الاثنين، 30 أكتوبر 2017

عذاب الهجر /// للشاعر //// المبدع ///// مصطفى كردي

عدد الأبيات 18
البسيط
عذاب الهجر
...
عَذِّب فؤاديَ غيرَ الهجرِ يا أملُ
باللومِ عَذّب فإنّ اللومَ لي عسلُ
بَكِّر بعَذلِكَ قبل الشّمسِ مَشرِقِها
واعتِب إلى الليلِ يحلو الليلُ والعذلُ
وارمِ الحروفَ بثغرٍ لونُهُ لهبٌ
كالبرقِ يَفري اللّمى بردًا ويشتعلُ
وانقُل لقلبٍ جرى من غِلِّكم حِمَمًا
ما أجملَ الغِلَّ يَغلي وهو ينتقلُ
واضرِم أوارًا بفرضِ الرأيِ في صَلَفٍ
أحرِق إذا شئتَ رأيًا رأيُهُ الخَطَلُ
لا ترحمِ الصّبَّ واصبُب فيه من وَجَلٍ
يزدادُ ضربُ الهوى إن صَبَّهُ الوَجَلُ
لا تَعجَلِ القتلَ واشفِ الصّدرَ في أَسَدٍ
قد سَلَّمَ الصّدرَ طَليًا شأنُهُ العَجَلُ
لِمَ التَّردُّدُ في تعذيبِ من سَمحَت
آهاتُهُ جهرةً قالت بها الرُّسُلُ
هل بانَ صُبحٌ لنا أم خَجلةٌ صَلَحَت
ما كان من بَينِنا أم أفسدَ الخَجَلُ
هذا أسيرُ الهوى فاحكُم بما حَكمَت
تلك العيونُ أتقضي ثمّ تَعتزلُ
قد قرّرت سلفًا في عاشقٍ أزلًا
ألّا تنامَ له في ليلةٍ مُقَلُ
يا سُنّةً كُتِبَت في عهدِ هجرتِنا
هلّا كَتبتِ اللّقا في حقِّ من رحلوا
أم يقتلونَ مع الإحصارِ ليتهمُ
قد حرّموا هجرةً أم رحمةً قَتلوا
ضحّوا بقلبٍ صفا حُبًّا ولو خَطرَت
في قلبِ من هجروا ما فيه لاختَبلوا
آياتُ حَسرتِهِ في كلِّ ناحيةٍ
تبكي لمألمهِ غيمٌ لها هَطِلُ
والأرضُ ضجّت له من آنّةٍ خَسفَت
ما كان من فرحةٍ واعتَلتِ الحِيَلُ
أهدتهُ في عشقِها هجرًا أما علِمت
أنّ النّوى عِلّةٌ من هَديِها العِلَلُ
زُفّوا شهيدَ المُنى من نِحلةٍ نَحلَت
مَن عاشَ في شهدِها في الذُّلِّ يَغتسلُ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق