الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

شهيدة من دمشق /// للشاعر //// المبدع ///// أحمد الفقهاء

شهــيدة من دمشــق }
مجـنـونـةٌ بالحُــبّ أنـت و كـُـلّــما
هَبّتْ ليالي الأنــس أيــام الصّــغـرْ
...
أَتــجَـرّع الألــم المـريــر لـفرقــةٍ
جارتْ علينا واختفى همسُ الشجرْ
كُــنّـا وكــانــتْ بَـيـنَـنا أيــامـُـنــا
كـلّتْ بنا الأقـدامُ مِـنْ قَـرْعِ الحُـفَرْ
أَ وَ تذكرينَ عَـصاي إذْ أمـسكـتُــها
و حضنتُ كفّـكِ لا أُبالي مِنْ سَــقَـرْ
ومَضَيْتُ نحوَ الشّمسِ استَبقُ الخُطى
وَ أنــاجزُ الأعـــمـار لا أخـشى ضَـــررْ
في الغابَــةِ الغَنّــاء تـحتَ ثِمارِهـــا
زُرعتْ عُهودُ العِشقِ تُحيي مَنْ حَضرْ
وَ نــمتْ لَنا الأزهارُ بَينَ جـنانـها
و تفتحتْ بَتلاتُ عِــشق بالـمطرْ
و مضيتِ لَمْ ترعي سنـيناً عشتُـها
ما بـينَ أضـغاثٍ و لِم يـوفِ القدَرْ
في كـلّ سـانـحةٍ إذا دمـعي همىٰ
أجدُ التّـعلّلَ من قذى عينى اعْتذرْ
أَ وَ غَــرّهـا مـني حـنــينٌ هَـــدّنـي
أَوْ غـــرّها بـــدرٌ تــرصّــع بــالــدُّررْ
إنْ كــانت الأيـّــام تُـرهِـقُ عـاجـزًا
بَعدَ التصبّر فيكِ من يهوى انتصر
فـلِـم التـدلّـل ؟ أم تبــاريِح الجَوى
أضْوتْ عُيـوناً قد تعشّقها السّــهرْ
عـودي إلـيَّ و إنْ أبـيتِ مـراجـعاً
فإلـىٰ بـراءةِ طـفلةٍ جَـذْلـى الغُـررْ
و إلــىٰ دمــشق فــإنّــها فـتـّانــةٌ
فالنّـبـضُ بـينَـكُما تَـوَلّـع و انشَطرْ
لا تــسمعي البارودَ أوْ تــتعـثّـري
بالنّاسِفاتِ فــإنـها صـُنـع البـشـرْ
و ضَـعـي عـليكِ مــلاءة شـفّـافـَة
تخفي الشظايا وارقبي وجه القمر
و تَسلـّلي بيـن الحـواجـزِ خــفْـيَـةً
لا تـرهـبيـها إنـّما ظَــبـْيٌّ نــَـفـَرْ
يا حـلـوةَ الخـدّيـن و أتـيــني إذا
غُنّـتْ قـدودٌ مـن عـذابات الـوتـَرْ
و اسْتـَـلْهِـمي حَـلَباً و غَـنّي مِثلها
للـعاشِقين فَـبُـلْـبـُـلُ الحُـبِّ انْتَحَـرْ
و تـَمـّردي فـي كُـلِّ لِـحْـنٍ ثــورةً
فالحـرة المُـثـْـلى تُــبـارِز مَـنْ أسـرْ
أوْ حَـلّقي فـَـوقَ الغُـيـومِ و حَـلّــقي
فالــروحُ تـسـري عـندَ جَـبّــارٍ وَ بـَــرْ
رُدّي إلـيَّ الــقــولَ إنّــي مَــيّــتٌ
و لـكِ الحـيـاة البـاقِـياتُ كـما أمـرْ
بـيـدِ الطـّغـاة تَـكسـّرتْ أقــلامُـنـا
فَـضَعي عُـروقَ الياسَمينِ المُختَصَرْ
مـجنـونـتي بـالـحُـبِّ كـيفَ تُـودّعـي
يـا ليْـتَـنا مِـتْـنا عـلى عَـهْـدِ الـصّــغـرْ
احمد الفقهاء
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق