الخلاص الجميل ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
لهذا المدى النابت من حنيني
هذا الجرح المفتوح على قهري
العابث في أجنحة العويل
والطافح بأوجاع البرق
أقدم أعتذار الموت
عن تأخره ..بعض الوقت
لأسباب طارئة ..
لكنه سيجيء كما أخبرني
محملا بالهدايا والأماني
وبشائر السعادة الأبدية
موت ...تتفتح له الورود
تستقبله الفراشات بالزغاريد
وتلوح له الصبايا بمناديل الإغتصاب
الموت .. خلاصنا مما نحن فيه
من عفن الروح.. وبكتيريا القلب
وهستيريا الكره لأحبتنا الرائعين
أقبل أيهاالموت الجميل
فنحن نناديك ..
نوافذنا مشرعة عليك
سنغفوا في حضنك الدافىء
دون خوف من غدر .. أو خيانة
واضح أنت كزهرة الياسمين
لا تضمر لنا عكس ما تقول
خلاصنا أنت من وهج الاختناق
لا تطمع بأشيائنا .. وأثمالنا
تأخذنا عراة .. وأنت تستر عورات القبح
نحب فيك صمتك الأزلي
وموسيقا الفناء العذب
لا ضجيج في حضرتك
لا شكوى من آلام الروح
سنمشي إليك إن تأخرت
سندق بابك بقوة الحياة فينا
نعترف أنٌا نشتاق إليك
حين نتعب من هذه الدنيا
دنيا لعينة تلبستنا
وراحت تمتص وقتنا بشراهة
يا الله ما أحلاك
يوم أهديت لنا الموت
ودللته على عناويننا .. واحد واحد
ما أعدلك ..
لحظة أن زودته بأسمائنا
كي لا ينسى أحد منا ..
ويحل عليه ظلم .. رهيب
سينقذنا من آلام الحب .. اللئيمة
ويحررنا من نيران الأشواق
ومن سعيرها الفج .. المقيت
مرحا لك ياموت
وأهلا بك في أيّ وقت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق