السبت، 3 يوليو 2021

ديوان سوف ابقى // للشاعر عارف عاصي

 ديوان 

سوف ابقى 

للشاعر عارف عاصي


---------

----------

وَ الحُبُّ سَاوَى عَـلَى الإِيْمَانِ وِجْهَتَـنَا

قَـدْ وَحَّـدَ الدِّيـنُ سَـادَاتٍ مَعَ الخَـدَمِ


ثُـمَّ اِنْـثَـنَـيْـنَـا بـِبـَغْي غَالَ وِحْدَتَـنَـا

دِمَـاؤُنَـا أُرْخِـصَـتْ فِي فَـكِّ مُـلْـتَهِمِ


وَ القُـدسُ دَامِعَـة تَـرْوِي مَخَـازِيَـنَـا

إِذْ عَيْنُنَا قَدْ أُسْمِلَتْ وَ الكُلُّ فِي صَمَمِ

  

تَـرْثِي صَلاحاً وَ كَـانَ السَّيْفُ يَحْفَظُهَا

فَـخَـلَّفَ الـخَـيْـرُ أَشْـرَاراً مِنَ النِّـقَمِ


وَ أَصْـبَـحَ الحَـقُّ مَـنْـبُـوذاً بِـأُمَّـتِـنَـا

وَ الظُّـلْمُ مَـاضٍ بِـأَلْـوَانٍ كَمَـا الفَحَمِ


يَـارَبِّ أُمَّـتُـنَـا فِـي الـتِّـيـهِ سَــادِرَةٌ

أَمَّـا الـرُّعَـاةُ فَـرَعْـيُ الذِئـْبِ لِلغـَنَمِ


قَدْ اِرْتَـكَسْـنَـا بِحَمـْآتٍ بِنَـا اِسْتَـعَرَتْ

وَ لَـمْ نُـرَاعِي وِدَادَ الـدِّيـنِ وَ الرَّحِـمِ


وَ فُـرْقَـةٌ شَوَّهَتْ مِـنْـهَـاجَ رَوْعَـتِـنَـا

وَ أَرْسَـتِ الـغَـدْرَ أَصْـلاً حَـلَّ بِـاﻷَلَـمِ


شِـكَـايَـتِي سَـيِّـدِي تَـنْفِيثُ مُكْـتَرِبٍ

مِـمَّـا نُعَـانِي مِـنَ الأَرْزَاءِ وَ الغُـمَـمِ


بَــراءَةٌ مِـنْ خِـيَـانَــاتٍ تُـغَــلِّـفُــنَـا

هِيَ الدَّنَـايَـا وَ أَدْنَى عِنْدَ ذِي الشِّـيَمِ


بَـرِئْـتُ رَبِّـي فَـكُنْ يَـا رَبِّ مُـنْقِـذَنَـا

وَ رُدَّنَـا لِـلَّـذِي قَـدْ كَــانَ مِـنْ ذِمَــمِ


وَ ارْحَـمْ إِلاهِي ضَـرَاعَـاتٍ لِمـُبْـتَـهِلٍ

مِنْ خَوْفِ رَبِّ الوَرَى يَـأْوِي لِمُـلْـتَزِمِ


تِـلْـكُمْ حُرُوفِي بِفَـخْرِ المَـدْحِ نَاطِقَـةٌ

وَ أَيُّ قَــوْلٍ يُـدَانِي عِـزَّةَ الـعِــصَـمِ


أَنَـا اِبْـنُ أَحْمَدَ لِي فَـخْـرٌ بِـتَسْمِـيَتِي

وَ مَـنْ يَـلُـذْ بِـجَـنَـابِ اللهِ يَـعْـتَـصِـمِ


يَا سَيْدَ الرُّسْلِ هَلْ لِي مِنْ شَفَاعَتِـكُمْ

هِيَ الـنَّـجَـاةُ بِـيَـوْمِ الحَادِثِ العَـمَـمِ


فَعَـارِفٌ قَدْ ذَوَى فِي طَـيِّ مَعْصِـيَـةٍ

وَ العَـبْدُ يَـنْجُو مِنَ العِصـْيَـان بِالنَّـدَمِ


فَـلا تَسَلْ عَنْ ذُنُوبٍ كَـالجِـبَالِ عَـلَـتْ

فَـكُـلُْهَا عِنْـدَ ذِي الغُفْـرَانِ كَـاللَّـمَـمِ


غَبَـطتُّ بِالمَـدْحِ مَنْ بِالبَـابِ يَسْبِقـُنِي

فَرُمْتُ لِي مَـنْزِلاً بِـاللاحِقِـينَ سَـمِي


اللهُ يَـشْـهَـدُ ضَـعْـفِي عَنْ مُـلاحَـقَـةٍ

لَـكِـنَّـهُ الحُـبُّ يُـعْـلِي ذَاوِيَ الهِـمَـمِ


كَتَبْتُ شِعْرِي وَ مَا بِالشِّعْرِ مِنْ شَرَفٍ

سِـوَى مَدِيـحِي لِـخَـيْرِ النَّـاسِ كُـلِّهِمِ


فَـاقْـبَلْ قَصِيـدِي إِلَهَ الكَوْنِ يَا أَمَـلِي

وَ ارْحَمْ عُـبَيْداً يَـخَافُ العُمْرَ مِنْ حِمَمِ


وَ صَـلِّ رَبِّي عَـلَى المُخْـتَـارِ سـَيـِّدِنا

مَـا مَـرَّ بِالأَرْضِ مِنْ رُوحٍ وَ مِنْ نَسَـمِ

---------

يَـا رَبِّ تَـوْبـاً لِعَـبْـدٍ جَـاءَ مُـرْتَـجِـيـاً

عَـفْـواً كَـرِيماً لَرَبِّ الخَلْقِ عَنْ لَمـَمِي


أَسْرَفْتُ رَبِّي وَ ذَا ذَنْـبِي يُحَـاصِرُنِـي

يَا وَيْحَ قَلْبِي وَ عُمْرِي جَازَ عَنْ هِمَمِي


فِي حَمْـأَةِ الإِثْمِ قَـدْ سَارَتْ مَرَاكِبُـنَـا

وَ ضَـاعَ شَـطٌ لِـرُبَّـانِ الهَـوَى الغَـرِمِ


يَـا صَـبْوَةَ الذَّنْبِ نَـارُ الإِثْـمِ تُـلْهـِبُنِي

مـَنْ لِـي بِـمَـغْـفِـرَةٍ مَقْرُونَةِ العِصَمِ


إِنِّي ارْتَـجَـيْتُ مِنَ الرَّحْـمَنِ مَرْحَـمَـةً

لِيـُدْخِلَ الذَّنْـبَ فِي عـَفْوٍ وَ مُـرْتَـحَـمِ


قَـدِ اِسْـتَـجَرْتُ بِحِصْنِ اللهِ مُلْـتَـجَئِي

إِذِ اِتَّــبَــعْــتُ رَسُــولَ اللهِ لِـﻷُمَــمِ


مُحَمَّدٌ أَفْـضَـلُ الرُّسْـلِ الـكِـرَامِ عَـلا

إِلَـى السَّـمَـوَاتِ لِـلأنْـوَارِ لا الـظُّـلَمِ


مُحـَمَّـدٌ صَـفْــوَةُ الأَخْـلاقِ سَـيِّّــدُنَـا

عَـلا عَنِ الـرَّيْبِ وَ التَّـشْـكِيكِ وَ التُّهَمِ


مُحَـمـَّدٌ نَـفْـحَـةٌ بِـالـنُّـورِ قَـدْ مَـلأَتْ

فَـضَـاءَ مِـنْـهَـا ظِلالُ البَـانِ وَ العـَلَمِ


مـُحـَمَّـدٌ رَحْـمَـةٌ لِـﻷَرْضِ قَــاطِــبَـةً

بِالطِّفْلِ وَ الشَّـيْخِ و الأَسَادِ في الأَكَمِ


هُُـوَ اليَـتِـيمُ الـذِي أَرْسَىَ دَعَـائِمَـنَـا

وَ رُبَّ فَضْلٍ لَدَى الأصْدَافِ فِي اليـُتُمِ


مُــشَــرَّفٌ دُونَ أَبَــاءٍ لِــتَــكْـرِمَــةٍ

هُـوَ الـنَّسِيبُ عَـلَى الأَقْـوَامِ وَ الأُمَمِ


سُـلالَـةُ الرُّسْلِ تَسْرِي فِي تَسَلْسُلِهَا

حَـطَّتْ رَوَاحِـلَـهـَا فِي خَـيْرِ مُخْـتَـتَمِ


فِي أَرْضِ مَـكَّـةَ وَ الحَـصْـبَـاءُ تَعْرِفُهُ

وَ الـنُّورُ يَسْرِي بِهِ فِي الحِلِّ وَ الحَرَمِ


فَـالسَّهْـلُ وَ الوَعْرُ وَ الوِدْيَـانُ تَرْقـُبُهُ

وَ البَدْرُ وَ النَّجْمُ وَ اﻷَمْطَارُ فِي الدِّيَـمِ


مَــلائِــكُ اللهِ بِـالأَنْــوَارِ شَــاهِــدَةٌ

فَـتَـغْـمِرُ الـرُّوحَ إِكْـرَامـا لِمُـسْـتَـلِمِ


ذَاكُــمْ حِــرَاءُ لِـوَعْـدِ اللهِ مُـنْـتَـظِـرٌ

فَـالـغَـارُ فِـي شَـغَفٍ لِلْقَـادِمِ العَـلَمِ


جِبْرِيلُ نَادَى فـَأَصْغَى السَّمْعُ مُرْتَهِفاً

اِقْـرَأْ مُـحَـمَّـدُ جَـاءَ الـوَحْـيُ بِالـكَرَمِ


وَ نُودِيَ اقْـرَأْ وَ مَـا بِـالكَوْنِ مُسـْتَمِعٌ

فَـرَفْرَفَ القَـلْبُ فِي تَسْبِيحِ مـُنْسَجِمِ


إِقْـرَأْ تَـعَـالَتْ مِـنَ الرَّحـْمَنِ قَـائـِلُهـُا

لا الإِنْـسُ لا الجِـنُّ لا تَجْرِي بِذَاتِ فَمِ


إِقْـرَأْ تَعَـالَتْ فَـبَاتَ القَـلَبُ فِي قـَلَقٍ

فَـالحِـمْلُ أَكْـبَرُ عَنْ فِـكْرٍ و عَنْ حُـلُمِ


لَـوْلا إِعَـانَـةُ رَبِّ الـكَـوْنِ مَـا حُمَـلَتْ

أَمَـانَةُ الوَحْيِ فَـوْقَ الظَّـنِّ وَ الكَـلِـمِ


إِقْـرَأْ سَـرَى صَوْتُهَا فَالكَوْنُ مُحْـتَفِيٌ

وَ رَدَّدَ الكَـوْنُ مِـنْ قُـدْسِـيَّـةِ الـنَّـغَمِ


اِقْـرَأْ مُحَـمَّـدُ ذَا وَحْـيُ الإِلَـهِ سَـرَى

لِـيـَرْفَـعَ الأَرْضَ بِـالأَنْـوَارِ مِنْ سُـدُمِ


فَـبَـاتَ مِنْـهَـا رَسُولُ اللهِ فِي وَجَـلٍ

وَ الـدَّمْـعُ يَـغْمِرُ وَجْـنَـاتٍ كَمَا العـَنَمِ


فَـجَـاءَ يَـشْـكُو بِخَـوْفٍ مَا أَلَـمَّ هُـنَـا

خَـدِيـجَـةٌ رَطَّـبَـتْ قَـلْـبـاً مِـنَ الأَلَـمِ


نَـادَتْ لِوَرْقَـةَ مِـنْ خَوْفٍ وَ مِنْ قَـلَقِ

فَـأَثْـبَـتَ الحَـقُّ عِــلْمُ الوَاثِـقِ الفـَهِمِ


أُثْـبُـتْ مُـحَـمَّدُ ذَا وَحْـي الإِلَهِ جَـرَى

كَـمَـا النَّـبِـيـينَ عَهْدُ اللهِ فِي الـقِـدَمِ


يَـا لَـيْـتَـنِي جَـذَعَ إِنْ صَـالَ صَائِـلُـهُمْ

أَوْ هَـمَّ مُخْرِجُـهُمْ فِي فِعْلِ مُضطَّـرِمِ


نُـورُ الهُـدَى قَدْ أَضَاءَ الكَوْنَ أَجْمـَعَـهُ

فَـفَـرَّتِ النَّـاسُ لِـلْخَـيْرَاتِ مِنْ حِـمَمِ


هَـاجَتْ قُرَيْشٌ فَـمَا أَبْـقَـتْ مـَكَارِمَهَا

وَ اسْـتَـلَتِ السَّيْفَ مَنْزُوعاً مِنَ القِيَمِ


ذَاكُـمْ بَحِـيرَا وَ يَـدْرِي مِنْ شِمـَائِـلِـهِ

رُهْـبَـانُـهُ سـَلَّمُوا مِنْ ظُـلَّـةِ الـغِـيَـمِ


نَـادَاكَ رَبُـكَ لِـﻹِسْــرَاءِ فَـانَـتَـقَـلَـتْ

كُـلُّ الرِّسَـالاتِ إِذْ دَانَـتْ لِـمُـخْـتَـتِـمِ


فَـكُـنْـتَ فِيهِمْ إِمَـامَ الرُّسْـلِ قَاطـِبَـةً

يَـا قُـدْوَةَ الخَلْقِ فِي فِعْلٍ وَ فِي حِكَمِ


فَأَنْتَ مُوسَى وَ عِيسَى وَالخَلِيلُ وَمَنْ

قَدْ نَالَ وَحْياً لَدَىَ الأَزْمَانِ فِي القِدَمِ


شَـرَائِـعُ اللهِ فِي مِحْرَابِكَ اِجْـتَـمـَعَتْ

قُـرْآَنُـنَـا قَـدْ حَـوَى كُــلاً بِـلا تُـهَــمِ


كُـلٌ أَتَـىَ قَـوْمَــهُ يَـوْمـاً بِمُـعْـجِـزَةٍ

وَ أَنْـتَ أَحْـيَـيْـتَ فِيـهَـا مَـيِّتَ الرِّمَـمِ


فَـكَمْ قـُلُوُبٍ عَـلَى الأَوْثَـانِ قَدْ عَكَفَتْ

أَمْوََاتُ رُوحٍ وَ لَـوْ يَـسْـعُونَ بِالـقـَدَمِ


ثُـمَّ اِرْتَـفَعْتَ إِلَى اﻷَنْـوَارِ تَـشْـهَـدُهَا

جِـبْرِيـلُ أُوقِفَ فِي إِجْـلالِ مُحـْتَـشِمِ


قَـدِ ارْتَـقَـيْـتَ سَمَاوَاتٍ قَدِ انْـتَـظَرَتْ

زَوْراً كَـرِيـماً فَـيَـالا مِـنَّـــةَ الـكَـرَمِ


وَ نُـوُدِيَ ادْنُ أَيَـا عَبْدِي -بِـلا وَجَـلٍ-

مِـنَ الـجَـلالِ وَ لِـلأَنْـوَارِ فَـاسْـتَـلِـمِ


قَـبَسْتَ نُـوراً بِعُـمْقِ الرُّوحِ طَـهَـرَهَا

فَـكُـنْـتَ نُـوراً فَـيَـا سَـعْـداً لِمُغْـتَنِمِ


تَـهَـيَـأَ الـكَـوْنُ لاسْـتِـقْـبَـالِ بُغْـيَـتَهُ

بَعْدَ اِنْـهِـيَـارٍ لِـمَنْ بِـاﻷَرْضِ مِنْ أُمَـمِ


فَالفُرْسُ فِي حَـيْرَةٍ إِذْ تَهْوِي عِنـْدَهُمُ

نَـوَافِـذُ القَـصْرِ مِـنْ نُـورٍ لِمُـحْـتَـكِمِ


وَ قَـيْـصَرُ الـرُّومِ يَـدْرِي عَنْ حَقِيقَـتِهِ

لَـكِـنَّـهُ المُـلـْكُ فِي قَـلْبٍ كَمَا الـوَرَمِ


كِسْرَى وَ قَـيْصَرُ وَ الـكُـفَّـار خَـلْفَهُمُ

أَمْـلاكُـهُـمْ قَـدْ ذَوَتْ مِنْ هَوْلِ مُقْتَحِمِ


رَايَـاتُـنَـا قَـدْ عَـلَتْ وَ الحَـقُّ رَائِـدُهَا

وَ اللهُ نَـاصِـرُهَـا سُـحْـقـاً لِمُـنْـهِـزِمِ


بِـعْـنَـا لِـبَـارِئِنَـا الأَرْوَاحَ  نُـرْخِـصُـهَا

مَـا شَـانَـنَـا خَـوَرٌ مِنْ شَـرِّ مُنْـتَـقِـمِ


وَ الحُبُّ سَاوَى عَـلَى الإِيْمَانِ وِجْهَتَـنَا

---------

شَـرَائِـعُ اللهِ فِي مِحْرَابِكَ اِجْـتَـمـَعَتْ

==================

معارضة نهج البردة 

لأمير الشعراء : أحمد شوقي

===============

هَـوَاكَ عِـنْـدِيَ مَرْسُـومٌ كَمَا الوُشُـمِ

وَ القَـلْبُ يَهْوَى وَ مَنْ يَهْوَاكَ لَمْ يُضَمِ


حَـمَـلْـتُ رُوُحِي لأَطْـيَـافٍ تُـرَاوِدُنِي

كَـنَـزْفِ جـُرْحٍ جَرَىَ بِالدَّمْـعِ مُزدحِـمِ


شَـكَـوْتُ حَالِي وَ مَا بِالأُفْقِ مُسْـتَمِعٌ

لَـمَّـا رَنَـتْ أَعْـيُـنٌ تُحْـيِي مِنَ العَـدَمِ

   

فَالرُّوحُ فِي صَبْوَةٍ وُالجَفْنُ فِي سـَهَدٍ

وَ الفِكْرُ فِي جَنَّـةٍ وُ القُلْبُ فِي حـِمَمِ


رِيـحُ الشِّـوَاءِ بِـفِيكَ اليـَوْمَ مِنْ كَـبِـدٍ

مَنْضُوُجَةٍ بِـالأَسَى مِنْ فَـاتِكِ السُّـهُمِ


يَـا رَائِـعَ الحُسْنِ مَفْـتُونٌ بِطَـلْعَـتِـكُمْ

قَدْ غَـرَّهُ السِّحْرُ لَـمْ يُـفْطِرْ و َلَمْ يَصُمِ


أَرْسَلْتَ بِـاللَّحْظِ سَهْماً بَـاتَ فِي مُهَجٍ

فَارْفِقْ جَمِيلَ اللَّمَى لا صَيْدَ فِي الحَرَمِ


وَ الحُبُّ يَسْرِي كَـرُوحٍ أَشْعَلَتْ جَسَداً

كَالشَّمْسِ مَرَّتْ أَضَاءَتْ حُـلْـكَةَ الظُّـلَمِ


يَا قَـلْبُ أَشْجَـيْتَـنِي وَ الهَـمُّ مُعْـتَـرَكٌ

مَـنْ ذَا يُطبـِّبُنِي فِي الأَعْـصُرِ الدُّهُـمِ


كُلُّ الهَوَى مـُتْـلِفٌ وَ القَلْبُ مُـنْـخَدِعٌ

مَـاكُـنْتُ أَحْسِبُ وَزْنَ الحُبَّ مِنْ أَلَمِي


فَسَلْ قُـلُوباً لَهَا بِـالشَّـوْقِ مَـعْـرِفَـةٌ

فَالحُـبُّ سِحْـرٌ فَـحَاذِرْ سَطْـوَةَ الرِّيَـمِ


يَا رَائِعَ الصَّوْتِ إِنَّ الصَّوْتَ سَاكَـنَـنِي

فَـهَـزَّ بِـالقَـلْـبِ عَـزْفاً هَامِسَ النَّـغَمِ


فِي لَهْفَةِ الوَجْدِ وَ الأشْوَاقُ تَـأْكُـلُنِي

أَتْـعَـبْـتُ وَجْدِي عَلَى ذِكْرٍ لِمـُنْصَـرِمِ


هُـنَـاكَ رُوحٌ هَفَتْ وَ القـَلْبُ فِي أَرَقٍ

مِنْ كُـلِّ نَـاعِسَةِ الأَجْـفَانِ فِي النِّعَـمِ


الحَامِـلاتِ جَـمَالَ السِّـحْـرِ فِي فِـتَـنٍ

السَّـافِـكَاتِ بِلا سَـيْفٍ ، أُرِيـقَ دَمِـي


الـفَـاتِـرَاتِ جُـفُـونـاً مَـا بِـهَـا سَقَـمٌ

المُشْرَبَـاتِ جَمَالَ الحُسْنِ فِي الشِّـيَمِ


الطَّـائِرَاتِ كَـأَمْثَـالِ الفَـرَاشِ ضُـحَىً

الرَّاشِـفَـاتِ حَـلالَ الشَّـهْـدِ مِنْ أَمَـمِ


الـمُـتْـرَعَـاتِ جَـمَـالاً زَادَ مِـنْ خَـفَـرٍ

المُرْسِلاتِ ضِيَـاءَ الـوَجْـهِ فِي الظُّـلَمِ


المـُشْـعِـلاتِ خُـدُودَ الـوَرْدِ فِي أَلَـقٍ

الـبَـاسِـمَـاتِ ثُـغُـوراً فَـوْقَ كُـلِّ فَـمِ


المَـائـِسَـاتِ قُـدُودَ البَـانِ فِـي وَلَـعٍ

النَّـاثِـرَاتِ بَـدِيـعَ السِّـحْـرِ فِي الكَلِمِ


الـرَّامِـيَـاتِ أُسُـوُدَ الغَـابِ عَـنْ حَـوَرٍ

وَ الصَّيْدُ بِالعَيْنِ يُصْلِي القَلْبَ بِالضَّرَمِ


 الـقَـاتِـلاتِ وَ لا ثَـأْرٌ لِـمَـنْ قَـتَـلُـوُا

الـمُـدْلِـعَـاتِ جُـنُونَ الوَصْلِ بِـالصَّرَمِ


يَـا لائِـمِي قَـدْ كَـفَى إِنَّـا عَـلَى قَـدَرٍ

نَـخْطُو عَـلَى حُـلُمٍ يَسْرِي إِلَى حـُلُـمِ


لا تُـكْثِرِ الْعَذْلَ لـَيْسَ العَذْلُ يـَنْفَعُنِي

فَـالعَـذْلُ يُـنْمِي غَرَامَ العَـاشِقِ النَّهِمِ


أَسْمَعْتَ أُذْنـاً وَ هَلْ بِالسَّمْعِ مـُنْـتَفَعٌ

لَلأُذْنِ سَمْعٌ وَ سَمْعُ القَـلْبِ فِي صَمَمِ


أَسْرَفْتَ فِي لَوْمِكَ الوَاهِي لَدَى شَغَفِي

لَوْ ذُقْتَ جُـرْحِيَ لَـمْ تَعْذِلْ وَ لَمْ تَـلُـمِ


مَـنْ لِـي بَـرَدِّ جَنَـاهَـا فِي جِنَـايَتِـهَـا

يَـاوَيْحَ قَـلْبٍ هَوَى بِـالعِشْقِ وَ الهَـيَمِ


يَـا وَيْحَ قَـلْبٍ جَرَى سَعْـياً لَمَـتْـلَـفَـةٍ

مِنْ حـَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِي الدَّسَمِ


الليل مَسْـهَـدَةٌ وَ الصـُّبْـحُ مَـشْغَـلَـةٌ

وَ العُمْرُ فِي أَمَـلٍ وَ القَـلْبُ فِي غُمَمِ


كَمْ تُقْتُ يَوْماً وَ بَعْضُ التَّوْقِ مِنْ تَرَفٍ

يَكْفِي الرِّضَـاءُ بِِـخَـطِّ اللهِ فِي القِـدَمِ


يَا نَفْسُ دُنْـيَا الوَرَى تَجْرِي عَلَى وَهَنٍ

كَـفَـاكِ سَعْياً بِقَـلْبِ الطَّـامِـعِ الوَهِـمِ


دُنْـيَـا وَ هَلْ بِالدُّنَى غُـنْـمٌ لِمُـنْـتَـفِـعٍ

فَـاحْـذَرْ مَـغَـبَّـةَ إِغـْرَاقٍ كـَمُـغْـتَـنِـمِ


دُنْـيَـاكِ تُـغْرِي وَ لا تُـؤْتِي عَـزَائِمَـهَا

مَا أَسْرَعَ الخُلْفِ فِي الدُّنْيَا لِذِي حُـلُمِ


فَـاحْذَرْ وَ إِنْ أَبْـرَقَـتْ يَـوْماً بِبَـارِقَـةٍ

لَنْ تُمْطِرَ الشَّـوْقَ مِنْ سَيْـلٍ بِهَا عَرِمِ


أَزْهَـارُهَا شَوْكـُهَا وَ الشَّـهْدُ عَلْـقَمُهَا

إِيَّـاكَ لا تَـنْـخَـدِعْ مِـنْـهَـا بِـمُـرْتَـسَمِ


أَزْوَاجُهَـا كَـثُرُوا وَ الكُـلَّ قَـدْ قَـتَـلَتْ

لَـمْ تُـبْقِ مِـنْ أَحَدٍ مِـنْ دُونِ مُـنْـتَـقَمِ


تَـلاعَـبَتْ فَوْقَهُمْ ، بَـسَمَتْ تُـوَاعِدُهُمْ

وَ الـزُّورُ دَيْـدَنُـهَـا ، إِفْـكٌ بِـلا عِـصَمِ


يَـا نَفْسُ عَوْداً مَـلَلْتُ السّعَيَ مُرْتَقِبـاً

فَـالدَّارُ بِـالوَعْد إِخْـلافٌ لَـدَى الذِّمَـمِ


كَمْ تُـقْتُ لِلدَّارِ فِي أَشْـوَاقِ مـُبْـتَـهَجِ

حَـتَّى أَفَقْتُ عَـلَى بُـؤْسٍ مِنَ الوَصَـمِ


سَفَحْتُ دَمْعاً بِلَـيْـلٍ طَـالَ فِي أَسَـفٍ

عَـلَى الذُّنُـوبِ بِقَـلْبِ الخَـائِفِ النَّـدِمِ


وَ لَيْتَ لِي رَحْمَةٌ تُـنْجِي عَـلَى أَسَفِي

فَـالـفَـوْزُ فِـيهَـا بِـجَـنَّـاتٍ مِنَ الكَرَمِ


يَـا رَبِّ إِنِّي أَبِـيتُ العُـمْـرَ مُـرْتَـهَـنـاً

وَالذَّنْبُ يُعْلِي مِنَ الأَشْجَانِ فِي الظُّلَمِ


أشْرِبْتُ حُبَّ الدُّنَى فَـالقَلْبُ فِي وَجَلٍ

أَقْصِرْ كَـفَى فَالهَـوَى فَـخٌ لِـمُـؤْتَـذَم

-----------


بَـرِئْـتُ مـنَ الـبُـطْـلانِ

=============

ذَرِينِي أُنَاجِي المَجْدَ إِذْ بَاتَ نَائِيَا

وَ أَذْرِفُ دَمْـعَـاتٍ تَـهُـزُّ الـلَّــيَـالِـيَـا


أَيَا قَلْبُ صَبْراً فَالحَياةُ عَلَى الأَسَى

بِـهَا نَـزَعَاتُ الـنَّفْسِ تُـغْرِي المُنَادِيَا


وَ لَــكِـنَّ رُوحِـي رُوُحُ حُــرٍّ أَبِــيَّــةٌ

تَـهُـزُّ حَـنِـيـنَ الـقَـلْـبِ لِـلْـعِـزِّ آَتِـيَـا


فَنَفْسِي وَرُوحِي فِي اِحْتِرَابٍ وَنُفْرَةٍ

فَـكُـلُّ لَـهُ شَـوْقٌ يُـثِـيـرُ اِبْـتِـلائِـيَـا 


فَأُنْشِدُ أَشْعَارِي مَعَ الطَّيْرِ رَجْـعُهَا

كَنَاي حَزِينِ العَزْفِ يُشْجِي البَوَاكِيَا


تَلُومِينَنِي أَنْ عُدْتُّ لِلْحَرْفِ بِالأَسَى

حَنَانَيْكِ صُبِّي الفَرْحَ كَأْساً مُدَاوِيَا


حَنَانَيْكِ إِنِّي العُمْرَ أهْفَو لِـبَسْمَـةٍ

تَـشِـعُّ كَـنُورِ البَدْرِ تَجْلُو الدَّيَاجِيَا


وَ إِنّـي لَـمُـشْـتَـاقٍ لِـكَـأْسٍ مُعَطَّرٍ

يَجُوبُ بِي الأَنْحَاءَ دَانٍ وَ قَاصِيَا


سَلِي البَدْرَ عَنِّي كَيْفَ أسْلُو وِصَالَهُ

سَلِي النَّجْمَ سَهْرَاناً لِـطَيْفٍ بَدَا لِيَا


سَلِي الرَّوْضَ مُزْدَاناً بِفُلٍ وَ نَرْجِسٍ

سَلِي الصُّبْحَ فَـيْـنَـاناً بِـبِشْرٍ حِيَالِيَا


سَلِي القَلَبَ فِي سِعَةٍ يَدُورُ بِهِ المَدَى

يَضُمُّ بِهِ الأَكْـوَانَ بِالـعَطْفِ حَانِيَا


سَلِي الطِّفْلَ فِي أَمْسِي يَمِيسُ بَرَاءَةً

سَلِي أُمْـنِـيَـاتٍ لِـي تَـرُدُّ اِحْـتِضَارِيَا


سَلِي القَلْبَ عَنْ عِزٍّ وَ سَيْفٍ وَ مُهْرَةٍ

سَلِي الأُفْقَ مُشْتَاقاً لِـعَدْلٍ بَـرَانِـيَـا


سَلِي أَلْفَ سُؤْلٍ حَارَ في النَّفْسِ رَدُّهُ

وَكَيْفَ اِنْقِطَاعُ الأَمْسِ،مَوْتُ الأَمَانِيَا


ذَرِيـنِـي أَمَـانَ اللهِ أَبْـكِي لِغُرْبَـتِي

فَقَدْ بِتُّ مَـفْـرُوداً عَنِ النَّاسِ نَائِيَا


أَشَاهِدُ أَطْيَافاً مِنَ الأَمْسِ عَـلَّـهَا

تُـعِيدُ بِـنَـاءَ الـرُّوحِ تَـأْسَى لِدَائِيَا


ذَرِيـنِـي فَـلِـلْأَوْجَاعِ جُرْحٌ يَـؤُزُّهَا

دِمَانَا كَـمَاءِ البَحْرِ ، بَاعُوا عَزَائِيَا


أََرَى القُدْسَ مَأْسُوراً يَلُوكُ اِعْتِلَالَهُ

وَ عُرْباً كَمَا الأَعْدَاءِ تُزْكِي اِعْتِلَالِيَا


أَرَى الشَّعْبَ مَذْبُوحاً بِكَيْدٍ وِخُدْعَةٍ

وَ نَـهْـبـاً لأَمْـوَالٍ يُـبِـيدُ اِعْـتِـلائِـيَـا


أَرَى الخِزْيَ مَرْفُوعاً وَتَشْدُو لَهُ الدُّنَى

وَ بَاتَ عَزِيزُ القَوْمِ فِي الحَبْسِ ثَاوِيَا


نِفَـاقٌ عَـلَى الأَكْوَانِ قَدْ زَادَ لَـيْـلَـهَا

فَـتَعْلُو ثِـمَـارُ الـمُـرِّ فَـوْقَ الـرَّوَابِـيَا


أَرَانَـا نُـنَـادِي اللهَ ظُـلْـماً وَكُـلُّـنَـا

لإِبْـلِيسَ أَجْـنَـادٌ نَـزِيـدُ الـمَـوَالِـيَا


كَـذَبْـنَـا لَـعَـمْرُ اللهِ فَالـدِّينُ نَـاصِرٌ

إِذَا كَانَتِ الأَرْوَاحُ تَـفْدِي المَرَامِيَا


أَنَـطْـلُـبُ جَـنَّـاتٍ بِـبَخْسٍ مُضَيَّـعٍ

وَ نَـبْذُلُ غَالِي الكَوْنَ لِـلَّـهْوِ آَسِـيَا


أََيَـا أُمَّـةَ الـمُخْـتَـارِ عُـوُدِي لِـعِـزِّةٍ

وَ خَـلِّي كِتَابَ اللهِ بِالحَقِّ مَاضِيَا


فَلا تَـلْتَوِي الأَعْنَاقُ حَسْبَ اِخْتِيَارِنَا

فَـيَـعْـلُـو نِـدَا البُطْـلانِ حَيّاً مُنَـادِيَا


بِرِئْتُ مِنَ البُطْلانِ فِي الأَرْضِ كُـلِّهَا

وَ إِنِّـي لأَرْجُـو اللهَ تَـرْمِـيـمَ مَا بِـيَا

=========

عارف عاصي

-------------

أُمَّـــةَ الــعِـــزِّ

========

يَا رُبَى الْـكَـوْنِ يَا ضِيَاءَ الأَعَـالِي

أَيُّ نَـفْـحٍ مِـنَ الـجَـمَـالِ بَـدَا لِــي


كُـلُّ نَـجْـمٍ يَـبِـيتُ يَـرْقُـبُ سِحْـراً

هِـمَّـةً تَـعْـتَـلِـي صُـنُـوَفَ المُحَـالِ


تُـوقِظُ الفَجْرَ مِـنْ ظَـلامٍ تَـمَادَى

تُـؤْذِنُ الكَـرْبَ وَالدُّجَى بِالـزَّوَالِ


أُمَّـةَ العِـزِّ يَـا افْـتِـخَارَ الأَمَـانِـي

أَنْـتِ فَجْـرٌ يُضِيءُ كُـلَّ الـلَّـيَـالِي


فِي رُبَى المَجْدِ قَدْ تَخِذْنَا مَكَـاناً

تَـاجُــنَـا الـعِـزُّ فِـي بَـرِيقِ الـلآلِي


أَنْــتِ نُــورٌ أَحَـاطَـهُ اللهُ نُـــوُراً

لِـلْـعُلا تَـبْـتَـنِـي كَـرِيمَ الخِصَالِ


قَدْ مَلَـكْـنَا وَ الـكَوْنُ غِـرٌّ ضَرِيرٌ  

فَـإِذَا العَـقْـلُ وَاحَةٌ مِنْ ظِـلالِ


وَارْتَقَى الوَعْيُ مِنْ ضَلالاتِ جَهْلٍ 

لِـلسَّـمَـاوَاتِ هَـائِـمـاً بِـالـوِصَـالِ


لَمْ نَخَفْ يَوْماً ؛ إِنْ غُرُورٌ تَمَادَى

نَـكْسِرُ الظَّـهْرَ لَوْ أَتَـى لا نُـبَالِي


سَيْفُنَا الطُّهْرُ ؛ فَوْقَ هَامِ البَرَايَا

يُسْقِطُ العُـهْرَ خَانِـعاً لاسْـتِفَالِ


قَـوْلَـةُ الحَـقِّ نَـفْحَـةٌ مِنْ آَذَانٍ

تَـرْتَـجِي اللهَ صَـحْـوةً بِالمَقَالِ


تَرْتَـقِي المَجْدَ فَوْقَ صَهْوَةِ عِـزٍ

فَـإِذَا الكُـلُّ مُـذْعِـنٌ لِـلْـمَـعَـالِـي


لَسْنَـا لِلظُّلْمِ نَـنْـتَمِي يَاحَـيَارَى

سَيْفُنَا الرُّوحُ بِالحَقِـيقَةِ غَـالِ


فَـتَعَـالَـوا هُـنَا الضِّـيَاءُ يُـنَـادِي

وَاذْكُرُوا المَجْدَ فِي قُرُونٍ خَوَالِ


إِنْ كَـبَوْنَا فَـلَنْ يَطُولَ خُضُوعٌ

فِي دِمَانَـا نَـثُورُ قَـبْـلَ الفِـعَالِ


فَـإِذَا الـفِــعْـلُ ثَـوْرَةٌ مِـنْ إِبَــاءٍ

يُدْهِشُ الكَوْنَ فِي فُنُونِ المُحَالِ


نُخْضِعُ الـلَّـيْلَ لِلْحَـقِـيقَةِ رَغْماً

فَـإِذَا الـجَـمْـعُ رَاعِـياً لِلـنِّـضَالِ


زَالَ كِسْرَى وَقَدْ تَلاشَى ذَمِيماً

قَـيْصَرٌ دَان فِي قَـمِيءِ اِرْتِحَالِ


تَـزْأَرُ الأُسْـدُ فَـالضِّـبَـاعُ هَوَانٌ 

يَخْتَفِي المَكْرُ مِنْ عُقُولِ الثَّعَالِ


قَدْ تَوَارَى مَعَ الخِـيَانَـاتِ غَـدْرٌ

وَانْتَفَى الخُبْثُ مِنْ أَبَاءِ الرِّغَالِ


أُمَّتِي يَا ابْـنَـةَ الضِّيَا فِي دُنَانَا

كَـمْ شَكَوْنَا جُنُونَ ذَاكَ الخَـبَالِ


عَوْدَةُ الرُّوحِ نَرْتَجِـيهَا صِغَـاراً

قَـدْ هَـرِمْـنَا بِحُـلْـمِنَا لاكْـتِـمَـال


كُـلُّـنَـا الأُسْدُ وَ الـعَـرِينُ زَئِـيرٌ

بِـجِــهَـادٍ يُـعِـيدُ سِـرَّ الـجَـلالِ


يَا لِـقَلْبٍ عَـلَى الحَـنِـينِ تَـنَادَى

يَـرْفَعُ العِزَّ فِي بَـرِيقِ الـنِّـصَالِ


أُمَّـتِي هَـلْ أَتَـى إِلَـيْكِ حَدِيثٌ

لِـلْـمَـيَامِينِ مِنْ كِـرَامِ الـرِّجَـالِ 

=========

عارف عاصي

------------


فَـلْـتـَهْـنَـئِـي طِـفـْلَـتـِي

============= 

يَا قَـلْبُ مَالَـكَ مِنْ لَـيْـلٍ وَ مِنْ قَـمَـرِ

لا تُسْـعَـدُ الرُّوحُ بَـعْدَ العَـيْنِ بِاﻷَثَـرِ


تِـلْكَ اللَّـيَالِي وَ قَدْ طَـالَتْ شِـكَايـَتُهَا

تَبْكِي لِذِكْرَى الهَوَى فِي قَلْبِ مُسْتَعِرِ


وَ كَمْ أَنَـارَتْ بِضَوْءِ القُـرْبِ ظُـلْمـَتَـهَا

وَ كَيْفَ حَـالَتْ مَعَ الأَحْـوَالِ وَ الغِـيَـرِ


تَـطَـاوَلَ اللَّـيْلُ وَ الأَوْجَاعُ تَرْمُـقُـنِي

كَمْ كَانَ لَيـْلُ الهَوَىَ يَشْكُو مِنَ القِصَرِ


يَا مَنْ بِقَلْبِي أَنَـا أَسْكَـنْـتُـهَا مُـقَـلِي

وَ كُـنْتُ أَخْشَى لَهَا مِنْ لَمْسَةِ الضـَرَرِ


كَانَـتْ عُـيُونُ المَهَا فِي عَـيْنِهَا صِغـَرٌ

أَيْـنَ المَـهَـاةُ مِنَ الـخَـدَّيْنِ وَ الحَـوَرِ


يَـا أَغْـيَدَ القَـدِّ قَـلْـبِي فِيكَ مُحْـتَـرِقٌ

وَ مَـاءُ وَصْلِـكِ مْـمْـنُوعٌ مِـنَ المَـطَرِ


صُـبِّـي قَـلِيلاً عَـلَى قَـلْبِي يُـبَـرِّدُنِي

وَلَّى الرَّبِيعُ وَ عَـادَ الصـَّيْفُ بِالشَّـرَرِ


كَيْفَ اِصْطِبَارِي وَ مَا للصـَّبْرِ مِنْ حِيَلٍ

قَـدْ عِـيلَ صَبْرِي وَ قَدْ أَهْوَيْتِ بِالعُمُرِ


رَوِّ الـفُـؤَادَ الـذِي يَـرْنُـو لِـبَـارِقَــةٍ

جَفَّتْ رِيَاضِي وَ قَدْ أَذْبَـلْتِ لِي زَهَرِي


يَـا لَـيْـلَةَ الوَصْلِ بِـتُّ العُمْرَ أَرْقُـبُـهَا

كَـفَـرْحَـةِ الأُمِّ بِـاﻵَتِي مِـنَ الـسَّـفَـرِ


فِي جَوْفِ عَيْنِي جَعَلْتُ العَيْنَ مَسْكَنَهَا

أَوْقَفْتُ دَمْعِي فَلا تَـجْرِي بِمـُنْهَمَـرِي


أَعِـيـشُ لِـلذِّكْـر،ِ وَ الأَحْـلامُ مُؤْنِسَـةٌ

قَـدْ يَرْفُلُ القَلْبُ فِي وَادٍ مِـنَ الذِّكَـرِ


قَـدْ أثْْمـَلَـتـْنِي عُـيونٌ فِـي مَحـَبَّـتِهَا

يَفْدِي الهَـوَى أَسْهُماً جَالَتْ مَعَ النَّظَرِ


يَـا سَائِـلَ الحَـالِ إِنَّ الحَـالَ مُـؤْتَـزِرٌ

بِالطَّـيْفِ يَبْدُو فَـيَحْلُو العُمْرُ بِالسَّهَـرِ


لا مَا اقْتَفَيْتُ سـَنَا الأَطْيَافِ إِذْ ظَهَرَتْ

لَـكِـنَّـهَـا أَثْـبَـتَـتْ رُمْحـاً مِنَ الـقـَدَرِ


فَـبِــتُّ أَتْــلُـو أَنَـاشِـيـداً مُـرَنَّـمَــةً

تَرْنِـيمَةَ السِّـحْرِ فَوْقَ العَزْفِ وَ الوَتَرِ


سَـرَتْ مَـحَـبَّـتُـهَـا بِالقَـلْبِ مِنَ أمَـدٍ

فَـمَنْ يُـزِيلُ مَـكِينَ الحُـبِّ وَ السَّـمَرِ


عَـتَّـقْتُ حُـبّـاً لَهَا بِالقَـلْبِ فَـانْسَكـَبَتْ

كَـأْسُ الهَوَى بِالطِّلَى مَعْسُولَةَ الخَدَرِ


عُمْرِي الفِدَا يَا حَبِـيبَ العُمْرِ يَا قَدَرِي

مِنْ نَفْـخَةِ الـرُّوحِ أَنْتَ الرُّوحُ بِالبَـشْرِ


لا مَا ارْتَـضَـيْتُ بَـدِيـلا فِي مَحَـبَّـتِهَا

فَاقَت نَظِيـرَاتِـهَـاِ فِي الخَلْقِ وَالصِّوَرِ


فَـلْـتَهْـنَئِي طِفـْلَتِي مَا عَادَ يَشْغـَلُنِي

إِلاكِ يَـا مَـرْتَـعـاً لِـلْـعَـيْنِ وَ الفِـكَـرِ


          عارف عاصي

-----------------------

سَـوْفَ أَبْـقَـى

=======

فِـي حَـنَـايَـا الرُّوحِ قَـلْـبٌ مُـنْـفَطِـرْ

آَهِ يَـا لَـيْـلَـى وَ قَـدْ طَـالَ الـسَّـفَـرْ


شَـاغَـلَـتْـنِـي -وَ الـلَّـيَـالِي- أَيْـكَـةٌ 

لَـحْـظَـةٌ بِـالـحُـبِّ تُـشْـرَى بِالعُـمُـرْ


كُـلَّْـمَـا نَـاجَــيْــتُــهَـا أَلْـفَـيْــتُـنِـي

فِي حَـنَـايَـاهَـا بِـسِـحْـرٍ مـسْـتَـمِـرْ


وَ انْـتَشَى رَوْضِي عَلى تِـلْـكَ الرُّبَـى

قَـدْ تَـنَـامَى فِي العَشَـايَـا و الـبُـكَرْ


أُشْــرِبَــتْ أَرْوَاحُــنَـا مِـنْ عِــطْــرِهِ

مِـنْ رَحِيقِ الكَـأْسِ يَحْوِيِـنَـا السَّـكَـرْ


ثُـمَّ هَـامَ الـعُـمْــرُ فِـي أَفْـيَــائِـهَـا

لَــمْ نُـفِـقْ إِلا بِـقَـلْـبٍ مُـنْـشَــطِــرْ


وَ انْـتَـبَـهْـنَـا مِـنْ خَـبَـايَـا سِحْـرِهَـا

وَ انْـتَـهَى لَـيْـلٌ وَ قَدْ غَـابَ الـقَـمَرْ


إِذْ هَــوَتْ أَحْــلامُـنَـا فِـي سِـفْــرِهِ

مُـذْ تَـوَلَّـى فِـي ذَهَـابٍ مُـسْــتَـعِـرْ


قَـدْ تَـوَلَّى الـعُـمْـرُ فِـي أَوْهَـامُـنـَا

وَ انْـتَـشَى هَـمٌّ عَـلَى كُـلِّ الـسُّـتُـرْ


رِحْـلَـةٌ وَ الـجُـرْحُ فِـيـهـَا صَـاحِـبِـي

فِـي هُـمُـومٍ كَـالجَـرَادِ الـمُـنْـتَـشِـرْ


كُــلَّـمَـا فَـتَـشْـتُ عَــنِّـي مَــا أَرَى

غَـيْـرَ ذِكْـرَى مـِنْ شَـبَـابٍ قَـدْ عَـبَـرْ


تِـــلْــكَ أَيَّـــامٌ أَرَاهَــا هَــاهُــنَــا 

شَـاحِـبَـاتِ الـوَجْـهِ مِـنْ عُـمْـرٍ أَغَـرْ


يَـا طُـيُـوفَ الـحُـلْمِ كَـمْ رَاوَدْتِــنِــي

وَ انْـثَـنَى حُـلْـمِي بِـمَـاءٍ مُـعْـتَـكِـرْ


آَهِ يَـا نَــايِــي وَ قَـدْ غَـنَّـيْــتَــنِـي

مِــنْ لُــحُــونٍ آَسِــرَاتٍ كَــالــدُّرَرْ


أَيْـنَ مِـنِّي ظِـلُّـهَـا يُـحْـيِي الـنـُّهَـى

أَوْ يُـعِـيـذُ القَـلْـبَ مِنْ تِـلْـكَ الـذِّكَـرْ


غَـنِّـنِي وَ انْـشُـدْ مَـوَاوِيـلَ الـهَـوَى

وَ ارْوِ عَـنِّي فِي الـبَوَادِي وَ الحَضَـرْ


قُــلْ لِـدُنْــيَـانَـا إِلَـيْــكُــمْ شَـاعِــرٌ

يَـنْـثُـرُ الـحَـرْفَ حَـنِـيـنـاً وَ الصِّـوَرْ


شِـعْـرُهُ نَـفْـسٌ تُــنَـاجِــي كَـوْنَـهَـا

فِي بَـقَـايَـا مِنْ هَـشِـيمِ المُحْـتَـظَـرْ


شــدَّهُ صَـوْتٌ حَـثِــيـثٌ قَــدْ جَــرَى

فِـي حَــنَــايَـاهُ رَبِــيــعٌ مُــزْدَهِــرْ


يَا خَرِيـفَ العُـمْرِ أَسْـقَـطـتَّ الـرُّؤَى

غَــيْــرَ أَنِّــي شَـامِـخٌ لا أَنْــكَــسِـرْ


أَرْسِـلِ الأَرْيَــاحَ مِــنْ كُــلِّ الـدُّنَـى

لَـنْ تَـرَى إِلا شُـمُـوُخَ الـمُـنْــتَـصِـرْ


سِــنْـدِيَـانٌ فَـوْقَ هَــامَــاتِ الـذُّرَى

لَـمْ تَـنَـلْـهُ الـرِّيـحُ إِنْ يَــوْمـاً عَـبَــرْ


سَـوْفَ أَبْـقَى مُـزْهِراً فَـوْقَ الـرُّبَـى

رِيُّ أَيْـكِي مِـنْ تَـبَـاشِـيـرِ الـمَـطَـرْ


أَحْـمِـلُ الـبُـشْـرَى كَـصُـبـْحٍ مُشْـرِقٌ

أَغْـرِسُ الآَمَــالَ حُــبّـاً كَـالـشَّـجَــرْ

=======

عارف عاصي

----------------

لَـوْ مُـنِعْتَ القُوتَ تَـذْوي تَـنْـطـَفِي 

لَـسْـتَ ذاتِـيـاً فـَتــَعْــلُـو تَـفْـتـَخـِرْ


كُنْ عـَلَى الـدُّنْـيَـا خـُلـُوداً سـَرْمـَداً 

إِنْ دَعَـاكَ الـْمَـوْتُ قُـمْ عـَنْــهُ و فـِرْ


مــَالُــكَ الـمَـزْعُـومُ لا تَـرْكَــنْ لــَهُ

 جَاهُكَ الْوَاهِي عَـلَى سـَفْـحِ الخَطَـرْ


كُنْ مِـنَ الـدُّنْـيَـا عَـلَى خَـوْفٍ فـَمـَا 

 عـَهْـدُهَـا عـَهـْدُ الوَفَـاءِ الْـمُسـْتَـقِرْ


خــُلْــفُــهـَا أَصــْلٌ وَفَـاهَا غـَدْرُهـَا 

ثَــوْبــُهَـا عَــارٍ قَـلِـيــلٌ إِنْ سـَـتَـرْ


وَصـْلُُـهـَا هـَجْـرٌ عَـطـَاهَـا مـَنـْعـُهَـا

 كـَمْ قـَتِـيـلٍ فِـي هـَوَاهَـا قَـدْ غـُدِرْ


ذَاتُ دَلٍ تَـســْتـَـبِـي عُـشَّــاقَــهَــا

ثُـمَّ تُـلْـقِــيـهِـمْ بِـغــَدْرٍ قَـدْ مـُـكِـرْ


يَـا بَـسُومَ الـثَّـغـْرِ قَدْ حُـذْتَ المـُنَى

 لـَيْسَ يـُنْجِي الـْمَرْءَ فِي خَطْبٍ كـَدَرْ


لَــَيْــسَ يــُنْــجِـي الـمــَرْءَ إلا رَبُّـهُ

رَبَّـنَـا فَــالـْطُـفْ بِـنَـا فِـيـمَـا قُــدِرْ


فَــاعــْرِفِ اللهَ رَخَــاءً تُـــَرْتَــجِــي

نَـَصـْرَهُ فِـي يَـوْمِ بُـؤْسٍ ذِي عـُسـَرْ


رَبِّ أخــْلِـصْ بِـالـهـُدَى أُنـْشُـُودَتِـي لا تَـدَعـْنِـي واهِــمـاً فِـيـهـَا كَـغِــرْ


وَ اجـْعـَلَـنْ رَبِّـي رَجـَائِـي حـُظْـوَتِي

 عِـنْـدَمَـا أُدْعـَى لِـحَـشـْرٍ أَسْـتََـجـِرْ


صَـلِّـيَـنْ رَبِّـي عَـلَـى خَـيْـرِ الـوَرَى

وَ ارْحَـمَـنْ عَـبْـداً مُـنِـيـبـاً يَـعْـتَـذِرْ

=======

عارف عاصي

-------------------------

قُـبْـلَــةٌ وَ اعْــتِــذَار

============

أَيُّ صَـوْتٍ مِنْ وَجِـيـبٍ غَـامِـرِ

هَـزَّ بِـالأَسْحَـارِ قَـلْـبَ الـشَّاعِـرِ

قَدْ أَزَاحَ الـنَّـجْمَ عَـنْ سَـهْـرتِـهِ

وَ احْـتَـفَى عُمْـراً بِصَـفْوٍ فَـاتِـرِ

قَدْ تَمَطَّتْ ذِي اللَّيَالِي بِالمُنَى

وَالمُنَى تَسْرِي كِسحْرِ السَّاحِرِ

كَمْ تَلالَتْ فِي كُؤُوسٍ مِنْ هَوىً

وَ انْـتَـشَتْ رَقْصاً بِـلَـهْوٍ غَامِرِ

تَـكْتُبُ الذِّكْرَى عَلى وَجْهِ الثَّرَى

فَـتَـمُـر الـرِّيحُ قَــبْــلَ الــعَـابِـرِ

فَـإِذَا الأَلْـوَاحُ صِفْـرٌ مِنْ رَؤَى

وَإذَا المَطْمِورُ طَـوَعَ الطَّامِرِ

تَسْتَحِيلُ الرُّوحُ عَنْ بَـهْجَـتِهَا 

فَإِذَا الرَّوْضُ اغْتِصَابُ الزَّاهِرِ

وَ إِذَا الأَغْـصَانُ يَـبْسٌ كُـلُّـهَا

وَ الخَرِيفُ المُرُّ صَوْتُ المَاكِرِ

آَهِ يِـا طِـفْـلَ بَــهَـاءٍ وَ سَـنَـا

كُنْتَ بِالـرُّوحِ سُرَورَ الخَاطِرِ

كَـالـفَـرَاشِ الحُرَّ يُدْنِي نُورَهُ

أَوْ كَخَفْـقٍ مِنْ جَـنَـاحٍ طَائِـرِ

تَرْسُمُ الإِصْبَاحَ مَوْفُورَ الرِّضَا

تُسْكِـرُ الكَـأْسَ بِـلَـهْوٍ السَّاكِرِ

تَجْتَنِي الأنْوَارَ مِنْ كَفِّ الدُّجَى 

تَـجْمَـعُ الأَنْـدَاءَ طَوْعَ الآَمِــر ِ

تَسْتَـقِي الشَّهْدَ بِدِيعاً طَـعْمُهُ

دُونَ نَـحْلٍ أَوْ رَبِـيـعٍ عَـامِـر

مِنْ رُضَابِ الأَمْسِ أَجْتَرُ المُنَى

كَي أُعِيدَ الصَّفْـوَ بَـعْدَ العَاثِرِ

آَهِ وَ الذِّكْرَى اِرْتِـقَاءٌ بِالـرُّؤَى

فِـي بَـهَـاءٍ مِـنْ نَـقَـاءٍ غَـابِـرِ

كَمْ عَلَى الأَمْسِ سَيَحْيَا عُمْرُنَا 

وَ اِرْتِقَابُ الـفَجْرِ حُلْم الـنَاظِرِ

بَيْنَ صَبْرِي وَ اهْتِزَازِي لَحْظَةٌ

تَـقْــتُـلُ الأَيَّـامَ قـتْـلَ الوَاتِـرِ

كَـيْـفَ مَـرَّ العُـمْرُ مَا أَسْرَعَـهُ

قَدْ تَـوَلَّـى بَـعْـدَ جُرْحٍ غَـائِـرِ

أَنْـتَشِي يَوْماً لِـبسْمَـاتِ أَبِي

وَ هُدُوءُ الأُمِّ نُـورُ الـبَـاصِرِ

بَسْمَةُ اِبْنِي حِينَ يَلْهُو ضَاحِكاً

تَــمْــلأُ الـكَــوْنَ بِــنُــورٍ آَسِــرِ

كَيْفَ أَنْسَى الأَمْسَ؟يَوْمِي نَبْتُهُ

وَ الغَدُ المَأْمُولُ نَبْتُ الحَاضِرِ

ذِكْـرَيَاتُ فِي شَرِيطٍ حَافِـلِ

تَخْـتَفِي مِنَّي بِشُغْلٍ سَافِرِ

ثُمَّ تَـأْتِي يَصْطَلِينِي هَجْرُهَا

تَـلْسَعُ القَـلْبَ بِسَوْطٍ سَاهِرِ

ذِكَـرٌ تَـعْلُـوُ وَ تَخْبُـو غَيْرُهَا

بَــيْـنَ كَــرٍّ ثُــمَّ فَــرٍّ دَائِــرِ

أَجْمَعُ الآَمَالَ فِي كَفِّي هُنَا

وَ أَرَاهَا فِي اِنْدِثَـارِ الدَّاثِرِ

ذِي دَمُوعُ العَيْنِ قَحْلٌ جَفْنُهَا

كَـالبَـوَادِي دُونَ غَيْمٍ مَاطِرِ

لَـيْـتَـهَا تَسْقِي فُـؤَادِي مَرَّةً

مِنْ رُضَابٍ عَـبْـقَـرِي فَاتِـرِ

يَا كُلُومَ القَلْبِ كُفِّي وَارْحَلِي

لَيْسَ فِي البَاقِي مُقَامُ الثَّائِرِ

أَيُّْ رِبْـحٍ أَوْ خَسَـارٍ يُجْـتَـنَى

وَ المُنَى عِنْدِي حَصَادُ الـنَّافِرِ

وَأَنَـا أَمْـضِي وَحِيداً بِالأَسَى

يَجْرَحُ النَّايُ اِضْطِرَابَ الشاعرِ

وَ أَغَانِي الرِّيحِ عَزْفٌ يَكْـتَوِي 

خَافِقِي المَشْبُوبَ كَيَّ الغَادِرِ

وَ المَـرَايَـا مُـثْـقَـلاتٌ كُـلُّـهَا

تَتَشَظَّى فِي شُرُوخِ الكَاسِرِ

وَالرُّؤَى مِنْهَا اِخْتِلافٌ مُوحِشٌ

تَـلْطِمُ الوَجْهَ بِـكَـفِّ العَـاقِرِ

يَاوُعُودَ اللَّيْلِ مَا أَحْلَى اللِّـقَا

كُـنْتِ رِيّـاً فِي جَـدِيبٍ آَشِرِ

بِانْبِلاجِ الصُّبْحِ وَلَّى طَيْفُـهَا

خَلَّـفَتْ لِي أَلْـفَ وَعْدٍ فَائـر

كَـرَمُ الطَّائِيِّ فِي إِقْـبَـالَـهَا

تَمْنَحُ الرَّاجِي وُعُودَ القَادِرِ

وَ الوَفَـا مِنْهَا قَرِينُ البُخْلِ إِذْ

تَـقْـطَـعُ الإِنْجَازَ كَـفَّيْ مَادِرِ

يَا رَبِـيعَ الأَمْسِ مِنِّى قُـبْلَـةٌ

لِجَـبِـيـنٍ مَـرْمَـرِيٍّ طَـاهِـرِ

وَ اَعْـتِذَارٌ أَنَّـنِي فِي سَفْرَتِي

وَ المُنَى صِفْـرٌ بِخُطْوٍ خَائِرِ

آَهِ وَ الرِّحْلَـةُ تَدْعُو عَوْدَتِي

بَعْدَ لأْيٍ فِي اِرْتِحَالٍ زَاجِرِ

يَا إِلَهَ الكَوْنِ فَاقْبَلْ أَوْبَـتِي

جِئْتُ بِالمَحْلِ الفَقَيرِ البَائِرِ

لَيْسَ لِي زَادٌ وَ كُلِّي يَرْتَجِي

رَحْمَةَ البَـارِي لِـعَبْدٍ حَاسِرِ

=========

عارف عاصي


---------------------------


رَائِــيَّـــةُ الأَنْــوَار

==========

 قِِفْ عَـلَى الدُّنـْيـا تـَفَـكَّرْ و اعْـتَـبِرْ 

وَ اجـْتـَنِ الـبَـاهِي مِنَ الزَّهْرِ الـنَّضِرْ


خـُذْ مـِنَ الأَيَـامِ دَرْسـا مُـفْــصِــحـاً

وَ اسْـأَلِ الأَحْـدَاثَ تُـنـْبـِيـكَ الـخـَبـَرْ


قـَدْ مَـضَى الـعُـمـْرُ بِــآَلافِ الـوَرَى

مِنْـهُـمُ المَهْـدِيُّ مـِنْـهُـمْ مَـنْ كَـفـَرْ


مـِنْـهُــمُ الـمَـغْـبُـونُ فـِي أوْهَـامِـهِ

مِنْـهـُمُ المـَرْشـُودُ ذو القـَلْبِ البَّـصِرْ


خُـذْ وصـَايَـا قَدْ صَـفَتْ فِي كـُنْـهـِهـَا

يَــا دَؤُوبَ الــخَـيــْرِ حَـاذِرْ أَيَّ شَـرْ


إِنَّــمَــا الـشَّـــرُ زُرُوعٌ إِنْ نَــمَـــتْ

زَهْـرُهَا شَـوْكٌ جَــنَــاهـَا كُــلُّ مًــرْ


أَوَلُ الــخَــيْــرَاتِ هَــدْيٌ سَــابِـــغٌ

مـِنَّـةُ الـوَهـَّابِ يَـا سَـعْـدَ الـظَّـفِــرْ


أَخْـلِصِ الـتـَّوْحـِيدَ إن رُمْـتَ الـتُّـقَى

كُـنْ عُـبـَيْـدَ اللهِ لا عــَبْــدَ الـصِّــوَرْ


و اتـْبـَعَنْ بِـالرُّوحِ هَـدْيَ المُصْطَـفَى

كُـنْ سَـعــِيـداً إنْ نَـهَـى أوْ إنْ أَمَـرْ


لــِلْـوَلاءِ الْـحَـقِّ دَوْماً نَــنْــتَــمِــي

مَـنْ تَـولَّى اللهَ فِــي ظـِلٍ حُــشـِـرْ


إنْ حَـــبـــَاكَ اللهَ قَــلْـبــاً وَاعِــيــاً

سَوْفَ تَـجْـنِي الخَـيْرِ ذِكْرا قَدْ عـَمـُرْ


إنْ دَفَـنْتَ القَـلْـبَ فـِي وادِي الهَوَى

لَـنْ تَـرَى نُـوراً بِـشـَمـْسٍ أَوْ قـَمـَرْ


سـَوْفَ تَـحْـيَـا الـنُّـورَ لَـيْلاً مُـطْبِقـاً

لًَـيْـسَ يُـجـْدِي فِـيـهِ قَـدْحٌ للـشـَّرَرْ


خَـــلِّ غَـــاداتٍ تَــهَـــادَى دَلُّــهــَا

مَـائِـسـَاتٍ فِي العَـشـَايا و البُّـكــَّرْ


و َاطـْمَحـَنْ بِـالحُورِ فِي خُـلْـدٍ سَمَـا

فَـوْقَ مَـا تـَهْـفـُو نُـفـُوسٌ لِـلْـبَشَـرْ


إِنَّ وَصــْلَ الـغِــيـدِ حُـلْـوٌ طـَعـْمُــهُ

بَـيْـنـَمَـا فِـي صَـفْـوِهِ سـِرُّ الـكَــدَرْ


إِنْ صَفَـا يَـوْمـاً فَـهـَلْ تَصـْفُو الدُّنى

وَالـدُّنَى فِـي طَـبْـعـِهَـا كـُلُّ الغِـيَـرْ


وَ امـْلِـكَـنْ طـَرْفـاً غَضِـيضاَ ذَا حـَيَـا

يَـسْـتـَرِيـحُ الـقَـلْبُ مِنْ سَـهْـمٍ غَـدِرْ


سـَهْـمُ إِبْـلِـيـسٍ تَـنَـامَــى رِيـشُــهُ

سَـمَـمَ الـقَـلْبَ عَـلَـى إثْـرِ الـنَّـظـَرْ


فَـاحْـمِ قـَلْـبـاً مِـنْ مـَرَامِـي نَـبـْلِـهِ

وَ ادَّرِعْ مـِنْ ذَا بِـتَـقْوى فِي الـبَصـَرْ


وَ الْـتَـمِسْ عـُذْرا لِذِي الفَضْلِ الـذِي

إِنْ كـَبـَا يَــوْمـاً تـَعَـافَـى وانْـتَـصـَرْ


إِقْـبَـلِ الـعـُذْرَ الَّـذِي قَــدْ سَـاقَـــهُ

قَـلْـبُ مـَحْـزُونٍ أَتَـى كَـيْ يَـعـْتـَذِرْ


وَ ارْحــَمِ الــنَّــاسَ فَــكُــلٌ مُـذْنِـبٌ

إِنَّ شــَرَّ الـنَّــاسِ خـَصْـمٌ قَـدْ فَـجَـرْ


و اتْـرُكِ الـزَّلاتِ و َاسْـتـُرْ عـَيْـبَــهَـا

مَنْ هَـوَاهَـا قَـدْ هـَوَىَ بـَيْنَ الحُـفـَرْ


و اســْتُـر ِالـمـَجْـرُوحَ وَ ارْجُ بُــرْءَهُ

كُـنْ شَـفُوقـاً وَيْـحَ قَـلْـبٍ مَـا عــَذَرْ


رُبَّ مَـسْـتُــورٍ نَـجـَا فِــي سـِتْــرِهِ

كَــانَ رِدْءًا حَـــالَ يَــرْويِــكَ الأثَــرْ


كـُنْ عـَفـِيـفـاً رَاحـِمـاً بَـيْـنَ الـوَرَىَ

فَـالـرَّحـِيـمُ الـحَـقُّ تَـهْـوَاهُ الـفِـطَـرْ


وَ انـْشـُرِ الْخَـيْـرَاتِ فِـي كُلِّ الـدُّنَى

كـُلُّ جَـانٍ سَـوْفَ يَـجْــنِـي مـَا بـَذَرْ


وَ انْــتــَقِ مـِنْ كــُلِّ لَـــوْنٍ خَـيْــرَهُ

كَـالـفَـرَاشِ الـحُـلْوِ يُـغْـرِيهِ الـزَّهَـرْ


كُـنْ هـَزَارَ الـرَّوْضِ لا بُـومَ الـدُّجَـى

إِنْ أردْتَ الــنُّــورَ كُــنْ دَوْماً حَـــذِرْ


وَ اتَّـخِـذْ طُـهـْرَ الْـمَـعـَالِي مَـرْكَـبـاً

كُـنْ نـَعَـيِـمـاً أنْـتَ حَـيٌ قَـدْ طَــهُـرْ


وَ انْـصـَحَنْ بِـالـدِّيـنِ لا تَـخْشَ امْـرِءً

إِنَّ خـَيـْرَ الـدِّيـنِ نُـصْـحٌ قَـدْ ظَــهَـرْ


أَلْــبـِـسِ الــنُّــصــْحَ رِدَاءً نَــاعِـمـاً

وَ احْذَرَنْ فِي النُّـصْحِ قَوْلاً قَدْ سَـخـِرْ


جَـمِّــلِ الأقْـوالَ فِـي ثَـوْبِ الـتُّـقَى

إِنَّ شَــرَّ الـقَــوْمِ قَـوْلاً مـَنْ فَــَجَـرْ


وَ انـْبُذِ الفُـحْشَ الَّـذِي مَـا إنْ فـَشـَا

 يــَحْــجُـبُ الأنـْوَارَ عـَنْ قَـلـْبٍ أغَـرْ


عـِرْضـُكَ الغـَالي فـَبـِعْ عـَنْـهُ الدُّنَى

إنْ أََضـَعـْتَ الـعـِرْضَ يـَا ذُلَّ العُـمُـرْ


كُـــلُّ مَــالٍ دُونَ عِــرْضٍ هَـــيِّـــنٌ

مَـَنْ شـَرَىَ مَالاَ بِـعِـرْضٍ قـَدْ حـُقـِرْ


يَـالِـعـِرْضُ الـنَّــاسِ فَـاكـْرِمْ قــَدْرَهُ

سَــلِّـمِ الأعْـرَاضَ مِــنْ قَـوْلٍ نَـكِــرْ


دَعْـوَةَ الـمـَظْـلُـومِ فـَـاحــْذَرْ إنَّـهَـا 

سَـيْـفـُهُ الـْمَسْـلُولُ لا لَنْ يَـنْـكَسِـرْ


تَـرْتَـقِـي لِـلَّــهِ تَــرْجُــو نَـصــْرَهَـا

فَـاخْـشَ بَـطْـشَ اللهِ جَـلَّ المُقْـتَــدِرْ


جَـــارُكَ الــمَــأْزُومُ فــَرِّجْ كَــرْبـَـهُ

تَـنْـجُ يَـوْمَ الـرَّوعِ مِـنْ هـَوْلٍ عـَسـِرْ


وَ ارْحـَمِ الـمـِسْـكِـينَ وَ اخْـطُبْ وُدَّهُ

إنَّ لِـلْـمِـسْـكِــيـنِ قـَهْـراً قَـدْ أُثِــرْ


لِـلْـمَعَالِي فَانـْتَـسِـبْ فِي مـَجـْدِهَـا

ذَاكَ أصـْلُ الحـُرِّ لَـوْ تُـجـْدِي العِـبَـرْ


أيُّ أَصْــلٍ خـَـصَّــكَ الـمَـوْلَـى بـِهِ

وِحـْدَةُ الأصْـلِ تَـسـَاوَتْ فِـي الـبَشَرْ


رَبُّــنَــا الـمَــوْلَـى تَـعَــالَى قَــدْرُهُ

مـِنْ تُــرَابٍ قَـدْ بَــرَىَ كـُلَّ الـصِّـوَرْ


مـَا افـْتِـخـَاري فِي حَـيـَاةٍ لـَيْسَ لِي

فَضـْلُـهَا ؟! فَالحُمْـقُ دَاءُ المُفْـتَـخـِرْ!


ذَاكَ كِـبـْرُ الـقَـلـْبِ سـُمٌ قـَدْ سـَرَىَ 

فـَاتِــكٌ بِـالـرُّوحِ بَــلْ قُــلْ ذَا أَضَـرْ


أيُّ كِـبْــرٍ تَــرْتَــجِـي يـَا مـَنْ أَتَـىَ

مِنْ مـَجَاري الـبـَوْلِ وَهْنـاً قَدْ عـَبـَرْ


أيُّ كِـبْـرٍ فـِيـِكَ و َالـنَّـتْـنُ الـحـَشـَا 

فـَاتَّـئِـدْ فِي الكـِبْرِ يَـا مَنْ قـَدْ كَـبـُرْ


خــَفِّــفَــنْ رَوْعاً فـَهـَا أَنْــتَ امْـرِؤٌ 

تَـرْتَـقِي صـَعـْبـاً و مَـثْـوَاكَ الْحـُفـَر


------------------

أبو البقاء الرندي شاعر أندلسي واشهر قصائده التي رثى فيها الأندلس

والتي يقول في مطلعها:

لكل شيئ إذا ما تم نقصان

==============


أَبَـا البَـقَاءِ إِلَـيْكَ اليَوْمَ مَعْذِرَتِي

================

أَبَـا الـبَـقَـاءِ وَ هَـل لـِلــنَّـاسِ أَوْزَانُ

يَـدُورُ كَـوْنٌ وَ مـَأْوَى العُـمْرِ أَحْـزَانُ


أَبَـا الـبَـقَـاءِ هُـنَـا فِي دَارِنَـا شَـجَنٌ

تُـرْثَـي بِـنَـهْـجِـكَ بِـاﻷَوْجَـاعِ أَوْطـَانُ


قَـدْ كُـنْتَ تَـرْثِي بِلادَ العِـزِّ إِذْ أَفَـلَتْ

كُـلُّ الـنُّـجُومِ وَ قَـادَ الكـُلَّ شـَيْطَـانُ


فَـكَـمْ تَـهَاوَتْ نُـجُومٌ بَـعْـدَ أَزْهَـرِهَـا

كُـلٌّ تَــوَارَى فَـعَـدْنَـانٌ وَ قَـحْـطَـانُ


تَـرْثِي بِلاداً وَ جـَيْشُ الكُـفْرِ دَاهَمَهَـا

فَـمَـا تَـقُـولُ وَ غَـزْوُ الـيَـوْمِ إِخْـوَانُ


وَ جَـيْشُـنَـا صَارَ قَـتْـلاً فِي أُخُـوَّتِـنَـا

خَـابَ الرَّصَـاصُ،رَصَاصُ اليَوْمَ بـُهـْتَانُ


حُـدُودُ زَيْـفٍ تُـحـِيطُ الـيَـوْمَ أُمَّـتِـنَـا

تُـشَـرْذِمُ الـكُــلَّ لا بِــرٌّ وَ إِحْــسَـانُ


وَ مَـاتَ فِـيـنَـا نِـدَاءٌ كَـانَ يَـرْمُـقُـنَـا

إِذْ عَشْـْعَشَتْ فِي عَرِينِ الأُسْدِ غِرْبَانُ


قَـدْ كُـنْتَ تَـرْثِي وَ حَقـّاً نِلْتَ مَفْـخَرَةً

دامَـتْ حُـرُوفٌ لَـهَـا صِـدْقٌ وَ إِيْـمَانُ


أُنْـظُـرْ فَـقُدْسِي بِـأَسْرٍ بَاتَ يَخْـنِقُـهَا

وَ الحَرْفُ فِي خَافِـقِي يَعـْلُوهُ طُوفَانُ


وَ كُـلُّ دَارٍ تَـدُورُ الـيَوْمَ فِـي شُـغُـلٍ

وَ هَمُّـهَا أَنْ يَـنَـالَ المُـلْكَ سُـلْـطَـانُ


قَدِ اخْـتُزِلْـنَـا بِشَخْصٍ بَـاتَ يَـقْتِـلُـنَـا

وَ أَلْـفِ بَـوْقٍ لَـهَـا بِـالـزَّيْـفِ مَـيْدَانُ


وَ كُـلُّـنَـا فِي شُـجُونِ الهَمِّ تَـطْحَـنُـنَا

نَبِـيتُ مِنْ خَـوْفِهَا وَ الحُـلْـمُ وَهْـنَـانُ


نَـتْـلُـو وَ تَـقْـرَأُ قُـرْآنـاً مَـدَامِـعـُـنَـا

لَـكِـنَّـنَـا قَـادَنَـا فِي الفَـهْـمِ شَيْطَـانُ


فَـكَـمْ تَـلَـوْنَـا بِـأَنَّ الـدِّينَ يَـجْـمَعُـنَا

وَ كُـلُّـنَـا فُـرْقَـةٌ قَــدْ غَـابَ إِيْــمَـانُ


بَـكَـيْـتَ أَنْـدَلُـساً دَهْـراً فَـنَـاصَـبَنِي

هَمِّي العَـدَاءَ لأنَّ العُرْبَ قَـدْ هَـانُـوا


فَـهَــلْ نُـعـِيـدُ دِيَـاراً مَـاتَ وَارِدُهَـا

أَمْ نَـبْـتَـقِـي أُمَّـةً يَـخْـبُـو لَهَـا شَـانُ


وَ كَمْ بَنَـيْـنَـا عـَلَى الأَزْمَـانِ مَفْـخَرَةً

ّإِذِ الجِـهَـادُ لَـنَـا فِي الـنَّـاسِ عـُنْوَانُ


نَـادَيْتُ قَوْمِي فَعَادَ الصَّوْتُ يَصْفَعُنِي

وَ يَـأْكُـلُ الـرُّوحَ تَـفْـرِيقٌ وَ أَضْـغَـانُ


أَبَـا البَـقِـاءِ تَـعَـالَ الـيَـوْمَ مُحْـتَـمِلاً

هَــمَّ الـوَفَـاءِ فَـقَـدْ خَـانَـتْـكَ أَزْمَـانُ


أَبَـا الـبَـقَـاءِ إِلَـيْـكَ اليَـوْمَ مَعْـذِرَتِي

كُـلِّـي حَـيَـاءٌ يَـسُوقُ القَـوْلَ خُـذْلانُ


قَدْ كُنْتَ تَـرْثِي اِجْـتِيَاحَ الكُفْرِ أَنْـدَلُساً

فَـكَيْفَ أَشْـكُو وَ غَـزْوُ الـيَـوْمِ خَـوَّانُ


فَـانْـزِلْ بِـمِصْرَ وَ سَائِلْ نـِيلـَهَا كَرَماً

قَدْ كَانَ يَجْرِي وَ فَـيْضُ العِـزِّ جَـذْلانُ


حَـتْـماً سَـتَـرْثِي دِمَـاءً ظَـلَّـلَتْ مُـدَناً

وَ احْـذَرْ سُـجُوناً فَخـَلْفُ الظِّلِّ سَجَانُ


بَغْـدَادُ تَـبْـكِي فُـرَاتَـاً بِالدِّمَـاءِ جَـرَى

وَ دِجْـلَـةٌ لـَفَّـهَـا بِـالـمَـوْتِ بُـهْـتَـانُ


تِـلْـكُمْ دِمِـشْقُ يَقُودُ الـرُّعبُ رَايـَتَـهَا

وَ أَهْـلُـهَـا شُـرِّدُوا وَ الظُّـلْـمُ عِنْـوَانُ


صَـنْـعَـاءُ ذَاقَـتْ مَـرَاراً فِي مَرَابِعِـهَا

وَ الجُـوعُ يَـأْكُـلُـهَـا وَ الكـُلُّ خَسْـرَانُ


يَـا أُمَّـتِي كَمْ بَـكَىَ صَوْتِي بَحَنْجَرَتِي

وَ كَمْ تَـنَـادِي اِبْـتِـهَاجَ العُرْبِ أَلْـحَانُ


لا لَسْتُ أَهْـوَى بُـكَـاءً دُونَـمَا سَـبَـبٍ

فَـهَـبْ مِنَ الفَـرْحِ صَوْتُ الفَرْحِ رَنَّـانُ


عَـادَتْ لَـنَـا دُونَ رَبِّ الـنَّـاسِ آَلِــهَـةٌ

بِـكُــلِّ أَرْضٍ عَـلَـتْ لِـلــنَّـاسِ أَوْثَـانُ


اللهُ أَكْـبَـرُ فَـوْقَ الـنَّـاسِ شَـاهِـدُنَـا

وَ قَـلْـبُـنَـا الـيَوْمَ بَعْدَ الـنُّورِ خَرْبـَانُ


اللهُ أَكْـبَـرُ لَـوْ عَـادَتْ لَـنَــا سُــنَــنٌ

يَـعْـلُو بِهَـا لِلدُّنَى وَ النَّـاسِ مِـيـزَانُ

--------------------

فَــزِدْنِـــي اِقْــتِــرَابــاً 

=============

إِلَـهِـي وَ قَـلْـبِـي يَــذُوقُ الــمَـرَارَا

وَ كُـلِّـي بِـكُـلِّـي يَـعِــيِـشُ اِزْوِرَارَا


وَ بُـعْـدِي وَ قَُـرْبِـي بِـطُـولِ المَـدَى

وَ لَــيْــلِـي يُـطَـاوِلُ سُـهْــداً أَغَـارَا


تَـمِـيـدُ الـلَّـيَــالِـي فَـتَـهْـوِي بِــنَـا

وَ يَـسْـهَـرُ نَـجْـمِي يُـطِيلُ اِنْـتِـظَـارَا


أَلَـمَّـتْ بِـخَــيْــلِـي دُرُوبُ الـمُـنَـى

فَـتَـرْكُـضُ فِــيـهَـا بِـمَـا لا يُــبَـارَىَ


وَ تَـرْجِـعُ وَ الشَّـوْقُ خِلْـوُ الـوِفَـاضِ

تَـذُوبُ اِِشْـتِـيَـاقـاً تُـرِيـدُ اِخْـضِـرَارَا


وَ يَـمْـضِـي مَـسِـيـرِي إِلَـى غَـايَــةٍ

يَــدُبُّ الـلَّـيَـالِـي يَــدُبُّ الـنَّــهَــارَا


وَ عُـمْـرِي اِنْـتِـقَـاصٌ عَـلَـى خُـطْـوِهِ

وَ ذَنْــبِــي اِزْدِيَـادٌ بِـقَـيْـدِ الأُسَـارَىَ


وَ عَــيْــنِـي كِـنَـهْـرٍ جَـرَى عُــنْــوَةً

وَ طَـرْفِي الْـعَـيِـيِّ يَـرَانِي اِنْـدَثَـارَا


إِلَـهِـي فَـقَــدْتُّ بِـطَـيْـشِ الـمُـنَـى 

بَـرَاءَةَ طِـفْـلٍ يُــعَـانِـي اِنْـشِــطَـارَا


وَ غَـطَّـىَ المَشِـيبُ عَـلَى صـَبْـوَتِـي

وَ لَـيْتَ الـمَشِيبَ يَـهَـبْـنِي اِعْـتِـبَـارَا


وَ تَــلْــفَــحُ نَـارُ الأَسَـى أَكْــبُــدِي

تَـلُـوكُ اِنْـهِـيَـارِي تَـزِيـدُ اِنْـهِــيَـارَا


رَبِـيـعِي تَـوَلَّىَ خَـرِيـفِـي اِسْـتَـوَىَ

وَ رَوْضِـي الوَرِيفُ يَـمُـورُ اِصْـفِـرَارَا


وَ تَـحْـضِنُ عُـمْـرِي بَـقَـايَـا لِـذِكْـرِي

إِذَا مَـا انْـتَـهَـيْـنَـا فَـهَــلْ تَـتَـوَارَى


بِـقَـلْـبِـي شُـجُـونٌ تُــثِـيـرُ الأَسَـى

وَ نَـيْـلُ الـمُـنَـى قَـدْ تَـوَلَّـى فِـرَارَا


ذُنُــوبٌ تَـمَــطَّــتْ عَـلَـى عِـلَّــتِـي

نَسِيتُ اِرْتِحَـالِـي وَ خَـوْفَ الحَـيَـارَىَ


وَ خُــطْـوِي يَــسِــيـرُ إِلَـى مَـعْـلَـمٍ

وَ وَقْـتِي بِـخُـطْوِي يَـزِيدُ اِنْـحِـسَـارَا


رَسَـمْـتُ الطَّـرِيـقَ فَـخُـنْـتُ الخُـطَى

أَضَـعْتُ الـسَّـبِـيـلَ أَهَـلْتُ الـغُـبَـارَا


هُــنَـالِـكَ قَـلْـبِـي الأَسِـيـفُ الَّــذِي

تَـسَـهَّـدَ عُـمْـراً يَـخُـوضُ الـغِـمَــارَا


بَـكَـيْـتُ وَ دَمْـعِـي عَـلا مُـقْـلـَـتِـي

يُـحَـرِّكُ فَـيْـضـاً يَــثُـورُ اِنْـفِـجَــارَا


أَجِـرْنِـي إِلَــهِـي فَــذِي عِــلَّــتِــي

أَرَاهَــا جِــبَــالاً سَــتَـهْـوِي دَمَــاراً


أَتُــوُقُ لِــتَـــوْبٍ يُـــزِيــحُ الأسَــىَ

وَ يَـمْـحُو المَـآَثِـمَ يَـرْجُـوُ اِغْـتِـفَـارَا


أَجِــرْنِـي إِلَـهِـي أَقِــلْ عَــثْــرَتِــي

وَ مـنْ غَـيْـرُ رَبِّـي يُـقِـيـلُ العِـثَـارَا


وَ طَــهِّــرْ حَـيَـاتِـي بِـخَـتْـمِ الـهَـنَـا

وَ بَـيِّـضْ بِـحَـوْلِـكَ مِـنِّـي اِِسْـمِـرَارَا


تَـلاشَـتْ بِـقَـلْـبِـي جَـمِـيـعُ الـمُـنَى

فَـزِدْنِـي اِقْـتِـرَابـاً شَقِيتُ اِنْـتِـظَـارَا


بِـقَـلْـبِــي نَـزِيـفٌ لِـعُـمْـرٍ مَـضَـى

فَـهَـبْ لِـي جِـنَـانَـاً لأَنْـسَىَ المَـرَارَا

=======

عارف عاصي

---------

------

مجلة هاملت الالكترونية

رئيس،مجلس الادارة

د. ثائر السامرائي

رئيس التحرير

م.فاتنة فارس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق