الاثنين، 22 يوليو 2019

مصر أمي // بقلم الشاعر //عوض الزمزمي // مصر

مصر أمي
تعاهدنا على الإخلاصِ . يكفينا
وتشهدُ دوحةُ الوادي بما شينا
...
وأعددنا رواحلَنا على عَجَلٍ
وحطَّمنا من الأوهامِ ما فينا
تخذْنا من قساوتِنا مراكبَنا
وأقسمنا على هجرٍ لنادينا
محونا بعضَ أفكارٍ تقيِّدُنا
ولمْ نأبهْ لما تبكي سواقينا
عدونا خلفَ أحلامٍ تحاصرنا
وما كانت تؤرّقنا مساعينا
وحلَّقنا كما الأطيار في أفقٍ
تباعدنا وكان الشوقُ حادينا
تنكَّرنا لما خطَّتْ محابرُنا
وأعلنَّا لصرخَتها تجافينا
مسافاتٍ تخذناها عن النجوى
وكان البينُ سامرنا وساقينا
وأشْرفْنا على حرفٍ نطالعهُ
حسبنا السعدَ منتظراً ينادينا
وإذ بالغربةِ الحمقاءِ تصفعنا
وضيَّعنا بظلمتها عناوينا
وأنكرَ نزغةَ النجوى أبالسةٌ
فسحَّتْ كلَّ مُدَّخَرٍ مآقينا
وباعتنا عيونُ الزيفِ في صلفٍ
وما أفضتْ إلى صبحٍ ليالينا
تحطَّمَ كلُّ ما كنَّا تسوَّرنا
بغرْ باتٍ ظننَّاها مراسينا
فصرنا محضَ أعجازٍ بلا ورقٍ
ولا ماءٍ ولا جذرٍ يُغذينا
تغيَّرنا تكدَّرَ لونُ بشرتنا
وقد عدنا تكبِّلُنا مآسينا
فقامت أمنا تجري مهللةً
لتبسط من مدامعها لنا لينا
تخلَّلَ ضحكَها دمعٌ تُخَبِّئهُ
وقالتْ بعضَ أقوالٍ تعزِّينا
وما في الكونِ من حضنٍ كما أمي
هي الألحانُ إن كنَّا مغنِّينا
هي الإلهامُ للشعراءِ إن كتبوا
هي المحرابُ إن جاءوا مصلِّينا
هى النجوى هى السلوى لمن عشقوا
نقبلُ أرضَها عشقاً فتغنينا
وندعو ربَّنا دوماً ليحفظها
ويكتبُ عزَّنا فيها بوادينا
عوض الزمزمي
مصر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق