السبت، 27 أغسطس 2016

الزوجة الصالحة بقلم الاستاذ وحيد راغب

كان لابد من استكمال حلقات الخيانة الزوجية بحلقة الزوجة الصالحة :
الزوجة الصالحة هى بهجة الدنيا وما فيها , هى السعادة المكتملة , والريحانة التى لا يشم منها اهلها الا العبق الآثر الجميل , هى المجتمع الفاضل , والام الرؤومة التى تؤسس كونا على الفضيلة والاخلاق والعلم والمعرفة , هى العطاء الذى لا ينفذ أبدا .. هى الحنان والعطف والنعومة والفناء , والنماذج لا تحصى ولكنى سأورد نموذجين ذكرا فى معرض الزوجات الخائنة حتى يبين الله للناس من هما الصالح والافضل , ومن المعاقب والمثاب , قال تعالى :
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ *وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ( 12 ) )﴾سورة التحريم: 10-12]
فالامرأتان هنا هما :
1-آسية بنت مزاحم زوجة فرعون العاتى الجبار الذى قتل السحرة جهرا لانهم آمنوا برب موسى وقتل واستحيى زوجات بنى اسرائل وادعى الالوهية وقتل ابناءبنى اسرائيل واطفالهم وحاصرهم الى ان نجاهم الله بمعجزة شق البحر بعصى موسى وجعله يابسا واغرق فرعون وجنوده ونجى جسد فرعون فلفظه البحر ليكون عبرة ( اما هو رمسيس الثانى أو غيره كلها نظريات وابحاث أهل الاثار ),,ولكن قوة المرأة الصالحة عندما تؤمن لا تزحزحها الجبال , فقاومت ظلم فرعون وجبروته فعذبها نهارا بتقطيع أوصالها على الاوتاد , ولكن الله كان رحيما بها فأراها منزلتها فى الجنة , ورأيى أنه لم يشعرها بهذا العذاب معجزة من الله وحبا لمن هو والاه ولم يوالى الكفر ولو جبروت , اذن المرأة هنا آمنت بربها ولم تخن زوجها , فعقيدة زوجها باطلة . وعلى شاكلة آسية ماشطة ابنة فرعون فقد تحدت بايمانها بالله فرعون وظلمه وعذابه بقتل ابنائها امامها واحدا تلو الاخر , فهى لم تخن ولكن آمنت وتحدت الكفر ولو بجبروته الفرعونى .
قال : قتادة كان فرعون أعتى أهل الأرض وأبعده ، فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها لتعلموا أن الله حكم عدل ، لا يؤاخذ أحدا إلا بذنبه .
وقال ابن جرير : ...عن سلمان قال : كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس ، فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها ، وكانت ترى بيتها في الجنة .
فقولها : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ) قال العلماء : اختارت الجار قبل الدار . وقد ورد شيء من ذلك في حديث مرفوع ، ( ونجني من فرعون وعمله )) أي : خلصني منه ، فإني أبرأ إليك من عمله ، ( ونجني من القوم الظالمين ) وهذه المرأة هي آسية بنت مزاحم ، رضي الله عنها
قال الإمام أحمد : عن ابن عباس قال : خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعة خطوط ، وقال : " أتدرون ما هذا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون "
2- المرأة الثانية هى مريم ابنة عمران "ر"
وهى نتيجة دعوة صادقة لامرأة عمران أن يرزقها ولد تجعله فى خدمة الله فكانت مريم "ع" واختلف فيها بين انها من الصالحين أو انها نبية والاقرب انها من الصالحين , فنشأت مريم فى كفالة زكريا النبى "ع" ومن صلاحها كانت فاكهة الصيف تكون عندها فى الشتاء , وفاكهة الشتاء فى الصيف بما نسميه كرامات الاولياء والصالحين وهو امر خارق للعادة يجريه الله للولى حبا فيه واصلاحا لغيره .. فكان زكريا يندهش من ذلك وكان لايولد له فدعى الله بالولد فاستجيب له بيحيى " المعمدان فى الانجيل " ولكن الله أراد لهاالكمال والرفعة ومواجهة الخلق ببلاء ان تلد من غير زوج بنفخة جبريل عليه السلام فها ولا نعلم كيفيةالنفخ فقد ستره الله عنا لنؤمن به غيبا .. فولدت عيسى النبى "ع" وتكلم فى المهد ليبرأ أمه ممما رميت به من الزنا على يد اليهود , وكان عيسى من اولى العزم من الانبياء
وكأن الله يرشدنا أن لا نتقول على الشرفاء ولا نرميهن بالباطل ونتحقق " ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة " فرمى النساء بالباطل يخرب البيوت .
فهنا مريم البتول لم تخن أحدا ولكن الله ابتلاها ان تلد بغير زوج معجزة كونية .. فهى الصالحة العفيفة الطاهرة
وثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .
اذن فى مقابل الخائنات يوجد الصالحات وبكثرة , فلما ناقشنا الموضوع ناقشناه لنعالج الخلل , ونصحح ما تسرب الى المجتمعات من أشياء فاسدة , لا تليق بتكريم الانسان , فالمرأة أم وأخت وعمة وخالة وجدة وزوجة , اذن هى المجتمع وليس نصف المجتمع , فنقدسها ونبجله ولا نرضى لها الا العفاف والكرامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق