الرحلة المجنونة.... جزء (3) محمد ابو الفتح....
غادر أرض الأشجار وهوفي نفسه الكثير من الإحتقار لهذه المخلوقات التافهة التي بفرقتها
ضاعت وأضاعت أرضها ووطنها, وحملته قدميه إلى أرض منبسطة جميلة النبت والزهر
فيها يفوح أريجه وتتراقص أعواده على نغمات نسمات حالمة, إنفلاجت أساريره وحدث
نفسه لعل ماأراه هنا ينسيني مارأيته هناك,رأي الطبيعة الأم بكرلم يدنسها بشر بأفعاله,
رأي جداول مياه نقية وفراشات تتهادى بين أعواد الزهرفي خيلاء بألوانها التى تنشرح لها
النفس فانشرح صدره وإمتلا قلبه بالآمال الطيبة وراح يقبل على الواحة الغناء والدوحة
الرائعة الحسن بكل همة وخطواته تسبق قدميه,قال لنفسه أنها الجنة, لقد دخلتها هنا وقبل
مماتي وراح يعدو بين الشجيرات الصغيرة يطارد الفراشات ويلهو كطفل صغير,وأحس
بالعطش فمد كفيه إلى جدول ماء رقراق صاف ليشرب ويطفئ الظمأ الذي حل به,ولكنه
وجد أمراً لوضعه عجيباً كلما إمتدت يده إلى الماء غار بعيدا عنه وعندما يكف يده يعود
الماءالذي كان عليه! تعجب كثيرا لهذا الأمر, ومد يده فجأة وملأها بالماء ورفعها إلى فمه
ليشرب وما إن وصلت يده إلى فمه وجدها خالية بلاقطرة ماء واحدة,ترك الجدول وهو في
حيرة شديدة قائلا لنفسه: ليكن سأتناول من ثمرات هذه الأشجارمايسد جوعي وعطشي معاً,
وراح لإحدى الشجرات ومد يده ليقطف إحدى الثمرات الينعة التي جعلت لعابه يسيل من
جمالها ولكن تكررما حدث في جدول الماء, كلما مد يده تبتعد الثمرة عنه, هنا إستشاط
غيظاً كيف أكون في هذه الدوحة المثمرة ولا أستطيع أن أطفئ الظمأ الذي كاد أن يهلكني
أوأسد رمقي من جوع يتملكني؟!وأمسك بفرع الشجرة يهزه بشده لتتساقط الثماررغما عنها
وبالفعل تساقطت الثمار على الأرض ولكن ما تكاد تصل إلى الأرض حتى تتلاشي وكأنها
لم تكن! جن جنونه وأخذ يصرخ في هوس وهو ينتقل من شجرة إلى أخري ويتكرر الأمر
ما أن تصل الثمار إلى سطح الأرض حتى تتلاشي,أخذ يبحث في الأرض عن أي شيء
يضرب به هذه الأشجار المسحور فلم يجد , فاندفع يضرب أحدى الأشجار بيديه وبكل قوة
وهو لا يعبأ بالألم ولا بالدماء التى إندفعت بغزارة من يديه ولا فائده, إلا أنه كان يسمع
أصوات ضحكات ساخرة تأتي من جوف الأشجار,ومازل يضرب والأصوات تزداد
صخبا وسخرية منه ,إلى أن كلت يديه وتهاوت قوته فنزل على ركبتيه وهو يتمتم بكلمات
اللعنه على هذه الجنة الملعونة, ليجد أحد أفرع الشجرة يقترب منه ويربت على كتفيه قائلاً:
أيها التعس ماالذي أتى بك إلى هنا؟إلى واحة الزيف والخداع ؟ إن كل ماتراه ليس بحقيقة,
أغمض عينيك قليلا وانظر بقلبك وبصيرتك ترى حقيقة ما أمامك, لكنكم هكذا بني البشر لا
تحبون حقيقة الأمور وتسعون جاهدين للزيف , هدأ قليلا وتلفت حوله ليرى الأشجار اليانعه
مجرد أخشاب ضرب السوس في جذوعها, والماء الذي يسري ماهو إلا كثبان من الرمال
الساختة من وهج الشمس اللافحة والشجيرات والزهرات ماهي إلا عيدان من الصبار
الشائكة والفراشات لم تكن موجوده إلا في خياله هو فقط, تحامل على نفسه وأخذ يجر
قدميه جراً ليغادر الواحة المزعومة التي لم تكن موجوده إلا في خيالاته فقط واستند على
مابقي له من جهد وسار على غير هدى ولسان حاله يقول : نحن نصنع وهماً كبيراًونعيش
فيه ثم نلوم على من يدعونا لنفيق منه............
نهاية الجزء الثالث . ... محمد ابو الفتح21
غادر أرض الأشجار وهوفي نفسه الكثير من الإحتقار لهذه المخلوقات التافهة التي بفرقتها
ضاعت وأضاعت أرضها ووطنها, وحملته قدميه إلى أرض منبسطة جميلة النبت والزهر
فيها يفوح أريجه وتتراقص أعواده على نغمات نسمات حالمة, إنفلاجت أساريره وحدث
نفسه لعل ماأراه هنا ينسيني مارأيته هناك,رأي الطبيعة الأم بكرلم يدنسها بشر بأفعاله,
رأي جداول مياه نقية وفراشات تتهادى بين أعواد الزهرفي خيلاء بألوانها التى تنشرح لها
النفس فانشرح صدره وإمتلا قلبه بالآمال الطيبة وراح يقبل على الواحة الغناء والدوحة
الرائعة الحسن بكل همة وخطواته تسبق قدميه,قال لنفسه أنها الجنة, لقد دخلتها هنا وقبل
مماتي وراح يعدو بين الشجيرات الصغيرة يطارد الفراشات ويلهو كطفل صغير,وأحس
بالعطش فمد كفيه إلى جدول ماء رقراق صاف ليشرب ويطفئ الظمأ الذي حل به,ولكنه
وجد أمراً لوضعه عجيباً كلما إمتدت يده إلى الماء غار بعيدا عنه وعندما يكف يده يعود
الماءالذي كان عليه! تعجب كثيرا لهذا الأمر, ومد يده فجأة وملأها بالماء ورفعها إلى فمه
ليشرب وما إن وصلت يده إلى فمه وجدها خالية بلاقطرة ماء واحدة,ترك الجدول وهو في
حيرة شديدة قائلا لنفسه: ليكن سأتناول من ثمرات هذه الأشجارمايسد جوعي وعطشي معاً,
وراح لإحدى الشجرات ومد يده ليقطف إحدى الثمرات الينعة التي جعلت لعابه يسيل من
جمالها ولكن تكررما حدث في جدول الماء, كلما مد يده تبتعد الثمرة عنه, هنا إستشاط
غيظاً كيف أكون في هذه الدوحة المثمرة ولا أستطيع أن أطفئ الظمأ الذي كاد أن يهلكني
أوأسد رمقي من جوع يتملكني؟!وأمسك بفرع الشجرة يهزه بشده لتتساقط الثماررغما عنها
وبالفعل تساقطت الثمار على الأرض ولكن ما تكاد تصل إلى الأرض حتى تتلاشي وكأنها
لم تكن! جن جنونه وأخذ يصرخ في هوس وهو ينتقل من شجرة إلى أخري ويتكرر الأمر
ما أن تصل الثمار إلى سطح الأرض حتى تتلاشي,أخذ يبحث في الأرض عن أي شيء
يضرب به هذه الأشجار المسحور فلم يجد , فاندفع يضرب أحدى الأشجار بيديه وبكل قوة
وهو لا يعبأ بالألم ولا بالدماء التى إندفعت بغزارة من يديه ولا فائده, إلا أنه كان يسمع
أصوات ضحكات ساخرة تأتي من جوف الأشجار,ومازل يضرب والأصوات تزداد
صخبا وسخرية منه ,إلى أن كلت يديه وتهاوت قوته فنزل على ركبتيه وهو يتمتم بكلمات
اللعنه على هذه الجنة الملعونة, ليجد أحد أفرع الشجرة يقترب منه ويربت على كتفيه قائلاً:
أيها التعس ماالذي أتى بك إلى هنا؟إلى واحة الزيف والخداع ؟ إن كل ماتراه ليس بحقيقة,
أغمض عينيك قليلا وانظر بقلبك وبصيرتك ترى حقيقة ما أمامك, لكنكم هكذا بني البشر لا
تحبون حقيقة الأمور وتسعون جاهدين للزيف , هدأ قليلا وتلفت حوله ليرى الأشجار اليانعه
مجرد أخشاب ضرب السوس في جذوعها, والماء الذي يسري ماهو إلا كثبان من الرمال
الساختة من وهج الشمس اللافحة والشجيرات والزهرات ماهي إلا عيدان من الصبار
الشائكة والفراشات لم تكن موجوده إلا في خياله هو فقط, تحامل على نفسه وأخذ يجر
قدميه جراً ليغادر الواحة المزعومة التي لم تكن موجوده إلا في خيالاته فقط واستند على
مابقي له من جهد وسار على غير هدى ولسان حاله يقول : نحن نصنع وهماً كبيراًونعيش
فيه ثم نلوم على من يدعونا لنفيق منه............
نهاية الجزء الثالث . ... محمد ابو الفتح21
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق