الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

يوم // للاديبة // المبدعة زاهده الهاشمي

يوم... (من ملفات عبق)
في يوم من ايام صباحات بغداد الباردة وفصل الشتاء قد غطى أجزائها استيقظ على صريخ قطرات مطر تدق باناملها على زجاج شباكه القديم المحيط بهرم إطار خشبي أكل الزمان عليه وشرب
فتح شباك النافذة على مصراعيه واجهته نسمات الهواء الباردة ورائحة الثرى عبق من صنيع ماء السماء داعبت محياه بضعا من قطرات غيث بدت تمازج وجهه كان في غيبوبة في ذكراها قال: تدوسني أوجاع حنينك كلهم ذهبوا الا انت وقفتي فاحييتي جثمان القلب المقبور
فبعض الهوى يفنى وبعضا يخلد كنت أنتظر مجيئك ...
ايام وشهور وأضحت سنين متسارعة
لقد هاجرتي وقلبي يبث عن حزنه الأخير في سفر الروح مع الغربة مع إشيائك العتيقة يتسرب الحزن
المخضب بالشجن الى روحي البائسة
شغله هاجس للخروج من بيته العتيق الذي يشغل مساحة ضيقة في أزقة بغداد القديمة فقادته قدماه لتسرح به الى احدى المقاهي تلك التي كان يئمها الرجال بمختلف الاعمارحيث روائح القهوة وصهيل استكانان الشاي تغرد بكفي عامل المقهى لتغري روادها بالشراء وتلك الاريكيله تشغل حيزا من المكان تنتظرعشاقا لها من هواتها ومدمنوها استهواه المنظر وجلس وعيناها لاتفارق تغير الجو والغيث يهوي ويلامس الارض لا الأرض غضبت من تنديه لوجهها ولا الصيب خجل من أن يسقط متعمدا بتغاريده فرحا
.يتسلل بذرات الثرى ليزرع ورود الامل ونبات الخير فغسل الشارع المجاور المقهى وبدى جميلا
بتبرجه بماء الحياة ذهبت عيناه للمارة تراقب ذلك المسن متكأ على عكاز يمشي الهوينا خوفا من السقوط وتلكم النسوة يحمين أنفسهن من الزخ المفرط والأطفال يهرولون ليصلوا بيوتهم
قال:اه اه بمجرد دعابه من الجو تغيرت حال البشر حسب لعبة الطبيعة العفوية
والأعجب انك يا سيدتي قد رايتك في يوم مطر وتذكرت قول الشاعر
هبني زرعت على الشواطئ انجمي وفقدتهن ما استطعت سبيل
استنكر الآتي تسابيح عل سغب المواسم غصة وعويل
واحترت في انين الكلمات تحفر في خافقي شيء من دمي يستجدي الغيوم الولود بقطرات من غيث على روحي الجرداء من الامل لأن حنيني لك ترك جرحا بدون ضماد في يوم من ايام مطر
زاهدة الهاشمي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق