السبت، 7 نوفمبر 2020

الجرح نازفا كالوهلة الأولى ..بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة

 في  أتون  الذكرى ..


.


ثلاثة أشهر مرت على رحيلك و ما زال


الجرح نازفا كالوهلة الأولى ..


.


يا  خير  راحلة  في  كـــــــلّ  من  رحلوا


روحي  لديك  على  الأعتــــــــاب  تنشتلُ


.


عادوا  و ما  عدت  مقبـــــــورا  يبرّحني


شوق  تأبّد  فــــــــــــي  الأحشاء  مشتعل


.


أنا  القعيد  بسفـــــــــــــــح  لستُ  أبرحه


الحزن زادي  و يأسي  الكــأس  و الثّمَلُ


.


يحدّث  الناس  مني  الوهــــــــــم  تعزيةً


و عند  قبـــــــــرك  يثوي  البؤسُ  الثَّكَلُ


.


فقدت  يوم  رحــــــــلتِ  الرّوح  منكسرا


أنا  الفقيد  فكــــــــــــــــلّي  فيك  مختزلُ


.


قد كنتِ  نبضي  و شـــرياني  وأوردتي


يا نفخـــــة الرّوح  كيف الروح  ترتحل ؟؟


.


ودّعتُ بعـــــدكِ  طيبَ  العيش  يسكنني


حـــــلم  الرحيل  عسى  يلفـــاك  مختبلُ


.


لولا  تمـــاضر  كان  الموت  لي  طلبا


في  كلّ  نافلة  للـــــــــــــــــــــــه  أبتهل ــ


.


أغالب  الدّمـــــــــــع  مكلوما  ويهزمني


رجس  العـــــذاب  بشطّ  العين  يغتسل


.


و أحبس  اللفظ   مخنوقا  أفـــــــــــرّ  به


أذا  سئلتُ .. فيخلي  السّــــاح  من  سألوا


.


كيف  السّلو  و قــــــــــــدْ  وَلَّتْ  مفارقةً


من  غير  ما  أمل  فــــي  العود  يحتملُ


.


يأتي  الصّباح  وقرص  الشمس  ملتحف


ثوب  الســواد  يداري  حــــــاله  الخجلُ


.


قد  كــــان  منكِ  سناء  الشّمس  مرتشفا


و من  بهـــــــاك   بهاء  الشمس  يكتمل


.


أُرْسِلْتِ  لـــي  فرحا  أغشاه  فـي  زمن


أخــــــــــزى  الشريعة  للإشراك  ينتقلُ


.


مـن  ذا  يلملم  أجــــــــراحي  ويسعفني


ويهــــــــــــزم  الكفر  بالتوحيد  يشتمل ؟


.


أُصغي  إلـى  همسة  في  الفجر  عاشقةً


تدعـــــــو  إلى  البرّ  لا  يأس  و لا  كللُ


.


نسعى  نصلّى  و يرخى  النوم  أشرعتي


و يبهر  الصّبحَ  منك  الذّكـــــرُ  و النّفلُ


.


هــــــــــــذا  كتابك  دامي  القلب  منفطر


فمذ  رحلتِ  لداعـــــــــي  التّرك  يمتثلُ


.


يبكي  فـــــــــــــــراقكِ  كالأبناءِ  شهقته


لا  الروم  تتلى  و لا  الأنفال  و الرُّسلُ


.


أنّى  التفتّ  لظى  الذّكــــــرى  يحرّقني


هيهــــــــات  تُنْسَى  نياطُ  القلب  تنتشلُ


.


حتى  الصّغير  مــن  الذكرى  يضوّرني


شِسْعُ  النّـــعال  و قفل  الباب  و السّطَلُ


.


قمصانك البيض  في  الدّولاب  عاصفة


حســــــرى  تسحّ  لها  من  غيّها  المقلُ


.


فــــــرشاة  أسنانك  الصّغرى  و تابعها


و المشط  و الهاتف  النّقــــــال  يُنتحلُ


.


و العطر  و الحَبَقُ  المسحـــوق  منتظر


و التمر  يجنى  لضيف  ســـاقه  السّبلُ


.


أرتال  ذكـــــرى  تدكّ  الصّدر  غازيةً


بما  أصدّ  ولا   سيف  و لا  أســـــــل


.


قد  كنتِ  فـــي  خلد  المفجوع  عاتكة


جاءتْ  على  قدر  للـــــــــــــه  تمتثل


.


تِـــــمُّ  الجمال  و  تِــــمّ  الخلق  آيتها


لكلّ  فاتنة   فــــــي  الأرض  تختزل


.


دان  البــــــــــهاء  فلبّى  غير  منتقل


خمسون عاما  وأنت  الحسن  مكتمل


.


تغار  منك  صبايا  الحيّ   دون هدى


لكــــــــم  سعين  لحذو  دونه  الأجلُ


.


خــــــــلالك  القَزَعُ  البيضاءُ  سامقة


للــــــــه  لا  لسواه  السّعي  و العمل


.


ما كنتِ من يكشف الأغراب عورتها


و لا  التي  بســــوى  الأهلين  تحتفلُ


.


تلوذ  بالصّمت  إن زاغتْ  مجالسها


و عن  قذى  اللّـــمم  الحمقاء  تنتقل


.


تتـــــابع  النّصح  موشوما  ببسمتها


يحيي  المفاوز من  غيماتها  الوشل


.


نامي  هناك  لدى  الرّحمـــن  آمنة


فقد  قصدتِ  كـريما  بالنّدى  يصل


..


محمد  الفضيل  جقاوة


03/11/2020



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق