( يأجوج ومأجج )
أنا في رحابِ الكونِ أجْهَلُ ما حياتي أو مصيري
كلُّ الذي أدريهِ حُلْمٌ طافَ مِن أهلِ القبورِ
...
رَسَمَ الخرائطَ للوجودِ لِعالَمٍ خلفَ الستورِ
فسلاسِلُ القيدِ العَقيمةِ مُمْسكاتٌ بالحضورِ
مِن عهدِ عادٍ أو ثمودَ ومُنذُ نَتْقِ جبالِ طُوْرِ
منذُ الكُهوفِ ومنذُ آلهةٍ تجلَّتْ للظهورِ
فيخافُ أهلوها انتفاخَ النهْرِ مِن إثمٍ حقيرِ
حِكَمٌ مِن الحيوان ترفعُ "بيدبا" في مُلْكِ "فورِ"
كُلُّ العصورِ تَلَحَّفَتْ صَمتاً وغامَتْ بَعْدَ نورِ
فكأنَّ "يأجوجاً" و"مأجوجاً" تعيشُ مع الصُّخورِ
هل خلفَ هذا الصخرِ تقبعُ تلكَ أمْ حُفَّتْ بسورِ
وغداً ستُطلقها الدهاليزُ العقيمةُ للعبورِ
هيَ نظرةٌ غامَتْ عليها أَعْصُرُ الدمِ والثبورِ
الكونُ سوفَ يحُدُّهُ وصفٌ تناقَلَ مِن سفيرِ
يصفُ الأنامَ كما يقولُ إلى نعيمٍ أو سعيرِ
كلُّ المساراتِ التي خُطَّتْ على نفسِ السطورِ
فالناس لم تسلُكْ سواها خِيفَةَ الأمرِ الخطيرِ
فإذا خرجتَ عنِ المسارِ فأنتَ بَعْثٌ مِن شُرورِ
الفكرُ مَوروثٌ كحالِ الجسمِ يمشي كالأسيرِ
يسعى إلى حفرٍ بَناها فهْو كالطفلِ الصغيرِ
يخشى الخروجَ على كلامِ لدى دياجيرِ الغُرورِ
فيَهيمُ حائرةٌ رؤاهُ تَتيهُ في الحَظِّ العَثورِ
وأعيشُ لا أدري لماذا ..! ثُمَّ أذهبُ للنشورِ
قُلْ أيُّ نفْعٍ مِن حضورِ المرءِ في أوهامِ زُورِ
ماذا أكونُ وكيف جئتُ وكيفَ يُلهِبُني نفوري
أمشي وحولي الكونُ يشخَرُ دونَ عِلْمٍ بالشخيرِ
وأظلُّ مثْلَ الناسِ في ظنٍّ معَ الوَهَمِ الكبيرِ
---
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق