السبت، 7 نوفمبر 2020

مِحْنَةُ العَنْقَاء》 بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي

 《مِحْنَةُ العَنْقَاء》


أتُوهُ في الشَّوارعِ المَطْمُوسةِ الأسْمَاءْ

أبْحَثُ عن يَمَامةٍ

مِثْلي أنا تَائِهةٍ

قَدْ هَدَّهَا  الإمْلاقُ و الإعْياءْ 


طارَتْ تَرُومُ سِرْبَها

هَلْ ضَيَّعتْهُ؟

أمْ هُو الّذِي فِي لَحْظةٍ مَشْٶومةٍ حَمْقاءْ

 ضَيّعَهَا۔۔طلّقَهَا

رَمَى بِهَا فِي غَابةٍ مِنْ غُرْبةٍ غَبْرَاءْ


طارَتْ تَرُومُ وَكْرَهَا....

هَلْ شَرَّدَتْهُ هَبّةُ الإعْصَارِ و الأنْوَاءْ؟

هلْ عَبَثَتْ بالدِّفْءِ  لَفْحَةُ الصَّقِیعِ

أمْ  ناعُورَةُ الرِّیَاحِ ؟

أمْ  دَوَّامةُ البَيْداءْ ؟


أضْحَتْ بِلَا سَقْفٍ و لا إلْفٍ

و لا خِلٍٍّ و لا ظِلٍٍّ

و لَا أصْداءْ

غَرِیبةً مَوْبُوءَةً ..جَرْبَاءْ..


طارَتْ تَرُومُ خِلَّها

هلْ یَا تُرَی طَلَّقَها؟

أمْ قَدْ تَكونُ طلَّقتْهُ

أوْ رَمَتْهُ فِي غَیاهِبِ النِّسْیانِ

و النَّوَی ؟

فَرُبّمَا في لَحْظةٍ مِن نَزْوةٍ

عَقیمَةٍ ألِیمةٍ...

مَثْلُْومةٍ.. مَكْلُومةٍ... خَرْقاءْ

قدْ دَفَنتْهُ فِي  مَقَابرِ الإهْمالِ

أو رَمَتْهُ في أرْصِفةِ  الجَوَی 

أو فَوْقَ فَوْهةِ الرَّمْضَاءْ

جَاءَتْ ترُومُ خِلّها 

تَجُوسُ فِي مَجاهلِ الظّلمَاءْ

هاٸِمةً نَادِمَةً

شارِدَةً عَرْجَاءْ.


َطَارَتْ تَرُومُ ظِلَّهَا

مَقْصُوصَةَ الجَنَاحِ و الخَوَافي

مَبْتُورَةَ الوَریدِ و الشِّغافِ...

لا صَوْتَ يُرْضِي بَوْحَها

لادَمْعَ  یُشْفِي نَوْحَها

لا ظِلَّ یُطْفِي لَهْبَ نَارِ القَهْرِ فِي الأحشَاءْ

و یَزْرَعُ الأنْداءَ و الأشْذاءَ

فِي مُرُوجِ الوِحْدةِ الصَّمَّاءْ


طارَتْ تَرُومُ خِلَّها و ظِلَّها 

قَدْ طَلَّقَاها۔۔۔مَنْ تُرَی یَرُمُّها؟

و یَرْتِقُ الشّرْخَ الَذِي یَنِزُّ بالدِّمَاءْ ؟


لَا السِّرْبُ لا الوَکْرُ و لَا الخِلُّ و لا الظِلُّ

 و لَا الهَواءْ

جَميعُها هَوَتْ شَظايَا  في تَجاويفِ النَّوى

في بُؤْرةِ الهَبَاءْ

هَا إنّهَا ...

مَكْلومَةٌ خَرْسَاءْ..

یَلُفُّها  الصَّقیعُ..و الرَّمَادُ...

 و المَدَی غِلالةٌ سَوْدَاءْ

و الرُّوحُ مِنْها فِي سَرَادِیبِ الأسَی

 مَمْسُوخَةٌ  شَوْهاءْ.


طارَتْ تَرُومُ رَبَّها

تَمُدُّ  للسَّماءِ كَفَّ صَبْوَةٍ

 ضَارِعَةً وَاجِفةً...عَمْيَاءْ

مَلْجَأُهَا الأخِيرُ فِي مِحْنَتِها

أنْ لا تَكُونَ طَلّقتْها رَحْمَةُ السَّمَاءْ .


□○□○


یَمَامَتِي۔...أنَا هُنا..

أنْتِ أنَا۔۔

زُلَيْخَتَانِ في الهَوَى

تُهْنَا معَ الإعْصَارِ

في دَوَّامةِ العوَاطِفِ الهَوْجَاءْ

عِشْنا معًا تَغْرِیبَةَ العِشْقِ العَمیدِ

و الأسَی

و مِحْنةَ العَنْقَاءْ

أنْتِ هُناكَ في مَجَاهلِ البَحْثِ العَقيمِ

رِيشَةٌ مَثْلُومَةٌ 

في مَهْمَهِ  الرِّياحِ

فِي أرْجُوحَةِ الأمْدَاءْ

أنا هُنا أبْحَثُ عَن مِحْبَرَتي و دَفْترِي

و أحْرُفِي و رِیشَتي 

و وَطنِي...

تَفِرُّ منِّي نَبْضَتي..و جَذْوتِي..

يَقُدُّنِي الإِمْحَالُ في مِقْصَلةِ الأدْوَاءْ


أرُومُ أنْقُشُ الحِکَایةَ المُوجِعَةَ الغَرِيبَهْ

أسْطُورَةَ الیَمامةِ التَّائهَةِ الكَئِيبَهْ

أُعِیدُ رَسْمَ قصّةِ الرّمَادِ و العَنقَاءْ 

في  سِفْرِ أوْطَانِ الهَوی

و دَفْترِ القَصَاٸدِ العَصْماءْ


أتوقُ أُفْرِدُ الجَناحَ..أخْرِقُ الغُيُومَ

و النُّجومَ و الذُّرَى

و أكتُبُ الأشْعارَ

فوْقَ جُدْرانِ السُّهَا و البَدْرِ..و الشُّموسِ 

و الكَواكِبِ الزَّهرَاءْ


يَمَامتي..يَمَامةَ الحُلْمِ الجَميلِ المُستَحيلِ

يا يَمامَتي الحَزِينَهْ

لا تَيْأسِي

يَومًا سَنُفرِدُ الجَناحَ

..نُطْلِقُ الصَّبَابَةَ السَّجِينَهْ

و تَصْدَحُ الرَّبابَةُ الرَّقِيقةُ النَّجْلاءْ 

ألْحَانَها

و تَسْتَعيدُ جَذْوتِي القَمِيئةُ العَجْفاءْ

ألْوَانَها 

و نَسْتَعيدُ سِرْبَنا و وَكْرَنا 

و سَقْفَنَا و إلْفَنَا

و خِلَّنا و ظِلَّنا...

عِشْقا جَديدًا مَائزا

يَحُلُّ فِينا بُهْرَةً قُدْسِيَّةً

مَمْهُورَةً في لَازَوَرْدِ تَوْقِنا

 بِالجُودِ و العَطاءْ

مِنْ كَرَمِ السَّمَاءْ./.


           (سعيدة باش طبجي*تونس)

                   (2020/11/4)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق