الرحلة المجنونه...جزء (1 )قصة لمحمد أبو الفتح......
جلس ليكتب قصة جديدة, وأخذ يلملم شتات أفكاره, عن ماذا يكتب؟ لا يوجد فكرة تطغى
على تفكيره ليختارها دون غيرها, كل الأفكار تتداخل وتتصارع في رأسه , لا يستطيع أن
يحسم أمره وينحاز لفكرة دون غيرها.بدأت أعصابه في التوتر فهو غير معتاد على هذا
التداخل بين الأفكار فطالما كانت الفكرة تكون واضحة في ذهنه يري أحداث القصة أمام
عينيه قبل الجلوس ليخرجها إلى الأوراق لتحملها نيابة عنه, أما هذه المرة فالأمرجد
غريب.أخذ يسأل نفسه ماذا جرى؟لماذا أصبح ذهنه مثل صحراء قاحلة لاتنبت فيها فكرة
واحدة؟وبدأ يتوتروهو يمعن التفكير لماذا لا يستطيع ان يجد فكرة ليكتبها! ترك مكانه وابتعد
قليلا عن مكتبه وهو ينظر الى الأوراق البيضاء الخالية فرأي سطورها تهتز وكأنها تسخر
منه , لقد أصبحت مثل مجرى نهر جاف جفت منابعه ولم يعد الماء يسري فيه وما عاد فيه
إلا أوحال قاع تسبح فيها بعض الأسماك الصغيرة تصارع من أجل الحياة هكذا أنت الأن.
إنقض على الأوراق يمزقها وأمسك بالقلم يحطمه ولسان حاله يقول انتهى عهد القلم
والورقة من حياتي وجلس على كرسيه ليسترخي ويهدأ من أعصابه التي توترت,جلس
وراح في غفوة تبعها سبات عميق رأى فيه حلم عجيب.
رأي نفسه ورياح شديدة تدفعه دفعا ليطير معها وهو يتقلب في الهواء مثل ورقة شجر جافة
يطيرإلى مكان بعيد غريب , في أرض غيرالأرض وسماءغير السماء,ليجد نفسه في غابة
عجيبة مليئة بالقرود وقد تغير شكله ومسخت هيئته ,وأصبح يشبه القرود التي تملأ الغابة,
نظرإلى نفسه بتعجب وهو يتسائل : ماذا حدث لي ؟ ولم تمهله القرود كثيرا فإلتفت من
حوله وهي تنظر إليه ثم انفجرت في الضحك وهي تشير إليه وتقول: إنظروا إلى هذا
المخلوق إنه يشبه القرود!وراح في دوامة شديده من التعجب , قرود وتتكلم! وتتعجب من
شكله هو وتقول إنه يشبه القرود! ما هذا العالم العجيب؟ فماذا تظن هذه القرود شكلها؟
وفجأة وجد السماء تمطر, وياللعجب إنها تمطر موز! نعم المطر ليس ماء إنما موز,
والأعجب أن القرود تركت الأرض مليئة بالموزات وراحت تتصارع على القليل منها وهي
تصرخ في صخب شديد والصغار تبكى والكبار يتضاحكون وهو يقف تكاد المشاهد الغريبة
تذهب بعقله,وهنا إقترب منه قرد عجوز يكاد لا يستطيع السير وقال له: لاتتعجب من أمرنا
كنا مثل كل القرود في سائر الأرض إلى أن سكن بجوارنا جماعة من البشر تعلمنا منهم
شيئين , الأول الكلام وياليتنا لم نتعلمه فنذ ذاك الوقت عرفنا الكذب والنفاق والرياء
والسخرية من بعضنا البعض , والثاني تعلمنا منهم الجشع والطمع والأنانية والغباء فكل منا
أصبح يريد كل شئ لنفسه ولايريد أن يترك لغيره أي شئ والغباء أن ما تنزله السماء يكفي
حاجة الجميع ويفيض ولكن هذا ما تعلمناه من البشر,نظرإلى القرد نظرة إعجاب بحكمته
وقبل أن ينطق بكلمات الإعجاب فوجئ من القرد بلطمة قوية على وجهه وهو يضحك
ساخرا : وهذا أيضا تعلمناه من البشر الغدروغادره القرد وسط ضحكات صاخبة من باقي
القردة, أفاق من الصدمة التي أصابته وأخذ يهرول مبتعدا عن الغابة المجنونه وسكانها ,
و توقف ليتلقط أنفاسه وتلفت حوله ليرى شيء أعجب مما رآه من قبل.....
نهاية الجزء الأول ........... محمد ابو الفتح 20/5/2016
جلس ليكتب قصة جديدة, وأخذ يلملم شتات أفكاره, عن ماذا يكتب؟ لا يوجد فكرة تطغى
على تفكيره ليختارها دون غيرها, كل الأفكار تتداخل وتتصارع في رأسه , لا يستطيع أن
يحسم أمره وينحاز لفكرة دون غيرها.بدأت أعصابه في التوتر فهو غير معتاد على هذا
التداخل بين الأفكار فطالما كانت الفكرة تكون واضحة في ذهنه يري أحداث القصة أمام
عينيه قبل الجلوس ليخرجها إلى الأوراق لتحملها نيابة عنه, أما هذه المرة فالأمرجد
غريب.أخذ يسأل نفسه ماذا جرى؟لماذا أصبح ذهنه مثل صحراء قاحلة لاتنبت فيها فكرة
واحدة؟وبدأ يتوتروهو يمعن التفكير لماذا لا يستطيع ان يجد فكرة ليكتبها! ترك مكانه وابتعد
قليلا عن مكتبه وهو ينظر الى الأوراق البيضاء الخالية فرأي سطورها تهتز وكأنها تسخر
منه , لقد أصبحت مثل مجرى نهر جاف جفت منابعه ولم يعد الماء يسري فيه وما عاد فيه
إلا أوحال قاع تسبح فيها بعض الأسماك الصغيرة تصارع من أجل الحياة هكذا أنت الأن.
إنقض على الأوراق يمزقها وأمسك بالقلم يحطمه ولسان حاله يقول انتهى عهد القلم
والورقة من حياتي وجلس على كرسيه ليسترخي ويهدأ من أعصابه التي توترت,جلس
وراح في غفوة تبعها سبات عميق رأى فيه حلم عجيب.
رأي نفسه ورياح شديدة تدفعه دفعا ليطير معها وهو يتقلب في الهواء مثل ورقة شجر جافة
يطيرإلى مكان بعيد غريب , في أرض غيرالأرض وسماءغير السماء,ليجد نفسه في غابة
عجيبة مليئة بالقرود وقد تغير شكله ومسخت هيئته ,وأصبح يشبه القرود التي تملأ الغابة,
نظرإلى نفسه بتعجب وهو يتسائل : ماذا حدث لي ؟ ولم تمهله القرود كثيرا فإلتفت من
حوله وهي تنظر إليه ثم انفجرت في الضحك وهي تشير إليه وتقول: إنظروا إلى هذا
المخلوق إنه يشبه القرود!وراح في دوامة شديده من التعجب , قرود وتتكلم! وتتعجب من
شكله هو وتقول إنه يشبه القرود! ما هذا العالم العجيب؟ فماذا تظن هذه القرود شكلها؟
وفجأة وجد السماء تمطر, وياللعجب إنها تمطر موز! نعم المطر ليس ماء إنما موز,
والأعجب أن القرود تركت الأرض مليئة بالموزات وراحت تتصارع على القليل منها وهي
تصرخ في صخب شديد والصغار تبكى والكبار يتضاحكون وهو يقف تكاد المشاهد الغريبة
تذهب بعقله,وهنا إقترب منه قرد عجوز يكاد لا يستطيع السير وقال له: لاتتعجب من أمرنا
كنا مثل كل القرود في سائر الأرض إلى أن سكن بجوارنا جماعة من البشر تعلمنا منهم
شيئين , الأول الكلام وياليتنا لم نتعلمه فنذ ذاك الوقت عرفنا الكذب والنفاق والرياء
والسخرية من بعضنا البعض , والثاني تعلمنا منهم الجشع والطمع والأنانية والغباء فكل منا
أصبح يريد كل شئ لنفسه ولايريد أن يترك لغيره أي شئ والغباء أن ما تنزله السماء يكفي
حاجة الجميع ويفيض ولكن هذا ما تعلمناه من البشر,نظرإلى القرد نظرة إعجاب بحكمته
وقبل أن ينطق بكلمات الإعجاب فوجئ من القرد بلطمة قوية على وجهه وهو يضحك
ساخرا : وهذا أيضا تعلمناه من البشر الغدروغادره القرد وسط ضحكات صاخبة من باقي
القردة, أفاق من الصدمة التي أصابته وأخذ يهرول مبتعدا عن الغابة المجنونه وسكانها ,
و توقف ليتلقط أنفاسه وتلفت حوله ليرى شيء أعجب مما رآه من قبل.....
نهاية الجزء الأول ........... محمد ابو الفتح 20/5/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق