رحلة الوهم // للمبدع // الشاعر..عارف عاصي

رِحْــلَــةُ الـوَهــم
=========
يَـافُــؤَاداً ذَابَ فِـي لَــيْـلِ الْـهَــوَىَ
وَ انْـتَـشَـى يَـرْوِي تَـبـَارِيحَ الْجَـوَىَ

يَـسْـأَلُ الـنَّـجْــمَ فَـيَـحْـكِـي سِــرَّهُ
هَـلْ يُـدَاوَىَ الْجُـرْحُ كَـيَّـا بِـالـنَّـوَىَ

لا تَـسَـلْنِي كَـيْفَ ذَا السَّهْمُ اقْـتـَفَىَ
أَثَـرَ الْـقَـلْــبِ وَ فِـي الْقَـلْـبِ ثَـوَىَ

تِـلْـكُـمُ الـدُّنْـيَـا اغْــتِـــرَابٌ كَـلُّـهَـا
ذَا تَــوَارَىَ خَـلْـفَـهَـا ذَاكَ انْــطَـوَىَ

ٌ******
يَـا مَــلاكـاً حَـالِـمـاً بَــيْـنَ الــوُرُودْ
يَـحْـمِـلُ الأرْوَاحَ لِـﻷُفْـقِ الـبَـعِـيــدْ
ٌ
هَـاتِـفاً بِـالشَّـوْقِ يُـجْـرِى مَا انْطَوَى
فَالهَـنَـاءَاتُ اعْـتَـلَتْ صَهْـوَ القَـصِـيدْ

يَـنْـقِـلُ الـبُـشْـرَى بِــنُــورٍ آَسِـــرٍ
مِـنْ شُعَـاعَ السِّحْـرِ فِي تِلْكَ العُـهُودْ

كـُلَّـمَـا أَغْـمَـضْـتُ عَـيْـنِـي شـَدَّنِـي
ذَلِـكَ الحُـسْـنُ إِلَـى الـفَـجْرِ الوَلِـيـدْ

*****
يَـا حَـرِيـقـاً شَـبَّ فِي القَـلْـبِ فَـمَـا
عَـادَ بِـالْـقَـلْـبِ سِـوَى لَـفْـحِ اتِّـقَـادْ

فِـي لَـيَـالِـي الحُـبِّ أَزْكَى ضَـوْءَهَـا
وَ انْـثَـنَى بِـالـبَـيْـنِ شَوْكاً مِنْ قَـتَـادْ
ۤ
زَهْــرَةُ الْـحُـبِّ اسْـتَـدَارَتْ لِـلْـهَـوَى
لَـمْ تَـكُـنْ تَـدْرِي بِطَـعْـنَـاتِ البِـعَـادْ

مَـاتَـتِ الــزَّهْــرَةُ فِــي رَيْـعَـانِـهَـا
ٌۤۤوَ انْـثَـنَـى الـغُصْنُ بَـقَـايَـا مِنْ رَمَادْ

******
ۤۤۤأَيُّ طُــوفَـانٍ هَـمَـى مِـنْ جَـمْـرِهَـا
زِدْ طُـوفَـانِـي مِـنْ هُـطُـولِ الـدِّيَــمِ

وَاهَ قَـلْـبِـي وَ الـمُـنَـى تَـسْـرِقُـنِي
مِــنْ حَــيَـاتِـي نَـاهِـلاتٍ مِـنْ دَمِـي

يَـا لَـيَـالِـي الـعُـمْـرِ هَلْ مِنْ مُخْـبِـرٍ
عَــنْ دَوَاءٍ مِـنْ هَـنَـاءٍ مُـسْـقِــمِـي

تَـنْـتَـشِـي الـذِّكْـرَى بِـرُوحِي كُـلَّـمَا
مَـرَّ طَـيْـفٌ فِـي الـسُّـهَى وَ الأَنْـجُمِ

******
تَـخْـطِـفُ الأَنْـوَارُ إِذْ تَـمْـشِـي بِـهَـا
فِـي خُـطَـاهَا كُـلُّ أَنْـغَــامِ الـغَـرامْ

ثِـقَـــةُ الأَكْـوَانِ تَـكْـسُـو وَجْـهَــهَـا
فِـي إِبَـاءِ الـشُّـمِّ تَـسْـتَـدْنِي الغَمَامْ

بَـسْـمَـةُ الـثَّـغْـرِ افْـتِـتَـانٌ بِـالـهَوَى
كَـمْ صَـرِيـعٍ بَـاتَ لا يَـرْجُـو الـقِـيَـامْ

بِـالـحَـنَـانِ الغَـضِّ تَـرْوِي طَـيْفَـهَـا
ذَاكَ تِــرْيَـاقٌ لِـقَـلْـبِ الـمُـسْـتَـهَـامْ

ِ******
ِۤآَهِ يَـا جَُـرْحَـاً عَـتَـى بَـيْـنَ الضُّـلُـوعْ
وَ المَـنَـايَـا فِي خُـطَى الوَجْدِ تَـضُوعْ

يَـا نُـجُـومـاً سَـاهِـرَاتٍ بِـالـمُـــنَـى
يَـا مُـنَـانَـا كَـمْ قَـتَـلَـْتِ مِـنْ صَرِيـعْ

فِـي دُجَـاهَـا بِـتُّ أخْـطُـو مُــثْـقَــلاً
وَ الحَـنَـايَـا فِـي مَـرامِـيـهَـا تَضِـيـع
ِِِ
ِمَـا لِـقَـلْـبٍ هَــدَّهُ الــحُـــــزْنُ دَوَا
غَـيْـرُ ذِكْـرَى ذَلِـكَ الـحُـلْـمِ البَـدِيـعْ
ۤۤ
ۤ******
ۤأَنْـتَ يَـا وَهْــمٌ أَتَــدْرِي مـَسْـلَــكَـكْ
غَـائِـمٌ وَ الـلَّـيْـلُ سِـرٌ فِي الْـفَــلـَكْ

يَـا لِـقَـلْـبٍ بَـاتَ يَـدْرِي حَــيْــرَتَــكْ
هُـتِـكَ الـسِّــتْـرُ حـَثِـيــثِـاً فَارْتَـبَـكْ

كُـنْتَ صَـمْـتـاً يَـحْـمِـلُ الـْفـِكـْرَ فَمَا
جَـرَّ صَمْـتـاً كَـيْ يُـرِيـهَـا مـَقـْتَـلَـكْ

كُــنْـتَ رَوْضـاً مِـنْ جُـذُوعٍ يَـابِــسـاً
أيُ عِـطْـرٍ مِــنْ شَــذَاهَـا أَوْرَقَـــكْ
ُُ******
عَـبْـرَةٌ مَـرَّتْ بِـقَـلْـبِي اسْـتَـعـْبَـرَتْ
لَـمْ تَــكُــنْ إِلا شُّــجُــونَ الأَبْـرِيَــاءْ

خَـلَّـفَـتْ جُـرْحـاً عَـمِـيـقـاً أَثْـخِـنَـتْ
مِـنْ بَـقَـايَـاهُ جِــرَاحٌ فِـي الــدِّمَــاءْ

ُكَـانَـتِ الـشَّـكْـوَى عَـلَـى أَهْـدَابِـهَـا
لَـمْ تَـكُـنْ تَـشْـكُـو ضِـيَـاءً لِلْـمَـسَـاءْ
ُُ
كَـتّـمَـتْ بِـالـقَـلْـبِ نِـيـرَانَ الأَسَـىَ
ِوَ ارْتَـجَـتْ ذِكْـراً عَـفِـيفـاً مِـنْ وَفَـاءْ

******
يَــا جَـمَـالاً آَسِــراً فَـوْقَ الـحُـــدُودْ
ِفِـي شِـفَـاهِ الـوَرْدِ أَوْ تِـلْكَ الخُـدُودْ

قَـدْ جَـعَـلْـنَــاهُ عَـلَـى هَـامِ الـذُّرَىَ
إِذْ أَعَـذْنَـا الحُـبَّ مِنْ خُـلْـفِ الوُعُـود

كَـانَ طَــعْـمـاً فِـي دُنَـىَ أَرْوَاحِـنَــا
فَـاشْـتَـرَيْـنَـا الوَجْدَ فِي تِلْكَ القـُيُودْ

لَــمْ نَــذُقْ إِلا قَــلِـيـلاً مِــنْ هَــوَى
ثُـمَّ وَلَّى العُـمْرُ نَـرْثِي ذِي العُـهُـودْ
ۤ
ۤ******
أَيُّ سِـحْـرٍ قَـادَنِـي نَـحْـوَ الـسُّـهَـا
خَـلْفَ دُنْـيَـانَـا وَ هَـاتِـيـكَ الغُـيُـوبْ

طِـرْتُ وَ الـرُّوحُ افْـتِـرَاشـاً لِـلْـمـُنَى
مِنْ لَـمَىَ الشَّـوْقِ وبـالـوَجْـدِ نـَذُوبْ

ۤۤۤۤلَـمْ نَـرَ الـشَّـوْكَ طَـرِيـقـاً مُـوحِـشاً
ُبَـلْ تَــنَـادَيْــنَـا عَـلَى كُـلِّ الـدُّرُوبْ
ۤۤۤ
وَ ارْتَـشَـفْـنَـا مـِنْ رَحِـيـقٍ مُـسْـعـِدٍ
أُسْـكِـرَ الـوَجْـدُ حَـنِـينـا بِـالـقُـلُـوبْ
ُ
ۤۤ******
يَـالِـسَـكْـرَى بِـارْتـِعَـاشَـاتِ الجَـوَى
والـدُّنَى تَـحْـيَـا عَـلَى ظِـلِّ الـثِّـبُوتْ

هَـاجَـتْ الـنَـشْـوَى بِـكَـأْسٍ أُتْـرَعَـتْ
ۤۤفَـارْتَــوَتْ رُوحٌ بِــلا حُــبٍ تَــمُــوتْ

ۤۤۤوَ ارْتَـضَتْ تَـحْـيَـا أَكَـاذِيـبَ الـمُـنَـى
شَـادَتِ الأحْـﻻمُ بَــيْـتَ العَـنْـكَـبُـوتْ
ۤۤۤۤ
مَــرَّتْ الأَرْيَــاحُ دَكَّــتْ بَــيْــتَــهَــا
فَـانْـطَوَتْ تَـرْثِي هَـنَـاءً فِي خُـفُـوتْ

ۤ******
كَـمْ رَأتْ عَــيْــنَــاكَ طِـفَــلاً كُـلَّـمَـا
ِِِهَـزَّنِـي وَجْـدٌ وَ سَــالَـتْ مُـقَـلِـــي
َ
سَـدَّدَتْ سَـهْمـاً مَرِيـشـاً قَـدْ هَـوَى
بِـابْـتِـسَـامَـاتٍ كَـشَــهْـدِ الـقُــبَــلِ

فَـارْتَـمَى الطِّـفْـلُ بِـثَـوْبٍ مِنْ أَسَى
ۤۤۤۤوَ انْـتَــهَـتْ مِـنْ كِـبْـريَـاءِ الـرَّجُــلِ
ٌِِ
يَـالِـهَـوْلِ الــجُـرْمُ فِــي إِدْبَــارِهَـا
أَضْــرَمَـتْ نَـــاراً أَتَــتْ بِــالأَجَـــلِ

******
لَسْـتُ أَنْـسَى لَـحْـظَـةً مِـنْ أُنْـسِهَـا
ۤۤۤتَـحْـمِـلُ الـرُّوحَ عَـلَى مَـتْنِ الغُـيُـومْ

تَـنْـظُـرُ الـكَـوْنَ جَـمِـيـعـاً مِـنْ عَـلٍ
وَ الْـحَـيَـارَى فِـي هَـوَاهَا قَـدْ تَـلُومْ

غَـيْـر أَنَّ الـصَّـبَّ لا يَـرْضـَى سِـوَى
صَــوْتَ قَـلْــبٍ هَـائِـمٍ أَنَّــى تَـحُـومْ

ُُمَـا اسْتِـمَـاعِي مِنْ حـَدِيثٍ مُسْرِفٍ؟
أَقْـلِـلِ الـلَّـوْمَ لِـقَـلْـبِـي يَـا ظَـلُـومْ
ۤ
َۤ******
زَارَتِ الـنَّجْـوَى رُبُـوعِي فَـانْـتَـشَـتْ
بَـيْـنَ آَهَــاتِـي وَ مَـرْمَـى اﻷَسْـهُـمِ

زِدْ هَـنَـائِـي يَـا حَـبِـيـبِي فَـالـمُـنَى
كُـلَّـمَـا زَارَتْ رُبُــوعِـي تَـنْــتَــمِـي

يَـا لَــيَــالٍ صَـارِخَــاتٍ بِـاﻷَسَــــى
ُيَـا مُـجِـيـرِي مِـنْ مَـذَاقِ الـعَـلْـقَـمِ
ُُ
يَـا رَبِـيـعِـي وَ الـحَـنَـايَـا أَقْــفَـرَتْ
يَـا بَـدِيـعـاً مِـنْ عَـطَـاءِ الـمُـنْـعِـــمِ

ُ******
ُتَـهْـتِــفُ الـرِّيـحُ لِـقَـلْـبِـي خَـلِّــهَـا
لَـمْ تَـكُـنْ إلا جُــنُـونـاً فِـي جُـنُــونْ
ُُ
أَيُّ عِـشْـقٍ تَـرْتَـجِـي فِـي قُـرْبِــهَـا
أَيُّ سِـحْـرٍ فِـي تَـرَاتِـيـلِ الـمَـنُـونْ
ُُ
يَـصْـرُخُ الـقَــلْــبُ كَـفَـانِـي أَنَّـهَــا
مِـلْءُ رُوحِي أَبْـصَـرَتْ مِـنْهَا العُـيُونْ

هِـيَ فِـي الغَـيْبِ غَـرَامِي وَ المُـنَىَ
أًُسْـكِـنَـتْـنِي قَـبْـلَ حَـتَّـى أَنْ أَكُـونْ

******
كُـنْتَ طَـيْراً قَـدْ تَـعَالَىَ فِي السـَّمـَا
هَـائِــمـاً يَـحـْـيَـا عَـلَـى كُـلِّ فَـنَـنْ

ُالـرِّيَـاضُ الْـخُـضْـرُ تَــحْـوِي قَـلْـبَـهُ
فِي رُبَـاهَـا يَـنْـتَـشِـي لَـحْـنٌ أَغَــنْ

ۤۤفِـي جَـنَـاحَـيْـكَ اخْـتِـصَـارٌ لِلْــمُـنَى
مِـنْ رُؤَىَ هُـدْبَـيْـكَ رَسـْمٌ مُـفْـتَـتَـنْ

جِـئْـتَ حُـبـاً فِـي حَـنَـايَــاهُ الأسـَىَ
وَ ارْتَضَـيْتَ الأسْـرَ مِـنْ غَـيْرِ الثَـمَنْ

******
كَـانَـتْ الْـمِـرْآَةُ صَـفْــواً كُـــلُّــهَــا
مَـا الـذِي غُـيِّـرَ فِي صَفْـو المَـرَايَـا

جَـمَّـعَ الـقَـلْـبُ الْـحَــنَــايَـا وَالِـهَـاً
لَـمْ يَـكُنْ يَـدْرِي بَـأَهْـوَالِ الـخَـفَـايَـا

الـدُّجَـى أَرْخَـى سُـتُـوراً مِـنْ ضَـنَى
فَـانْـتَحَى يَـهْذِي بِـأَثْـقَـالِ الْحَـكَـايَـا

هَـــمَّ بِـالْـمِـرْآَةِ يَـرْجُـو وَجْــهَـــهُ
ضَـاعَ وَجْـهُ الْغِـرَّ فِي تِلْكَ الشَـظـَايَا

******
يَـارِيَــاحاً صَـوْتُــهَـا فِـي أَعْـظُـمِـي
نَـسْـمَعُ الصَّـوْتَ وَ تـأْبَـاهُ الـشِّـفَـاهْ

صَـارِخَـــاتٌ بِـالْـهَـوَىَ أَجْـسَــادُنَــا
وَ اﻹِبَــاءُ الْـحُـرُّ يَـعْــلُـو بِـالْـجِـبَـاهْ

هَــزَّنَــا شَــوْقٌ تَــمَـادَى بَــوْحُــهُ
فَـانْـتَـبَـهْـنَـا قـَبْـلَـمَا تَـهَـوِي نُـهَـاهْ

قَـدْ نَـفَــانَـا الـشَّـوْقُ مِـنْ أَسْـوَارِهۤۤ
فَـارْتَـمَـيْـنَـا فِي بَـقَـايـَا مِنْ دُجَــاهْ

******
ۤأَنْـتَ يَـارُوحَ الـشَّــبَــابِ الْـمُـفْـعَـمِ
ۤۤۤيَـا نَـعِـيــمـاً قَــادَنِــي لِــﻷَنْـــجُـمِ

يَـا رَبِـيعَ الرَّوْضِ فِي الصُبْـحِ النَّـدِي
يَـا بَـهَـاء النُّـورِ فِي اللَّـيْـلِ العـَمِي

يَـا ارْتِـوَاءَ الـرُّوحِ فِـي شَوْقٍ سَـمَـا
يَـا اتْـقَــاداً فِـي بَـقَــايَـا الأَعْــظُـمِ

أَنْـتَ قَـــدْ صَـيَّـرْتَـنِـي أُعْـجُـوبَـــةً
ۤۤۤۤهَــامَ قَـلْـبِـي بِـالـرَّبِـيِـع اﻷَنْــعَــمِ

*****
قَـالَـتِ الـنّـفْـسُ تَـسَـلَّـى بَـعْـدَهَـا
وَ انْـسَ يَـوْمـاً مَـا أَتَـى مِـنْ ظِـلِّـهَا

وَ ارْمِ قَـلْـبـاً خَـلْـفَ أَطْـلالِ الـهَـوَى
عِـشْ نَـعَـيـماً هَـانِـئـاً مِـنْ أَسْـرِهَـا

قُــلْـتُ مَـرْحَـى ذَاكَ عَــيْــشٌ وَادِعٌ
هَـادِئُ الـرُّوحِ سَـمَـا عَـنْ قَـدْرِهَـــا

فَــإِذَا صَــوْتٌ أَتَــانِــي مُــرْغِــمــاً
ۤأَرْبَــكَ الـنَّـجْـوَى قَـضَـى أَوْتَـارَهَــا

ۤ********
هَــلْ تُــرَاهَـا نَـجْـمَــةً عُــلْــوِيَّــةً
تَـرْقُـبُ الـكَـوْنَ وَ تَـحْـيَا فِي سَمَـاهْ

ۤۤۤأَمْ خَــيَــالاً سَــابِـحـاً فِـي ظِــلــِّـهِ
ۤيَـجْمَعُ السِّـحْـرَ وَ يَـصـْفُو مِنْ بَـهـَاهْ

أَوْرَقَ الـقَـلْــبُ لِــمَــسٍ هُـــــادِئٍ
وَ انْـتَـشَى الزَّهْـرُ أَرِيجـاً مِنْ شَـذَاهْ

أُنْــكِــرَ الــدَّرْبُ وَ مَـالَــتْ أَنْــجُــمٌ
يَـا لِـقَـلْـبٍ هَـائِـمٍ يَـقْـفُـو سَــنَــاهْ
ۤ
******
ۤدَارَتِ الـدُّنْــيَـا بِـقَــلْـــبٍ مُـفْـعَــمِ
وَ الـحَـنَـايَـا صَـارِخَـاتٌ فِـي فَـمِـي

يَـا لُـحُـونـاً بِــتُّ أَرْجُــــو صَـوْتَـهَـا
فِـي رُبَـاهَـا ذُبْــتُ عُـمْـراً فَـارْحَمِي

يَـا حُـرُوفـاً مِـنْ هَـنَـاءَاتِ الـمُــنَـى
ۤۤۤيَـا ضِـيَـاءً فِـي دُجَــايَـا اﻷَسْـْحَــــمِ

كُـلَّـــمَـا مَـــرَّتْ رُؤَاهَــا هَــزَّنِــي
ۤشَـوْقُ قَـلْـبٍ فِـي كِـيَانِي المُـعْـتِـمِ

******
أَيُّـهَـا الـشَّـاعِـرُ دَعْ عَـنْـكَ الـغِـنَــاءْ
وَ اسْـتَرِحْ مَـا عَـادَ بِـالقَـوْلِ الغَـنَـاء

تِِـلْـكُـمُ الـدُّنْـيَـا مُــرُوجٌ مِـنْ أَسَـى
كُـلُّ مَـا فِـيـهَـا هَــبَـاءٌ فِـي هـَبَـاءْ

ذِي رُبُــوعٌ أُتْــرِعَــتْ أَشْـجـَـانُــهَـا
وَ انْـسَـحِـبْ بِـالوَهْمِ عَنْ هَذَا الفَضَاءْ

لَـمْ يَـعُـدْ بِـالــشِّــعْــرِ إِلا غُــصَّــةٌ
هَـلْ تَـرَى الأَشْعَـارَ فِي طِـينٍ وَمـَاءْ

ِِ******
جَـفَّـتِ الأَرْوَاحُ فِي القَصْرِ المـنِـيـفْ
فَـالـخِـدَاعُ الـمُـرُّ يَـسْرِي بِـالحُـتُوفْ

أَيُّ فَــرْحٍ فِــي رُؤَاهَـا تـَـبْــتَـغِـي
ضَـجََّتِ اﻷَلْوانُ فِي الثَّـغْرِ الشـَّفِـيفْ

ۤۤۤقُـبْـلَـةُ الـمـَوْتِ الَّـتِـي قـَدْ أُودِعَـتْ
مِثْـلَ وَقْـعِ السُّـمِّ بِالقَـلْبِ الضَّعِـيفْ

يَـا رَبِـيعِي لا تَـقِفْ فِـي ذِي الـرُّبَى
لَـمْ تَـعُـدْ إلا بَـقَــايَـا مِـنْ خَـرِيــفْ

******
يَـا أَسِيرَ الصَّـمْتِ قَدْ بِـعْتَ الشّـِفَـاهْ
يَـا قَـتِــيـلاً أَسْـلَـمَ الـجَـانِـي دِمَـاه

ۤۤۤۤلَـمْ تَـــكُـــنْ إِلا بَـقَـايَــا غَـفَــلَـــةٍ
فِي سَـرابٍ أَتْـعَـبَ الظَّـامِي ضِـيَـاهْ

رِحْــلَــةٌ مِـنْ فَــيْـضِ وَهْــمٍ خَــادِعٍ
بِـالْـتِـمَـاعٍ لَـسْـتَ تَـدِرِي مُـنْـتـَهـَاهْ

ۤۤۤأَسْـدَلَ الــجَــانِــي سِــتَـاراً قَـاتِـلاً
فَـانْـتَـهَى عَرْضٌ وَ قَــدْ أوْدَتْ حَـيـَاهْ

******
خِـلْـتُ وَ الـدُّنْـيَـا عَلَى عُرْسِ البَـهَاءْ
أَنَّـنَـا فِـي الأَرْضِ أَبْـنَـاءَ الـسَّــمَــاءْ

مَــرَّتِ اﻷَنْــوَاءُ عَـصَـفـاً تَـشْـتَـفِـي
فَـإِذَا السَّـعْـدُ الْـتِـمَاعٌ فِي الشَّـقَـاءْ

رُبَّــمَــا وَجْــهــاً لِـوَجْـهٍ نَـلْــتَـقِـي
ۤثُـمَّ نَـمْـضِي حَـيْثُ يَـمْضِي الغُـربَـاء

وَ الـمَـآقِـي فِـي اشْـتِـياقٍ أَدْمَـعـتْ
قُـلْ لَـهَـا يَـوْمـاً بِـأَنَّ الظُّـلْـمَ شَـاءْ

 

******