الجمعة، 18 نوفمبر 2016

امير الراحلين بقلم منصور الخليدي

( أمير الراحلين )
فريدٌ ما الذي أغراكَ فِينَا
لِمَ أهديتَ مُهجَتَنا الأنَينَا
و كيفَ وَهَبتَ للأرواحِ لَحنَاً
مِن الدمعاتِ يستهوي الحَنِينَا
دُمُوعُكَ كم رَوّت ظَمأً فَصَارت
مَعِينَاً في ِدُروبِ المُتعَبينَا
تُسَافرُ عن بلادِ العِزِِ قَسرَاً
تُوَدِعُ عندها الوطنَ الحَزِينا
فلا تَبكِ فإنَّ الموتَ حقٌ
و ما أقسى وداعَ الآسِفِينَا
رَحَلتَ وفي صُراخكَ ألفُ جرحٍ
فلا نامت عيونُ الحاقِدِينا
فقد أردَاكَ سَهمُ الحربُ ظُلمَاً
و إنَّ الغَدرَ عُرفُ المُفلِسِينَا
تَمَلَّكَهم غُرورُ النفسِ حتى
تَراهُم قَدَّسوا الغَيَّ اللَعِينا
رُبوعُ العِزِ لا تخشى ذِئاباً
تُحاصرُ عِشقَنَا والحَالمِينَا
فلا حِقدُ الخسيسِ يَنالُ حُراً
ولا حُزنٌ يُضِير الصابِرِينَا
فَإنَّا كالأسودِ لنا وُثُوبٌ
إذا ما داهمَ الخَطرُ العَرِينَا
فَنَأبى الضَيّمَ لا نَرضَاه عَيشَاً
ولا نهوى حياةَ الجاهِلِينَا
لنا سيفُ الإباءِ و رُمحُ بأسٍ
و صَبرٌ في الشَدائدِ إِن بُلِينَا
فَسَيفُ الحقِ يُزهِقُ كلَ فِكرٍ
خَبِيثٍ في صُفوفِ العَابِثِينَا
فَلَن يُثنِي عَزِيمَتَنَا إنكِسارٌ
لِفَقدِكَ يا أميرَ الراحِلِينَا
سَنَحمِلُ عِشقَنَا وَطَنَاً جَمِيلاً
فََنحيا رَغمَ أنفِ الخائنِينَا
لِتَبقى يا فريدُ رَبِيعَ عُمرٍ
مُقِيمَاً في قلوبِ العَالَمِينَا
منصور الخليدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق