السبت، 27 أغسطس 2016

عابرة السنين بقلم هند بومديان



عابرة السنين
بقلم
هند بومديان
الدار البيضاء
المغرب
.................
من على ضفاف سحب الأحلام ...
ترتحل بي الأمنيات كأسطورة على أرض الخيال ...
تعلمت حرث بحار دواخلي بين لحظاتي و أوقاتي .....
لأقتحم بصمت مرايا الذكريات ...
أكسرها .. أبحث في شقوقها ...
أرى نفسي في بلوراتها المثناترة هنا و هناك ...
أجني السراب الموغل في شراييني بصمت ...
أراني أرغب في البقاء على قيد الحلم ...
دون أن أرتدي ثوب الحزن عند المنام ....
أسلك لجج جنوني ...
و قلبي تتقاذفه أمواج عاتية ...
عاصفة هوجاء ترج قلبي رجا ....
و ترميني على شط الخذلان ...
بعد أن صارت دواخلي غير مٱهولة بالراحة ...
لأعلن الولاء بصمت لباقي أوهامي ....
ٱبلل شفاه الزمن بفرح باهت لٱمضي ...
وأجدل قصيده مع ضفائر من حيرتي ...
أسير بعيدا عني ها هناك ...
حيث موكب هذياني ....
يمسك الحزن بيد ضحكات القدر على مهل ...
يلتم فم النسيان بقبلة محموة ...
و يطبع على جبين الحياة بصمة الولاء ...
لأصير عابرة السنين ...
أسافر عبر محطات تفكيري ...
إلى حتف ماتبقّى مني ....
أتجول بين معتقلات الحزن ...
متلاشية هي تقاسيمي ...
ألتقي قارئة حظي المجنون ...
تبعثر أفراحي و مسراتي ...
ترص أحزاني و آهاتي ....
تخط على طاولة الزمن حروف اسمي ....
تصمت .. تتلعثم .. تتمتم ...
أنت من أخبرتني عنك السماء ...
في حلم نبوءة سالفه ...
حظك يا عابرة مسلوب ... مسلوب ...
و حقك في الفرح تائه ...
ٱحلامك مذ ولدت طوتها الأرض ....
و لا زالت ضائعة ...
قدرك يا عابرة مكتوب ... مكتوب ...
في قلب منطقة غابرة منهوب ...
غربتك في نفسك لَك شافعة ...
تبا لك ياعابرة السنين ....
عشقت وهمك ...
و أنت الآن فيه ضائعه ...ضائعه ...
غير مأهولة بالأنا ...
ذاتك باتت جائعة ....
تبحثين عن حيّز غير محتّل في الفرحة ...
لتنصبي لها مخيما في معسكر أيامك ...
عساها لك راجعة ... راجعه ...
جمعت أحجارها و الأوراق و البيان ...
و رمقتني بنظرة الخائب الجبان ...
و تاهت بين أروقة اليقين ...
أسيرو أسير وقد سمعت تراتيلها و االفاجعه ...
بقلب حزين و عيون من هول الصدمة دامعة ...
فغدت ذاكرتي كأوراق خريفية ...
تتطايرها نسمات الغدر الضائعه ...
فاح منها شذى صبري و قهري ...
مزقت أوراق حظي لعنة الشتات ....
حلت برفاتي .. وآفاق الحياة صارت منعدمة ....
أجاهد كي تصل حروفي لمنبر صوتي ....
مات الكلام كفنت الأسئلة دفنت الإجابات ....
إنسكب الحبر على حواشي الذكريات ....
أعيد كتابتها من جديد و تبلى فيها الفرحة ....
و تعتق فيها الآهات ...
وما بين وقفة و احتجاج ...
أقف طويلا في دهاليز الخيال ....
و كواليس الواقع ....
أتأمل طويلا الخشبة ....
و أنا أسألني هل أتمم التمثيل أم سدل الستار ....
.. أبجديات الروح مبتورة ...
حروف بلا نقاط ...
الفتحة رفعت رأسها ...
و الرفع كسر جناحه ...
و الكسرة فتحت أبوابها ...
و السكون صار ضوضاء ....
كتبت طلاسيمي متناثرة ....
لتغض الفرحة بصرها عن سطوري....
و تلبس رداء الحياء ....
أصابتني الدهشة
و أنا أراها لم تعد تحتمل ردات فعلي المقهورة في جريمة أيامي ....
كفنت أحلامي بالورق لينطق السطر بصرخات مكتومة ...
وصوت مبحوح بقدر حرقة الآه ....
و خروجها من صدر البوح ...
لتتوه في سراديب من حقائق ملتوية ....
تحت تراب الأيام وأياد الحقيقة تناجي نوارس الحظ ...
لتدلها على عنواني ....
أرضي و سمائي نوري و ضيائي ...
يتملق الحزن صمتي ويستثير بوحي ....
أحاول ابتلاع مرارة تمزيق مفاجآتي ....
و قطع أغصان روحي الذابلة أوراقها....
ليسكنني الوهن في بؤرتي المظلمة ....
و الشمس ليس لها في الليل متكأ ....
يسند أشعتها الباهتة إلا أنا و هذياني ....
ألتحف الصبر في فصول الدعاء....
كلما إإلتوى كاحل الحلم ....
أرتمى على قارعة البكاء و أقوم من جديد ....
فكلما أريده الأن هو قدوم موسم الهدوء ....
صدقا ....
.
.
لم أعد أقوى على مضغ الألم و استطعامه ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق