في أتون الذكرى ..
.
ثلاثة أشهر مرت على رحيلك و ما زال
الجرح نازفا كالوهلة الأولى ..
.
يا خير راحلة في كـــــــلّ من رحلوا
روحي لديك على الأعتــــــــاب تنشتلُ
.
عادوا و ما عدت مقبـــــــورا يبرّحني
شوق تأبّد فــــــــــــي الأحشاء مشتعل
.
أنا القعيد بسفـــــــــــــــح لستُ أبرحه
الحزن زادي و يأسي الكــأس و الثّمَلُ
.
يحدّث الناس مني الوهــــــــــم تعزيةً
و عند قبـــــــــرك يثوي البؤسُ الثَّكَلُ
.
فقدت يوم رحــــــــلتِ الرّوح منكسرا
أنا الفقيد فكــــــــــــــــلّي فيك مختزلُ
.
قد كنتِ نبضي و شـــرياني وأوردتي
يا نفخـــــة الرّوح كيف الروح ترتحل ؟؟
.
ودّعتُ بعـــــدكِ طيبَ العيش يسكنني
حـــــلم الرحيل عسى يلفـــاك مختبلُ
.
لولا تمـــاضر كان الموت لي طلبا
في كلّ نافلة للـــــــــــــــــــــــه أبتهل ــ
.
أغالب الدّمـــــــــــع مكلوما ويهزمني
رجس العـــــذاب بشطّ العين يغتسل
.
و أحبس اللفظ مخنوقا أفـــــــــــرّ به
أذا سئلتُ .. فيخلي السّــــاح من سألوا
.
كيف السّلو و قــــــــــــدْ وَلَّتْ مفارقةً
من غير ما أمل فــــي العود يحتملُ
.
يأتي الصّباح وقرص الشمس ملتحف
ثوب الســواد يداري حــــــاله الخجلُ
.
قد كــــان منكِ سناء الشّمس مرتشفا
و من بهـــــــاك بهاء الشمس يكتمل
.
أُرْسِلْتِ لـــي فرحا أغشاه فـي زمن
أخــــــــــزى الشريعة للإشراك ينتقلُ
.
مـن ذا يلملم أجــــــــراحي ويسعفني
ويهــــــــــــزم الكفر بالتوحيد يشتمل ؟
.
أُصغي إلـى همسة في الفجر عاشقةً
تدعـــــــو إلى البرّ لا يأس و لا كللُ
.
نسعى نصلّى و يرخى النوم أشرعتي
و يبهر الصّبحَ منك الذّكـــــرُ و النّفلُ
.
هــــــــــــذا كتابك دامي القلب منفطر
فمذ رحلتِ لداعـــــــــي التّرك يمتثلُ
.
يبكي فـــــــــــــــراقكِ كالأبناءِ شهقته
لا الروم تتلى و لا الأنفال و الرُّسلُ
.
أنّى التفتّ لظى الذّكــــــرى يحرّقني
هيهــــــــات تُنْسَى نياطُ القلب تنتشلُ
.
حتى الصّغير مــن الذكرى يضوّرني
شِسْعُ النّـــعال و قفل الباب و السّطَلُ
.
قمصانك البيض في الدّولاب عاصفة
حســــــرى تسحّ لها من غيّها المقلُ
.
فــــــرشاة أسنانك الصّغرى و تابعها
و المشط و الهاتف النّقــــــال يُنتحلُ
.
و العطر و الحَبَقُ المسحـــوق منتظر
و التمر يجنى لضيف ســـاقه السّبلُ
.
أرتال ذكـــــرى تدكّ الصّدر غازيةً
بما أصدّ ولا سيف و لا أســـــــل
.
قد كنتِ فـــي خلد المفجوع عاتكة
جاءتْ على قدر للـــــــــــــه تمتثل
.
تِـــــمُّ الجمال و تِــــمّ الخلق آيتها
لكلّ فاتنة فــــــي الأرض تختزل
.
دان البــــــــــهاء فلبّى غير منتقل
خمسون عاما وأنت الحسن مكتمل
.
تغار منك صبايا الحيّ دون هدى
لكــــــــم سعين لحذو دونه الأجلُ
.
خــــــــلالك القَزَعُ البيضاءُ سامقة
للــــــــه لا لسواه السّعي و العمل
.
ما كنتِ من يكشف الأغراب عورتها
و لا التي بســــوى الأهلين تحتفلُ
.
تلوذ بالصّمت إن زاغتْ مجالسها
و عن قذى اللّـــمم الحمقاء تنتقل
.
تتـــــابع النّصح موشوما ببسمتها
يحيي المفاوز من غيماتها الوشل
.
نامي هناك لدى الرّحمـــن آمنة
فقد قصدتِ كـريما بالنّدى يصل
..
محمد الفضيل جقاوة
03/11/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق