الأربعاء، 14 يونيو 2017

فيض من النور ///للمبدع //// الشاعر //// على الصاغر

فَـيْـضٌ مِـنَ الـنُّورِ
-------------
فَـيْضٌ مِـنَ الـنُّورِ بَـيْنَ الـبَانِ والـعَلَمِ
أَنَـارَ دَرْبـيَ فـي الـظَّلْمَاءِ مِـنْ إِضَـمِ
لَـمَّا أَفَـاضَ عَـلَى الآفَـاقِ مِـنْ قَـبَسٍ
أَضْـحَى الـفُؤَادُ أَسِيْرَ الشَّوْقِ وَالحُلُمِ
فـي هَـدْأَةِ اللَيْلِ فَاضَ الدَّمْعُ مُنْهَمِرَاً
فَـالصَّبُّ يَـرْجُو حَـيَاةَ الـوَصْلِ والنِّعَمِ
إنِّــي أُحِــبُّ وبَـعْـضُ الـحُبِّ مَـفْخَرَةٌ
والـقَلْبُ يَـلْهَجُ بـالمَحْبُوبِ ذي الـشِّيَمِ
إنّـي الـغَرِيْبُ ونَـارُ الـوَجْدِ تُـحْرِقُني
فـي كُـلِّ ضِـلْعٍ يُـنَادِي الشَّوْقُ لا تَنَمِ
حَـتَّى الـجَوَارِحُ فـيْهَا الـعِشْقُ مُؤْتَلِقٌ
والرُّوحُ وَلْهَى سَبَاهَا البَدْرُ في الحَرَمِ
والأُذْنُ تَـرْفِـضُ قَـوْلَ الـعَذْلِ تُـنْكـِرُهُ
إنَّ الـمُـتَـيَّمَ ـ بـالـمُخْتَارِ ـ في صَـمَمِ
فَـيْضٌ مِـنَ الـنُّورِ فـي تَـعْرِيْفِهِ عَـلَمٌ
طَـــوْقُ الـنَّـجَـاةِ حَــبَـاهُ اللهُ لِـلأُمَـمِ
أَزْكَـى الـبَرِيَّةِ فـي خَـلْقٍ وفـي خُلُقٍ
فَـاقَ الـخَلِيقَةَ مِـنْ عُـرْبٍ وَمِـنْ عَجَمِ
هُـــوَ الـيَـتِـيْمُ الّــذِي رَبَّــاهُ خَـالِـقُهُ
وقَــدْ كَـسَـاهُ رِدَاءَ الـجُـوْدِ والـكَـرَمِ
هُـوَ الأَمِـيْنُ الّذي بِالصِّدْقِ مُشْتَهِرٌ
مَـا مَـالَ يَـومَاً لِقَوْلِ الزُّورِ واللَّمَمِ
مَــا إنْ أَتَـاهُ مَـلَاكُ الـوَحْيِ يُـبْلِغُهُ
حَـتَّى استَجَابَ ونَادَى كُلَّ ذِي رَحِمِ
يَـرْجُـو الـنَّجَاةَ لِـقَومٍ دِيْـنُهُم عَـجَبٌ
فـيْهِ الـخُنُوعُ و بَـذْلُ النَّفْسِ للصَنَمِ
لـكِنْ رَمَـوْهُ بـزَيْغِ العَقْلِ مِن سَفَهٍ
والـزَّيْفُ أَضْحَى سَبِيْلَ القَومِ للتُهَمِ
أمَّــا الـنَّـبِيْلُ فَـبـالإِحْسَانِ قَـابَلَهُمْ
والطِّيْبُ أَصْلٌ مِنَ المُخْتَارِ ذِي القِيَمِ
سَـمْحُ الطِّبَاعِ إِذَا بالحِقْدِ قَدْ جَهَرُوا
جَــازَى بِـخَـيْرٍ بِــلا غِــلٍّ وَلا نِـقَمِ
سُـبْحَانَ رَبِّـي الـذّي بـالحِلْمِ زَيَّـنَهُ
حَـتَّى غَـذَاهُ مِـنَ الأَخْـلاقِ والـحِكَمِ
بـالـمُـعْـجِزَاتِ وبـالـقُـرْآنِ أَيَّـــدَهُ
كـالبَدْرِ يَسْمُو عَلَى الآَفَاقِ و القِمَمِ
هَـــذَا الـكَـرِيْمُ حَـبَـاهُ اللهُ مَـنْـزِلَةً
مِـنْهُ الـبَيَانُ وفِـيْهِ الـعَدْلُ فَـاحتَكِمِ
لـمَّا دَعَاهُمْ إلى التَّوْحِيدِ في شَغَفٍ
كَـانَ الـجَزَاءُ لِـهَذا الـفَضْلِ ذَا زَخَمِ
الـكُلُّ قَـامُوا بِـرَدِّ الوَحْيِ وامتَنَعُوا
حَـتَّى الـقَرِيبُ أَهَالَ السَّبَّ كَالحِمَمِ
وَيْحَ النُّفُوسِ التي بِالكِبْرِ قَدْ غَرِقَتْ
سُـحْقَاً لِـرَكْبٍ رَمَـاهُ الـعُجْبُ بالنَّدَمِ
جَـارُوا عَـلَيْهِ ولَـمَّا خَـابَ طَـائِرُهُم
بـالصَّدِّ جَـادُوا وبـالخُذْلانِ والـوَجَمِ
حَـتَّى الـدِّيَارُ الـتي بـالحُبِّ بَـادَلَهَا
بَـاتَتْ قِـفَارَاً كَسَاهَا الحِقْدُ بالسَّحَمِ
هُمْ أَخْرَجُوهُ مَعَ الصِّدِّيْقِ حين سرى
في ظُلْمَةِ اللَّيلِ مَحْزُوناً عَلَى الأَكَمِ
عَلَى المَشَارِفِ فَاضَ الدَّمْعُ في حُرَقٍ
مَـتَى الـلِّقَاءُ بَـأَرْضِ الأَهْـلِ وا أَلَمَي
تِـلْكَ الـدِّيَارُ الـتي بالوَحْيِ قَدْ عَمُرَتْ
الـيَـومَ بَـاتَتْ لِأَهْـلِ الـبَغْيِ مِـنْ إِرَمِ
جَـاءَ الـبَشِيْرُ بِـقَوْلِ الـحَّقِّ فـي عَجَلٍ
لا بُــدَّ تَـرْجِـعُ يَــوْمَ الـفَتْحِ فَـابتَسِمِ
فـي أَرْضِ يَـثْرِبَ فَـاضَ النُّورُ مُؤْتَلِقَاً
حـتَّى كَـسَاهَا بِـطِيْبِ المِسْكِ والعَنَمِ
هُـنَـاكَ حَـيْـثُ أَقَــامَ الـعَـدْلُ دَوْلَـتَهُ
فـيْهَا الـضَّعِيْفُ يُـجَارِي كُلَّ ذِي شَمَمِ
سَــادَ الإِخَــاءُ ووَلَّـى الـغَدْرُ مُـنْدَثِرَاً
والـحَـقُّ يَـزْهـو بِـرُكْـنٍ غَـيْرِ مُـنْهَدِمِ
صَـلَّـى الإِلَـهُ عَـلَى الـمُخْتَارِ قُـدْوَتِنَا
أَزْكَـى الـسَّلامِ عَلَى المَبْعوثِ بالكَلِمِ
قَـادَ الـلِّيوثَ دُعَـاةَ الـحَّقِ فَـانتَصَرُوا
فــي يَــوِمِ بَــدْرٍ بِـرَأْيٍ ثَـاقِبٍ حَـزِمِ
والـوَعْدُ جَـاءَ مِـنَ الـرَّحْمَنِ فـي أَلَقٍ
فَـتْـحُ الـفُـتُوحِ بِـيَـومٍ مُـشْرِقٍ بَـسِمِ
الـشِّـرْكُ بَــاتَ بِـحَـولِ اللهِ مُـنْكَسِرَاً
والـنُّـصْبُ زَالَـتْ لِـيَومٍ غَـيْرِ مُـنْصَرِمِ
والقَومُ جَاؤُوا وطَيْفُ الخَوفِ يَسْكُنُهُمْ
رَدَّ الـنَّـبِيُ بِـقَـولِ الـحَـاذِقِ الـفَـهِمِ
الـعَفْو طَـبْعِي عَـنِ الزَّلَّات فَانطَلِقوا
إنّـي شُـغِفْتُ بِـحُبِّ الـنَّاسِ مِـنْ قِدَمِ
حَـازَ الـنُّفُوسَ بِـطِيْبِ الـقَوْلِ مُغْتَرِفَاً
مِـنْ وَحْـي رَبٍّ فَـلَمْ يَـغْلُظْ وَلَمْ يَضِمِ
هَـذَا الـنَّبِيُ الَّـذي مِنْ خُلْقِهِ اكتَسَبَتْ
كُــلُّ الأَنَــامِ نَـقَـاءَ الـهَـاطِلِ الـعَمَمِ
الـصَّـحْبُ تَـرْقُـبُ بِـاللَّحْظَاتِ طَـلْعَتَهُ
شِـبْهَ الـضِّيَاءِ إِذَا مَـا لَاحَ فـي الظُّلَمِ
حَـتَّى الـحَصَاةُ الـتي في كَفِّهِ نَطَقَتْ
تَـحْكِي الـشُّجونَ وعِـشْقَاً غَيْرَ مُنْكَتِمِ
والـجِذْعُ يَـبْكِي يَرُوْمُ القُرْبَ في وَلَهٍ
يَـرْجُـو وِصَــالاً بِـخَـيْرِ الـخَلْقِ كُـلِّهمِ
صَـلَّـى عَـلَيْكَ إِلَـهُ الـكَوْنِ يـا أَمَـلي
يَــوْمَ الـزِّحَامِ إِذَا مَـا الـخِلُّ لَـمْ يَـدُمِ
أَنْــتَ الـشَّـفيْعُ لِـعَـبْدٍ قَـلْـبُهُ كَـلِـفٌ
مِـنْ بَـعْدِ أنْ أفْـرَدَ الـرَّحْمَنَ بـالعِظَمِ
مَـهْمَا وَصَـفْتُ فَـمَا أَنْـصَفْتُ مَـعْذِرَةً
مِـنِّـي إِلَـيْكَ ولَـيْسَ الـشِّعْرُ بـالحَكَمِ
هَـذي القَوَافي بِفَيْضِ الدَّمْعِ أُنْشِدُهَا
الـشَّوقُ فـيهَا حُـرُوْفٌ صُـغْتُها بِدَمِي
مِـنّـي إِلَـيـكَ صَــلاةٌ لا انـقِطَاعَ لَـهَا
يَـا نَـبْعَ طُـهْرٍ أَتَـاهُ الـصَّبُ فـي نَـهَمِ
أَوْفَــى الـكَـلامِ إِلَـيْكَ الـيَوْمَ أُرْسِـلُهُ
فـي جَـوفِ لَـيلٍ بِـوَجْدٍ غَـيْرِ مُـنْعَدِمِ
صَـلَّى الإِلَـهُ عَـلَى مَـنْ مَدْحُهُ شَرَفٌ
لـلـحَرْفِ والـشِّعْرِ والأَوْزَانِ والـنَّغَمِ
قَـدْ بِـتُّ أَشْـدو لِفَيْضِ النُّورِ في طَرَبٍ
أُزْجي الحَنيْنَ - إِلَى المَعْصُومِ - بالقَلَمِ
عَـــلَّ الإِلــهَ يُـرَاعـي بَــوْحَ مُـنْـتَحِبٍ
يَـرْجو الـنَّجَاةَ مِـنَ الأَهْـوَالِ والـضُّرَمِ





 
اغر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق