((ابتسامة اكتفاء))
قامتْ الريحُ
تتأوهُ في شوارعِ المدينةِ الساكنةِ
ترثي
سراجٌ وَهنٌ يُغالبُ العتمةَ
ينتظرُ
أن يُقْدِمُ الانطفاء
يعتقهُ
من سجنِ الجسدِ المتداعي
منيةٌ
تكسرُ قيدَ الحياةِ
وتشرقُ
على شفتيهِ ابتسامةُ اكتفاء
من كلِّ المحاولاتِ اليائسةَ
لجعلَ
الحياةَ عذبةً إنسانيةً
رفيقُ وحدتهِ
سراجٌ وأوراقٌ مبعثرةٌ
عليها
بعضٌ محترقٌ منه
يرفعُ أجفانه الذابلةَ
يُحدقُ
نظرتهُ الأخيرةِ
يخرقُ
سقفَ غرفتهِ
ليودعَ النجومَ من وراءِ الغيومِ
تتذهّبُ
أذيالُ السحبِ بماءِ الشمسِ
يخلعُ النهارُ أثوابَ النورِ
يتمتمُ
بنصفِ كلماتٍ
ألبسني حبكِ أحلاهُ
وبانتْ في قلبي كلّ ما فيكِ
قد اشتاقتْ لك نفسي
اقتربي
اكسري قيدي
قد أتعبني ثقلَهُ
يتبعُني
تعالي يا جميلتي
أنقذيني من غربتي
لأني أمطر الأحلامَ أبكارا
وهم يستدرون الأوهام
تعالي
أيتها العذبة خذيني
لم يعد هنا
من يسمع أنيني
وينشد معي
أناشيدي
ضُميني الى صدركِ بقوةٍ
يا آتيةٌ في كلِّ حين
تعالي أيتها الجميلةُ
ضعي على رأسي أكليلَ زنابقٍ
أغمضي عيني لأراك
وامنحيني ابتسامة الاكتفاء
واتركي على فراشي ترابا
وبعضَ أوراقٍ مبعثرةٍ
عليها بعضُ مني
لم يزلْ يحترقُ
علَّ الضياءَ يأتيهم
فيأتيني
#
ستار مجبل طالع
2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق