الاثنين، 1 يناير 2018

الشتاء ... في الليلة الاخيرة /// للمبدع ... الاديب ... الشاعر //// عبد الزهرة خالد

الشتاء …في الليلة الأخيرة
———————-
وقف متحيراً هذا الشتاء وهو يعاين سندباد الفصول
بين نزع ثوب الصقيع ورميه بوجه الصيف
وبين اللهب الخائن من ألسنة الوجدان الساكن خلف جذوع النخيل...

في بستانٍ مكسور الخاطر
كما يقال في الأحداث الأخيرة التي أدت الى فتح صناديق الهمس
بأن شفاه النسائم تمازح خواصر الفجر بمواويل الدفء
بينما تنهض الشمس منزعجةً من قهقهةِ الغيوم ومسامات الصخب في مزمار الراعي ساعة غزوة الذئب
راح حتى الضباب يحترق شوقاً لقبلات قناديل الدروب وسط شناشيل الليل
يجري الربيع بلباس كئيب ، ينادي خجلاً على أطراف البرد
لتستر عورة عطر الورود المكشوفة أمام سيقان الحقول
ما عادت كالماضي أوراق الخريف تلملم أصابع المواقد
لقد انتهى مفعول الودائع في مشاجب المواسم وتغيرت حالات الضمّ للشدة وأكوام الوقود
سقطت أغطية الأسرة جانباً باصفرار السنابل وتدلت أعناق القمح مبكراً
على مناجل الشوق
كل هذه وتلك كانت دلالة واضحة على مرور بوم التعقل وغراب الحكمة
كالتي تتعامل بها أقدام البشر
الشتاء لم يدخل بعد رغم خروج آخر يوم من عامنا السعيد…
————-
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق