الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

دوحة الحق بقلم الشاعر الكبير ضمد الوسمي

دوحة الحقّ
*
آياتُ عيْنيكَ في الْقرآن تنْهمرُ
حلّتْ بنا ليلةَ الْعاشورِ تنْحدرُ
*
فاضتْ سنا بين أبْصاري وباصرتي
مِثْلَ الْقواريرِ فوْقَ الروحِ تنْكسرُ
*
نادتْ على وجَعِ الدّنْيا تغازلهُ
فانْداحتِ الأرْضُ مالمْ يُغْرها الحجرُ
*
يادوحةَ الْحقّ كيفَ العرْبُ يمْلكُهمْ
رقُّ الفسوقِ فمنْ بالفسْقِ ينْتصرُ
*
نسخْتُ بعْدك نفْسي كي أعيشَ بها
فإنّها في بلادِ القتْلِ تنْتحرُ
*
نايٌ أنا جلّنارُ الحرْفِ أُغْنيَتي
وشِعْريَ الْعنْبرُ الْمنْثور والْوترُ
*
أنا ابْنُ بغْدادَ حِلْمي صاغَهُ حسَنٌ
حزْني حسينٌ سيوفي في الوغى قمَرُ
*
كتبْتُ في القلْبِ آياتٍ بنبْضِ دمي
يتْلو عليٌّ بها والْمصْطفى بصَرُ
*
وأحْتسي الْحزْنَ مِنْ زهْراكَ إنْ دمعَتْ
فإنّها ضوءُ شمْسِ الكونِ ينْصهرُ
*
هنا دُعاكَ الّذي ما مرَّ في حُجُبٍ
إلاّ ولاذَ بهِ الملْوانُ والشّجرُ
*
وفي ترانيمِكَ الرّيحانُ أضْوعةٌ
حفّتْ بها شعْلةُ الأمْلاك تنْبهرُ
*
حرٌّ أنا يا حسينَ الْحقِّ ناصيَتي
ونخْوتي الضّيغمُ العبّاسُ والغُرَرُ
*
كأنّنا حينَ يعْلو الْحقُّ في غدِنا
معَ البهاليلِ عينٌ منْكَ تنْفجرُ
*
إذا تَبعْتُكَ ما جرْميْ لِيقْتَلَني
مَنْ شوّهوا الدّينَ أوْ مَنْ بالْهدى كفروا
*
فأيَّ جرْمٍ أتينا الآنَ يا عجباً
نُعابُ فيهِ وديني منْهُ والنّظرُ
*
شَهَدْتُ نفْسيْ على ذكراكَ باكيَةً
وسرْتُ في الْحزْنِ حتّى هاجني الْخبرُ
*
رغْمَ الهمومِ جعلْنا يومَنا أمَلاً
فبادَرَتْنا الدِما والطّفُّ والخطرُ
*
يا كرْبلا السّبْطِ إنّ السّبْطَ مَنْبعُنا
وما عبَرْنا سوى أنْهارَ تنْدثرُ
*
يا كرْبلا الحرّ إنّ الحرّ في دمنا
مناصحٌ تائبٌ سيفٌ ومعْتذرُ
*
وهلْ يعاقبُ شِعْريْ لو بسطْتُ يديْ
أوِارْتضيْتُ يراعاً ليسَ يبْتسرُ
*
أيْنَ العقولُ الّتي عُدْنا لِنعْقرَها
مغْلوبةَ الأمْرِ لاتدْري فتعْتبرُ
*
كوني لنا الْورْدَ كوني الحبَّ لوْ جنحَتْ
بِنا خيولُ الهوى والنّصْبُ والكِبَرُ
*
كوني لنا ليْلَنا الْمدْفونَ فيْ قمرٍ
فالشّمْسُ أنْتِ بها الْقرْآنُ يزْدهِرُ
*
كوني عراقَ حُسَينٍ إنّنا بشرٌ
منِ السباخِ وأنْتِ الارْضُ والمطرُ
*
طوبى لها هذهِ أرْضُ الحسينِ وما
أرادَها ظالمٌ إلاّ وينْكَسِرُ
*
راياتُ أنْوارِ أهْلِ البيتِ قدْ رُفِعَتْ
على ربوعِ عراقِ المجْدِ يَقْتدرُ
*
أريْتِنا الحقّ طوْداً كمْ نلوذ بهِ
لولاكِ ما راقَ رَوضٌ لا ولا زَهَرُ
*
أذْكيْتِ فينا الهدى أحْيَيْتِنا أملاً
أنْفَحْتِنا رَوْحَنا باللهِ يأْتمرُ
*
هذا يزيْدُ الْخنى قدْ مدّ فيلقَهُ
يبْغي فساداً بدينِ النَصْبِ ينْتشرُ
*
هيهاتَ أنْ يُقْتلَ الْعبّاسُ ثانيةً
هيهاتَ تُسْبى عيالُ السّبْطِ والأُسَرُ
*
ضمد كاظم الوسمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق