رائحة الماء
الليل مساحة صمت ..تتكاثر، تتجمع ..أمام عيني عم حسن ..الذي طوي مسبحته ..وحمد الله كثيرا.. ودعا إلى زوجته ، وأولاده بطول العمر ..هم بالدخول إلى طقوس ليله ..خلع جلبابه ووضع يده تحت رأسه.. قرأ المعوذتين، وما تيسر مما حفظ..
تخيل انه بدون سروال ..نزل إلى الترعة .. بيده صفيحة سمنة كبيرة ..صنع لها بدأ من خشب ..أمالها على جانبها وسمح للماء بالدخول إلى جوفها ..ثقلت ..وكادت أن تضيع .. لكنه تمسك بها ، وبوجه لا يحمل ملامح رفعها ..صعد بضع خطوات ..وعلى الطريق الترابي الممتد... من بيت المأمور إلى المركز رش الماء ..سقطت قطرات الماء على التراب فأثارت غبارا داخل أنفه وملأت صدره وعينيه ..كح ثم تمخض ..بصق على الأرض .
بعد صلاة المغرب والماء يسقط على الطريق ..والطريق بفعل الماء يتحول لونه ، ويصبح له رائحة .
بعدها يجلس عم حسن وجهه إلى الحائط موجها جسده للطريق يحس بعربة المأمور تمر .. عند ذلك يلبس جلبابه.. ويحمل الصفيحة.. ويذهب إلى بيته .
عند الفجر يصحو على مهل ..يركب قدميه ويبدأ في رش الماء ، وعندما يحس بعربة المأمور ..تخطو ببطء يلبس جلبابه ..يحمل الصفيحة ..يذهب إلى بيته ..يجلس بجوار زوجته ..يحكى لها عن الابن الذي يحمل الصفيحة عنه ، وعن الماء الذي يختلط بالتراب ..وعن عربة المأمور .. وعن يد المأمور التي امتدت إلى قفاه ..لأنه لم يتعود على ذلك ..فقد ارتعشت عضلات جسده ..أحس انه محتاج إلى ألف نار ..لذلك اسند يده إلى صدره ..فسمع صوت بكائه يخرج من صدره حزينا .. يختلط بالأنفاس ..يحتويه.. لا .. لكن المرارة تحول جسده إلى لون أخر له رائحة ..علبة السجائر الفارغة يميلها فتسقط ربع سيجارة يحملها بين أصابعه بصعوبة يقربها ببطء .. يمسها بفتيل لمبة الجاز ..وبسرعة يضعها بين شفتيه ..يشد النفس الواحد ..ببطء يخرج الدخان متقطعآ يرش به المكان حوله ، برائحة السجائر .. زوجته لا تتحدث، فقط تنام ..معطيه جسدها لي حوش البيت ..
بينما هو يرى عربة
المأمور تخطو ببطء
...........................
..........................
الليل مساحة صمت ..تتكاثر، تتجمع ..أمام عيني عم حسن ..الذي طوي مسبحته ..وحمد الله كثيرا.. ودعا إلى زوجته ، وأولاده بطول العمر ..هم بالدخول إلى طقوس ليله ..خلع جلبابه ووضع يده تحت رأسه.. قرأ المعوذتين، وما تيسر مما حفظ..
تخيل انه بدون سروال ..نزل إلى الترعة .. بيده صفيحة سمنة كبيرة ..صنع لها بدأ من خشب ..أمالها على جانبها وسمح للماء بالدخول إلى جوفها ..ثقلت ..وكادت أن تضيع .. لكنه تمسك بها ، وبوجه لا يحمل ملامح رفعها ..صعد بضع خطوات ..وعلى الطريق الترابي الممتد... من بيت المأمور إلى المركز رش الماء ..سقطت قطرات الماء على التراب فأثارت غبارا داخل أنفه وملأت صدره وعينيه ..كح ثم تمخض ..بصق على الأرض .
بعد صلاة المغرب والماء يسقط على الطريق ..والطريق بفعل الماء يتحول لونه ، ويصبح له رائحة .
بعدها يجلس عم حسن وجهه إلى الحائط موجها جسده للطريق يحس بعربة المأمور تمر .. عند ذلك يلبس جلبابه.. ويحمل الصفيحة.. ويذهب إلى بيته .
عند الفجر يصحو على مهل ..يركب قدميه ويبدأ في رش الماء ، وعندما يحس بعربة المأمور ..تخطو ببطء يلبس جلبابه ..يحمل الصفيحة ..يذهب إلى بيته ..يجلس بجوار زوجته ..يحكى لها عن الابن الذي يحمل الصفيحة عنه ، وعن الماء الذي يختلط بالتراب ..وعن عربة المأمور .. وعن يد المأمور التي امتدت إلى قفاه ..لأنه لم يتعود على ذلك ..فقد ارتعشت عضلات جسده ..أحس انه محتاج إلى ألف نار ..لذلك اسند يده إلى صدره ..فسمع صوت بكائه يخرج من صدره حزينا .. يختلط بالأنفاس ..يحتويه.. لا .. لكن المرارة تحول جسده إلى لون أخر له رائحة ..علبة السجائر الفارغة يميلها فتسقط ربع سيجارة يحملها بين أصابعه بصعوبة يقربها ببطء .. يمسها بفتيل لمبة الجاز ..وبسرعة يضعها بين شفتيه ..يشد النفس الواحد ..ببطء يخرج الدخان متقطعآ يرش به المكان حوله ، برائحة السجائر .. زوجته لا تتحدث، فقط تنام ..معطيه جسدها لي حوش البيت ..
بينما هو يرى عربة
المأمور تخطو ببطء
...........................
..........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق