ديوانآيةٌ من نفحات الروح
بقلم الشاعر عبد العزيز بشارات
---------------- آيةٌ من نفحات الروح ------------------------
أكرمتُ نفسي والحياةُ تواضعُ ....... ومعَ الرقائق رغم بُعدِكِ قانعُ
هي منيةٌ للروح أن صافيتُها ......... زادت جمالاً والجمالُ صنائعُ
ولقد ذكرتُكِ والمناقبُ درةٌ..........فوق الجبين ونورُ وجهِك ناصعُ
والبدر يعلو في سماك منوِّرٌ ..... وشعاعُ شمسِكِ مثلُ فجرِكِ ساطعُ
لمّا أذِنتِ بأن أَحيكَ قصيدتي .... في وصفِ حُسنكِ ما برحتُ أُدافِعُ
أزِنُ الحروفَ بدقةٍ ورويّةٍ ............... فكأنها دُرَرٌ عَلَت و روائعُ
أبتِ الحروفُ بأن تطالَ نجاحَها ..... فترنّحت تبكي أسىً وتصارِعُ
قالت رويدكَ لن نُحيطَ بوصفِها .. ........ هذا الجمالُ مفاتنٌ ومنابِعُ
هي نسمةٌ للروحِ داعبَها النّدى .......... هي وردةٌ والوجهُ تبرٌ لامعُ
هي من رضاب الكونِ يرشُفُ ثغرُها وتشيرُ نحوي في البيان أصابع
وسألتُها مالي أراكِ حزينةً .............. لوَّعتِ قلباً عن هواكِ يُدافُع
قالت هوىً في القلبِ لوّع مُهجتى ... والشوقُ للأحباب سيفُ قاطعُ
ملكَت قلوبَ الحاضرينَ بسحرِها ...... والسحرُ بابٌ للقريحَةِ واسعُ
وتشيرُ طوراً بالبنانِ مَهابةً ............ وبفكرها طوراً ترى وتُتتابِعُ
وسألتها عن دمعةٍ رقراقةٍ ......... سالَت على الخدّ الأسيل تُسارِعُ
وتلألأت كالدرّ في صَدفاتِه .......... قالت أسىً بين الضلوع ينازعُ
آيٌ من الرحمن بارَكَ عُمرَها ............... أعمارُنا بيد الإله ودائعُ
فَجزاكِ ربي حكمةً ومهابةً ............ .فهو البصير بحالنا والسامعُ
---------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين○○○○○○
●●●●
------- الحياةُ أدوار ---------------------
بينَ المَواقِعِ تاهت الأفكارُ .......والناسُ في كنف الهوى أشرارُ
طَبعُ الوُحوشِ يسودُ في هذا الورى .. فكأننا الأصنامُ والأحجارُ
يا من سألتَ عن الأمانةِ بينَنا .... صارَت تُتابِعُ بعضَها الأخبارُ
والصدقُ صار مُقيّداً بِمَصالحٍ ....... يَطغى عليه الظُّلمُ والدينارُ
والشِّعرُ صَفّقَ للمنابرِ مادِحاً ....... تاهَ الأديبُ وساءَت الأشعارُ
والغصنُ جَفّ وقد هوَت ورَقاتُهُ ........فَتألّمت لجفافِه الأشجارُ
والفقرُ يفتُك بالشُّعوبِ يُخيفُها ..... نبشَت بها مِن فَقرها الأظفارُ
فترنّحَت سَكرى لِهولِ مُصابِها ..... وعَدا عليها البَردُ والأمطارُ
ما كلُّ حرٍّ يَنحني بِسهولَةٍ ...............إنّ الكرامةَ للكريمِ شعارُ
المالُ يَفنى والكرامةُ مِنحةٌ ... ..سَعِدَت بها الأوطانُ والأمصارُ
ما ضلّ شَعبٌ للأمانَةِ حافِظٌ ........... أو أفلحَ السُّفهاءُ والفُجّارُ
والحرُّ حرٌّ لو مَلأتَ جُيوبَهُ ...........لم تَثنِهِ عَن عَزمِهِ الأقدارُ
فاظفَر بدينِكَ لا تكُن مُتكاسلاً ............إِنَّ الكسولَ لِنَفسِهِ غَدّارُ
وارفَع جَبينَك عالياً نحو السَّما ........أنتَ العزيزُ وكلُّهم أصفارُ
إيّاكَ أن تغتَرَّ في كيد العِدا ........... مهما تجمّعَ حولَهُم أَنصارُ
الكلُّ كالطبلِ المُجوّف فارغٌ ..... والطّبلُ يخرقُ جوفَهُ المسمارُ
مكروا لنا والله أحبَطَ مكرَهَهم ..... وتعالَت الأصواتُ والأنظارُ
خَسِئوا وخابوا لن ينالوا دينَنا ....... وسَيسطعُ الأيمانُ والأنوارُ
ما ضرَّنا كَيدُ العدوِّ ومَكرُه .......إنّ العدوَّ ولو طغى استِعمارُ
بل ضَرّنا جُرَذٌ يُدَمِّرُ بيتَنا ............. وبدمعِهِ قد سالت الأنهارُ
كالوا لبِلفورَ اللعينِ شَتائِماً........... والنقعُ من ذاكَ السّبابِ يُثارُ
منحَ اليهودَ مكانةً في أرضِنا .....و قد اختَفى مِن خَلفِه السّمسارُ
يا مَن تلومُ الذِّئبَ في عُدوانِه ........ وعلَت جبينَكَ هيبةٌ ووقارُ
لن تنطَلي تلك الدسائسُ بيننا ........انّ الحياةَ كما الرحى أدوارُ
==================================
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين .
•••••••••••
----------------------- دموع مظلوم ---------------------------
أخي كفّ دمعاً واحفظ الوعد والعهدا.دموعَك أغلى من جواهرهم عدّا
دموعُك ترقى للمعالي وفوقَها .............وتهدمُ ما لفّ الظلامُ وما أبدى
وهدَّ عروشَ الظالمين هديرُها .........فكانت لهم نهراً تَضاعفَ وارتدّا
لبسنا ثياباً رثّةً ورخيصةً ..............تُواري من الأجسادِ ما سِترُه أجدى
نرى الظلمَ مرآةً لنفسٍ ضَعيفةٍ .............وها هو يمشي في مواكبهم ندّاً
وقالوا عبيداً عقلُهم في بُطونِهم ............وليس بهم حسٌّ يُجيزُ لهم ردّا
ولم يعلموا أنا نَسائمُ لهفةٍ ...............لها الحبُّ رمزٌ والشموخُ بدا وِرداً
لقد تركونا بينَ أنيابِ فقرِنا .............. وهولُ الرزايا في مدامِعنا اشتدّا
فها نحنُ بين القهرِ والذلِّ تارةً . ..وطوراً نعاني الجوعَ والحقدَ والبَردا
فقدتُ أبي بين الركامِ مع الرّدى ....وما زال وجهُ الصبح أجردَ مُسودّا
ألا يا أخي إنّ المصائبَ عبرةٌ...............تمرُّ ونبقى مِن نتائِجِها جُرداً
يمرّون عنا لا يبالون خلسةً................فما عرفوا بُعداً ولا جرّبوا فقدا
ولو مرّ ذئبُ عن أخيه لهالَه........ وقد سيمَ خسفاً أن يكونَ له ضدّا
(وما ظالمٍ إلا سيبلى بأظلمٍ)...........ولا بد للمولى بان يُنصفَ العبدا
-------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين
••••••••••
----------- الحظوظ واليقين -----------
حظّي هناك تعثرا .........بين الرّكام تغّبّرا
قل لي بربك هل بأر- ض الشَّوك تاهَ معَثّرا
أم بين أكوام الرمـــــــــــــا ل أخالُه مُتكسّرا
حظّي كبيت العنكبــــــــو ت بخيطه متستِّرا
حظي كنفخٍ في الهوا ء مع النسائم قد جرى
هلّا سألت الليل عنـــــــي في الهموم تكدّرا
هلا سألت الشمس عـــن حُبٍّ يُباع ويشترى
هلا سألتَ البدرعن ..... أعمىً بليلٍ أبصرا
أم هل سألت النبت كيــف بصخرة قد أثمرا
وإذا مررتُ بغيمةٍ ....قد أوشكت أن تُمطرا
منعَتْ هناك سقاءَها ......بين الهواء تبعثرا
فاسأل عن الحظّ التــــعيس فهل تراهُ تحيّرا
فإذا أجابك قل لَه........حظّي كَحظِّكَ أدبرا
********************************
لكنني بعقيدتي .........كالغيث حين تقطّرا
إيمانُ قلبيَ راسخُ ......بِخُطا الحبيبِ تدثّرا
وإذا سألتَ رأيتَني ........ ..متهللاً ومكبرا
فوق المنابر يعتلي ....نطقَ الحقيقة جوهرا
كلُّ الذي كتب الإلهُ ....على الجبين تسطّرا
والله يفعل ما يشا ....... ء فلا تكن متذَمِّرا
واقنع بما كتبَ الإلـــــــه إذا قضى أو قدّرا
المالُ عندكَ لا يـــدومُ ولا المساكن والقُرى
الكلّ نزرٌ زائلٌ .......ومُفارقٌ تحت الثّرى
فاعمل ليومٍ حين تـلـقى الله من دون الورى
تأتيه فرداً ليس يمــــــــلك أحمراً أو أصفرا
والكلّ يهتف للنجا ......... ة بنفسه قد فكّرا
-------------------------------------
عبد العزيز بشارات/ ابو بكر/ فلسطين
••••°°°°••
---------------- مناجاة -------------------------
وحبٍّ سَعيتُ اليوم أَبغي نوالَه ........تباريحُ وجْدٍ تاهَ من فيْضها لُبِّي
وأذكرُه دوماً بِصَحبي وخُلوتي.......فيسمَعُني لو كُنتُ في َغيْبَةِ الجُبِّ
ويكشفُ كَربي إن دعوتُ وشِدَّتي..ويُؤنسُني إن كنتُ في شدة الكرب ِ
جميلٌ بوصفي أو عظيمٌ بناظري........يَراني ولكنْ لا يراهُ سوى قلبي
وليسَ لطَعم النوم يَعرفُ حالةً.............تعالى بإجلالٍ ففاضَ من الحبّ
علوتَ بنورٍ في السماء مخلّدٍ..............وفي الأرض أنوارٌ يُضاءُ بها دربي
رأيتكَ في كلِّ الديار مُؤانسي........وفي كلّ نَبتٍ ماجَ في الزَّهر والحَبِّ
وفي جنباتِ الروض شَاهدتُ صُنْعَهُ.وفي الجدولِ الرقراقِ والمَنبع العذبِ
إلهي وما في الخلقِ يا ربِّ خالدٌ...........وليس بباقٍ مِن أعاجِمَ أو عُرب
وأنتَ الذي إن شئتَ تذهبُ بالورى ..وكلُّ أمورِ الكونِ تُنسَجُ في الغيبِ
إليك يفرُّ الخلق حينِ تُصيبهم..........مصائبُ إن زادت تكونُ من الخَطبِ
ولكنَّكَ الرحمنُ إن شئتَ تَمحُها .......وإن شئتَ أبدلتَ المعَسَّر بالرّحبِ
دعوتُك ربي في الرّخاءِ لَعلَّني .......إذا حَلَّ بي جَدبٌ تُهوّنُ من جّدبي
وأنت ملاذي والشفيعُ لزلّتي ...........وغَيرُكَ ربِّي من سيغفرُ لي ذنبي
ومن يرزُقُ الأطيار في البرِّ إن غَدت.خِماصاً وإذْ تُمسي بِطاناً مع السِّرْبِ
ومن يرزقُ الحيتانَ في البحر شُرّعاً..ومن يَرزُق الدود المُغّيَّبَ في التُّرْبِ
ومن يُنزلُ الأمطارَ إن غارَ ماؤُنا ............فيرسِلُهُ غيثاً مغيثاً من السُّحبِ
ومن يحمِلُ الطيرَ المُعَلَّقَ في السَّما .....يُحلِّقُ شرقاً أو يطيرُ الى الغَربِ
ومَن لجموعِ النّحل أوحى بِبَيتِها ..........لِتصنعَ شهداً بالبُطونِ بما تُجبي
ومن لجموعِ الشّاء يصنعُ مثلَها ........بخيرِ طعامٍ نافَسَ العِلمَ في الطِّبِّ
هو الله ربي ذو الأوامرِ والنُّهى ...........ومن مثلُه أوْلى يُمجَّدُ في الحُبِّ
لهُ حركاتُ الكونِ تنطقُ باسمهِ.......نُسائلُهُ الغفرانَ في الموقفِ الصّعبِ
____________________________________________________
أبو بكر فلسطين 1/11/2015
••••
----------------- زيتونةٌ والطلُّ قَبَّلَ ثَغرَها ------------------
*****************************************************
العمرُ يَفنى والوفاءُ دثارُ ............... والدينُ فينا روعةٌ ووقارُ
والشعرُ إن أتقنتَه وصَقلتَه ............... نعمَ السلاحُ كأنّه الأنوارُ
إيَّاك أن تغتَرَّ في شَطَحاتِه .... ...تَهوي بِكَ الشطحاتُ والأشعارُ
أمسَكتُ لمّا أن وَصَفتُ بريشَتي.. وتبعتُ صحبي والحروفُ تُثار
ألفيتُهم دُرراً تَخُطُّ مشاعراً ........ ومن العَجائبِ فاضت الأنهارُ
يتبارزون بأحرُفٍ مِن لؤلؤٍ ........... تتزاحمُ النجماتُ والأقمارُ
لمّا رأيتُ حُروفَهم رقصَت على ........صَفَحاتهم فكأنها الأوتارُ
أبديتُ إعجابي لأتبعَ ركبَهُم ............ للمؤمنين منَ الهُدى آثارُ
وفتَحتُ كنزاً من روائع أحرُفي.... فتناثَرَت مِن جُعبتي الأحجارُ
عُذراَ سأكتبُ عن حبيبٍ راق لي .... عن نبتةٍ تاهَت بها الأنظار
وتفتّحَت عندَ الصَّباح نَضارةً ..... راقت لها الأسماعُ والأبصارُ
زيتونةٌ والطلُّ قبّل ثَغرَها ............. وتَحَدَّثت بجَمالها الأسمارُ
تلكَ الجواهرُ قد علَت أغصانَها ...... والزيتُ من حبّاتها مدرارُ
وإلناسُ تغدو تحتَها وتَحفُّها ........... فكأنها البيتُ العتيقُ يُزارُ
وكأنّها تلك العروسُ بثوبِها .... رقصت لها في عُرسِها الأطيارُ
ضُرِبت بها الأمثالُ في قرآنِنا ....... مثلاً منَ المشكاةِحين تُنارُ
شرقيةٌ تصفُ الجمال بروعةٍ ...... فيها تجلّى العزمُ والإصرارُ
غربيَّةٌ تَحوي مصابيح الهدى...... مُلِئَت بها وبنورِها الأمصارُ
وبسورةٍ بَدَأ الإلهُ بذِكرِها ............ حتّي تُمَجَّدَ باسمِها الأذكارُ
قسماً توخَّتهُ القلوبُ مَهابَةً ................ ولهولِه تَتَزاحمُ الأقدارُ
تُتلى إذا انبلجَ الصباحُ تَعَبُّداً .. ......وتبّركاً خُتِمت بها الأسحارُ
في ساحةِ الأقصى وفي أكنافه .............بَرَكاتُها لبلادنا تذكارُ
شهدَت دِماءَ التّضحياتِ على المَدى... ما راعَها المكّارُ والغدّارُ
-------------------------------------------
عبد العزيز بشارات / أبو بكر / فلسطين
•••••••••••••
............................حروف ومعانٍ ...........................
بدأنا ومن يبدو إليَّ مؤانسا ...............وكلٌّ أراه اليوم للشعر سائساً
حروفي على بحر القصيد رسمتُها ..ترى نبضَها بين المحافل مائسا
فهاتوا من الأشعار ما رقَّ وزنُهُ .......وعند اتّزان الحمل يبدو منافسا
بعَثتُ لها سهماً من الحبّ راق لي .........فردّت بألحاظٍ بَدَونَ نواعسا
وقالت سعِدنا باللقاءِ بقربِكم............ يروق لنا أن نجعل القلبَ حارسا
فقلتُ لها مُدّي البساط تحيّةً ...........وهيّا أريحي في المكانِ المجالسا
فقالت هنيئاً إن دخلتم ضيوفَنا ............أعزةُ قومِ ما عرفنا التقاعسا
تجود علينا الرُّوحُ بعضَ بيانِها ..........فيختارُ قلبُ المَرءِ مِنها نفائسا
فلله درّ العاشقين حَسِبتُهُم ...................شداداً فكانوا للقلوبِ فرائسا
لهم في شغاف القلب كلُّ معزّةٍ .......وأرواحُهُم كالسحرِ أعيت ملامسا
حروف ،كتاباتي، بدت كمعازفي .....وما خلتُ يوماً أن تكون دسائسا
أيا زهرتي يا من رسمتِ ابتسامةً ........تظلُّ بقلبي للجمال عرائسا.
--------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات/ابو بكر /فلسطين
•••••••••••••
----------------------------- امرأةٌ من وَرَق ------------------------
أميرةُ قلبيَ حين سارت مع الرّكبِ........... تُغرّد الحان الجَمال مع الّسربِ
أميرَة قلبي مُذ عرفتُك مسّني ..........من الوَجد ما لاقَيتُ مِن لَوعة الحبّ
وما أجملَ الألحانَ حينَ عَزَفتِها ............ أطاحَت بأفكاري فطار لها لُبّي
تُسابقُني الأحلامُ ليلاً فلا أرى ..............أنيساً يُواسيني وطَيفاً على دربي
كتبتُ لها مِن وَحي شِعري رسالةً ....... بها أحرُفي والسرُّ يكمُنُ في القلب
ومَهما صدحتُ اليومَ يَبقى طلاسماً ...وتبقى المعاني صفوةَ المشَرَب العَذب
سكنتُم بأرض الرافديْن وحَولَها .............فصارَت ديارُ الساكنين لنا تَسبي
وحَطّت على الأغصانِ يوماً حمامةٌ ..... فيا ليتَها حطّت وقد هدلَت قُربي
جميلةَ أوصافٍ تَتيهُ بِريشها ............ تُغازلُ أزهارَ الصباحِ على العُشبِ
وباحَت بمَكنون الصبابة اذ دَنَت .............. تَبُثُّ بِشكواها فيسمِعُها قلبي
معذّبةٌ والروحُ منها عليلةٌ ........... ودمعٌ جرى في المُقلتين على الهُدبِ
وما أن رايتُ الدمعَ أخفيتُ لوعةً.... سَترتُ بها دَمعي وأخفيتُ من كربي
وصار حديثُ الروح للروح بينَنا .........وفي عالمِ الأرواح كَشفٌ مِنَ الغيب
فَرَشتُ لها قلبي فزاد ترفُّقاً ...................... وأودعتُها لمّا كلفتُ بها ربّي
هيَ الوَتَرُ الحاني يهزُّ صَبابةً ....... فتنبَعِثُ الاشواقُ ثَكلى على الدّربِ
رأيتُ انبلاجَ الصُّبحِ يبسُم ضاحكاً ........على ثَغرها، لمّا سكبتُ لها نخبي
يُسامِرها حرفُ القصيد بنفحةٍ .... لينعشَ فيها النبضَ في الموطن الخصب
غَزَتني بجيشٍ من نواظِر لحظِها ........فأعلنتُ إفلاسي وأخفقتُ في الحرب
وقلتُ معاذ الله مالي حيلةٌ .................. أردّبها روحي وأُخفي بها نَدبي
***********************************************************
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
••••••••
حصيلة مشاركتي في التطريز
تطريز ----------------( القدس لنا )---------------------------
---------------------------------------------------------------
أنار قلبي شعاعُ القدس إذ ظهرا ..فأبهر العينَ حتى أوهن البصرا
لاح الجمالُ على أرجاء قبّتِها .....ما زال يسطعُ أنواراً لمَن نظرا
قدسُ العروبة في الألباب حاضرةٌ ...تبكي وتندُب مَن بالعهد قد غدَرا
دَعوتُ ربّي وذا الأقصى يُؤمّنُ لي .بأن يعودَ صلاحُ الدين منتصرا
سيشرقُ النورُ حتماً بعد كبوَته .......والحُرُّ ينهض مهما كَلّ أو عثرا
لولا التخاذُلُ ما ضاعت محارِمُنا .........ولا وَجدنا لمن يحتلُّها أثرا
نحن الذين إذا ما الخسفُ أدرَكَنا ....من معتدٍ خاسئٍ صرنا لهُ شررا
الله غايتُنا والدينُ مَنهَجُنا ...............والماردُ الحرُّ في أوطانِنا زأرا
====================================
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
••••••••••••
---------------------- عتبي عليك --------------------------
عَتبي عليكَ وما أُعاني أَعجَبُ......في مُرهفٍ بين الضُّلوع مُقرّبُ
لمّأ عَلِمتَ بأَنَّ بُعدَكَ قاتلي .............ويدُ الزّمان بكلِّ عزمٍ تَجذِبُ
فارَقتني والعينُ تذرفُ دمعَها.........وتركتَني في الضائقاتِ أغَيَّبُ
مَزَّقتَ قلبيَ والضلوعُ كَسَرتَها................لم تُبقِ فيها لهفةٌ تتقلَّبُ
وهجَرتني والموتُ أهوّنُ عندّها.وبسَيّءِ الأوصافِ صرتَ تُصوِّبُ
بيدِ الحنانِ رَسَمتُ طيفَكَ صورةً......بدماء شريانِ الفؤاد تُخَضَّبُ
وعَزَفتُ لحناً من دموعٍ صادحاً.....بالحبِّ يشدو والنّضارةِ يُطرِبُ
لمّا رأيتَ الضّوءَ يلمَعُ خلتَهُ.............ذهباَ يضيءُ وكوكباً يتلَهَّبُ
مَزَّقْتَ قلبي وانطَلَقتَ بِلَهفةِ.....صوب السَّراب ومَتنَ حُزني أركَبُ
وضممتُ روحاً لا تُفارقُ وحدَتي ....... والقلبُ منّي خافقٌ يتعذَّبُ
-------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين
○○○○○○○○○○
--------------- تأملات أشباح عابرة ---------------------
أمَلٌ حلِمتُ به وطال سُباتي ..............وتناثرَت لبِعادِه خلجاتي
لَملمتُ أفكاري وعُدتُ لِوِحدَتي.......لِأُحاوِرَ الأفكارَ في أشتاتي
يا أيها الشَّبحُ الذي أوليتَني..............فيضاً من الأنّاتِ والآهات
لا أُتقنُ التمثيلَ إلا أنَّني ............ لمّا لقيتُك زِدتَ مِن حَسَراتي
وجلستُ قربَكَ أستَحثُّ عواطِفي .أشكو لقلبِكَ ما جَنَت نَبَضاتي
شبحٌ بألوانٍ السَّرابِ فلا يُرى .............متدثراً بعَباءَتى ورُفاتي
ولهُ جناحٌ كالفراش مزركشٌ............لما أشرتُ إليه في مِرآتي
يعدو سريعاً لا تًراه نواظرٌ........كالسّهم كان يَحُفّ بالومَضات
يلهو على أنغامِ لحنٍ عازِفٍ................وعيونُه تبتلّ بالعَبَرات
وأراه حيناً فوق صَهوةِ حيرَتي ......وأراهُ أحياناً على صَفَحاتي
فسألتُه يوماً بصوتٍ راعَهُ............هل أنتَ حَيٌّ أم مِنَ الأموات
فأجاب مذهولاً ومال بوجهِه ........اسأل تلال الرَّمل في الفَلَوات
واسأل ضميراً ماتَ في آهاته ....متلطخاً بالوحل في الطُّرقات
أنا يا أخي ظلٌّ ووهمٌ خادعٌ .........لا أشتكي حتّى بلوغَ مماتي
--------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات/ابو بكر /فلسطين
••••••••••••
----------------------------- يا روعة الشام ----------------------
قد أنَّ بوحي ففاضَ الدمعُ رقراقا .......وأورقَ القلبُ أشعاراً وأشواقا
فيضٌ من الوجدِ في الوجدانِ أحفَظهُ فاكتبْ يَرَاعِي إلى الأحباب ميثاقا
من رقّةِ الهمسِ منْ شوْقٍ أكابدهُ ...........سأرسِلُ القلبَ للفيحاءِ توَّاقا
في بلسمِ الروح تجري النفسُ هائمةً ....بين الزهور وقلبي سال ترياقا
يا رقصة الحرف في أنغام أغنيتي..... يا دمعة الجفن من آهٍ وما لاقى
فماؤك العذب يا فيحاءُ قافيتي ......... كالسلسبيل يلفُّ الصخر أطواقا
والياسمين بأرض الشامِ طوَّقها ......... دوحُ الجنان عبيرٌ بالشذا راقا
وللعطور إذا فاحتْ نسائمُها .......... في الغوطتين سَمَت بالحبِّ آفاقا
والشوق يا بردى طيفٌ يدغدِغُني .. والعشق ذوقٌ وأهل الشام من ذاقا
وحيٌ من المَرجة الخضْراءُ أكتُبه ........ سيلاً من البوح دفّاقاً ودهّاقا
إنّي ذكرتك والآلام تعصِرني ......والصدرُ من لُجَّةِ الأحزان قد ضاقا
أُصبِّرُ النفسَ والأحلامُ تحمِلُني ........... إلى الشّآم وقلبي زاد إشراقا
يومٌ بيومٍ ألاقي في الرؤى بَرَدى ......... فتدمعُ العين أشجاناً وإشفاقا
وأكتب الشعر محموماً بلوعَته ............ وأزفر الوجدَ بالآهات دفَّاقا
فللحنين على قلبي فضائِلُه ............. أعيشها بالرضى حمداً و ميثاقا
يا روعةَ الشام ما أحلى مضاربَها...... ماذا أقولُ وفيها البؤس قد حاقا
لله أشكو حنيناً بات يسكنُني ....... والشّوقُ يلوي لهولِ الخطب أعناقا
لن نُدرِكَ المجدَ إلّا في تَوَحُّدِنا .......... المجدُ يبني لِمن يَجنيه أعراقا
========================================
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
•••••••••••••••••
من الذكريات
----------------- تُزاحِمُني القوافي -----------------------
بكأس الوجدِ من شَهدٍ سقاني..... وَمِن حِلَلِ الهوى طيباً كَساني
وقد أرخَتْ بحورُ الشعر بَوْحي....... تُفاخِرُ بالزّمان وبالمكانِ
تُزاحِمُني القوافي في ذُهولٍ ....... كأَنّي حينَ أَكتُبُ في امتِحان
فَألتمسُ الجَمالَ بكلِّ بَيتٍ ............وأغرِفُ مِن مناهِلِها بَياني
لحَسناءِ البَوادي زادَ شوقي ............ أراها نَجمةً بين الحِسان
كتبتُ الشعرَ فيها حينَ جاءَت ........ بهودجِها تُسابقُها الغوانِي
هي البدرُ الذي ما انفكِّ يوماً .......... يُسامِرُني بأوتارِ الكمان
تُساجِلُني بِأبياتٍ حِسانٍ .............. تُصَوِّرُها سريعاً في ثوانٍ
وَضَعْتُ على مُحيّاها وِساماً ............ يزيدُ تَوَهُّجاً في كلِّ آن
وعِقداً من جواهرَ نادراتٍ ...........نَقشتُ عليهِ بالسَّبعِ المثاني
وتَجفُلُ حين تُدركُها حُروفي ......... فتُمعنُ بالنّوى قبلَ التّدانِي
تُحيّرُني بِحُسنٍ فاقَ وَصفي ....... ولحظُ العينِ حينَ بَدا سَباني
شموخٌ مازَجَ الألحانَ حتّى ........... تداخَلَتِ المَعالي بالمعانِي
أنَختُ لها الرِّكابَ وذاكَ مِنّي....... لِتَسبِقَني فَتكسَبَ في الرّهان
رمى الشعراءُ فيها كلَّ وَصفٍ ..... وكانَ الوصفُ منّي باتّزان
رأيتُ الدّمعَ خَضّلَ مُقلتَيها ............... تُداعِبُه بشوقٍ وَجنتان
رَمَت روحي بسهمٍ مِن هواها .. وما بَرِحَـت تُنافِسُ في الطّعان
فقلتُ مُداعباً أأردتِ قَتلي .......... أَجابَت بل رميتُ به جِناني
نسائمُ رُوحِها تَجتاحُ روحي .....وجَيشُ الشَّوق في وَلَهٍ غزاني
أراها إنْ كتبتُ لَها حُروفي .......... كعصفورٍ يزقزق بامتِنانِ
وأعصِرُ مِن رَحيق الزَّهرِ عِطراً... لَعَلَّ الطِّيبَ أبلَغُ من لِساني
وقالَت عندَما خَجلَت فمالَت.. .........وحُمرَةُ خدّها كالأرجوان
حبيبَ القلبِ لو أفنيتُ عُمري .......بقولِ الشِّعر فيكَ لَمَا كفاني
-----------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر فلسطين
••••••••••••••••••
----------------- المرأة النَّكَدِيَّة..................................
صاحت بصوت الغيظ ما أقساها....وقد انثنت فوق العصا يُمناها
ولو التَفَتَّ لوجهِها وعيونِها............ لرأيتَ شَرَّاً أبرقت عيناها
حمَلت وقد ثارت عصاً معكوفة......فبدَت كشيطانٍ تهزُّ خطاها
ومع الصّثراخِ تشيرُ في سبّابةٍ........والزوجُ كالطفل اليتيم أتاها
قالت لهُ بِشراسةٍ وتأفُّفٍ................تلكَ القُمامةُ من تُرى ألقاها
قم فاكننُسِ البيت الذي لطّختَه......قم فاشطُفِ الأوحالَ والأمواها
واطبُخ طعاماً جيِّداً بِعُجالةٍ......واجلِ الصٌّحون حذار أن تنساها
واغسل ثياباً الطّفلتين فإنَّها ........في سلّةٍ وأرى الغبار علاها
سأغيبُ للصّالون بعضَ دقائقٍ .............ولجارتي فَلَعَلَّني ألقاها
هات النقود أخافُ أن تلهو بها...........وبسُرعةٍ وبلاهةٍ أعطاها
خرجَت كطاووسٍ تهزُّ بِرِدفِها .............ورعونةٍ وبِخِفَّةٍ تَغشاها
وبكبرياءِ الدّيكِ تنفُشُ شَعرَها ..........وبثوبها في مِرطِها تتباهى
********************************************
عادت تَجُرُّ مع المساءِ إزارَها ..........كالكلبِ عانقَ جيفةً خَدّاها
فَرَأَت غسيلاً لا يزالُ بسَلَّةٍ ........ومنَ الصُّحون تَكّسَّرَت إحداها
دَخَلَت كغولٍ للفريسةِ جائعاً...........لَطَمتهُ حينَ صراخُهُ أَعياها
رَكَلتْهُ بالقَدَمِ الغليظِ بِرَكلةٍ ..............بالبابِ كانَ مُكَوَّماً مولاها
واذهب لأُمِّكَ كي تبيتَ بِحِضنِها ............إيّاكَ العَنُ قاصداً إيّاها
------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين
○○○○○○○○○○○○
------------- تطريز (تمردُ عشق )-----------------
---------------
تُعاتِبُني بلحظ العين هندٌ ...............أكلّمُها ولكن لا تردٌّ
مَررت بها وقد أبدَت شُروداً ..........كأنّ بها لقائي لا تَوَدُّ
رسمتُ لها على كفّي شعاراً........يُزَيِّنُه على الجَنبين رندُ
دنَوْت وما علمتُ بأنّ قلبي ......يصير بقربِها كالطيريشدو
علت بجمالِها عن طيب ثغرٍ..... ..كأنّ نضارهُ راحٌ و شهد
شعاعُ الشّمس ينبُعُ من ضياها .....ويرفدُهُ من الخدّين وردُ
قرأتُ لها من الأشعار بيتاً ..........تبسّمَ ثغرُها وبدت ترُدُّ
------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
●●●●●
تهانينا القلبية يليق بحرفكم السامق المتميز التالق مزيد من الرقي بالذوق ارجو لكم . وافر تحياتي و اطيب المنى .
ردحذفتهانينا القلبية استاذ .يليق بحرفكم السامق المتميز ان يكتب بماء الذهب و التبر .هنيئا لكم التالق والتميز و التفرد والتفوق .مزيد من الرقي بالذوق ارجو لكم . وافر تحياتي و اعجابي و مودتي و الاحترام استاذ . اطيب المنى ..تهانينا ..
ردحذف