السبت، 26 نوفمبر 2016

جذور ثقافية " سيرة ذاتية " بقلم يحيى محمد سمونة

10 - جذور ثقافية " سيرة ذاتية "
المدارس و مناهجها و دورها في التكريس لمجتمع متخلف!!
كتبها: يحيى محمد سمونة
لقد اختلفت أنماط التفكير في جيلنا عن جيل أبائنا، ذلك أن الأجيال التي سبقتنا لم تخضع كثيرا لتأثيرات المنابر التربوية و الإعلامية و السياسية و دورها السلبي المباشر و غير المباشر في توجيه السلوك و الانحراف به عن جادة الصواب! فالمنبر السياسي يريد للناس تحزبا و خضوعا و ممالأة للسلطات الحاكمة [قلت: ثمة فرق بين خضوع الفرد للدولة بحيث يخضع للقانون الذي وضع من أجله و في صالحه، و بين أن يمالئ الفرد الدولة على سبيل تخطيه للقانون و العبث به من خلالها ـ أي من خلال الدولة ذاتها!]
و المنبر الإعلامي يسوق الناس سوقا نحو تطرف و مغالاة و هرولة وراء كل ناعق [طبعا فإن ذلك على الأعم الأغلب في المنبر الإعلامي، و يستثنى من ذلك البرامج التثقيفية ذات الصبغة العلمية الهادفة و الرصينة ]
و المنبر التربوي يساهم بشكل أو بأخر في تقزيم شخصية الفرد و جعله يشعر بأن أمم الأرض قاطبة أفضل منه و من أمته! بل إن المنبر التربوي راح يزج بالفرد من هذه الأمة في متاهات الاحساس بالدونية و الشعور بالنقص ليكون غريبا مهزوما في وطنه و بين أترابه!
و لما كنت واحدا من أفراد هذا الأمة فقد لازمني الشعور بالنقص و القزامة لسنوات طويلة و لم أكاد أتحرر منه إلا منذ عهد قريب! و ذلك حينما حانت مني التفاتة إلى آلة الفكر العربي و وجدت فيها العجب العجاب بعد أن تلقت هذه الآلة من الصدمات ما جعلها شبه حطام! و كم كان ذلك شديد الوقع على نفسي؟! و لقد رأيتني أعقد العزم على إصلاحها بعد أن تبين لي أنها السبب الرئيس في تخلف هذه الأمة
[ يؤسفني هنا أن أقول أن أشد الناس في مواجهتي للدور الذي عقدت العزم على القيام به في إصلاح آلة الفكر هم أولئك الذين يرفضون بتعنت و صلابة أن يكون هناك أعداء ألداء ليس لهم من هم سوى العبث بآلة الفكر العربي بغية تفتيت هذه الأمة و شل حركتها بعد أن تفقد القدرة على تسطير أمورها بقوة و صلابة و ثقة و اعتداد
لقد كان أولئك الذين واجهتهم يفلسفون لي الأمور على أن أفراد هذه الأمة جميعا قد وقعوا ضحية لحكام ظلام ـ بحسب زعمهم ـ و ان الناس قد ركنوا إلى حالات الذل و الخنوع و التبعية و أنه ما من أعداء من خارج يستهدفون أمة العرب في شيء و أن سفاهة هذه الأمة! هو السبب الأول و الأخير في تخلفها !]
و كتبها: يحيى محمد سمونة.حلب
أعجبني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق