السبت، 25 فبراير 2017

بحيرة البجع /// للمبدع /// أ جهاد بلعوم

هل جربتَ مرة أن تبتسم ..
رغم عجز غمازات وجنتيكَ عن استحضار الفرح ..
ورغم رحيل ملامح وجهكَ القديم واتخاذها لواجهات البيوت الحزينة سكنا جديدا لها
هل جربتَ...أن تحني ظهركَ لتلملم صوتكَ المتناثر على أطراف القصيدة
ترقص معه رقصة البجع الأخيرة ...

علی مشارف مدن الصراخ ..
هناك ..
حد شجرة جميز عاشقة
حيث تبدأ الأرض وتموت البحار ...
هل جربت أت ترتشف بشغف من حوض الحياة ..
رشفة تتلوها رشفة يتلوها سرب عسكر
تتلوها صرخة جندي مجهول
عاد لتوه من أرض المعركة
هل جربتَ أن تُعري وجهكَ عند كل مرآة
أن تسحقه سحقا عقب كل صلاة شهيد
أن تموتَ وتحيا وتموتَ وتحيا
وفي كل مرة تموت فيها ترتجف شفتاكَ وأنت تقف على الصراط
حد زير الحرية وناكح القاصر وحد محدب الجبهة
ذلك الذي يسجد كثيرا ويصلي قليلا
أن تسلك طريقا طويلا ..
كطول شعب المرجان عشية عيد المطر ..حين تتمرد على البحر
وأن تنتفخ وتنتفخ وتنتفخ ...
أن تتضخم فيصبح حجمك هش كحجم ملوك العار وهم يجلسون حد بحيرة البجع
يرصدون الموت صبيحة عيد الحياة ..
هل جربت أن تهرب
أن ترقض بعيدا عن القبور أو ترقد على عتبة الدقائق
تحرضها أن تثور على الوقت..
أن ترفض أن تقابل وجوه العرب على سفوح الريح حتى لا يزعجها صفير الشجر
هل جربتَ أن تحنو على الشتاء ..
حتى لا يباغتكَ وأنتَ تمارس الجنس في مخادع الأطفال
هل جربت أن تُلقي علما اسودا على أرض الهزيمة ثم تخادع المطر
توهمه بأن معركته ما زالت طويلة مع الغبار
هل استنشقتَ يوما رائحة الفجر وهو يدنو من الأنوف المنتَظِرة
هل شهقتَ يوما.. ثم مشيتَ على رؤوس أصابعك
خجلا من صراخ عينيها وهي تُرضع الأرض
والعرب يلملون نهود الفراش..
يدحرجونها إلى قاع التلة
حيث يُغتصب الأطفال ويموت الحب وهو يتألم ...
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق