الخميس، 2 أغسطس 2018

أم المدائن // للمبدع // الشاعر ..حسين احمد الحسين

أمُّ المدائنِ .
بِــعُــيُـونِـهـا تَــتَــسَـامَـرُ الأقْـــمَـــارُ
وعــلــى يَــديـهـا تَــنـبُـتُ الأزهـــارُ
...
هَبَطَتْ مِنَ الفِردوسِ في أحضانِهَا
حَـــــجَّ الــرَّبــيـعُ وَكَـــبَّــرَ الــنُّــوَّارُ
يَـتَـنـفَّسُ الإســـراءُ فــي أحـداقِـهَا
وتَــطُـوفُ حَــولَ جَـبِـينِهَا الأنــوارُ
بِـعَـبَاءَةِ الـزَّيـتونِ فَـجـراً أحـرَمَـتْ
فَــتَــزَمَّـلَـتْ آيــاتِــهــا الأسْـــحـــارُ
تَـصحُو عـلى طُـوْرِالزَّمَانِ قـصيدةً
وعــلـى ثَــرَاهَـا تَـسـجُـدُ الأطـــوارُ
فَـتَـبـارَكَتْ أرضُ الــشَّـآمِ بِـطِـيـبِهَا
وَتَــعَــمَّـدَتْ بِـغـمـامِـهَـا الأمْـــطَــارُ
وَتَـيَـمَّـمَـتْ بِـصَـعِـيـدِهَا أمُّ الــقُـرَى
وتَـــوَضَّـــأتْ بِــرُضَـابِـهَـا الأنْـــهَــارُ
يَـتَـفَـيَّـأُ الــتَّـارِيـخُ بُــــردَ ظِــلالِـهَـا
وَيــقُـومُ حَـــولَ خِـبَـائِـهَا الأطـهَـارُ
فَـالقُدسُ دَربُ العَابِرِينَ إلى الهُدى
أمْـــدَاؤهـــا الـــقُــرآنُ والأحـــــرارُ
والـمَـسجِدُ الأقـصـى عـلى رَاحَـاتِهِ
سَــكَـنَ الـخُـلُودُ وقَــامَ فـيـهِ نَـهَـارُ
فَـمُـحَـمَّدٌ مـــا زالَ فـــي مِـحـرابِـهِ
وعـــلـــى ذُرَاهُ تُــكَــبِّــرُ الأعـــمــارُ
وهُـنَـا مَـشـى عُـمَـرٌ وذاكَ صِـرَاطُهُ
وهُــنَــا صَـــلاحُ الــدِّيـنِ والأَبْـــرَارُ
آهٍ عـــلــى أُمٍّ الــمَــدَائِـنِ سَــامَــهَـا
خَــسْــفٌ وَيَــنْـكَـأُ طُـهْـرَهَـاالأغـيارُ
وَأَدُوابِـهَـا حَـتَّـى الأَنـيـنَ وجُـرحُها
سَـقَـطَـتْ بِـــهِ الأَعـــرابُ والـتُّـجَّارُ
يَـتَـقَـاسَـمُونَ دِمــاءَهــا وعَـفَـافَـهـا
وكَــأَنَّــهُـمْ لَـــمَّــا بَــكَــتْ أحــجَــارُ
فَالشَّمْسُ إنْ حُجِبَتْ وراءَ غيومِهِمْ
سَــيَــزُفُّـهَـا بِــخُـيُـولِـهِ الإعـــصَــارُ
فًـنَـزِيـفُـهَا بَــحــرٌ عــلــى شُـطـآنِـهِ
سُــفُــنٌ وَجَــيــشُ مُـحَـمَّـدٍ بَــحًّـارُ
......
حسين أحمد الحسين. سورية
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق