الأربعاء، 14 يونيو 2017

ذكريات دمشقية ///للمبدع //// وسام الشافي

قصيدة من قديمي راقت لي أذكركم بها
ذكرياتٌ دِمَشْقِيَّة

...
سَطِّرْ هُيامَكَ أحْرُفًا مِنْ عَسْجَدٍ
واغْزِلْ على طَرَفِ الوشاحِ فُتُوني

واذْهبْ إلى الأفْراحِ وانْسِجْ بُرْدَةً
كَمْ آنَسَتْنا زَهْرةُ الليمونِ
تَتَرنَّحُ الأشعارُ من فَرْطِ الهوى
فأصُوغُها لَحْنًا بِريفِ جُفوني
وذَكَرْتَ أيامًا قضيناها معًا
كانَت أَرَقَّ من الهوى المكْنُونِ
ناحَتْ حمائِمُ بَيْتِنا وتَنَهَّدَتْ
جُدْرانُهُ، أَتُراهُمُ يَبْكوني؟!

وتَراقَصَتْ نافورَةُ الماءِ التي
شَهِدَتْ مَرابِعَ شَوقِنا المَجْنونِ

والياسَمينَةُ ناثَرَتْ زَهْراتِها
وتَرَنَّحَتْ كالثلجِ في كانُونِ

كانَتْ تُنادي جارَتي جِيرانَها
عندَ الصَّباحِ لِقَهْوَةٍ وشُجُونِ
وزُقاقُنا في خِلْسَةٍ ورَشاقَةٍ
يَطْوي مسايا فَرْحِنا المَدْفُونِ
وأنا بِفُستاني المُزرْكَشِ أعْتَلي
دَرَجًا لأُخْبِرَ ما تَراهُ عُيُوني

مِنْ كُوَّةِ فُتِحَتْ بِشُبَّاكٍ عَلا
رَاقَبْتُ مَنْ مَرُّوا وما رَمَقُوني

ماكان مَنْ أهْواهُ بَيْنَ صُفُوفِهِمْ
لا لَنْ يَخْلَّ بِمَوْعِدٍ مَرْهُونِ
كُمْ كُنتُ أَرْقُبُ صَوْتَ مِفْتاحِ رَوَى
قِصَصًا بِعَتْبَةِ بابِنا المَيْمُونِ

يا سارِقًا لُبِّي ومُبْهِجَ مُهْجَتي
عَيْناكَ آخِرُ ما سَقَى زيتوني

أَتَعودُ أيَّامَ الهَوَى وتُعيدُ لي
ذِكْرَى الأحِبَّةِ أمْ تُعيدُ سِنيني

مازالَ فُسْتاني الذي أحْبَبْتُهُ
مُتَعَطِّرًا بِلقائِنا المَجْنونِ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق