معارضة للامية العرب
==============
وَ كُـونُـوا جُـنُـودَ الـحَـقِّ
==============
عَـلَـيْـكَ اِعْـتِـمَـادِي فَـوْقَ كُـلِّ مُـلِـمَّةٍ
وَ قَـلَبِي لَدَى الأَحْدَاثِ بِالـهَمِّ مُثْـقَلُ
فَبِـاللهِ مَـنْـجَـاةٌ إِذَا مَسَّـنَـا الضَّـنَـى
و لُـطْفٌ مِنَ الـرَّحْمَنِ لِلـرُّوحِ يَغْسِلُ
تَـمُرُّ اللَّـيَـالِي فِي عُـرُوقِي بَطِـيئَـةً
وَ يَحْمِلُ جُـرْحَ الـرُّوحِ هَمٌ مَـزَلْـزِلُ
وَ أَنْـظُـرُ لِـلأَيَـام تَـقْـتَاتُ عَـبْـرَتِي
وَ تُـلْـهِـبُـنِي الأَنْـوَارُ فَالـلَّيْل أَلْـيَلُ
وَأَزَرَعُ حُلْمِي فِي رِيَاضٍ مِنَ النَّدَى
فَتَغْدُو بَنَاتُ الشَّرِّ فَالرَّوْضُ مُمْحِلُ
أَمُـدُّ عَـلَى الآَفَـاقِ جُـنْحِي مُـؤَمِّـلاً
كَطَيْرٍ رَقِـيقِ الشَّدْوِ يَغْدُو وَ يُقْـبِلُ
أُزَخْرِفُ أَقْوَالاً وَفِي القَلْبِ ضِعْفُهَا
لَـعَـلِّي أَرَى الأَنْـوَارَ لِـلْـعُرْبِ تُـقْـبِلُ
أَلا يَـا دِيَـارَ الـعُـرْبِ يَا نَـبْـعَ عِـزَّةٍ
أُقَـبِّـلُ أَطْـلالاً بِـهَـا الـعِـزُّ يُشْعَـلُ
لِمَاذَا انْـتَأَيْنَـا وَالحَيَاةُ عَلَى الهُدَى
بِـهَا تُـؤْخَذُ الأَبْـعَـادُ لِـلْحُـبِّ تَـنْـهَـلُ
مَنَعْـنَا اِزْدِهَارَ البَدْرِ فِي كُلِّ بُـقْـعَةٍ
وَ مُـزِّقَ فِـيـنَـا كُــلُّ ظِـلٍّ يَـؤَصَّــلُ
أُنَادِي وَكُـلِّي فِي اِشْتِـيَاقٍ لِوِحْدَةٍ
تَـلُـمُّ شَـتَـاتَ الأَمْـرِ لِـلْجُـرْحِ تُدْمِلُ
وَ نَـبْـنِي قِلاعَ الحُبِّ طُهْراً نَـقِـيَّـةً
فَيَهْدِمُ رُكْنَ الخَيْرِ بِالرُّخْصِ مِعْوَلُ
مَعَاوِلَ هَدْمٍ قَدْ تَـنَـادَتْ وَحَلَّـقَتْ
لَـهَا بِاجْـتِمَاعِ الصَّفِّ نَخْرٌ مُضَلِّلُ
مَتَى يَعْتَلِي البُـنْيَانَ وَالهَدْمُ خَلْفَهُ
وَمَازَالَ لِلإِرْجَافِ فِي القَوْمِ مَحْمَلُ
أَرَى الأَمْسَ يَدْعُونَا بِأَلْـفَيْ إِشَارَةٍ
وَفِي الغَدِ مَأْمُولٌ وَيَوْمِي مُهَلْـهَلُ
وَأَصْرُخُ مِلْءَ الصَّدْرِ أَلْتَاكُ لَوْعَتِي
وَ أَرْفَـعُ لِـلأَحْـرَارِ مَـجْـداً يُـجَـلّـلُ
فَمَا بِرَخِيصِ النَّـفْس إِنْ نَالَ يَوْمَهُ
سِوَى الخِزْيُ مَجَمُوعٌ مِنَ العَارِ يُنْسَلُ
أَعِيدُوا بَني قَوْمِي إِلَى الدِّينِ صَفْوَهُ
فَفِـيهِ اِرْتِـقَاءُ الرُّوحِ يَعْـلُو وَيَـكْمُلُ
وَ خَلُّو دَنَايَا الـنَّفْسِ فَالعُمْرُ مُسْرِعٌ
بِنَا نَحْوَ ضِيقِ اللَّحْدِ وَ الكُلُّ يُسْأَلُ
فَكَيْفَ نُجِيبُ السُّؤْلَ إِنْ جَاءَ مُنْكَرٌ
أَعِدُّوا جَوَابَ الحَقِّ بِالفِعْلِ يَعْـمَلُ
أُنَادِي وَخَوْفِي مِلْءَ قَلْبِي عَلَى المَدَى
فَنَقْصي اِطِّرَادُ القَوْلِ وَالفِعْلُ أَحْوَلُ
وَهَلْ تَكْتَفِي الأَحْوَالُ بِالقَوْلِ مُنْقِذاً
فَمَا العُذْرُ يَا قَوْمِي ؛ إِذِ الحَلُّ أَكْسَلُ
وَ لِـي أَمَـلٌ يَحْـلُو يُـلَـمْـلِمُ هِمَّـتِي
فَـفِينَـا مِنَ الخَيْرَاتِ ذِكْرٌ مُؤَصَّلُ
وَ إِنِّي لأَرْجُو العَفْوَ إِذْ بِتُّ مُذْنِـباً
أَنُوءُ بِعِبْءِ الذَّنْبِ إِنْ جِئْتُ أَحْمِلُ
لَعَلِّي أَنَالُ الصَّفْحَ إِذْ كُـنْتُ دَائِماً
عَنِ الحَيْفِ وَ التَّزْوِيرِ لِلْحَقِّ أَمْيَلُ
لَـدَيْـنَـا كِـتَابُ اللهِ يُحْيِي مَوَاتَـنَا
وَ بِـالسُّـنَّـةِ الغَـرَاءِ وَحْـيٌ مُـنَـزَّلُ
فَمَنْ مِثْـلَـنَا يَهْدِي الـقُـلُوبَ مَحَبَّةً
وَمَنْ غَيْرُنَا أَوْعَى إِذَا حَارَ أَخْطَلُ
أَيُعْلِي بَنُو صُهْيُونَ فِي القُدْسِ رِجْسَهُمْ
وَ نمْـنَحُهُمْ سِلْماً وَ لِلأَهْلِ نَـقْـتِلُ
نَـبِـيعُ عَلَى الدِّينَـارِ أَرْحَامَ وَصْلِـنَا
وَ يَعْلُو اِفْتِخَارُ الزُّورِ بِالشَّرِّ يَهْطِلُ
سَيَصْفَعُنَا التَّارِيخُ وَ الكُلُّ شَاهِدٌ
وَيَفْضَحُ كُلَّ الزُّورِ وَالـبُهْتَ يُمْحِلُ
وَ لا نَـدَّعِـي أَنَّـا نَصُوُنُ حِـيَاضَنَـا
هَـرِمْـنَـا بِـأَشْـوَاقٍ وَ لا تَــتَـفَـعَّـلُ
أَرَى الطِّفْلَ يَرْنُو وَالعُيُونُ جَرِيحَةٌ
تَـلُومُ اِنْبِطَاحاً صَارَ وَسْماً يُخَجِّـلُ
فَعُودُوا إِلَى الدَّيَّانِ عَوْدَةَ صَادِقٍ
وَكُونُوا جُنُودَ الحَقِّ؛ فَالنَّصْرُ يَنْزِلُ
فَمَا النَّصْرُ إِلا الوَعْدُ لِله قَدْ أَتَى
لِمَنْ كَانَ جُنْدَ اللهِ فَالمَنُّ أَجْزَلُ
===========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق