الأحد، 15 نوفمبر 2020

ديوان رفقا بقلبي // بقلم الشاعر عبد الصمد آل زنوم

 ديوان 

رفقا بقلبي 

بقلم الشاعر 

عبد الصمد آل زنوم 



__________________

وقد ولت الذكرى

على مسرحِ الذّكرى (ومشرافِ )قريتي

وقفتُ ومن عينيّي تنسلُّ دمعتي


تذكرتُ ذاك الصبحَ قد مدّ في الرّبا

وفي منحنى (المحرافِ) تمتدُّ خطوتي


أسيرُ مع الرعيانِ والقلبُ قادَهُ

إلى شاجرِ الوادي أزيزٌ للوعةِ


وتنداحُ من عيني أساريرُ بهجةٍ

إلى بقعة الّلقيا ومغنى حبيبتي


تذكّرت أيّامَ المواعيدِ والصِّبا

بأعتابِ عمري وانثيالاتِ رحلتي


وآثارُ نقشٍ  فوق جذعٍ  وأثلةٍ

صعدنا عليها واحتفينا ببسمةِ


تذكرت ذاك الماءَ ينسابُ تحتنا

وقد دُلّتِ الأقدامُ فيهِ وبُلَّتِ


وكالطّيرِ  بلّلنا   بماءٍ ثيابنا

ضحكنا على بعضٍ  هززنا برعشةِ


تمادت بنا الأشواقُ في غمرةِ الرضا 

شدونا لبعضٍ  شجو روحٍ وآهةِ


ركضنا على سهلٍ خصيبٍ مع الهوى

أجزنا لأنفاسٍ إلى غيرِ قُبلَةِ


أحطْنا بأطواقِ البراءاتِ حُبنا 

لنستنشِقَ الأحلامَ من كأسِ وردةِ


وماكانتِ الرؤيا بفكرٍ تكوّنتْ

ولا وافقت في العينِ  أضواءَ نظرةِ


تقطّعتِ الأسباب ُ وانبتَّ حُلمُنا

ولم يُبقِ منها حظُّنا غير حسرةِ


وتمضي بنا الأيامُ  في مسلك الدنا

وفي عُمقِ أقدارٍ  وآلامِ غُصّةِ


فياقريتي ماذا تبقى لنا هنا

وقد ولّتِ الذكرى إلى غير رجعةِ

عبدالصمد زنوم المطهري

________________

ياضيف السماء


ياعَدُوّاً تُشْعِلُ الأرْضَ لهيبا .

تُلْصِقُ الإجرامَ والقَوْلَ الْمَعيبا

في نبِيٍّ خصَّهُ الرحمنُ فرْداً

عن بني الإنسانِ تشريفاً وطِيبا


صيغَ من مِسْكٍ وريحانٍ ونورٍ

رضعَ الأخلاقَ والنُّبْلَ ربيبا

بشّرَ اللهُ بهِ الرُّسْلَ قروناً

زيّن َ السِّدْرَةَ والعرشَ المَهيبا


ونما في حضْرَ ةِ الرَّبِّ يتيماً

وبنا بالخُلُقِ السّامي شعوبا

جاءَ والدُّنْيا بنيرانٍ تلظّى

حيثُما تمْضي ترى كرباً عصيبا


ماجَتِ النّاسُ ببعضٍ في ضلالٍ

ملأوا الأرْضَ نِزاعاً وحروبا

فأتى النّاموسُ من ربٍّ رحيمٍ

فتحَ الآفاقَ والبابَ الرَّحيبا


نزل الوحْيُ السّماويُّ بإقرأ

علّمَ الإنسانَ واسْتَجْلى القلوبا

فاحَتِ الأنفاسُ من قلبٍ رقيقٍ

من فَمِ المُخْتارِ تجتازُ الدُّروبا


وتوالى الطُّهْرُ كالْبَلْسَمِ يشْفي

كُلَّ نفسٍ تشْتكي ضيقا وحوبا 

عبْقَرِيٌّ جادلَ الكُفْرَ وأعْيا

سكبَ الإيمانَ في النّاسِ سكيبا


وتحدّى بِهُدى القُرآنِ قوماً

أعْجَزَ الفُصْحَ أديباً وخطيبا

حرّرَ الأرواحَ من جهْلٍ مُذِلٍّ

وتساوى الخلْقُ عُرْباً وجليبا


غيّبَ الأحْسابَ والعُصْبَةَ حتّى

أصبح الميزانُ بالتّقْوى وجوبا

هل عرفْتَ الآنَ من ساومْتَ فيهِ

أيّها المملوءُ فِسْقاً وعيوبا


إنّهُ مِصْباحُ ربّي إذْ تجلّى

فتّقَ الغيْهَبَ شرقاً وغروبا

إنّهُ المُخْتارُ من موْلَى السّماءِ

من أضاء الأرضَ قُنّاً وسهوبا


من دعاهُ اللهُ ضيفاً للتناجي

فرقا المِعْراجَ مُشتاقاً مُنيبا

عن يمينِ الرّبِّ في العرشِ تلالا

عدَّهُ الرّحمن إكراماً لبيبا


خُذْ من الإعْجازِِ ياهذا دروساً

وانظُرِ الآياتِ والسّرَ العجيبا


جاءهُ الحيوانُ يشكو من ظروفٍ

مسحَ العبْرَة واسْتلَّ الندوبا

منعَ الجورَ على المأجورِ حتّى 

أدْهَشَ العالَمَ بالعَدْلِ حقوبا


وأمالَ الجِذْعُ أغْصاناً بشوقٍ 

وتدلّى والِهاً غضّاً طروبا

واستلانَ الجبلُ الشّامِخُ منهُ 

حتّى كادَ الصّخْرُ شجواً أن يذوبا


أتُراكَ اليومَ قد أدركْتَ عدْلاً

أم تبقّى في شقوقِ الصّدْرِ ريبا

أيّها الجاني خَسِرْتَ الحرْبَ فعْلاً

وبقيتَ اليومَ تسْتَفُّ الذّنوبا


مايزالُ الحالُ والأنفاسُ تسري

إنّها أسبقُ للريحِ هُبوبا

وأذانُ اللهِ في الآفاقِ يدعو

من أرادَ الخُلْدَ أحرى أن يُجيبا


لن تَصُدَّ الدّينَ بالغِرْبالِِ واعْلَمْ

أن دونَ المُصْطفى ناراً وشوبا

دينُنا يزدادُ في الأرْضِ عُلُوّاً

فالتَحِفْ بالقَهْرِ مُحْتَدّ اً غضوبا


بُؤْ بإثْمٍ صُغْتَهُ حِقْداً وعَدْواً

وادْخُلِ المِخْدَعَ واجتزَّ الصليبا

والعَقِ الجُرْحَ كثيراً ياعدوّي 

والتمِسْ للنّبحِ والنّشْرِ قليبا


فنبيّي المُصطفى في كُلِّ قلبٍ

يملأُ الأرواحَ أنْساً ونسيبا

قد كفاهُ الرّبُّ ما تروي وتُخْفي

وكفى بالرّبِّ حِصْنا ورقيبا

________________

أجازانُ النُّهى

أجازانُ النُّهى بالعلمِ طيبي

بأرواحِ المُفكِّرِ  والأديبِ

بأهلكِ حلّقي في كلّ ميلٍ

ومن شرقٍ كشمسٍ  للغروبِ

لتروي للملأ عن أرضِ علمٍ

تحدّتْ كُلَّ أسبابِ الخطوبِ

وعاشت مصدرَ الأخلاقِ دوماً

وصرحاً للمُحَدِّثِ والخطيبِ

إليها شدَّ كُلِّ الناسِ  رحلاً

لشيء غابَ عن كُلِّ الدروبِ

فنبعُ العلمِ  فاضَ على ثراها

بدتْ للعلمِ كالسّهلِ الخصيبِ

أضاءتْ بالعلومِ ظلامَ جهلٍ

وآوتْ بالسماحَةِ للغريبِ

ومازالت على نهجٍ  قويمٍ

تضيء الحرفَ في المدِّ الرحيبِ

تقدّمُ للبلادِ رجالَ فِكْرٍ

وتفخرُ بالمُهندسِ والطبيبِ

وكم دفعَتْ بآلافِ السّرايا

كمثلِ الدّرعِ  في وجْهِ الحروب

إلى عهدِ المليكِ تمدُّ كفّا

وقلباً صامداً عند الوثوبِ

وماحَفِلَتْ بأذنابِ الرزايا

ولاقول المُغرّرِ والّلعوبِ

نظافةُ أرضِها كبياضِ قلبٍ

ولاتخشى تُعيّرُ بالندوبِ

كوجهِ البدرِ في الآفاقِ سامٍ

وماهو بالمُغّيَبِ والكذوب ِ

ومن صَحِبِ الجهالةَ ماعساهُ

يُفَرِّقُ بين غِرٍّ أونجيبِ

ومن ألِفَ الهيانَةَ هام فيها

وألبسَ نفسهُ ثوبَ العيوبِ

وماجازانُ إلّا أرضَ علمٍ

لها في السَّبْقِ إقدامُ المُهيبِ

ومن لا يعرفِ الأفلاكَ دعْهُ

يعشْ ذاالعُمرِ في بَرْيِ العسيبِ

عبدالصمد زنوم المطهري

28 / 12 / 1441

 18 / 08 / 2020

__________________

أطرقت ياعيد

  يَا عِيدُ ماعَادَ فيَّ  البُعْدُيُحْتَملُ   

فَكَيْفَ يا عِيدُوَالأَسبابُ تمتهلُ

أطرقتُ بالعينِ نحو الشّطِّ أسألهُ

 متى عيوني بنهل الحبِّ تتصِلُ

 كم في فؤادي أحاديثٌ يسابقُها

 سؤالُ قلبٍ متى ياضوءُ تنسدِلُ 

متى التلاقي وَجُنْحُ الَّليْلِ مُلتَحِفٌ 

بلهفتي والرّجا حاطت بِهِ العِلَلُ

 أبدي التّحايا بعرضِ الأفق نحوهُمُ 

بطولِ ليلٍ  ببابِ اللهِ أبتهلُ

  وَالْعَيْنُ تَطلبهُم تبكي الّلقا أَلَمَاً

لَعَلَّهَا تَرْتَوِي مِنْهُمْ   وَتَكْتَحِلُ

يا عِيدُ ما بان لِي السلوانُ من طرفٍ   

فَكَيْفَ أسلو وعني الوصل ينفصِلُ  

وَكَيْفَ لِي وَهُمُ  الأضواءُ في   مُقَلِي           

فَإِنْ   تَوَارَوْا فَيَاوَيحي إِذَا أَفَلُوا    

وَكَيْفَ لِي وَهُمُ  الْأَنفاسُ في رئتي   

وفي فؤادي همُ الأعيادُوالقُبَلُ   

يَاعِيدُضَاقتْ مَعَانِي العِيدِ في سُبُلي 

وَضَاعَ لِي أملٌ تَبْكِي لَهُ الْمُقَلُ 

عبدالصمد زنوم

____________________

مليكنا فدتك الروح 

........

مليكُ العُربِ  طرفُ العينِ ساهرْ

فدتك الروحُ في بدوٍ وحاضرْ 


لأجلك في حمى الرحمنِ ندعو

بأن يكفيكَ أزمةَ ماتُحاذرْ


بأن يشفيكَ من ألمٍ وسقمٍ

ومن ضُرِّ  المواجعِ والعواثِرْ


لأنت الأرضُ  تزهرُ كل حينٍ

وأنت الماءُ للظمآنِ سائرْ


جمعتَ الشعبَ في أحضانِ ملكٍ

من العينينِ شعبُكَ لايغادرْ


فتحت له فؤادكَ مثل روضٍ

وكفّكَ بالنّدى أزجى المآثرْ


بوسطِ الروحِ  تحملُ  همّ شعبٍ

سماحُكَ  نهجهُ جبرَ الخواطرْ


حفظت الدار من شرِّ الرزايا

كفيتَ ربوعها حرّ الهواجرْ


حميتَ حدودَها ورقيتَ شأناً

وأضحى  ريْعها بالخير زاخرْ


وفي الأضلاع اسمُكَ صار وسماً

حفظكَ اللهُ يانورَ البصائر ْ

عبدالصمد زنوم

_______________

عجائب الملكوت

سبحانَ مَنْ سنَّ اليراعَ فدّوَنَا

فغدا يُسَطِّرُ ما أراد وقنّنا

فانظُرْ بِعَيْنِكَ ماترى بِتَفَكُّرٍ

أرأيتَ أعظمَ من إلَهِكَ أتْقَنا

سبحانَ من فتَقَ الوجودَ بِعِلْمِهِ

حتى تنفّسَ واستقامَ وآمَنا

نظم المجرّات العِظام لِغايَةٍ

وهدى الجميعَ إلى المدارِ وأسْكَنا

رفع السماءَ بلا قواعِدَ فاعْتِلَتْ

سبعاً طِباقاً شدّهُنَّ وصوّنا

صقلَ النُّجومَ النّيّراتِ فأزهرتْ

وجلى الكواكِبَ في الفضاءِ وكوّنا

كُلٌّ يدورُ وليسَ يزحمُ جارهُ

إعجازُ من ؟ فرضَ المسارَ وآذنا

لالشّمسُ والأقمارُ تُدرِكُ بعضها

كُلٌّ لهُ دربٌ يسيرُ ومُنحنى

والشّمسُ أشعلها وقدّرَ نورها

فمضت تُحَرِّكُ من ضياءٍ ألسُنا

تطوي الظّلامَ على الظّلامِ أمامها

وكأنّهُ جَهِلَ المسالك وانحنى

والبدر أسْحَرَ كُلَّ عينٍ حُسْنَهُ

وكذا الجمالُ من الّلطافَةِ يُجْتنى

والأرضُ ألْبَسَها بِحُلّةِ بهجَةٍ

من كُلِّ شيءٍ قد أفاضَ وزيّنا

أرسا الجِبالَ الشّاهِقاتِ لِحِفْظِها

أسرى النّسيمَ على الفِساحِ فدنْدَنا

سلخ الظّلامَ عن النّهارِ لِحِكْمَةٍ

أمرَ النّهارَ إلى النُّهوضِ فعَمّنا

فمَن الذي فضَّ الضّياءَ لِسَعْيِنَا

ومن الذي منحَ السُّباتَ الأعْيُنا

عبدالصمد زنوم

____________________


__________________________

ياشادي


تسلل الحُزنُ من أنفاس أوتاري

يقتاد ذكرى لأصداءٍ بأغواري


 ياشادي الليلِ كم حرّكتَ

من ألمٍ

رفقاً بقلبي تريّثْ أيها الساري


هيجتَ قلبي فأصغى للصدى قلِقاً

أطلقتَ من قيدِ صدري ألفَ مزمارِ


ذكراك أنسى !محالٌ أن تُفارقَني

كم لحظةٍ رفرفتْ في أفقِ أفكاري


أواهُ من نفحةِ الأشواقِ كم عبقت

من قُبلةٍ لامست أنفاسَ أشعاري


نصبو هُوَيْنا ونحسو كأسَ صبوتِنا

ونوقظ العشقَ من إغفاء أسرارِ


نستلهمِ العشقَ من أيامِ رحلتِنا

لمّا أفضنا كأنغامٍ بقيثارِ


ننسابُ كالماءِ من غدرانِ بهجتِنا

كأننا نلتقى في كفِّ تيّارِ


حتّى تخلّى الهوى عنّا وسلّمنا

نحو التناهي لنمضي  دون آثارِ

لمّا تركنا لبابِ الشكِّ  يخرجنا

إلى فراغ الصدى حيث المدى العاري

_______________________

بيوتُ الله تواقه

دمْعُ العيونِ لكمْ أفاضَ طويلا

واشْتدَّ يرسمُ في الخدودِ  مسيلا


وترى قلوبَ المخبتين بليلِها

وقفت تتوقُ إلى الإلهِ وصولا


وتبيتُ تطرقُ  في السجودِ مطالباً

ويشاءُ  ربُّكَ للعبادِ قبولا


صدحَ النداءُ إلى الصلاةِ برقّةٍ

ومضى يهرولُ في الأثيرِ رسولا


ألقى إلى الأرواحِ  نفحَ رسالةٍ

الله مدّ إلى السماءِ سبيلا


جسرٌ من الرحماتِ نحو عبادهِ

وامْتَدَّ  يسرجُ للرضا قنديلا


وإذا بيوتُ اللهِ تفتحُ صدرها

ضمّتْ بشوقِ الوالهين جليلا


لُقْيا تمازجتِ الدموعُ ببعضها

نظراتُ روحٍ تُمْعِنُ التقبيلا


ولصوتِ ترتيلِ الإمامِ عذوبةٌ

يلجُ الصدورَ مقدّساً وجميلا


هبط الخشوعُ فعاد برهانُ التّقى

أضحى الضّياءُ على الجباهِ دليلا


وأتمَّ ربُّكَ للتآلفِ  مُرْتَقى 

أَمسى سبيلاً  للهُدى  مَبذولا


 

وإذا الفراقُ يلمُّ رحلَ شجونهِ

إذ كان ضيفاً في القلوب ثقيلا

____________

رفقا بقلبي

رفقا بقلبي تريّثْ أيها الساري

بالأمسِ بالبشْرِ  تُخْفي كربة الدّارِ

واليوم تطوي على مهلٍ مسرّتنا

تنوي الرّحيلَ  بأورادٍ وأنوارِ

قمنا الليالي ولم نأرز إلى كسلٍ

نتلوا ونحيا بقرآنٍ وأوتارِ

وكم أنخنا بساحِ الله خشيتنا

وفي خشوعٍ  وأقبلنا بإصرارِ

نتلوا هُوَيْنا ونرقى بالدُّعاءِ سما

نزجي  المناجاةَ في سرَّ لغفّارِ

كم دمعةٍ طهّرتْ وجدانَ معتكفٍ

وكم سجدنا وأقبلنا بأسحارِ

أواهُ من نفحةِ الإيمانِ كم عبقت

في مهجةٍ هفهفت من فوحِ أذكار

كم أمنياتٍ بطولِ العمرِ  تصحبُنا

لكنّ للهِ تقديرٌ  لأعمارِ

ومالنا فيكَ غير اللهِ يجمعُنا

بعد الرحيلِ ويُحْذينا بتكرارِ

عبد الصمد زنوم

_________________

هل يُقرأُ الشوقُ إلا في محاجرِنا

ذكرى تدلّتْ برفقٍ من مدامِعِنا


لمّا تذكّرتُ أيّامي ونفح أبي

بجنّةٍ عطّرت أنفاسَ رحلتِنا


تسلّلَ اللحنُ من صدري إلى وطنٍ

في حضنه تلتقي أزهى طفولتِنا


عِشنا مع الحبِّ من عهدٍ بلاكدرٍ

نروي الليالي بأنسٍ في مضاجِعِنا


كم من شهودٍ على وصلٍ  وكم أثرٍ

باقٍ على رملِ قلبٍ من تسامُرِنا


يابدرُ خبّر إذا ما جُزْتَ في أُفُقٍ

عن حالِ أهلٍ  أقاموا في مشاعِرِنا


تُقنا مع العيدِ بالأحضانِ نجمعُهُمْ

وفي الرؤى ألفُ قاصٍ  عن تعانُقِنا 


كم بابِ  عُذرٍ  طرقْنا ردَّ في أسفٍ

وارتدَّ مِثْلَ الصّدى ينأى بمقصدِنا


كم هزّت الرّوحُ من إيوانها سحراً

وطافَ في العينِ  ومضٌ من أحبّتِنا


فما سعدنا بأنفاسٍ ولا قُبَلٍ

إذْ غيّبَ البينُ أحلاماً لبهجتِنا


يافجرُ فاطوِلِقِطْعِ الليلِ  أبدِ لنا

ضوءَ التّلاقي ونفّسْ ضيقَ غربتِنا

عبدالصمد زنوم أبو أوس

________________

في المحراب لذّ اللقاء

وفدت وفي الحشى هزَّالبكاءُ 

وفي السجدات يسبقنا الرجاءُ


تحنُّ إلى اللقاءِ شجونُ قلبٍ

ففي المحرابِ كم لذَّ اللقاءُ


إليك تتوقُ أنفُسُنا لذِكْرٍ

طبيبٌ في بلاسِمِكَ الشفاءُ


ألا ياربّ أدْرِكْنا بعفوٍ

مساجِدُنا يُغشّيها العزاءُ


وقفنا حولَ مسجدِنا بشوقٍ

عنِ الإتيانِ يمنعُنا البلاءُ


أيارمضانُ في كفّيْكَ طُهْرٌ

بطُهرِكَ ينقضي سقمٌ وداءُ


تهيمُ نفوسُنا لسماعِ داعٍ

يهزُّ إلى القيامِ بهِ النداءُ


كمثل الموج يعدو فوق بعضٍ

إلى شطّ الإلهِ لنا حداءُ


وتزدحمُ الكتوفُ بطولِ صفٍّ

وكالأوتادِ سيقانٌ سَواءُ


تلاحمت النفوسُ بلامراءٍٍ

رباطٌ  في زاواياهُ الوفاءُ


ببيْتِ اللهِ تجمعنا صلاةٌ

وفي اللقيا بصائرنا تُضاءُ


أزيزٌ في الصدور يدورُ فيها

وفي النيًات للتقوى وعاءُ


و بالقرآن  تخشعُ كُلُّ نفسٍ

يعنّ إلى السماء بها الدعاءُ


تعانقت الأكفّ بأفقِ ليلٍ

وللرحماتِ وجهتها السماءُ


تتوق لغافرٍ والله مُجْزٍ

من الغفران ينبثقُ العطاءُ


لروح المؤمنين سرورُ عتقٍ

به تسمو ويشملُها الولاءُ

_____________________

مرفأ السلام(سلمان)

بقلبِكَ تُجْمَعُ الدُّنيا لِتَشْفى

فتحت إلى السلامِ جوىً ومرفا


دعوتَ ومادعاؤكَ للتّبَاهِي

ولا طبّلتّ أو أظهرتَ عزفا


نظرتَ بعينِ  إلهامٍ حكيمٍ

وما لامزتَ للإعلامِ طرفا


فتحتَ إلى المَدى  أبوابَ صدرٍ

وفي الأضلاعِ كم شيّدتَ سقفا


تنادى للتآزر  في ثباتٍ

مددتَ مع النّداءِ رُؤىً وكفّا


بنيتَ تآلُفاً ونجحتَ فيهِ

أعنتَ العالمين بذلتَ صَرْفا


وواجهتَ الوباءَ بسيفِ فكرٍ

وعلّمتَ الشّعوبَ وفُقْتَ وصْفا


أدرتَ حكومةً بفنونِ حُكْمٍ

وحاكمتَ الفسادَ وجفَّ جفّا


بلادي منجزات لاتُضاهى

لها عرشٌ ومنهاجٌ مُصفّى


يحقّ لنا نباهيها بفخرٍ

تنامى بالفِعالِ وجاز عُرفا


رأينا أفق سلمان  تجلّى

بروحٍ حُمّلت صدقاً ولُطفا


مشاعرُ زُيّنت بفضالِ تقوى

فما جافى لعدوانٍ وأخفى


شعوبُ الأرض في أركان قلبٍ

أمام الكُلِّ بالإحسان وفّى

__________________________

فيروس كورونا

ياربِّ رُحماكَ من ضيقٍ ومن عللِ

ومن بلاءٍفشى في سائرِ المِلَلِ

فيروسُ لاتبصرُ الأحداقُ هيئته

ولايرون سوى أعراض مُنتقلِ

الناسُ في حلّها تمشي على حذر

وليس تدري بمغتالٍ على عجلِ

ينسلُّ في غفلةٍ يسعى إلى رئةٍ

ويسكبُ السّمَّ في صمتَ إلى أجلِ

حتى إذا فار في التنورِ موعدُهُ

يهتزّ كالريح في جوفٍ على عجلِ

لاعهد أوملتقى بادٍ إلى سلَمٍ

يجتاحُ بالسّرِّ من حضنٍ ومن قُبَلِ

كم كامنٍ يرقُبُ الإنسان في وكنٍ

والناسُ في دربِها تسعى على أملِ

آمنتُ بالله كم جُندٍ تحيطُ بنا

وكم ضعُفنا وأسرفنا من الجدلِ

ياربّ اغفر لنا زلاّت أنفسنا

فالنفسُ تطغى وتنسى مالكَ الحيلِ

يامالك الأمرِ والأملاك قبضتُهُ

وكّلتُ نفسي وكُلّ الأ هلِ في نُزُلي

وكلّ من مدَّ للإيمان عروَتهُ

وكلّ من قام بالإسلامِ في وجلِ

إليك ربّي مددنا بالأكُفّ رجا

فامنن بحفظٍ علينا من عَصٍ جللِ

عبد الصمد زنوم


_______________

الأخت

مرآكِ أختي للفؤاد طبيبُ

وبكل نبضٍ من  عبيركِ طيبُ

ومحالُ أنّي عن  رؤاكِ يصدني

بعدُ المسالِكِ أوخُطايَ تغيبُ

ياموردَ الماءِ النميرِ لظامئٍ

إن غبتِ عن جذرِ الفؤادِ يشيبُ

كم تحتوي بسَمَاتُ عينيكِ الرّضا

وعلى ضفافِيَ سحرهُنَّ عجيبُ

 قلبِيَ لأجلكِ قد خفضتُ جناحَهُ

وبكل صوتٍ إن دعوتِ يجيبُ

فلأنت أجملُ رحلةٍ قضّيتَها

بين الأرائجِ ُماعليَّ رقيبُ

فلكم شممتُكِ بالفؤادِ وبالحشى

نجواكِ بالذكرِ الجميلِ تطيبُ

_____________________




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق