الخميس، 20 أكتوبر 2016

ارحم قوافيك بقلم رضوان عبد الرحيم

أرحم قوافيك أضحت دونما أثر
هشم جدار المدى من حاجز البصر
كل القصائد حين السرد ملهمة
لكنها تنتهي عزفا بلا وتر
أهجر مراثيك بات الصمت محترقا
أترك وصالك يطوي القلب كالحجر
يا أيها المبتلى هما يعذبه
يسامر الليل منسيا من القمر
مازلت منتظرا تعلو وتنتكس
تطاوع الحلم مسلوبا من العبر
فأرحم خطاك ودع للنفس تكرمة
أعييت قلبا يبث النبض في كدر
تسمر الكأس في كف الهوى عجبا
فما وصلت حدود الزهو والظفر
ولن تغير دهرا ساد سيده
وقد رضيت فتات الشعر والصور
غير طباعك بعد اليوم مكتفيا
بالسير بين الورى من دون منحدر
فكم رحلت بملء الهام منتشيا
كأنك الفارس المغوار في الخطر
طفت العراق أسير الشوق في وله
فما حظيت وئام القوم والبشر
قلبت أوراقه والحزن معصرة
مازال "حجاجه" يصليه من سقر
وشهريار يطيل الصمت منتظرا
وشهرزاد بلا بوح بلا سرر
ودعت موطنه والأرض نائحة
في الشرق عقدته هيهات من حذر
عرجت نحو شآم العرب مقتحما
يا ويل نيرانها مسعورة الشرر
كأنما الناس أشلاء بلا بدن
والموت منهمر في سورة المطر
إذ خضبت أرضه حمر الدماء غدت
لون المدائن مألوفا على النظر
شعب يباد بلا رحم أين موئلهم
فأين موئلهم صاروا بلا وزر
كل السماء دخان دونما افق
والحقد يطحنها في مرجل القدر
وكنت في يمن ترنو إلى سبأ
وما ل " بلقيس" عرش بذي درر
قد طار هدهدها والحال مخزية
وجف "مأرب في واد بلا ثمر
تشتت العرب في الآفاق ما نهضوا
جربتهم طائفا في الريف والحضر
كأنهم ورثوا عصر الهوان معا
ونخوة العز إيلام لمعتذر
فمن يقيم صروح المجد ثانية
سلطاننا مدمن لللهو والسمر
هيجت عزما بلا حول تكابده
وعدت في خيبة لليأس والخدر
أأنت وحدك تخفي الجمر مكتويا
وترتجي صحوة في روح محتضر
هرمت قبل أوان الشيب مبتدرا
والهم فيك عميق الوقع والكبر
أحجب خيالك يهذي دون أمنية
من يرفع المجد والتاريخ من حفر
يا عنترا في زمان الذل مختصما
فليس للسيف من فعل ومن أثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق