطـــــربُ الدُنيــــا لِنَغمتـــــهِ
فلا تُدانيـــــــه أصــــــواتٌ وألحـــــانُ
مُقلـــــدٌ لكَ في لفــــظٍ تبــــــوحُ بــــهِ
كالببّغـــــاءِ أما يكفيـــــــكَ تَبيـــــــــانُ
هو المهندسُ إن يَبـــنِ البيــــوتَ لــــهُ
فليسَ من مثلِهــــا في العمــــرِ إتقـانُ
مَنْ عَلّــمَ الدفــــنَ للأمـــواتِ قبلهـــمُ
أنت الدفنـــت بُعَيــــدَ المــوتِ غربـانُ
هو الخبيـــرُ وذو علــــمٍ وذو نبـــــــــأٍ
أما تَفَقّـــــــــدهُ يومـــــاً (سُليمــــــانُ)
يا هُدهداً جِئتـــــهُ يومــــــاً على نبـــأٍ
تسعــى ومن سبــأٍ وافــاكَ غُفــــــرانُ
أليسَ يصطـــادُ ما نَبغيـــــــهِ من أربِ
فكيـــف نقتلــــــهُ والقتــــلُ حرمـــانُ
وكيفَ تفجعــــهُ في أهلـــهِ عَبثـــــــاً
في الأشهـرِ الحرمِ إن الفعلَ خسـرانُ
للهِ حريــــــةٌ في الكــــونِ يَنشُـــدُها
علامَ في قفـــصٍ يرميـــــهِ سَجــــانُ
خَلــو الطيـــورَ زرافاتٍ تطيــــــرُ إلى
ما تشتهيـــهِ ووحداناً لهـــــا شــَــــانُ
فأُمَةُ الطيـــرِ هذي أمـــــةً حُسِبـَــــتْ
ما انتابها من ميـاهِ الأرضُ طوفــــانُ
لولا الطيــــورُ سَئِمنــا من مَعيشَتِنــــا
لا تعتـــدي وعَدُوُ الخَلــــقِ إنســـــانُ
عمار ابراهيم مرهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق