الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

3 : الفعلُ النَّاقصُ ( كادَ ) و استعمالُهُ و معناهُ // الاديب الشاعر عبدالسلام كنعان

3 : الفعلُ النَّاقصُ ( كادَ ) و استعمالُهُ و معناهُ
..................
الفعلُ النَّاقصُ ( كادَ ) من أفعالِ المقاربةِ يُستعمَلُ مُثبتاً
و يُستعمَلُ منْفيَّاً :
...
* كاد في الإثباتُ :
" تُستعملُ ( كادَ ) لمقاربةِ حصولِ الفعلِ ، أي قاربَ الحصولَ و لم يحصلْ ، تقولُ : ( كادَ زيدٌ يغرقُ ) أي أشرفَ عليه "
من كتاب معاني النَّحو للساَّمرائيّ . ج١ . ص ٢٧٣
و معنى هذا الكلام أنَّهُ أشرفَ على الغرقِ و لكنَّهُ لم يغرقْ ، لذلك قالُوا : إثباتُها نفيٌ أي أنَّ مضمونَ جملة ( كاد ) و اسمِها
و خبرها غيرُ حاصلٍ في حالةِ الإثباتِ .
كاد زيدٌ يغرقُ : أي لم يغرقْ
* ( كادَ ) في النَّفْيِ :
المُتتبِّعُ لآياتِ القرآنِ الكريمِ يجدُ ( كادَ ) في حالةِ النَّفيِ تُستعملُ كالآتي :
١. تُستعملُ ( كادَ ) منفيَّةً عندما يكونُ الفعلُ متحقِّقاً لكنْ بعدَ صعوبةٍ و مشقَّةٍ كما في قولِهِ تعالى : ( فذبحوها و ما كادوا يفعلون ) ، فهم قد ذبحُوا البقرةَ ، و لكنْ بعدَ اخْذٍ و ردٍّ
و أسئلةٍ كثيرةٍ لكنَّ فعل الذَّبح قد حصل .
٢. تُستعملُ ( كادَ ) منفيَّةً في التَّعبيرِ عنِ المبالغةِ في عدمِ وقوعِ الفعلِ أيْ أنَّ وقوعَ الفعلِ بعيدٌ جدَّاً ، كقولِهِ تعالى :
( إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاْهَاْ ) .
فالمُتأمِّلُ لسياقِ الآياتِ يجدُ أنَّ المعنى هو عدمُ وقوعِ الرؤيةِ و عدمُ مقاربتِها ، فإنْ كانَتِ المقاربةُ منْتفيةً فالوقوعُ مُنتفٍ بشكلٍ أقوى .
قال تعالى :
( أوْ كَظُلُماتٍ في بحرٍ لُجِّيٍّ يغْشاهُ موجٌ منْ فوقِهِ موجٌ منْ فوقِهِ سحابٌ ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ إذا أخْرَجَ يدَهُ لمْ يكدْ يراها و مَنْ لم يجعلِ اللهُ لهُ نُوراً فما لهُ مِنْ نُورٍ )
المتأمِّلُ في الآيةِ يجدُ أنَّ الصُّورةَ جاءَتْ في سياقِ تصويرِ شدَّةِ الظَّلامِ ، و هذا الموقفُ يناسبُهُ عدمُ الرُّؤيةِ لا حصولُها سواءٌ أكانَ الحصولُ بصعوبةٍ أمْ بغيرِ صعوبةٍ .
و هناكَ اختلافٌ بينَ النُّحاةِ في بعضِ معانيْها ليسَ هذا المنشورُ مكانَ الخوضِ فيه ، فقد قمْتُ بذكرِ ما هو مشهورُ الاستعمالِ من حالاتِ ( كادَ ) .
و اللهُ تعالى أعلمُ
...................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق