الاثنين، 22 أغسطس 2016

على جبين الدهر بقلم المبدع رزاق البديري

على جبين الدهر 
اكتبها
واتهجى حرفها بعد الكتابة
وارسم تحتها انفاسا
ارقّتها الرتابة
وضلت كالمدى المهجور
تهجوها (العتابة)
ويرتجُ بها صوت موّال
وتغرقها أنات (الربابة)
بدوية الاصل عبارتي
وحضرية المتن
وريفية الطبع
مرت بكل المؤاني
وكل الصحاري
وفي كل الازقة
وجمعت من كل زمن
شيئا محنكا
وقبضت قبضة من ترابه
واستوحدت
في جفن ليل
ماسلمت من اسواط عقابه
ومازحها رعاف روحها
وجبين الدهر
يشهد اننا كنا حفاة المشاعر
عراة في درب بلا مسافر
ترنح المسير بنا
ودرنا كلنا بنفس الدوائر
نتبع بعضنا
نقطع اوداجنا
على طول المعابر
ونظل في نهاية الدرب ذكرى
تجمّل دهرنا فيها علينا
ويقول للذي يتلو
هنا كان جدار
وهنا كان مسافر
وهنا صوت تعبّد عند الغروب
وهنا نزف حب
وقصة لاتزال ذكرى
وهنا قُبِر طيفٌ وحلم يذوب
وهنا كان للظل ظلٌ
وهنا فاحت طيوب
هنا كان لكم اهل
احبة ، قلوب لها شراع
هنا زرعوا قمحا ياسمينا
هنا كتبوا رقاع
هنا كان الطل ينزل
من غمامات تمر عند المساء
هنا كان الرجاء يتبعه رجاء
هنا كان ينزل القمر
وسينزل بعدنا القمر
في ليل ليس هذا
ويرى حروف عبارتي
التي ستحفظ الاثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق