الاثنين، 4 سبتمبر 2017

مفاصل الالم /// للمبدع /// الشاعر /// عبد الرزاق الاشقر

((... مفاصل الألم...))
يضيقُ بيَ العالمُ الأرحبُ
و يصغرُ جدّاً و لا مهربُ
...
كأنَّ المساحاتِ زانزانةٌ
و إنِّي سجينٌ بها مذنبُ
تفيّأتُ ظنّي ، أشمسٌ هنا
فكيفَ بشمسي إذاً تغربُ
و كنتُ أهروِّلُ في داخلي
سبقتُ خطايَ ، فلا تعجبوا
وتاجرتُ بالوقتِ عمراً مضى
و أنّى الخسارةُ، و المكسبُ
تضادٌ بنفسيَ يرتادُها
و روحي بها سالبٌ، موجبُ
ومثلي تضنُّ بهِ الوالداتُ
و أمٌّ منَ الهمِّ لا تنجبُ
رضعتُ منَ الهمِّ أهوالَهُ
و أهضمُ حزني ولا مشربُ
تلاقى لديَّ هنا شارعانِ
منَ الضِّيقِ أحلاهما مرعبُ
أأعدو لأهربَ منْ شارعٍ
إلى مَنْ يلوذُ الفتى المتعبُ
إلى بلدٍ صارَ ميدانُهُ
كصخرةِ سيزيفَ كمْ تتعبُ
إلى بلدٍ جارَ فيهِ الخرابُ
و أرضُ الخصوبةِ لا تخصبُ
سمومُ الأفاعي بماءِ الحياةِ
و سمُّ الأفاعي متى يشربُ
توضَّأَ منْ مائِهِ العنكبوتُ
و صلّى إماماً به العقربُ
فها أنتَ تذوي على بقعةٍ
عليها ترابٌ و لا تعشبُ
ترابٌ تماوجَ بالموبقاتِ
تيمَّمَ منْ تربِهِ المجنبُ
و كمْ منْ غريبٍ يمرُّ بنا
فيوقفُهُ شعبُنا الطيِّبُ
و يبقى أسيراً لأرضِ المعادِ
كأنَّ المعادَ لنا مطلبُ
ذرفْنا دموعاً كأنهارنا
و عادتْ بقصَّتِها زينبُ
عهودٌ منَ الثَّأرِ لا تنتهي
و نحنُ نسينا، وهمْ أسهبوا
و حقدٌ قديمٌ بعمقِ الفجاجِ
و نبعٌ منَ الحقدِ لا ينضبُ
تعلَّقَ بالوهمِ أشباهُهمْ
فوهمٌ بنارٍ بها كبكبوا
فيا ليتَ قومي بها يدركونَ
بأنَّ القضيَّةَ فُرْسٌ سُبوا
فقدْ علَّقوا فيهِ آمالَهمْ
تكسَّرَ منْ ثقلِها المشجبُ
يروغونَ، والسَّبُّ سربالُهمْ
بمكرٍ كما يمكرُ الثعلبُ
لعلَّ الحقائقَ كادتْ تغيبُ
و هذي الحقيقةُ لا تكذبُ
عبدالرزاق محمد الأشقر. سوريا.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق