ديوان
ذكريات و رحيل
بقلم الشاعر
عبد السلام كنعان
_________________
نـبْـضُ تـغْريدي و أَحـرفُهُ
مِــنْ بِـحـارِ الـنُّـوْرِ أغْـرفُهُ
مِــنْ بِـحـارِ الـنُّـوْرِ أغْـرفُهُ
مـن عُـيُونٍ كُلَّما طَـفَحَتْ
بـحـنـيـنٍ لــسْـتُ أعــرِفُـهُ
بـحـنـيـنٍ لــسْـتُ أعــرِفُـهُ
...
هَــزَّهـا شــوْقٌ و عـاطِـفَةٌ
و هُــيـامٌ لــيـسَ تـكـشفُهُ
و هُــيـامٌ لــيـسَ تـكـشفُهُ
كُــلَّـمـاْ ألْــقَــتْ بـنـظْـرتِـهاْ
و سَــنَـاْ عـيْـنَـينِ أرشـفُـهُ
و سَــنَـاْ عـيْـنَـينِ أرشـفُـهُ
غاْبَ عَنْ قلْبيْ و بَاصِرَتيْ
عـالَـمِيْ الْـفانيْ و زُخْـرفُهُ
عـالَـمِيْ الْـفانيْ و زُخْـرفُهُ
* * *
فـيْ فِجاجِ الْقَلْبِ عاصفةٌ
و يــــدُ الأقْـــدارِ تـقْـذِفُـهُ
و يــــدُ الأقْـــدارِ تـقْـذِفُـهُ
بِــســحــابـاتٍ مُــحَــمَّــلـةٍ
و هُــبُــوبٍ كــــادَ يُـتْـلـفُهُ
و هُــبُــوبٍ كــــادَ يُـتْـلـفُهُ
فَـهُبُوْبُ الـرِّيْحِ فـي أُفُقِيْ
مِـثْـلـمـاْ تــهـوى تُـصَـرِّفُـهُ
مِـثْـلـمـاْ تــهـوى تُـصَـرِّفُـهُ
قـــدْ تَـجَـلَّتْ فـيـكَ آيـتُـهُ
و جَــمَـالٌ أَنْـــتَ يُـوسـفُهُ
و جَــمَـالٌ أَنْـــتَ يُـوسـفُهُ
تَسْكَرُ الدُّنْياْ و ماْ اشْتَمَلَتْ
حـينَ يُتْلى فيكَ مُصحفُهُ
____________________
حـينَ يُتْلى فيكَ مُصحفُهُ
____________________
جدائلُ عشتار .
دَعِيْ شَعرَكِ الذَّهَبِيَّ علىْ ضِفَّةِ الْعَيْنِ يسْرَحُ
خَلّيْ الْحَسَاسِيْنَ تُطرِبُ رُوْحِيْ
و تنْشُرُ فيْ مُقْلَتَيَّ الْبَرِيْقْ
خَلّيْ الْحَسَاسِيْنَ تُطرِبُ رُوْحِيْ
و تنْشُرُ فيْ مُقْلَتَيَّ الْبَرِيْقْ
...
* * *
دَعِيْ هذِهِ السُّنْبُلَاْتِ الْعَذَاْرىْ تَمِيْلُ معَ النَّسَمَاتِ اللِّطافْ
و تفْتَحُ أبوابَها لِلْقِطافْ
دَعِيها معَ الرِّيحِ تعدُوْ و تسْلُكُ فيْ كُلِّ فَجٍّ عمِيْقْ
و تفْتَحُ أبوابَها لِلْقِطافْ
دَعِيها معَ الرِّيحِ تعدُوْ و تسْلُكُ فيْ كُلِّ فَجٍّ عمِيْقْ
* * *
دَعينِيَ أفْرُشُ فوقَ الرِّمالِ العِطاشْ
بقيّةَ رُوْحي
و أغْفُوْ على نبْضِ قافيةٍ يَتَفَتَّقُ منْها الْفَرَاْشْ
كَأَنَّيْ أُحِسُّ يَدَيْكِ تمُرُّ على الْأَرضِ موجةَ نُوْرٍ
فتَتَّسِعُ الأرضُ طَوراً و طَوراً تَضِيقْ
بقيّةَ رُوْحي
و أغْفُوْ على نبْضِ قافيةٍ يَتَفَتَّقُ منْها الْفَرَاْشْ
كَأَنَّيْ أُحِسُّ يَدَيْكِ تمُرُّ على الْأَرضِ موجةَ نُوْرٍ
فتَتَّسِعُ الأرضُ طَوراً و طَوراً تَضِيقْ
* * *
عَلَىْ ضِفَّةِ الْعَيْنِ يَسْرَحُ طَيْفُكِ جَذْلَاْنَ
مِثْلَ فَرَاْشَاْتِ نَيْسَاْنَ يَدنُوْ مِنَ
الْأَرضِ مِثْلَ حِبَاْلِ السَّحَاْبِ
يُرِيْقُ عَلَىْ رَمْلِهَاْ مَاْ يُرِيْقْ
مِثْلَ فَرَاْشَاْتِ نَيْسَاْنَ يَدنُوْ مِنَ
الْأَرضِ مِثْلَ حِبَاْلِ السَّحَاْبِ
يُرِيْقُ عَلَىْ رَمْلِهَاْ مَاْ يُرِيْقْ
* * *
لَقَدْ عَلَّمَتْنِيْ عُيُوْنُكِ كَيْفَ أَمُدُّ الْيَنَاْبِيْعَ نَحوَ الصَّحَاْرِيْ
وَ كَيْفَ يَفِيْضُ النَّدَى فِيْ الْبَرِاْرِيْ
لِتَمْتَدَّ فِيْهَاْ بَقِيَّةُ ظِلٍّ لِغُصنٍ وَرِيْقْ
وَ كَيْفَ يَفِيْضُ النَّدَى فِيْ الْبَرِاْرِيْ
لِتَمْتَدَّ فِيْهَاْ بَقِيَّةُ ظِلٍّ لِغُصنٍ وَرِيْقْ
* * *
فَمِنْ قَلْبِكِ الغَضِّ رَاْحَتْ جِدَاْئِلُ
عشْتَاْرَ تَجرِيْ مَعَ الرِّيْحِ حَيْثُ تَطُوْفُ
وَ يَحمِلُ قَلْبُكِ مِنْ شَوْقِهِ مَاْ يُطِيْقُ وَ مَاْ لَاْ يُطِيْقْ
عشْتَاْرَ تَجرِيْ مَعَ الرِّيْحِ حَيْثُ تَطُوْفُ
وَ يَحمِلُ قَلْبُكِ مِنْ شَوْقِهِ مَاْ يُطِيْقُ وَ مَاْ لَاْ يُطِيْقْ
___________________________
حقولُ السَّنا .
قُـــلْ لـلـنَّـسيمِ الَّـــذيْ يُـغـازلُها
مَــسْـراكَ فـــيْ رِقَّـــةٍ يُـمـاثـلُها
مَــسْـراكَ فـــيْ رِقَّـــةٍ يُـمـاثـلُها
...
تـذوبُ مـن هـمْسةٍ عـلى شـفةٍ
مــغــزولـةً بــالــنَّـدى أنـامـلُـهـا
مــغــزولـةً بــالــنَّـدى أنـامـلُـهـا
لَأنْــتِ أنْـشـودةٌ تـفـيضُ صِـبـاً
قــصـيـدةٌ لا يــمــوتُ قـائـلُـهـا
قــصـيـدةٌ لا يــمــوتُ قـائـلُـهـا
تـسْـبحُ فــي مُـقْـلتيْكِ عـاشِقةٌ
مـعـذولُـهـا هــائــمٌ و عــاذلُـهـا
مـعـذولُـهـا هــائــمٌ و عــاذلُـهـا
تـطيرُ فـي غـابتي عـلى خَـطَرٍ
سـابـحةً فــي الـمـدى جـدائلُها
سـابـحةً فــي الـمـدى جـدائلُها
هـذي الـحقولُ الّتي تموجُ سَنَاً
مـنـثـورةٌ فــي دمــي سـنـابلُها
مـنـثـورةٌ فــي دمــي سـنـابلُها
ظمْأى البراريْ الّتي تهيجُ لظىً
مـنْ بـسْمةٍ قـد جـرَتْ جداولُها
مـنْ بـسْمةٍ قـد جـرَتْ جداولُها
أشْواقُ روحي و نبضُ قافيتي
تـسـيـرُ مِـــلْءَ الــفـلا قـوافـلُها
تـسـيـرُ مِـــلْءَ الــفـلا قـوافـلُها
رسـائـلـي بــالأشـواقِ مـفـعـمةٌ
هـــواكِ مـحـمـولُها و حـامـلُـها
هـــواكِ مـحـمـولُها و حـامـلُـها
________________________
_________________________
وقـفْـنـا عــنـدَ هـيـكَلِهِ وُفُــوْدا
و قــد هــمّ الـصّباحُ بـهِ ورودا
و قــد هــمّ الـصّباحُ بـهِ ورودا
وجــدنـا ربّـــةَ الـيـنْـبوعِ فـيـهِ
تُـريـقُ عـلـى جـوانِبِهِ الـنّشيدا
تُـريـقُ عـلـى جـوانِبِهِ الـنّشيدا
...
تُـريقُ الصُّبحَ مُزْدانَ الحَوَاشيْ
و تـنسُجُ مـن حـواشيْهِ البُرُوْدا
و تـنسُجُ مـن حـواشيْهِ البُرُوْدا
تَـسُـوقُ الـغـادياتِ إلــى مَــدَاْهُ
و تـبسُطُ فـوقَهُ الـظِّلَّ المديدا
و تـبسُطُ فـوقَهُ الـظِّلَّ المديدا
دخـلْـنـا ذاهـلـينَ و كــلُّ قـلـبٍ
يُـؤمِّـلُ أنْ يـعـودَ و لـنْ يـعوْدا
يُـؤمِّـلُ أنْ يـعـودَ و لـنْ يـعوْدا
* *
و فـاضَ القلْبُ عنْ وجدٍ قديمٍ
تَـغـلْـغـلَ فـــي ثـنـاْيـاْهُ بـعـيْـدا
تَـغـلْـغـلَ فـــي ثـنـاْيـاْهُ بـعـيْـدا
تـلأْلأَ فـي الـدُّجى زمـناً طويلاً
و ظلَّ على المدى نجماً شريدا
و ظلَّ على المدى نجماً شريدا
تـبـاشيرُ الـصّـباحِ بـدتْ لـعيني
و لـمْ أُدرِكْ بها الصُّبْحَ الْوَلِيْدا
و لـمْ أُدرِكْ بها الصُّبْحَ الْوَلِيْدا
و لـمّا هِـمْتُ فـيْ الآفـاقِ فـرداً
وجـدْتُ سَنَاْهُ في قلْبيْ فريدا
وجـدْتُ سَنَاْهُ في قلْبيْ فريدا
و حينَ بدَتْ لهُ الشُّطآنُ ظمْأى
تَـجَلَّىْ عـاشِقَاً و مَضَىْ وحيدا
تَـجَلَّىْ عـاشِقَاً و مَضَىْ وحيدا
_____________________________________________
لـــــولا حـــنـــيــنــك لـــــي .
لــو لا حـنـينُكَ لــي لــم يـبْزُغِ الـقمرُ
و لا تـثـنّى بـخـصرِ الـمـنحنى شـجـرُ
...
و لا تـثـنّتْ عـلـى الـشّـطآنِ سـوسنةٌ
و لا تــهـاطـلَ فـــي آفــاقـيَ الـمـطـرُ
و لا تـجـلّى عـلـى سِـيـناءَ لـي قـبسٌ
و لا تــلألأَ فــي قـلْـبِ الـدُّجـى قـمـرُ
و فـوقَ أمـواجِكَ الـهوجاءِ لـي سُفُنٌ
و عـنـدَ مـرفـئِكَ الـمـجهولِ لـي قَـدَرُ
و فــوقَ قـمّـتِك الـشّـمّاء هـاجَ دمـي
و نـحوَ شـاطئكَ الـمسحورِ لـي سـفرُ
حـتّى إذا انـزلقَ الـينبوعُ مـن شفتي
و فــاضَ مُـنـدفِقاً مــن مـهجتي نَـهَرُ
أيقظْتَ فِيَّ الرُّؤى .. أيقظْتَ قافيتي
أيـقظْتَ فِـيَّ اللّظى .. فاسّاقطَ الثّمَرُ
* * *
لـولا حـنينُكَ لـي لـم ينْطفِئْ جسدي
و مــا تـوهَّجَ خـلْفَ الـغيبِ لـي خَـبَرُ
و مــا تـندّى قُـبَيْلَ الـفجْرِ لـي غُـصُنٌ
و مــا تـعـرّى أمـامـي الـبحْرُ و الـدُّرَرُ
لـمّـا عـشقْتُك َ أغـرقْتُ الـوجودَ سَـنَاً
و فــي يـديَّ أضـاءَ الـرّمْلُ و الـحَجَرُ
و كــانَ لِـلْـبيدِ فــي عـيـنيَّ مُـغْـتَسَلٌ
و كــانَ لـلـرُّوحِ فــي كـفَّـيَّ مُـعْـتَصَرُ
و الـهـائـمونَ وراءَ الأُفْــقِ مــا تَـعِـبُوْا
و كـلُّهمْ يـومَ فـاضَتْ مـهجتي عَبَرُوْا
و عـندما تـنْهضُ الأحـلامُ فـي أُفُـقِي
يـفْنى الـدُّجى و يُضيءُ اللُّؤْلؤُ النَّضِرُ
كـأنَّما نَـهَضَ الـصّفْصافُ فـي جُـزُرِيْ
كـأنَّـما زحـفَـتْ مِــنْ داخـلـي الـجُـزُرُ
_____________________
شاعر و مُلهمة .
يا شاعرَ الحِسِّ الرَّهيفِ .. فَمَنْ يكونُ الشَّاعرا
يا شَاْعِرِي .. مَنْ فجَّرَ الْأشْواقَ غيماً ماطرا
...
مَنْ فجَّرَ الْقلْبَ المُعَنَّى فيكَ لحناً آسِرا
أَنَا مَنْ جعلْتُكَ في الحياةِ ..تُحِسُّ نبْضاً ساحرا
أَنَا مَنْ جعلْتُكَ في الحياةِ المُستحيلَ النَّادِرا
أنا مَنْ نثرْتُ على فؤادِكَ أنجُماً و أزاهرا
و جعلْتُ مِنْ شفتيكَ إعصاراً و بحراً زاخرا
لولايَ ما غامَتْ سماؤُكَ أدمُعاً و مشاعرا
لولايَ ما جَدَلَتْ يداكَ مِنَ الحقولِ ضفائرا
* * *
يا شاعرَ الحِسِّ الرَّهيفِ ... فَمَنْ يكونُ الشَّاعرا
يا شاعري أَتُراكَ قد أصبحْتَ عزْماً فاترا
أَتُرى انْتَحَرْتَ معَ السَّرابِ ..فكُنْتَ مَوْجاً حائرا
يا شاعِرِيْ ... أعلَيْتُ شأْنَكَ غائباً أوْ حاضِرا
لولاكَ ما مَشَتِ الجداولُ في السُّهولِ حرائرا
لولاكَ ما طَغَتِ البحارُ لآلِئاً و جواهرا
أَنَا بعدَ حُبِّكَ ما زرعْتُ على رُبايَ أزاهرا
أَسدلْتُ مِنْ يومِ الفِراقِ على الجِراحِ ستائرا
و رفعتُ مِنْ باقي خيالِكَ في سَمَاْيَ منائرا
أنا بعدَ حُبِّكَ لم أكنْ إلّا خيالاً عابرا
___________________________________________________
أنفاسُكِ العطرات .
ما أنتِ ؟ يا دفْقَ الصّباح على الوجود إذا فترْ
ما أنتِ ؟ هلْ رُؤْيا نبيٍّ ... أمْ خيالٌ قدْ عبرْ
...
أمْ أنتِ طلعةُ ساحرٍ بِعصاهُ تنعقدُ الصُّوَرْ
ما أنْتِ ؟ مِنْ أيِّ العوالمِ فاحَ عطرُكِ و انْتشرْ
هذي المروجُ الواسعاتُ اللَّاْبساتُ مِنَ الشَّجرْ
كيفَ انثنتْ فيها القطوفُ الدّانياتُ من الثّمرْ
كيفَ انثنى الغصن الرّطيبُ يلُمُّ حبّاتِ المطرْ
الهاطلاتِ مِنَ السّحابِ النَّاثراتِ مِنَ الدُّرَرْ
أشْبعْنَ حبّاتِ التّرابِ ندىً و نضَّرْنَ الحجرْ
و غسلْنَ وجْهَ الأُفْقِ مُخْضَلّاً بأنفاسِ السَّحَرْ
مِنْ أيْنَ تحتَشِدُ الرُّؤى.. مِنْ أيْنَ تزْدحِمُ الصُّوَرْ
أمْ أنَّها أنفاسُكِ العَطِراتُ .. تسْريْ في خَفَرْ
أنا لسْتُ أدري ما أقولُ... فربّما كذبَ البصرْ
________________________
حنين .
١- حنَّتْ إلى النَّهرِ أثوابي و أعطافي
حتّى تغرَّقْتُ في ينبوعِهِ الصّافي
حتّى تغرَّقْتُ في ينبوعِهِ الصّافي
...
٢- و رُحْتُ أشتمُّ في شُطآنِهِ عَبَقَاً
يكادُ يجذبُني من كلِّ أطرافي
يكادُ يجذبُني من كلِّ أطرافي
٣- و لي مع الشّوقِ تطوافٌ يؤرّقُني
يا لهْفَ نفْسي إذا ما طالَ تطوافي
يا لهْفَ نفْسي إذا ما طالَ تطوافي
٤- إذا نظرْتُ إليها و هْيَ غافيةٌ
و وهْجُ أصدافِها مِنْ وهْجِ أصدافي
و وهْجُ أصدافِها مِنْ وهْجِ أصدافي
٥- تناهبَتْني أراضٍ لسْتُ أعرفُها
فلي على كلِّ أرضٍ غُصْنُ صفصافِ
فلي على كلِّ أرضٍ غُصْنُ صفصافِ
٦- طويْتُ كلَّ شراعٍ عِنْدَ رؤيتِها
و عندَ شاطئِها كسّرْتُ مجدافي
و عندَ شاطئِها كسّرْتُ مجدافي
لك ما تشاء .
لك ما تشاءُ و إنْ نسِيْتَ تسامُحِي ..لك ما تشاءْ
لكَ نجمةُ الفجْرِ الوليدِ كما يُهدهدُها المساءْ
...
لك في الحياة نضارةُ النُّعمى و وهْجُ الكبرياءْ
فعلامَ تومِئُ بالوداعِ ... علامَ تجْهشُ بالبكاءْ
و تمرُّ أسرابُ الطّيورِ و أنت تنظرُ في السّماءْ
و تروحُ تسألُ ....ثُمّ تسأل ُ يا تُرى مَنْ هؤلاءْ
يا فرْطَ جهلِكَ بالحياةِ و فرْطَ شوقِكَ للبقاءْ
احفرْ على جدرانِ بيتِكَ كيف يحيا الأشقياءْ
و احفرْ على جدرانِ بيتِكَ كيف يفنى الأبرياءْ
و ارقصْ على أشلاءِ مَنْ يأتون زحفاً في العراءْ
أمّا إذا أيقنْتَ أنّكَ واحدٌ مِنْ هؤلاءْ
فلكَ الحياةُ لكَ الوجودُ لكَ المنى لك ما تشاءْ
__________________________
أنْفاسُ الضُّحى .
عشتارُ تعبثُ بالسّفوحِ و بالذُّرا
و على رِمالِ الْبِيدِ تخلعُ مِئْزرا
...
__________________________
أنْفاسُ الضُّحى .
عشتارُ تعبثُ بالسّفوحِ و بالذُّرا
و على رِمالِ الْبِيدِ تخلعُ مِئْزرا
...
و تَمُدُّ أنفاسَ الضُّحى بنسيمِها
و تُذيقُني لوزَ المفاتنِ في الكرى
مِنْ كُلِّ فاتنةٍ تغلْغلَ همْسُها
في مَسْمَعِ الدُّنْياْ غِناءً مُسْكِرا
تُلقيْ على ثوبِ البساتينِ النَّدَىْ
و تُريقُ من فمِها النَّهارَ المُبْصِرا
ما فتَّحَ الوردُ النّديُّ و إنّما
همساتُكِ السّكرى تفيضُ على الثّرى
همساتُكِ السَّكْرَى تجولُ بخاطري
و تَهِيجُ في شَفَتَيَّ مَرجاً أخْضرا
و على الغُصُونِ المائجاتِ مِنَ السَّنا
ينسابُ وجهُكِ ضاحكاً مُستبْشِرا
عيناكِ تَجريْ فيْ الظَّلامِ كَواكِباً
و يداكِ تُطلقُ في البراري أنْهُرا

و تُذيقُني لوزَ المفاتنِ في الكرى
مِنْ كُلِّ فاتنةٍ تغلْغلَ همْسُها
في مَسْمَعِ الدُّنْياْ غِناءً مُسْكِرا
تُلقيْ على ثوبِ البساتينِ النَّدَىْ
و تُريقُ من فمِها النَّهارَ المُبْصِرا
ما فتَّحَ الوردُ النّديُّ و إنّما
همساتُكِ السّكرى تفيضُ على الثّرى
همساتُكِ السَّكْرَى تجولُ بخاطري
و تَهِيجُ في شَفَتَيَّ مَرجاً أخْضرا
و على الغُصُونِ المائجاتِ مِنَ السَّنا
ينسابُ وجهُكِ ضاحكاً مُستبْشِرا
عيناكِ تَجريْ فيْ الظَّلامِ كَواكِباً
و يداكِ تُطلقُ في البراري أنْهُرا

__________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق