خربشات شاعر لم يولد بعد ..
.
الى الذين يدركون ما وراء الكلمات..
.
و جاءت على موعد في الصباحْ
تجر الذيول ..
على وجنتيها يرفّ انشراحْ
و بعد السلام و رد السلام
و بعد التبسم ..
راحت تسائلني و تقول :
أيا عميّ الحاج ماذا يقول لنا شاعر
ناهز الأربعين ؟؟
و ماذا بعمرك غير القصيد
تضوّع يسبي الصبايا هوى و حنينْ
و تشدو به شغفا سامر الحي
تهفو له خلجات السنين
تقول : أحقّقت ما كنت تصبو اليه ؟
أراض عن النفس
بعد عطاء تعتق شهدا
تداوى به أنفس المكلمين ؟
أنا يا ابنتي
في الوثائق فعلا تجاوزتها الأربعين
بعقد و بضع سنين
و لكنّني ما ولدت
و لم أبتدئ رحلة العمر كالآخرين
أنا لم أعش نزوات الطفولة
لم أرتو من كؤوس الحنين
و والدتي لم تكن بي تبالي
فلم تك تمشط شعري
و لم تحتضني
و ما قبلتني
و ما صارحتني بحب
تخبئه في الحنايا دفين
و لم تحتفل بملادي التعيس
فقد قيّدوني مع المهملينْ
أنا لم اعش نزوات الطفولة كالآخرين
و من شدّة الخوف
كنت إذا ما غفوت قليلا
يطاردني شبح همجيّ لعينْ
يموت اشتياقا لآهات طفل
يموت ارتعادا من الليل
و الغول
و المدلجين
لكم كنت أحلم بالسوط في يقظاتي
أراه تجسّد في امرأة دون قلب
تطاردني في الفيافي
و بين الحزون
تطاردني كلّ حين
و حينا يخادعني السوط حذقا
يحول ..
أراه بمسجدنا صنما مقرفا دون عين
يحفّظني سورة التين
يهمزني همزتين
فأنسى حروف الهجاء
و يطمس في مهجة الطفل كل يقين
عجيب هو السوط في حلمي
فحينا أراه ذئابا
و حينا يصير معلمة تختلي بالرجال
بكل ابتذال تصافحهم أجمعين
و تضربني إن نسيت القواعد
حدّقت في وجهها
أطلب الصّفح ترجف مني اليدين
و حينا أراه
تجسد غولا..
تجسد جنا
تحول صار أفاعي تسعى
تطاردني في الشعاب انتقاما
تفـــــحّ ..
تمزق جلدي بناب مكين
و اصرخ رعبا
تحول الأفاعي ..
تصير أبي العربيّ العظيم
تجسّد فخارة من تراب و طين
يطاردني مثلها بطلا
يمقت الطفل يلهو ..
يريده كهلا قبيل تجاوزه السنتين
أنا لست أدرى متى مكرها قد ولدت ..
و أين ولدت ..
وكم كان عمري غداة أضفت إلى المهملينْ
أنا لم أزل باحثا عن وجودي
فقد ضاع مني وليدا
و أعدم في خرقة و قماط
وغول يراقبني الليل كي استكين
و أهرب منّي إليه
فألزم فرشي غروبا
أصفّـد نفسي بخوف لعين
لقد عشت دهرا سوايَ
تقمّصتُ أمي
تقمّصت شيخ القبيلة
و الخفر و التابعين
تقمصت شيخ الكتاتيب قردا
يبيع أباه بفندير تمر
و كوب شنين
تقمّصت كل حقير لعين
و ما زلت ابحث عني
و لا علم لي من أكون
أكون الجميع
لأرضي الجميع
و أنسى لانا هربا من نيوب السياط
و أنسى الأنا شغفا بالسكون
لقد صرت أواه أسعى لكسب الرضا
من سفوح الجبال
و من صخرات الشعاب
و من بشر لا ترى وهج النور
في قلب طفل حزين .
و أسأل عنّي
و لا التقي بي
أعيش اغترابي عن الذات جرما
أعيش استلابي ..
و قال لي الوالد العبقري الكريم :
إذا شئت أن تتقي الظلم و الظالمين
فنمْ كالدجاج قبيل الغروب
و وطّـد خميمك تنجو من الغدر
و الغادرين ..
و خــذْ من نعاجك طبع المذلّة
تمس من الآمنين
و جار حمارك صبرا
تحمل تحمّله لأذى المكترينْ
و قل بعد ذلك للشّر هيّا
يباعدْ حماك
إلى أبـــد الآبدينْ ..
تعلّمت مذ صغري
أن أداهن كل عريف
و أن أتقي غضب الكلب
ارمي له قطعة من رغيف
و أسعى اصفق للحاكم الفرد
و اهتف زلفى بعمر طويل
لمن حكم القوم عقدين تما و نيف
و أخشى الوشاية من قشة
شردتها رياح الخريف
تعلمت أن اقرأ الأمر في النظرات
أترجم لغو العيون ..
أطيع الكلاب إذا أمرتني
عسى أن أعيش السلام
فما كالسلام بعقد الشريف
غدا ربّما يولد الشيخ
يبعث في ردهات الخرابْ
يصلّي النوافل ذات صباح
يعانق ذاته بعد عقود من التيه و الاغترابْ
غدا ربما يرحم الشيخ
يفتكّ إنسانه من قيود الهزائم و الانكسار
غدا ربما يعبق الزهر
يوقظ وهج المحبة بين التماثيل
يرجع بعض المسرة للميتين
بأرض يباب
غدا ربما يشرق النور سحرا
يلملم فيّ الخراب ..
.
الى الذين يدركون ما وراء الكلمات..
.
و جاءت على موعد في الصباحْ
تجر الذيول ..
على وجنتيها يرفّ انشراحْ
و بعد السلام و رد السلام
و بعد التبسم ..
راحت تسائلني و تقول :
أيا عميّ الحاج ماذا يقول لنا شاعر
ناهز الأربعين ؟؟
و ماذا بعمرك غير القصيد
تضوّع يسبي الصبايا هوى و حنينْ
و تشدو به شغفا سامر الحي
تهفو له خلجات السنين
تقول : أحقّقت ما كنت تصبو اليه ؟
أراض عن النفس
بعد عطاء تعتق شهدا
تداوى به أنفس المكلمين ؟
أنا يا ابنتي
في الوثائق فعلا تجاوزتها الأربعين
بعقد و بضع سنين
و لكنّني ما ولدت
و لم أبتدئ رحلة العمر كالآخرين
أنا لم أعش نزوات الطفولة
لم أرتو من كؤوس الحنين
و والدتي لم تكن بي تبالي
فلم تك تمشط شعري
و لم تحتضني
و ما قبلتني
و ما صارحتني بحب
تخبئه في الحنايا دفين
و لم تحتفل بملادي التعيس
فقد قيّدوني مع المهملينْ
أنا لم اعش نزوات الطفولة كالآخرين
و من شدّة الخوف
كنت إذا ما غفوت قليلا
يطاردني شبح همجيّ لعينْ
يموت اشتياقا لآهات طفل
يموت ارتعادا من الليل
و الغول
و المدلجين
لكم كنت أحلم بالسوط في يقظاتي
أراه تجسّد في امرأة دون قلب
تطاردني في الفيافي
و بين الحزون
تطاردني كلّ حين
و حينا يخادعني السوط حذقا
يحول ..
أراه بمسجدنا صنما مقرفا دون عين
يحفّظني سورة التين
يهمزني همزتين
فأنسى حروف الهجاء
و يطمس في مهجة الطفل كل يقين
عجيب هو السوط في حلمي
فحينا أراه ذئابا
و حينا يصير معلمة تختلي بالرجال
بكل ابتذال تصافحهم أجمعين
و تضربني إن نسيت القواعد
حدّقت في وجهها
أطلب الصّفح ترجف مني اليدين
و حينا أراه
تجسد غولا..
تجسد جنا
تحول صار أفاعي تسعى
تطاردني في الشعاب انتقاما
تفـــــحّ ..
تمزق جلدي بناب مكين
و اصرخ رعبا
تحول الأفاعي ..
تصير أبي العربيّ العظيم
تجسّد فخارة من تراب و طين
يطاردني مثلها بطلا
يمقت الطفل يلهو ..
يريده كهلا قبيل تجاوزه السنتين
أنا لست أدرى متى مكرها قد ولدت ..
و أين ولدت ..
وكم كان عمري غداة أضفت إلى المهملينْ
أنا لم أزل باحثا عن وجودي
فقد ضاع مني وليدا
و أعدم في خرقة و قماط
وغول يراقبني الليل كي استكين
و أهرب منّي إليه
فألزم فرشي غروبا
أصفّـد نفسي بخوف لعين
لقد عشت دهرا سوايَ
تقمّصتُ أمي
تقمّصت شيخ القبيلة
و الخفر و التابعين
تقمصت شيخ الكتاتيب قردا
يبيع أباه بفندير تمر
و كوب شنين
تقمّصت كل حقير لعين
و ما زلت ابحث عني
و لا علم لي من أكون
أكون الجميع
لأرضي الجميع
و أنسى لانا هربا من نيوب السياط
و أنسى الأنا شغفا بالسكون
لقد صرت أواه أسعى لكسب الرضا
من سفوح الجبال
و من صخرات الشعاب
و من بشر لا ترى وهج النور
في قلب طفل حزين .
و أسأل عنّي
و لا التقي بي
أعيش اغترابي عن الذات جرما
أعيش استلابي ..
و قال لي الوالد العبقري الكريم :
إذا شئت أن تتقي الظلم و الظالمين
فنمْ كالدجاج قبيل الغروب
و وطّـد خميمك تنجو من الغدر
و الغادرين ..
و خــذْ من نعاجك طبع المذلّة
تمس من الآمنين
و جار حمارك صبرا
تحمل تحمّله لأذى المكترينْ
و قل بعد ذلك للشّر هيّا
يباعدْ حماك
إلى أبـــد الآبدينْ ..
تعلّمت مذ صغري
أن أداهن كل عريف
و أن أتقي غضب الكلب
ارمي له قطعة من رغيف
و أسعى اصفق للحاكم الفرد
و اهتف زلفى بعمر طويل
لمن حكم القوم عقدين تما و نيف
و أخشى الوشاية من قشة
شردتها رياح الخريف
تعلمت أن اقرأ الأمر في النظرات
أترجم لغو العيون ..
أطيع الكلاب إذا أمرتني
عسى أن أعيش السلام
فما كالسلام بعقد الشريف
غدا ربّما يولد الشيخ
يبعث في ردهات الخرابْ
يصلّي النوافل ذات صباح
يعانق ذاته بعد عقود من التيه و الاغترابْ
غدا ربما يرحم الشيخ
يفتكّ إنسانه من قيود الهزائم و الانكسار
غدا ربما يعبق الزهر
يوقظ وهج المحبة بين التماثيل
يرجع بعض المسرة للميتين
بأرض يباب
غدا ربما يشرق النور سحرا
يلملم فيّ الخراب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق