السبت، 13 يوليو 2019

ديوان // ثورة نبض // للشاعر حسن الخطاب ابو ماضي

ديوان
ثورة نبض
للشاعر حسن الخطاب // ابو ماضي
 
 
 
________________________________________________________
 

جراحي…
هيام قلوبنا أمسى وصابا
مِنَ الآهاتِ يستعرُ اضطرابا
...
فؤاد الحرِّ في الآلام يشقى
وسلْ ينبيك من عاش العذابا
ونار الحرب قد زادت رحاها
فقدنا الاهل فيها والصحابا
جراحي من لظى الهجران تُكوى
تُعاتبني ولا أجد الجوابا
_________________________
أنا ثورةٌ
أنا شاعرٌ واستنفرتْ أشعاري
بحمى الظلومِ وظلمة الأشرارِ
...
ياحسرةً حبسَ الدمارُ أنينها
بين الضلوع فغيَّرتْ أطواري
وتربَّعتْ حيث الحنين بمهجتي
وتمكّنتْ من شدَّةِ الإعصارِ
أبكي دياري والديار بمقلتي
دمعٌ يسيحُ بغفلةِ الأقدارِ
ماكُنتُ أحسب كالمتاعِ دماؤنا
تُهدى ، تُباع لطغمةِ الفجَّارِ
لكنَّني بعد الفرار بموطني
كلّ الطغاة يغيظهمْ إصراري
أنا ثورةٌ نبضُ الشعوب مِدادها
قَدَرِي أكون عزيمة الأحرارِ
وأنا الذي حمل الأمانة راضياً
فالسلم منّي والجهاد مساري
_______________________________
من يعشق العزّ حتّى الموت يُكرمه ..
ولا يموت ودار الخلد تأويه…
هوَ الشهيد وقول الله بشَّره
روض الجنان بيومِ الفصلِ يعطيه…
...
إنَّ الشهيد هو المحمود في زمنٍ
ضاع الصواب ،فقد ضحّى ليرويه
___________________________________
ابن الشهيد ..
قد أثمرَ المجد يوم العيد وامتثلا
بالروح ضحّى ونال الفخر مُقتبلا
...
أعلى المقام عزيز النفس يطلبه
وابن الكرام لذاك العزِّ قد وصلا
فخر الشهيد ، جنان الله ترقبه
والحور صفَّاً تلاقيه إذا قُتلا
أبا الشهيد حباكَ الله مغفرةً
أمّ الشهيد ،نعيم الخلد لِلْنُبَلَا
ابن الشهيد، رَعاكَ الله يا ولدي
أبُوكَ للمجد قد ضحّى وما بخلا
مَنْ صَدَّق الوعد عند الله منزله
طيب العطور عَنِ الدنيا له بَدَلا
له الجنان ونورُ الله يحفَظه
عند الرسول ووعد الحقّ قد حصلا
نال الخلود منَ الدارين مكرمةً
مِنَ الإله بما أبلى وما فَعلا
والموتُ حقٌ وهذا اليوم موعده
لبَّى النداء ودار الخلد قد نزلا
… .
 
_______________________
هذي عيوني…
للحبِّ وحيٌ بالنفوس النازِحَهْ
وأنا وشعري كالمياه السابِحَهْ
...
نطوي السهوب ولا نبالي قفرها
مثل المحارب والخيول الجامِحَهْ
هذي عيوني كالمسافرِ دَمعُها
خلفَ البحار وكالمصارعِ طامِحَهْ
إنَّ العيون طرائفٌ في خلقها
مهما حَرصت على السرائر فاضِحَهْ
وبها الدموع لآلئٌ منثورةٌ
تروي الحياةَ حبيسةً أو سارِحَهْ
والشعرُ فنِّي والأماني سحره
قدْ ملَّ منِّي والحروف الجارِحَهْ
والله يغفر للمحبِّ ذنوبه
وهو المعين على الليالي الكالِحَهْ
لُغةُ الحبيب جمالها بسكونها
والصمتُ يقضي للمحبِّ مصالِحَهْ
والحبُّ إنْ رضِيَ المحبّ أصولَه
جمعَ الحلاوةَ كلّها في صالِحهْ… !!
فالنفس تاقتْ للتصالحِ ..والرؤى
تأبى التراجع والخسائر فادِحَهْ
فالكون فينا عامرٌ ومخرَّبٌ
والله يشهد والعقول الراجحَهْ
سرُّ الوجود تدافعٌ بكتابنا
ومنَ التدافعِ سرّ صوتُ الصائِحَهْ
يا ربّ وحدك منْ يُجَمِّعُ شملنا
منكَ العطايا والوجوه السامِحَه
هذا الدمار وما نلاقي هدّنا
أنت الرحيم ومنك نرجو الفاتِحَهْ
____________________
 
ذكر الحروب
هذي القوافي السامقات عزائي
فمتى دعوتُ تواترتْ لدعائي
...
واذا تلطَّخ بالدماء نسيجها
فمن الحروب وجولة السفهاء
فهي الأنيسُ صديقةٌ وحبيبةٌ
وهي الخليلُ لغربتي وندائي
ونسجت من تلك الحروف عباءةً
فترصّعت أشجانها بردائي
ذكر الحروب وما نعيش مرارةً
منها تبوح قصائدي وغنائي
الله أكبر كمْ تمادى ظلمهمْ
يا ربّ لطفك أوغلوا بدمائي
هذي السنون شجونها بدمائنا
ونميرها من سلّةِ الضعفاء
فأنا المكلَّفُ في الدفاع بأحرفي
رغمَ الظروف مهدِّدٌ بلوائي
عند الطغاة محرّضٌ ومحاربٌ
وأنا الفخورُ مسربلٌ بوفائي
_______________________________
هذا دعائي..
ربِّي ..سؤالي.. ردَّه برضاكا
من لليتيم ومن يجيبُ سواكا
...
فإذا تجبَّرَ في العباد كبيرهمْ
منْ للضعيف يُجيره إلَّاكا
وإذا الضلالة قُيِّدتْ بنفوسنا
نورُ الهدى مُتقيِّداً بهداكا
يكفي العباد همومهمْ وصنوفها
يوم الحساب ملاذهم بحماكا
رحْماكَ ربّي فالطغاة تجبّروا
وتكبّروا ..فاانقم لنا رحماكَ
هذا دعائي والدعاء عبادةٌ
أنت الرحيم ودعوتي لرضاكا
يا ربِّ وحدك من نلوذ بعطفه
أنت الرؤوف وعدتنا نلقاكَ
فمنَ الهدايةِ أنْ تموتَ موحداً…
وتخفُّ عن حمل الذنوبِ يداكَ
____________________________
عنِ الانسان
مصائب حربنا نارٌ وعارُ
عَنِ الإنسان يُخبرنا الدمارُ
...
وتخبرنا المآذن في خشوعٍ
وتشتُمَنا المدارسُ والديارُ
وتبكينا مدائننا بذلٍ
وفوق الذلّ يلعنُنا الفرارُ
بهذا الحال فالأيام تمضي
وإنَّ العيش في الحرب انتحارُ
فماذا إنْ قهرت اليوم صِنوي ..
وبعد اليوم يقهرني الخيارُ
وذلٍ من رغيف الخبز نلقى
كأنَّ الذلّ للغيرِ انتصارُ
وإنَّ القتل والإقصاء داءٌ
ولا يرضاه صبيانٌ صغارُ
وماذا عن سجون الحرب نروي
لها من كلّ نازلةٍ شعارُ

_____________________
ليالِ السود
يعذِّبني جهولٌ قد تصابى
وفوقَ خَرابنا نَصَبَ القِبَابا
...
ويُؤلِمَني أَضَاعَ الناسَ ظلمٌ
وهمْ فَتحُوا لِذاكَ الظلمِ بابا
وينثُرني شَتاتُ الروح شعراً
منَ الآهات يلتحفُ الصَوابا
وما في الناسِ منْ غدرٍ تَجلَّى
إلى الأعرابِ ينتسبُ انتسابا
فلي في الشعر قاموسٌ ورُؤيا
تُسَطِّرُ بَوْحِيَ المُضنى عِتابا
مِنَ الآلامِ قدْ كتَبتْ حروفي
كوادر عهدنا أمسوا ذئابا
وبعض الشعر ترياقٌ ويُشفي
إذا ما القلب قد ذاق العذابا
وروح الشعر أن ينبي بصدقٍ
ومنْ ينبي إذا ما الصدق غابا
ليالِ السود قد حطَّتْ رحاها
ولون الكون قد أمسى يبابا
بنار الحرب قد نزفت حروفي
إلى الأحباب قد بعثتْ عذابا
دياري موطن المغلوب صارتْ
وأهلي في الوغى ذاقوا العذابا
وعنَّا تَألَمُ الأحجار عطفاً
ويشْمَتُنا حقودٌ قد تغابى
أنا الإنسانُ في شعري مَلاكٌ
لماذا حوَّلَ الدنيا اكتئابا
يُشاطِرَنِي صدوق الحسُّ قولي
بما لاقيت من زمني اضطرابا
أنا الدمعات تذرفني المآقي
وعند الله أنتظر الجوابا
وربّي عَالَمُ الذرَّات يُحصي
سَنَلْقاها ولو كانت سُبابا
فكيف القتل والأطفال تشكو
إذا ما شدّد الباري الحسابا
فيومك ياابنَ ظالمةٍ سيأتي
وفعلك في الورى ختم الكتابا
________________________
دعني أبوح
قد صدَّر الهَجْرُ مافي القلبِ أشجانا
وراحَ يُرسلُ للأحبابِ أحزانا
...
وشَدَّدَ البينُ في الأعناقِ قبضته
والعمرُ ولَّى كَأنَّ الحبّ ما كانا
قد كُنتُ آمَلُ في التحرير فرحتنا
فصرت أشتم كالمجنونِ حيرانا
ماذا أقول وساد البؤس طلعتنا
والكلّ يسرقُ والإرهاب أعيانا
يا حاديَ العيس سَلْني منْ يُعَذّبني
يا حاديَ العيس حادي القوم أخزانا
حسبي ضياعٌ وفي البلدان شتَّتنا
ذاك الخسيس وفي الآهات أمسانا
دعني أبوح بما في القلب من ألمٍ
دعني أثور فبعد الدار أضنانا
فمن ضياعٍ يحيك الحزنُ قافيتي
ومن شتاتٍ نُهني اليوم قتلانا
تاهتْ حروفي وزار التيه محبرتي
فسطَّر الشعرُ للمكلومِ نيرانا
لله أشكو ومن أشكوه يسبقني
والله يعلم قد جِئناه بُهتانا
_____________________
أُسرُّ إذا ما لاح طيفكِ أو بدا ..
فكيفَ إذا كان المقَام بعيدا…
ألا ليت من ذاق المرارة قد وعى
وأمسى إلى ذاك المرار حدودا
...
فيا حسرتي إنَّ الحروب ندامةٌ
وما كان في هذي السنون شهيدا
فإني رأيتُ الحربَ لعنةُ حاقدٍ
وفيها الذّي باع البلاد حقودا
________________________
حَيرى حروفي
منْ حِيرةِ الجرح قد لملمت أفكاري
حَيرى حروفي فمنْ نارٍ إلى نارِ
...
ففي الحروب خراب الدار قافيتي
وفي الشتاتِ ضياع الأهل قيثاري
ضاعتْ بلادي وفي حقدٍ يُضيّعها
بعض اللئام فعاث الجارُ في الجارِ
فمنْ دمارٍ رسول الشعر يكتُبني
سفر الخلود تشظَّتْ منه أقداري
فهلْ أُلام ونار الجهل تحرقني
وهل أُلام إذا فضفضتُ أسراري ?
هذي الشجون بما لاقيتُ أنزفها
والله يشهد للأطهارِ أشعاري
عهدُ الظلام وإنْ كانت له دولاً
عند الكريم كتاجِ العزِّ والغارِ
فلا أهاب ووعد الله يحفظني
ولن أخاف وأهل الحقّ أنصاري
_______________________
ذكرى المحبّ…
ذكرى المحبِّ إلى أوطَانِهِ وَطَنُ
مَهْمَا اسْتَعَاضَ فَلنْ يَحْلُو لهُ السَكَنُ
...
كيفَ الهجوع وفي أحشائِهِ زَفَرَتْ
تلك الربوع وعشق الأرض واللبنُ
كيف الوصال وأرض الشام محرقةٌ
فيها تجوس كلاب الفرس والفتنُ
فِيمَ التَّعلّلُ لا وعدٌ يُطَمْئِنُنَا
ولا يُطيقُ لظى أنَّاتهِ البدنُ
بُليتُ في زمني منْ كلِّ نازلةٍ
وقد سقاني حميماً ذلك الزمنُ
جرحي عميقٌ وفي شريانه قبسٌ
يكوي الفؤاد كأنَّ الروح تُمتحنُ
يا من تجود بدمع العين.. أنهكني
حرُّ الدموع وحالُ الأهل والحَزَنُ
أنَّى سَكَنْتُ فَأهلُ الشام في كبدي
والعينُ تذرفُ ما تَنعِي لها الأذنُ
يا منْ بَكَيتُ على بُعدٍ لِنكْبتكمْ
فالجرحُ مُدمَى وكم حزَّتْ به الإحنُ
فكم تضرَّجَ والنيران تحرقه
وكمْ رُماه طغاةٌ دينهمْ ضغنُ
بعدَ الفراق وقد حلَّتْ مواجعه
يا ليت قلبي يلاقي كلّ ما يَهِنُ
_________________________
ديوان
ثورة نبض
بقلم الشاعر حسن الخطاب//ابو ماضي
 
منتدى هاملت للأدب العربي المعاصر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق