قد اقبل الموت بقلم المبدع رضوان عبد الرحيم

قد أقبل الموت لا حول ولا هرب
إذ أطبق الفك والأنياب والغضب

شريعة الغاب دستور لمفترس
حكم القوي هنا يسري فلا عجب

أنظرلعينيه يبدي صمته قدرا
حكم النهاية محتوما فينقلب

مستسلم يا ترى ماذا يخالجه
أم مات إحساسه للموت يرتقب

لاشك في الموت لحظات وينهمر
دم الفريسة مفجوعا وقد وثبوا

موت رهيب بملء العين يشهده
وينتهي النبض والأنفاس تستلب

مت هكذا واقفا مادمت منتهيا
تبا لحال الدنى سلطانها رهب

هذي الوليمة فوز مطلق وبها
سينهش اللحم نهشا حيث ينتهب

تبقى العظام هنا ذكرى لجثته
تجردت مزقا لا لحم ولا عصب

لا سلم في الغاب فالأضداد سنته
تناحر يقتضيه الحال والسغب

بتنا كذي الغاب نحيا فالحياة غدت
مفجوعة بدم الإنسان تختضب

فبيننا قاتل والقتل معتنق
ولم نزل عبثا نسعى ونحترب

هذا غزال وذاك الوحش مفترسا
تخلخل الحول وحار اللغز والسبب

فإن رأيت عيون الحقد زائغة
فأعلم بأن الهوى قد ساده الوصب

شاهت مبادئنا والظلم مستبق
وحكمة الخلق في أيامنا عجب