الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

حمل الدفاتر بقلم الشاعر الكبير حسين جبارة

من امسية المناضل ومربي الأجيال الأستاذ حسن بشارة 
حسنُ البشارة
--------------
حملَ الدفاترَ رزمةً ثمَّ انطلقْ
حثَّ الخُطى نحوَالصفوفْ
يزهو بقامةِ عاشقٍ
وبحِسِّ قلبٍ صادقٍ
وأمامَنا ، وقفَ انتصبْ
مَن احمدٌ؟ ...
خُذ دفتركْ
مَن أمجدٌ؟ ومحمدٌ ؟
مَن ناهدٌ وسميرةٌ ؟ هاكمْ ،خُذوا!
ومَن الحُسينْ؟
فوقفتُ، سرتُ
أخذتُ مِن بين الدفاترِ دفتري
وبدأتُ أقرأُ ما كتبتْ
الصفُّ أذْنٌ صاغيةْ
صوتي يهدهدُ طاغيةْ
ملأ المجالَ فصفّقوا
وانا أحلّقُ في السماءِ مُحوّما
__________________
طوّفتُ في كل الصحفْ
سجّلتُ امثال الأدبْ
وحفظتُ اشعارَ العربْ
فكتبتُ انشاءً جديدْ
ومعلمي في صحبتي
يطري، يُوجّهُ رائعاْ
في الصفِّ أقرأُ "جائعاْ"
في الصفِّ بضعاً مِن سنينْ
حتى اكتمالِ تدرُبي
مِشوارِ فجرٍ طالعٍ
بنضوجِ عمرٍ بارعٍ
صرت النموذجَ والمثالْ
في أعينِ الطلابِ
في نظرالرفاقْ
_________________
وكبرتُ في التعبيرِ والإلقاءِ
صرتُ الرائدا
ومُهذِّبي ومُشَوِّقي
في الصفِّ كان القائدا
صوتاً يجلجلُ في المدى
يُلقي القصائدَ هادراً
والنثرَ يقرأُ قادراً
مِن كلِّ مضمارٍ وبابْ
غنّى المشاعرَ والوطنْ
غنّى لناصر أمَّةٍ
في الشرقِ أضحى ثائراً
أذكى لديَّ الإنتماءْ
شحنَ الجميعْ
___________________
كانَ القريبَ مِنَ الشبابْ
كانَ المداعبَ ليِّنا
متفهما جيل الحرجْ
في الساحِ يمشي بيننا
ملكاً نطوفُ بظلّهِ
نثرَ الفرحْ
________________
في رحلةِ الصفِّ انتشى
غنّى مزاميرَ البلدْ
اللهُ أكبرُ قد شدا
اللهُ أكبرُ كَبّري
والصوتُ عالٍ ما خفتْ
في جوقةٍ
كنا نردد خلفهُ ،
في مهرجانٍ مِن حماسْ
هذا المُربِّي نادرٌ
في عصرِ كبتٍ واحتراسْ
في ظلِّ حكمٍ عسكريْ
_________________
زملاؤهُ قد أهملوا ،احلامنا
فتآمروا ليُكسّروا ،أقلامنا
ومعلمي حسنُ البشارةِ ملهمي
وقفَ انتسبْ
في الجيلِ يصنعُ معجزاتْ
عشتَ النضالَ أبا الجهادِ كما الجهادْ
ونصرتَ شعبكَ عازماً
لم تغفُ عن رفعِ العلمْ
______________
ما زلتَ تسكنُ في الفؤادْ
والعينُ صانتكَ الحسنْ
في مسمعي
اللهُ أكبرُ نعمةً
في الوعيِ تبقى شعلةً
تحمي النهارْ
والقلبَ تُبقي نابضاً
يهبُ انتصارْ
_________________
ما زلتَ في الذهنِ الشبابْ
لن تهرما
تخطو بقامةِ واثقٍ
تسعى بعزمٍ دافقٍ
تبقى الحسنْ
نبعاً تدفّقَ في الرياضْ
لو لم تكنْ كنا الضياعَ
على الموائد للذئابْ
كنتَ الملاذَ لكلِّ تلميذٍ شكا
كنتَ الملاذَ لكلِّ حلمٍ دافئٍ
صُغتَ الهُويةَ والأملْ
جسماَ رحلتَ ولم تزلْ
في الوعيِ استاذاً حسنْ
حسين جبارة يونيو 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق