الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

عندما يثمل البدر // للمبدع // الشاعر خالد خبازة

عندما يثمل البدر
عروضه من الطويل .. و القافية من المتدارك
بــليلٍ تولَّتْ رسمَه كلُّ نجمــــــةٍ ...
......................... أناخَ عليــنا من دجى الليـــــلِ كلكل
غريقينِ بتْنا في غياهـــــيب لُجَّةٍ
......................... على مركبِ الأشواقِ نطفو و ننزل
و سالَ معينُ الروحِ سلسالَ دافقًا
......................... و أجرى ينابيــــعًا من الدمعِ قسطل
و ظلت ترانـــيمُ الهـــوى مستعرَّةً
.......................... فما ان أتانا من دجى الليلِ جحفل
أزلنا غبارَ الــوجدِ عنا و أسرِجَتْ
......................... عــذارى الهوى دون القلوبِ تــنقّل
كأنَّ لقانا أجفـــل الريـحَ خطـــــوُه
....................... فهبت رياحُ الوجدِ تمضي .. و تقبل
و حين دعانا للهوى بعضُ شوقِنـا
........................ رسمنا حدودَ الشوقِ نـــــارًا تشعَّل
و قمنا سريعًا يسرِقُ الدربَ سيرُنا
......................... الى هاتفٍ في القلبِ يــــدعو فننزل
و لما علتْ أكبادُنا مدرجَ الهـــوى
........................... تبدّى لنا في حنـدسِ الليلِ مِشعل
تلاقتْ به الأكبادُ سكرى ثمالةً
.......................... تتوقُ الى لقيا .. بها الوجـدُ مقبل
وسالت كؤوسُ الشوقِ خمرًا كأنما
........................ عذارى الهوى تمضي بكاسٍ و تقبل
ومالتْ بنا نحوَ الغروبِ جحافلٌ
........................ مصابيحُ نـــــــــاداها الغروبُ فتأفل
هجرنا- سوى أرواحِنا- كلَّ لذةٍ
................ ....... و أرواحنا في نشوة الحب فيـــصل
و أطلق قلبانا العنانَ لوجـــــدِنا
.................... الى حيث سارت في هوى الروحِ أرجل
تساقى كلانا خمرةَ الوصلِ لا نعي
.................... هل البدرُ مخمورٌ ..أم النــــــجمُ يثمل ؟
تنشق منا الفجرُ أنسامَ زهـــرِنا
...................... فأصبحَ يزهــــو في هــوانا و يحفـل
كأنا وقد ألقت لنـــــا الروضُ رحلَنا
..................... تمنـَّـتْ علينا أن يــــــــدومَ التغـــــزل
وغنت لنا أدواحُها ثم أحــــدقتْ
...................... بنا الطيرُ تشدو للهـــــوى .. و تهلل
و ألقـــــت اليــنا نظرةً ثم لوّحت
....................... تحيي لقانا .. كيفما الحــــبُّ يأمـــل
و غازَلنا ريحُ الصباحِ و داعبت
......................جفونَ الدجى وجدا و صحصح أيّل
وضاقتْ سريعًا فسحةُ الليلِ بعدما
....................... طغى الوقتُ يجري مسرعًا يتعجل
عدونا و قد أغرى بنا الصبحُ ظالمًا
...................... بناتِ الضحى جهرًا..فحانَ الترحّل
فان كان في أرواحنا ما نؤمل
........................ و لكنمــــا الآمـــال أمر مؤجــل
فقمنا و غادرْنا الرياضَ و قلبُنا
...................... يتوقُ الى اللقيا جديدًا .. و يـــــأمل
و لكنْـما قد مزّق الحلمُ ثوبَـــــه
........................ فمن عـــادةِ الأحلامِ أن ليس تكمل
....
خالد ع . خبازة
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق