الجمعة، 26 يوليو 2019

ديوان تأملات // بقلم الشاعر رضا الحمامصي

ديوان
تأملات
للشاعر رضا الحمامصي
 
 
 
 
أقول في الحكمة
لله درُّ الفاتحين لسائلٍ
باباً , وذا مِن شيمة الإسلامِ...

***
وإذا غشيتَ مجالساً فَاخترْ بِها
مَنْ للحقوقِ مُقاتلٌ ومُحَامِ
***
لا تقطعنَّ مِنَ الصِلاتِ أعزَها
قُربى إلى الأصلابِ والأرحامِ
***
وابدأ بوصلِ الوالدينِ تراحُماً
تَلقَ السعادة سائرَ الأيام
***
واربتْ عَلى كَتف اليتيمِ تلطُفاً
لا تَكسرنَّ خَواطرَ الأيتامِ
***
وإذا دَعتك لظُلمِ عَبدٍ قدرةٌ
لا تنسَ قدرةَ مُهْلكِ الاقوامِ
***
الاستشارةُ فِي الأمُورِ ضَرورةٌ
خيرٌ مِن التعويلِ بالأزلامِ
***
الله قد أعلا ابن آدم رتبةً
وحباهُ دونَ فصائل الأنْعامِ
***
وإذا أردتَ مِنَ النساءِ شَريكةً
فاخترْ لحَرثِكَ ذاتَ دينٍ سامِ
***
وادفعْ عن الشرفِ المهانةَ والأذي
برجولة , وبسالة , وحسامِ
_______________________
 
 
أضعتُ ربيعَ عُمرٍ فِي بِلادٍ
فَما أغنى بِها يوماً قَرارُ
ولا عَن أسْرتي أغمضتْ قلبي
ولا عن ذكرهمِ سكتَ الحوارُ
إلى وَطني الحبيبِ تتوقُ نَفسي
وَتفصِلنا عَن اللُقيا قِفَارُ
وأنهارٌ وأودية , جبال ٌ
وليلٌ ليس يعقبهُ نهارُ
رَكبتُ الصَّعبَ بحثاً عَن حَياةٍ
منعَّمةٍ كما الركبانُ سَاروا
ولمْ أدركْ بأنَّ العُمر يجري
كما مِن مِرجلٍ يجري البُخارُ
وأنِّي قدْ تركتُ شِغافَ قلبي
وروحاً لمْ تغادرْها الديارُ
فلا الأموالُ قدْ أشفتْ غَليلي
ولا مِن وَحشةٍ نامَ الصِغارُ
مبعثرةٌ حقائبُ ذِكْرياتي
وقدْ طُمستْ وَيعلوها الغبارُ
فيا وطناً تتوقُ إليه نفسي
لغيركَ لا يطيبُ لِي المزارُ
________________________________________________
-
تشطيري لأبيات عروة بن حزام *بقاء العاشقين عجيب
(وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ)
ويُدمي فؤادي لوعةٌ ووجيبُ
...
تباريح وجدٍ كم أقضَّتْ مضاجعي
(لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ)
( وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً)
فأهمي كأنِّي بالوجودِ غريبُ
وتعجزني عن وصفِ حالي مَدامعي
(فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ )
توهمتُ أني قد حصدت لآلئاً
وما خلتُ أن يُلقى عَلىَّ حَصيبُ
( وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى)
فكلُ سهامٍ للحبيب تُصيبُ
وقد يستطيبُ الموتَ صبٌّ وعاشقٌ
(ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ )
الأبيات ما بين قوسين للشاعر عروة
__________________________
 
شَمسٌ أضاءتْ عَلى الأكوانِ في الظُلَمِ
واستيقظ الحقُ بينَ النَّاسِ مِن عَدمِ...
وارتجت الأرض في زهوٍ لِمولدهِ
واشطاطَ فِي حَسرة ٍكُفرٌعلى صَنمِ
يا سيدَ الخلقِ مَن يعلوكَ منزلةً؟
ومَن نتوق له في الحادثِ العرمِ
بُعثت للنَّاس نُوراً يُستضاء بهِ
تُزجي لهمْ مِن علومِ اللوحِ والقلمِ
ماذا أقولُ لأحُصي كُل مَكرُمةٍ
وعَن صفاتكِ فاقَ الوصَفُ عَنْ كَلمِ
داويتَ بالدِّينِ مَا أعْيا النفوسَ هَوىً
والنَّفسُ أمارةٌ بالسُّوءِ واللممِ
كلُ الفتوحاتِ أطماعٌ ومَفسدةٌ
والفتحُ عندكَ باسمِ الدينِ والقيمِ
ما خُضتَ حَرباً لتُرسِي مَبدأً عطراً
إلَّا بسهمٍ وباسمِ اللهِ مِنكَ رُمِي
وَبحرُ عِلمك لا تُحصى ذخائرهُ
والوحي مُنهمرٌ سَيلاً مِن الدِيَمِ
ما الدينُ إلا سياجُ المرءِ مِن زللٍ
فالزمهُ دَرباً , وبالإيمانِ فَاعْتصِم
 
 
تأملات
إذَا عَصَفَتْ بك الأيامُ فَاصْبرْ
ألمْ تُرفع بَلا عَمدٍ سماءُ
وأرضٌ في مدارِ اللهِ سارتْ
بلا قدمٍ يُحيط بها فضاءُ
عَلى أكتافِها تَرسُو جِبالٌ
وَفي أعماقِها حِمَمٌ , ومَاءُ
مُسَّخَرَةً بأمرِ اللهِ تَجري
يسيِّرُها الإله كَمَا يشَاءُ
تُديرُ الكائناتُ بها حياةً
بِقدرِ العزمِ يأتيها الجزاءْ
ومَن هانتْ لَه في الخَلقِ نفسٌ
فلا عجبٌ إذا عزَ الرجاءُ
وأرضُ اللهِ عَامرةٌ ولكنْ
إذَا لمْ نعطِ ضَاق بنا الرخاءُ
وجَل اللهُ باسط كلِ رزقٍ
وكلٌ تحتَ رحمته سواءُ
ألم تَرَ دودةً فِي الصخرِ تحيا
يمر لها من الصخر الهواءُ
وسائمةَ هوتْ جوعى , وعطشى
ففاض برحلها كلأُ , ومَاءُ
وعُرسٌ شاع في الدنيا بهاءً
يضج به الغواني والغناءُ
وهذا موكبٌ للموتِ يمضي
إلي المحتوم , لمْ يُجْدِ الدعاءُ
فلا الضحكات دامتْ في حَياةٍ
ولا الأحزان يَحكُمها بقاءُ
ولو تُركتْ مقاديرٌ لإنسٍ
لزادَ القحطُ واستشرى البَلاءُ
 
________________________________________
(حبيبي يا رسول الله)
عَطَّرتُ باسمِ رسولِ اللهِ أذكاري
وتاقَ شوقاً له قلبي , وقيثاري
...
مَنْ ذَا أجَلُّ مِن المختارِ أمْدَحُهُ
وكيفَ يَرقى لهُ مَدحي واشعاري
لمَّا تجلَّتْ سِماتُ الحقِ وانبجستْ
شمسُ الهداية في عزمٍ واصرارِ
أمُ القُرى هللتْ في يوم مولدهِ
هنا الرسالةُ حيثُ اختارهُ الباري
اِقرأ , بِوحي من الرحمن رتَّلها
جبريلُ عِندَ نبي اللهِ في الغَارِ
سيشرقُ الحقُ نوراً في رسائلهِ
ويصطلي الكفرُ والاصنامُ بالنارِ
قدْ اجمَعوا أمرهُمْ في دَارِ ندوتِهم
واللهُ يُمْلي لَهمْ مَا حِيك في الدارِ
في غارِ ثورٍ يقوِّي أزرَ صاحِبهِ
يبدِّلُ اللهُ أقداراً بأقدارٍ
ذاتُ النطاقينِ ( أسماءٌ ) وحقَ لها
أنْ تعتلي المجدَ بالاكليل والغارِ
في خِلسة من عيون الشرك تتبعها
تأتي النبيَ بأسرار وأخبارِ
وجاءَ وحيٌ من الرحمن : قد أذنت
بشائرُ الهجرةِ الكُبرى لمُختارِ
يا سَعد يثربَ كمْ غنَّتْ لمقدمهِ
من الثنيات* هلَّ الكوكبُ الساري
مَنْ ذا سيكتب تاريخا نبجِّله
إلا جلائلُ أعمالٍ وأفكارِ
يا ربِّ بالمصطفى نوِّرْ بصائرنا
وأغفرْ لِمنْ هاجروا , وأغفرْ لأنصارِ
 
__________________________
 
رمضان
لِلُقْيَاكَ تَهْفُو بِالقُلُوبِ مَشَاعِرُ
وتزدانُ مِنْ حلوِ اللقَاءِ الأطَايِبُ...

***
وَيَفْرَحُ بِاللَهْوِ البَرئ صِغَارُنَا
ويأتيكَ مِنْ عَزْمْ الكِبَارِ العَجَائِبُ
***
وَتَعْمُرُ فِي عَيْنْ الحَياةِ مَسَاجدٌ
تَسَامَتْ عَلَى مَتْنِ السَحَابِ كَوَاكِبُ
***
يُنَادَى عَلَيْهَا لِلصَّلاةِ , فينجلي
عَنْ القلبِ هَمٌّ , وَانْشِرَاحٌ يداعبُ
***
أمَامَ جَلالِ اللهِ نَخْشَعُ صُّومَاً
وَفِي مَوْكِبِ التَقوى تَسَاوَتْ مَنَاكِبُ
***
وَيَحْيا بِنَا حُلوُ الصِفَاتِ تَقَرُبَاً
لَنَيْلِ الرِضَا لمَّا تَسَامَتْ رَغَائبُ
***
وَينْجُوْ بِكَ المُحَتاجُ مِنْ بُؤسِ حَالِهِ
وَتُحْييِ ضَمِيْرَ الخَيْرِ فِيكَ المَآدِبُ
***
وَمَا بَينَ أذْكَارٍ , وَصَوْمٍ , وَعُمْرَةٍ
رَسُوْلٌ لِهَدْي المُؤمِنِينَ مُعَاتُبُ
***
لِأعْدائكُمْ صِرْتُمْ مُعِينَاً, وَمُؤنِسَاً
وَعَهدِي بِكمْ مَا فَرَقَتْكُمْ نَوائبُ
***
تَرَكْتُ لَكُمْ ذِكْرَاً حَكِيمَاً , وَسُنَةً
فَمَا بَالُ أقْوَامٍ سَبَتْهَا المَآربُ
***
رَكَنتُمْ إلى لِهْوِ الحَياةِ وزائفٍ
فَألقَتْ بِكِمْ فِي مَا كَرِهْتُمْ مَصَائبُ
***
وَمَا كَانَ فَتْحَاً , وَازْدِهَارَاً لأُمَّةٍ
غَدا الفَتحُ أطَلالاً , وَزالتْ مكاسبُ
***
فَيا ضَيْعَةَ الأوطانِ مِنْ بَعْدِ عِزةٍ
وَيَا فَرْحَةَ الأعْدَاءِ , قُلْ : مَنْ نُحَاسِبُ
 
_____________________
 
 
مجاراتي لأبيات الشاعر الأموي المتوكل الليثي
( يا أيها الرجــــــــل المعــــلم غيـــــره ...
هــــــلا لنفسك كان ذا التعليــــــــــــمُ...

تصف الدواء لذي السقام و ذي الضنا ...
كيمـــا يصح بـــــه ، و أنت سقيــــــمُ )
******************************
وأقول :
لا تدخُلنَّ معَ السَفيهِ مُحَاوِراً
إنَّ الحوارَ معَ السفيهِ عَقيمُ
هل يستوي الحجرُ الاصمُّ ومعدنٌ
حرٌ تناهى نُدرةً وكريمُ
واطلبْ لآدابِ الحديثِ مَجالساً
يُسْعِدْكَ مِن أهْلِ النُهى تَكريمُ
وإذا عَتبتَ عَلى امرئٍ مِن فِعلةٍ
تأتي بِها سِراً فأنت ظلومُ
إن تنتهك عِرضاً فلست بمُفلتٍ
مما اقترفت , فَعرضُكَ المَكلومُ
وإذا دعَتكَ إلي كريمٍ حاجةٌ
رَققْ سُؤالك فالكريمُ رحيمُ
وإذا استغاثكَ هالكٌ فافزعْ لهُ
فالغوثُ فِي وقتِ الهلاكِ عَظيمُ
وإذا تغلبَت النميمةُ والأذَى
فالكلُ في عين الحياءِ ملومُ
وابدأْ بزجرِ النَّفسِ إنْ مالتْ هَوىً
ما طاقَ مُراً للفِطامِ فَطِيمُ
والرزقُ مِن عِند الإلهِ مُقَسَمٌ
وَلِكلِ نفسٍ رِزقُها مَعلُومُ
***
البيتان ما بين قوسين للشاعر الأموي المتوكل الليثي
 
________________________
أقول في الحسد :
رياحُ الحقد ما فلت قناتي
كمثلِ الريحِ ما هزَّتْ جِبالا
...
وما سَجدَ الجبينُ سِوى لربي
ومَا أُطْعمتُ سُحتاً أو ضَلالا
وكمْ مِن حاسدٍ أعياهُ مَجدي
ولم يقدرْ لمَا أصْبو احْتمالا
كَفانا اللهُ مِن عينٍ حَسودٍ
ترومُ لأنْعُمِ الغيرِ الزوالا
لعمريَ يأكل الحسدُ الحسودا
ترى الفولاذَ من صدأ رمالا
 
_____________________________________________
مجاراتي لبيت البحتري:
( تَاللهِ إِنَّ الشَّوْقَ يَفعَلُ دَهْرَهُ
بالجِسْمِ مَا لا تَفعَلُ الأَسْقامُ )
***
...
ولكلِ طفلٍ فِي الحياةِ فِطامهُ
إلَّا الهوى لمْ يُجْدِ منهُ فِطامُ
أرأيتَ فِي دربِ الأحِبَّةِ عَاشِقاً
يُثنيهِ عَنْ طوعِ الحبيبِ كَلامُ ؟
أينَ التي تَبلتْ فؤادي بَغتةً
بلواحظٍ ألقتْ بِهِنَّ سِهامُ
 
______________________________________
للجمالِ دلالٌ
أصونُ عِزةَ نَفسي
لا أرتضي بِالهوَانِ...

***
حُلمي يُعانقُ نَجمي
وواقعي ما كفاني
***
أمَّا التزامي بِديني
فراسخٌ في كياني
***
وذِكرُ ربي بِقلبي
بهِ يبوحُ لِساني
***
لكنَ قَلبي رَهيفٌ
يصبو لحورٍ حِسانِ
***
فللجمالِ دلالٌ
يَهفو له الاصغرانِ
***
أليسَ رَبي جميلاً
ومنهُ حُلو المعاني
***
وقدْ حَبانا بِحُورٍ
كَواعبٍ في الجنانِ
***
ما مسَّهنَّ بتاتاً
إنسٌ , ولا مسُّ جَانِ
***
فَاعملْ كَأنَّكَ باقٍ
وأعلمْ بأنَّك فَانِ
____________________
 
 
كُفِّي عَن القلبِ المَلامَ فلمْ يَزلْ
يَقتاتُ نَارَ صبابتي وشجوني...
وَسَلي فُؤادك كيفَ هانتْ قِصةٌ
للحُبِّ عَاشتْ في دَمِي وَوتِيني
كَمْ جُبتُ فِي مُدنِ الخَيال مُسافِراً
ومَطِيتي أمَلٌ يزيدُ يَقيني
فإذَا الوصولُ إلي حِماكِ هواجسٌ
وإذَا الطريقُ يضيقُ مِلءَ عُيوني
وسَحابةٌ سَوداءُ فِي ليل الأسى
ألقتْ سَتائرَ ظِلها المَجنونِ
أنا فارسٌ في الحبِ لستُ مُراوغاً
مُترفعاً عَن كلِ مَا يُدنيني
فاذَا سَقطتُ , نَهضتُ أحْمِلُ عِزتي
لا شَيء عَن دَربِ العُلا يُثنيني
كُوني كَما تبغينَ رِيحَ تَمردٍ
فالريحُ لنْ تَقوى لِدكِ حُصوني
وتَذكَّري أني اتخذتكِ سَلوتي
يوماً ومبعثَ فَرحتي وحنيني
أنا لنْ أشاطركِ العِتاب فقدْ مَضى
زمنُ العتابِ , ومَنطقي يكفيني
!!
 
_________________________________
 
 
تشطيري لأبيات عروة بن حزام
(وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ)...
ويُدمي فؤادي لوعةٌ ووجيبُ
تباريح وجدٍ كم أقضَّتْ مضاجعي
(لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ)
( وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً)
فأهمي كأنِّي بالوجودِ غريبُ
وتعجزني عن وصفِ حالي مَدامعي
(فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ )
توهمتُ أني قد حصدت لآلئاً
وما خلتُ أن يُلقى عَلىَّ حَصيبُ
( وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى)
فكلُ سهامٍ للحبيب تُصيبُ
وقد يستطيبُ الموتَ صبٌّ وعاشقٌ
(ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ )
الأبيات ما بين قوسين للشاعر عروة
 
__________________________
ديوان
تأملات
للشاعر رضا الحمامصي
 
منتدى هاملت الادبي
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق