الأحد، 15 أكتوبر 2017

أحن لما مضى /// للمبدع ////// الشاعر ///// د .محمد قطلبي

أحنُّ لما مضى
لربيع العمر
لحباتٍ من المطر
...
عانقت أديم الأرض
كعناق أمٍ لطفلها عند السحر
لزقزقات عصافير المغيب
على أغصان الشجر
لروابي ووديان وجبال
ذاك القفر
كان لي فيها الأمان
وكانت في القلب كل المكان
ذكرياتها نحتت في الأعماق
كنحت فنان تمثالاً من الصخر
أحنُّ
إلى شابٍّ في مقتبل العمر
حمل حقيبة أحلامه
بما فيها من الفِكَر
وبات يعزفها ألحاناً
مع الندماء في ليالي السمر
إلى رفاقٍ لهونا معاً
وتقاسمنا الأحلام سنيناً
وما أصابنا الضجر
إلى وجوه داعبت
أحاسيسي والمشاعر
تعود لذاكرتي
كلما نظرت إلى ضوء القمر
أحنُّ
إلى أجمل امرأةٍ
تعلقتُ بها منذ الصغر
سكنتْ أحلامي وبقيت
تعزف ألحانها على الوتر
تُدغدغني تُقبلني تحنو علّي
كلما شعرتُ بالضجر
إلى طفلٍ أمسك بتلابيبها
مبعداً عنها كل الناس
وحتى أخته سحر
خائفاً أن ترحل عنه
وتتركه لكف القدر
لاينام إلّا على لحنها
ليحلم بها حتى مطلع الفجر
أخيراً صعدت للسماء
وعانقت بجسدها الثرى
ومنذ ذاك اليوم عَشِقتُ النجوم
وتراب القبور
وما فارقني طيفها يوماً
وارسلت لي شمساً من الثريا
أسيرُ بنورها
وأستعين على أمور الدهر
تحنو علّي كأني ذاك الطفل
وكأنها تلك الروح بل وأكثر
أحنُّ
إلى جنينٍ لم يولد بعد
وما عرف جنس البشر
أحنُّ إلى زمنٍ
بعد هذا أو قبل
إلى زمنٍ آخر

د . محمد قطلبي سورية
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق